أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - ماذا لو حَكَمَ مصرَ حمارٌ؟














المزيد.....

ماذا لو حَكَمَ مصرَ حمارٌ؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 20:17
المحور: حقوق الانسان
    


ماذا لو حــَكــَمَ مصرَ حمارٌ؟

هذا العنوان ليس مِزحة أو نكتة أو تهكماً أو سخرية لاذعة، لكنه حقيقة جدّية لم يدر بذهني أنها تعني شخصاً، إنما رصد لتجارب مئات السنين حكىَ لنا التاريخ شطراً منها، وبقي ما تحت جبل الجليد الجزء الأكبر.
لو تسلل الآن إلى القصر الجمهوري في مصر بعيداً عن أعين المتظاهرين، مع أو ضد السلطة، حمارٌ، وسرق كرسي العرش، وأصدر بيانه الأول، فإنني على يقين من أن ثلاثة ملايين على الأقل سيدعمونه بعد أسبوع من استيلائه على السلطة.
وبعد ستة أسابيع سينحاز إليه بعض كبار الكبار في الدائرة السياسية والدينية التي تهيمن على الدولة.
وبعد ثمانية أسابيع سيلقي خطيب أحد المساجد خطبة دينية رائعة يستشهد فيها بكل الأقوال المقدسة على أهمية طاعة الشعب لسيدنا الحمار.

سيثور ضده شباب أطهار، وسيدعون لمليونية، وسيسخرون منه في رسومهم وأشعارهم ورقصاتهم، لكن سيدنا الحمار يستطيع أن يُجيــّـش بعد شهرين من تسلـُـمه الحُكم مثقفين وعلماء ورجال دين وجنرالات وضباطا كبار وإعلاميين ومحرري صفحات مؤثرة في القراء
سيؤكدون أنه الأفضل لحُكم مصر، وأن أفكاره عبقرية، وأن الخير على يديه، وأن مستقبل مصر المــُـشْرِق بين يدي سيدنا الحمار .
سيبتسم القاريء العزيز ويظن أنني أسقط كلماتي على شخص أو زعيم، لكنني أراها حقيقة متكاملة ونزيهة وموضوعية.
ربما يعترض في اليوم الأول أغلبية الناس عندما يقف سيدنا الحمار أمام ميكروفونات كل القنوات المصرية والأجنبية، و
بعد وقت وجيز يبدأ أحدهم من نهاية القاعة بالتصفيق، فينظر إليه الحاضرون بازدراء، ثم ينضم إليه مُصفِّـق جديد، ولن تمر ساعة حتى تهلل نصف القاعة للقرارات الرشيدة لسيدنا الحمار.
هذه هي سيكولوجية الجماهير في كل زمان ومكان مادامت هناك أمية وجهل ونقص في الوعي السياسي وتلذذ بالعبودية الطوعية وأخطر الأخطرين هو التبرير القائم على قداسة الفرد.
لاتضحكوا، أرجوكم، فأنا لم أكن أكثر جدية وواقعية وعقلانية من قبل، ومن لا يُصدّق فليقم بمساعدة حمار على التسلل إلى القصر الجمهوري، ويتركه يكتب بنفسه خطابه إلى الجماهير.
ماذا لو زعم الحمار أنه مبعوث العناية الالهية، وأنه سيحكم بالمقدس، وأن من لا يؤمن بحديثه فلن يعرف الجنة في الآخرة؟
أكاد أقسم أن كثيرين سيرفعون رايات خفاقة عليها اسم حمارنا العزيز، وربما يصدر أول كتاب عن عبقريته بعد أربعة أيام من تولــّـيه السُلطة.
كل القادة الحمير الذين حكموا دولا في العالم الثالث لم يصدّق أحد في الساعات الأولى أن الحمار سيصمد يوما أو بعض يوم، ثم تأتي العادة التي يعقبها دهشة الجماهير من المعارضة السخيفة والظالمة التي تشكك في عبقرية السيد .. الحمار!
الكذب ثم يأتي التبرير، اعلان الحرب وبعدها تفسير السبب، اعتقال أبرياء ثم البحث عن تهم جاهزة، القاء خطاب أحمق وبعدها سيتبرع الأحمق منه لشرح عبقرية ما وراء الكلمات.

شغلتني كثيرا وفي كل كتاباتي تقريبا فكرة المستبد والشعب، ومازلت عند رأيي في أن المستبد هو الذي يصنع شعبه وليس العكس.
كل قاطعي رقاب الشعوب من الطغاة عثروا بسهولة على مسرور السياف، وبإشارة واحدة من بول بوت تحول الكمبوديون إلى وحوش كاسرة، وبإيمائة من منجستو هيلامريم تمكن الجنرال من قتل ربع مليون من أبناء شعبه في أقل من عشر سنوات.
الحاكم يصنع عبيداً أو مخزني قات أو هولاكيين صغاراً أو يجعل في كل بيت نصفاً من الجواسيس على النصف الآخر.
وإذا تمرد الشعب أو فئة منه أو الربيع، أعني الشباب فليس هناك أفضل من فتح الباب لسارقي الثورات الذين تعاونوا سنوات طويلة، معارضين أو موالين، ليستمر الرئيس أو الحاكم أو الزعيم أو الحمار في ركلهم وصفعهم.
سيقول قائل: هذه أضغاث أوهام لعدم الثقة بشعوبنا المناضلة في العالم الثالث، لكنني هنا أتحدث عن طبيعة الخنوع الإنساني في صناعة المقدس حتى لو كان طفلا معاقا ومتخلفا في قرية فسيجعلون منه مبروكاً يشفى المرضى ويخصب العاقرات، وفي النهاية سيقولون بأنه وليٌّ من أولياء الله الصالحين.
يكفي أن يسير الحمار فوق البساط الأحمر، ولا يرتجف أمام الجماهير، ويصنع بيانا أو دستورا أو جمعية أو جماعة أو بركة أو وعداً بالجنة أو خيرات تتنزل على مريديه من حيث لا يحتسبون.
لا أبالغ إذا قلت بأن طاعة الناس للحمار ستبدأ قبل الخطبة بوقت طويل فهي استعداد إنساني بحت في عالم مليء بالأمية والجهل وبهجة الطاعة ولذة العبودية المختارة .
ولكن كيف نقنع الناس بمكانهم الطبيعي وبإنسانيتهم وبأن الكرامة هي نفخة روح الله فيهم؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 10 ديسمبر 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس محمد مرسي ليس رئيساً شرعياً لمصر!
- خطاب مفتوح إلى رئيس قاتل!
- مصر الرواندية .. ذرة عقل واحدة!
- مدخل إلى بيان تجديد ثورة 25 يناير
- القفا والكفّ: مَنْ يصنع مَنْ؟
- المسلمون الجُدد!
- أشلاء مَنْ هذه: ابنتك أم ابنك؟
- حوار بين مستشار و .. ابنه!
- فرانكفورت .. حيث ينعي الكتابُ العربَ!
- كلمات في الحماقة!
- رؤيتي الجديدة للرئيس محمد مرسي!
- هل النار مشتعلة في البيت؟
- حوار بين الرئيس مرسي و.. مواطن مصري!
- هذه أفكاري لمليونية الخروج من الجحيم!
- الديمقراطية العرجاء!
- رسالة من الرئيس مرسي إلى المصريين
- حديث عن هيكل وكشك والجمل و.. طائر الشمال!
- ورسالة جديدة إلى روح عبد الناصر
- الختم على القفا!
- الجزيرة مباشر .. علامات استفهام!


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - ماذا لو حَكَمَ مصرَ حمارٌ؟