أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي أحمد - إشكالية بناء دولة ما بعد التغيير في ال2003














المزيد.....

إشكالية بناء دولة ما بعد التغيير في ال2003


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنا أود إبداء ملاحظاتي المتواضعة حول كتاب الدكتور علي العقابي (( العراق بين سجال الانسحاب الأمريكي و إستراتيجية بناء الدولة الجديدة )) , فما حصل بعد الغزو الإنجلو – أمريكي للعراق سنة 2003 لا يمكن فصله عن عوامل أساسية الأول : الانقسام المجتمعي الممتد منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن المنصرم و الذي تعمق بفعل ممارسات النظام السابق .
فما قام هذا النظام من تحطيم للحياة الحزبية و النقابية , ففي الناحية الأولى لم يتورع عن تصفية كل الأحزاب السياسية – المعارض منها و الحليف – بأبشع أنواع الممارسات القمعية و لم يسلم من هذه الإجراءات حتى قيادات حزب البعث الفاعلة التي تمت تصفيتها منذ اليوم الأول لاستلام صدام حسن للسلطة سنة 1979 مما حول الحزب إلى مجرد أداة لتنفيذ سياسات النظام . أما الناحية الثانية فقد تم تفرغ المنظمات الجماهيرية من محتواها و تحويلها إلى أدوات قمعية .
أمام هذا الواقع اضطر المواطن إلى اللجوء إلى هوياته الفرعية للدفاع عن مصالحه , دون أن ننسى الحروب العبثية لهذا النظام , الخارجية و الداخلية على حد سواء , لا بل الداخلية أسهمت في تعزيز التخلخل الاجتماعي بشكل كبير نتيجة للقسوة المفرطة التي تم اللجوء إليها لقمع الانتفاضات الجماهيرية .
أما العامل الثالث هو طبيعة التغيير , فهي كانت بفعل عامل خارجي و من دون غطاء أممي حتى يعطيه الشرعية الدولية , و بدل أن تلجأ قوات الاحتلال إلى معالجة الجروح زادت من حدتها عندما أسست العملية السياسية وفق ما سمي ب ( الديمقراطية التوافقية ) التي زادت من حدة الاستقطاب المجتمعي من جهة , و من جهة ثانية عملت على تهييج مخاوف دول الجوار الإقليمي عندما أخذت تتحدث عن شرق أوسط جديد , مما دفع هذه الدول إلى التدخل السلبي في الشأن الداخلي .
و لم يعمل الانسحاب الأمريكي من العراق في نهاية 2011على حلحلة الأوضاع المتأزمة بين مكونات العملية السياسية , إن لم نقل أنه عمقها , فقد شعرت الكتل المتصارعة بحرية أكبر لتنفيذ أهدافها و أهمها بناء الدولة الجديدة وفق أجنداتها , رغم صعوبة هذا الأمر الناتج عن طبيعة الأحزاب السياسية التي تصدت للمشهد العراقي بعد 2003 .
و لتصحيح أوضاع البلد لابد من بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تعتمد على اعتماد هوية المواطنة و هذا يتطلب جهود استثنائية أهمها التخلص من المحاصصة و هذا لن تم ما دامت هذه الأحزاب المتنفذة ممسكة بزمام الأمور في البلد لأنها أصبحت لا تستطيع الاستغناء عن التوافق في تسيير أمور الحكم .
و من ثم الشروع بتطهير الدستور الحالي من كل القنابل الموقوتة , و يقف على رأسها إلغاء المواد التي تدعوا إلى التوازن في بناء أجهزة الدولة – خصوصا الأمنية منها .
و لابد من حملة وطنية شاملة للتخلص من الفساد المستشري في مفاصل الدولة من خلال جهود مجتمعية متعددة الوسائل , فالحلول البوليسية وحدها غير كافية . لعل أهم هذه الحلول يتمثل في ترسيخ ثقة المواطن بدولته عن طريق تحسين أوضاعه , لا من خلال تقديم الخدمات الغائبة عنه , إنما من خلال منحه أبسط حقوقه المعيشية و توفير السكن الملائم له و ما إلى ذلك من العلاجات .
وتبقى هذه الحلول أشبه بالوصفات السحرية المستحيلة نتيجة لترسخ الأمراض المجتمعية و لضعف القوى السياسية و الاجتماعية القادرة على إصلاح الخلل .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لأخونة الدولة المصرية
- الرئيس الأمريكي أوباما يفوز بولاية ثانية
- وددت لو أني بكيت
- ليرحم الله الأفكار الحداثوية
- الديمقراطية بين الوهم و الحقيقة
- حول قانون المجالس المحلية العراقي
- حركة 14 تموز 1958 بين الانقلاب و الثورة
- لماذا يحتفل الشيوعيون العراقيون بثورة الرابع عشر من تموز
- الربيع العربي بين سطوة الاسلام السياسي و ضعف اليسار


المزيد.....




- طيور وأزهار وأغصان.. إليكم أجمل الأزياء في حفل -ميت غالا 202 ...
- حماس تصدر بيانًا بعد عملية الجيش الإسرائيلي في رفح وسيطرته ع ...
- التعليم حق ممنوع.. تحقيق استقصائي لـCNN عن أطفال ضحايا العبو ...
- القاضي شميدت يتحدث عن خطر جر بولندا إلى الصراع في أوكرانيا
- فيتنام تحتفل بمرور 70 عاماً على نهاية الاستعمار الفرنسي
- نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة
- الأردن: إسرائيل احتلت معبر رفح بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات ...
- باتروشيف: ماكرون رئيس فاشل
- روسيا.. الكشف عن موعد بدء الاختبارات على سفينة صاروخية كاسحة ...
- الإعلام العبري يتساءل: لماذا تسلح مصر نفسها عسكريا بهذا الكم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي أحمد - إشكالية بناء دولة ما بعد التغيير في ال2003