أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - وليد الفاهوم في -وطن الثدي-














المزيد.....

وليد الفاهوم في -وطن الثدي-


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 13:37
المحور: الادب والفن
    


وليد الفاهوم في "وطن الثدي"
شاكر فريد حسن
عرفت الساحة الادبية الفلسطينية وليد الفاهوم صوتاً قصصياً ، وراوياً لحكايا المعتقلين السياسيين الفلسطينيين خلف القضبان الحديدية. وقد اثبت حضوره المتواصل خلال السنوات الماضية عبر الصحف والحلقات والمنابر الادبية المختلفة . وهو مثقف مشحون بالقلق الوجودي على مستقبل الانسان الفلسطيني والعربي، وينتمي الى اليسار السياسي والوطني والاتجاه الواقعي الثوري في الادب.
وبالرغم من ممارسته مهنة المحاماة الا انه يحب ويعشق الكتابة ، التي يقول عنها في قصة "الثدي" انها" تغتصبه ، فتظل الفكرة تلح عليه وتسبب له وجع الرأس والمعدة وتلح وتلح حتى يقوم فيرتب الاوراق ويمسك القلم ويقطع علاقته مع الزمان والمكان لكي يتخلص من الوجع".
وقد جاءنا وليد الفاهوم بمجموعة قصصية اسماها "وطن الثدي" ، تضم عدداً من القصص، التي كان كتبها ونشرها في صحفنا وادبياتنا المحلية
ولا ريب ان وليد اختار القصة كجنس ادبي قادر على التعبير عن الواقع الاجتماعي والسياسي السائد ، وعن الآلام والهموم والآمال العريضة ، وكوثيقة تاريخية ومرآة صادقة تنقل القضايا والمشكلات ، التي تواجه المثقف والانسان العادي في حياته اليومية.
ووليد الفاهوم صادق في معالجة وتناول الموضوعات المطروحة في قصصه ، وهو يكتب عن امور وهموم عاصرها وعاشها وعايشها وشعر بها، وتجارب خبرها بنفسه، وقضايا انفعل بها اثناء ممارسته مهنة المحاماة وخلال عمله السياسي ونشاطه الاجتماعي والثقافي، فصاغها باسلوبه الخاص بدقة وصدق.
ان قارئ قصص وليد الفاهوم يتابع بشغف تداعيات احداثها وبساطتها الطاغية وملامستها الشفافة لحقيقة الواقع ولموضوعاتها العامة ، التي تشكل عالماً غنياً بالتفاصيل الهادئة والمتفجرة ومعايشتها للواقع الحياتي المعاش، وتعمد الى بلورة سمات مغايرة ومخالفة لهذا الواقع من خلال وصف الأمكنة وتطور الاحداث ، ورسم ملامح الشخصيات وعناصرها المدهشة ، لكن في الوقت نفسه يستشف القارئ ان عدداً من القصص تطغى عليها الذاتية والسرد الذاتي الذي يصل احياناً الى حد الطفح، وان الكاتب يفرض نفسه على ابطال قصصه محدداً مواقعهم مسبقاً.
ويحاول وليد في نصوصه رسم صورة للمثقف العربي الذي تنازعه مشاعر الاحباط والاغتراب في مجابهته لقوى غاشمة ومتسلطة تسعى لاخضاعه وتكييفه لمشيئتها ، فيصور البطل في حالات اخفاقه ويأسه وتوقه الدائم والابدي الى التطور والتغيير الاجتماعي الراديكالي.
واننا نحس بالثقافة المعرفية لوليد الفاهوم وقراءاته الموسوعية المتنوعة من خلال استخدامه واستحضاره وتضمينه لآيات قرانية واحاديث نبوية شريفة ، وذكره اسماء ادبية وفكرية كاحلام مستغانمي ومحمد شكري واسكار وايلد ، وآلهة واساطير كجلجامش وهاري كريشنا وغير ذلك.
ومن ناحية البناء والخصائص الفنية الهندسية وعناصر التشكيل الجمالي هنالك توليفة تجميعية جبرية في القصص ، وقد اجاد وليد في تراكيبه ، التي جاءت منسجمة ومتلاحقة ،وتهب الحيوية والفاعلية والانسجام .
لقد استطاع وليد الفاهوم ان يقدم لنا في مجموعته قصصاً بسيطة خالية من التعقيد والبهرجة الكلامية ولا تعتمد اسس وقواعد القصة الفنية التقليدية ، وذات دلالات واضحة الملامح تضغط على الكثير من الجراحات ، التي رافقت مجتمعنا.
واخيراً ، فانني لا اقدم في هذه العجالة تحليلاً واستعراضاً لقصص الكتاب، وانما هي ملاحظات نقدية سريعة واستنتاجات تكشفت وبانت لي اثناء قراءتي لنصوص وليد الفاهوم ، الذي اتمنى له عطاءً دائماً وموقعاً متقدماً على خريطة الادب في هذه البقعة من ارض الوطن .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية لابن الذيب القطري ..!
- الى روح الشاعر الفلسطيني فيصل قرقطي
- مع قصيدة شفيق حبيب (العاهرون)
- ذكرى اعلام الأدب والثقافة
- سعود الاسدي و-التيه الأخير-
- مدخل لدراسة الرواية الفلسطينية في اسرائيل
- نجيب سرور ... الشاعر -المجنون- تمرداً
- اصدار العدد السابع من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- صدور عدد ايلول من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- الاصلاح في عددها الجديد الخاص بالتعليم العربي
- في ذكرى رحيل الاديب الفلسطيني نواف عبد حسن
- شبابنا الى اين ..!
- من تاريخ الحركات الوطنية في الداخل الفلسطيني (حركة الارض)
- استعجلت الرحيل يا ابا اياس..!
- صدور ديوان -انا والعمر سائران صحابا- للشاعر د. محمد حبيب الل ...
- في العدد الجديد من مجلة (الاصلاح) الثقافية محور خاص عن الكات ...
- النفاق الاجتماعي ظاهرة تهدد مجتمعنا..!
- ملامح الحياة الثقافية والصحفية في قطاع غزة بعد الاحتلال
- -اسبوعيات- و-شمقمقيات- اميل حبيبي ..!
- شيء ما عن الشاعر والكاتب المسرحي الفلسطيني الراحل الدكتور عب ...


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - وليد الفاهوم في -وطن الثدي-