أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - الأنسان .. بين الحداثة والتوحش















المزيد.....

الأنسان .. بين الحداثة والتوحش


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 10:21
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


صحيح أن العالم يتطور بالماكنة والتكنلوجية الحديثة ووسائل الأتصال والتقنية في كل المجالات ولكن الأنسان يثبت ،مع الأسف الشديد ، أنه لايزال ذلك الأنسان المتوحش الذي كان يخرج من كهفه حاملا" سلاحه لغرض كسب قوته وأشباع رغباته حتى ولو ادى ذلك الى قتل اخيه الأنسان ،ولاتزال شريعة الغاب هي الحاكمة الى يومنا هذا ،حيث الصراع من أجل البقاء والقوي يؤكل الضعيف .
أن أنسان اليوم ،برغم كل المسميات التي يجمل بها صورته يظل هو ذلك المتوحش الذي استبدل الكهف بما وفرته له التكنلوجيا من مساكن حديثة مرفهه ،ولانبتعد عن الصواب أذا قلنا انه اشرس وأكثر وحشيه من سلفه أذا ما أخذنا بنظر الأعتبار أن الأنسان القديم معذورا" في ممارساته انذاك كونه لم ينل من التنويربعد ولم تصله الشرائع السماوية ،ولم يتعلم الدين والأدب والحكمة في مدارس ولم تهذبه الفنون .
ولكن ماعذر أنسان اليوم الذي يقطع آلاف الكيلو مترات ، متترسا" بأحدث
تكنلوجيا القتل المتطورة، ومرسلا" أحدث أسلحة الفتك والدمار الى أخيه الانسان ،متذرعا" بذرائع ظاهرية واهية ولكن هدفه الحقيقي واضح وهو الحصول على ما في يد اخيه من غنائم بعد ان تسقط آلاف الجثث وتسيل الدماء بغزارة وتصل الأحقاد الى ذروتها ،ثم ينتشي متبجحا" بالنصر وأمتلاك ثروات الأخرين وقهرهم !، أنه نفسه ذلك الجاهلي المتوحش الذي كان يلعب برمحه ويرتجز الشعر بعد نجاحه في القتل !
وهناك من يرمي بالسكان الأصليين الى خارج ارضهم وديارهم ومزارعهم بعد أن يعمل فيهم القتل والتدمير والترويع ثم يجلس مكانهم ،ويجد هناك من يناصره ويمده بكل اسباب العنت والطغيان ،انها بحق وحشية أعنف بكثير من وحشية أنسان الكهوف البدائي الذي كان يكتفي بصيد يومه وسد رمق جوعه.
نقل عن وزير الدفاع البريطاني في حكومة تاتشر قوله : ( ان الحرب العراقية الأيرانية تخدم مصالح انكلترا والغرب ،ويجب اعطاء العراق وأيران أمكانيات متابعتها ) ،وقد استمرت الحرب حوالي ثمانية سنوات وقتل فيها اكثر من مليون انسان !
وينقل عن الرئيس الأمريكي هاري ترومان انه علق بفرح غامر على اسقاط اول قنبلة ذرية على هيروشيما في 16 – 7 – 1945، وقد حصد التفجير مائة الف أنسان على الفور وأكثر من مائة وخمسون ألف بعد مرور عام ، قال ( هذا أعظم شئ في التاريخ ) ! .
يقول القائد الهندي المهاتما غاندي :
( أن العالم يملك ما يكفي الجميع ولكن لا يملك ما يكفي طمع الجميع ) .
وعلى هذا القياس فمن المتوقع ان هذه التكنلوجيا التي كشفت للأنسان المجاهل واظهرت الثروات والكنوز الدفينة وجعلت المعادن المختلفة تقولب لخدمته وسعادته ، سيعمل طمعه وسوء استخدامه لها الى أن هذه التكنلوجية ذاتها ستعيده الى عصور شبيهه بعصور ما قبل التاريخ .


هل هناك اليوم حنكة دولية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد كان يجدر بالمؤسسات الدولية أن يقودها اناس اكفاء حريصون على سلامة العالم وتسيير مصالحها بالصورة التي تساعد على حل المشاكل وتزيل التوترات ،وهذا هو الواجب الحقيقي للهيئات الدولية ، غير اننا بدأنا نرى أن هؤلاء أصبحت الولاءات هي التي تنصبهم وخاصة بعد انفراد اميركا بقطبية العالم ، فمن المستحيل أن تنصب شخصية لاترضى عنها اميركا ومن وراءها الصهاينة ،فاصبح من السهل ان نرى أنها تقوم بنصرة الظالم على المظلوم ،وهذا ما ولد غضبا"وحنقا" مكبوتا" وخاصة في العالمين العربي والأسلامي أدت الى ما أدت اليه من بؤر أنفجار مهيأة في أي وقت لتهديد السلام العالمي وأستمرار العلاقات الدولية اللائقة .
أن القطبية الأحادية التي برزت بعد أنهيار السوفيت أفرزت ممارسات سلبية على الأمن العالمي ، حيث أصبح كل من يعمل بصوت الحق والضمير فيصدر قرارات لاتعجب الصهاينة يتعرض للعزل أو عدم التصويت له ثانية ومن الأمثلة على ذلك ما حصل للأمين العام للأمم المتحدةالسابق د. بطرس غالي وعلى الرغم من انه كان من حكومة السادات التي أبرمت الصلح مع أسرائيل ، وقد تكون هي الشهادة التي حملته الى هذا المنصب ، غير أن ثائرة الصهاينة ثارت عليه بعد تقرير مستشاره العسكري الجنرال الهولندي فرانكلين فاين وذلك بعد مجزرة قانا ،الذي كان تقريرا" مهذبا أشار فيه الى أن الصواريخ الصهيونية التي أستهدفت المدنيين اللبنانيين الذين أحتموا بقوات الأمم المتحدة لم تكن عن طريق الخطأ، بل كانت مقصودة ، وهكذا ضاعت كل خدمات د. بطرس غالي وأصر اليهود ومن ورائهم الأمريكان على عدم التجديد له .
أن تحول أمريكا من دولة ديمقراطية الى دولة مهيمنة محتلة وأرهابية ومتوحشة وتملك من الصفات القاسية ما لم يمتلكها القراصنة والمتوحشون من قبلها ، لم يرصد من قبل أعدائها ومن أكتوا بنارها فقط ، بل رصد من قبل المواطنين الأمريكيين أيضا" ، وهناك الكثير من الكتاب والمثقفين والمواطنين العاديين في المجتمع الأ مريكي يرفضون هذا التصرف وينتقدونه ،وخاصة الفئات التي لم تتمكن الدعاية الصهيونية من تجهيلها وارعابها من العدو الوهمي لأمريكا ، غير أن القرار الأمريكي في واقع الحال ، مسير صهيونيا" .
من ابرز المفكرين الأمريكين هو نعوم تشومسكي (الذي أكد على مسؤولية النظام العالمي وراعيته أمريكا في خلق الأرهاب سواء أكان ذلك عن طريق أعتماد أدوات السيطرة الأقتصادية التي تهمش معظم سكان العالم ، أو في تطبيق سياسات وتحالفات تقهر شعوبا" بكاملها ) .
الوعود بعالم أفضل :
أن الوعود الكاذبة بعالم افضل كان دائما" المصيدة التي تستخدمها امريكا والدول الأوربية لكسب تأييد الشعوب المراد إثارتها وعادة يؤدي ذلك الى الفوضى وأنهاك البنى التحتية لتلك البلاد وفي النهاية تحقيق الدول الغربية أهدافها في السيطرة على مواردها أو مواقعها الستراتيجية .
في اب 1995 قال الرئيس الصيني جيانغ زيمن ( أن القوى الغربية المعادية لم تتخل للحظة واحدة عن خطتها لتغريب وتقسيم وطننا ) ، وقد يكون الفيتو الروسي الصيني الذي تكرر لمرتين ، مطلع عام 2012ليس خالصا" لمصلحة الشعب السوري ،الذي تحاول امريكا والغرب التهامه وتفكيك اوصاله ، بقدر ما أنها شعرت ان الوحش الأمريكي الغربي ،والذي هو جسم أمريكي غربي بفكر صهيوني ، لانهاية لعربدته وأن كل من روسيا والصين وغيرها من الدول الآخذه بالصعود اقتصاديا" وسياسيا" ستكون الهدف القادم بعد سوريا وأيران ، وان موقفها في مجلس الأمن لم يكن أرتجاليا" باي حال من الأحوال بل انه حتما"جاء بعد حسابات متعمقة من الدولتين لترويض العنجهية والأندفاع الزائد بأستخدام القوة الى ما لا نهاية ، وأنهم قد وصلوا الى قناعة مفادها : ان هذا الوحش الخرافي سوف لا يبقي ولا يذر أذا ما توفرت له الفرصة لذلك .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نجحوا في أمتصاص زخم ثورة مصر؟
- هل أن راية الأسلام تحمل من غير العرب ؟
- مصر .. تحديات كبرى
- عجائب ثورة الحسين
- ساحة الجهاد المشرف
- العرب ... لافرق قبل وبعد الربيع
- واقعة كربلاء... إعجاز الخلود الأبدي
- أوباما ... ولاية جديدة
- حرب الخليج على الأبواب
- أمريكا ... اللهم لاشماته


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - الأنسان .. بين الحداثة والتوحش