أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزقزوق - للجَميلة غزة / يوميات الحرب














المزيد.....

للجَميلة غزة / يوميات الحرب


محمد الزقزوق

الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 14:29
المحور: الادب والفن
    


لِلجميلة غزة , يوميات الحرب

كُتِبَ هذا النص على مَدار أيام الحَرب الثمانية


رجاء (0)

لا

أريدُ أن يمدحني العرب بِوصفي حاميةَ العُروبة , لا أريد نظرات عطف على جَسدي المصلوب ولا أريد أكاليل ورود وطلقات تأبين على ضريحي بعدَ أن أموت , كل ما أريدهُ الان ان لا أري طفلاً جديداً يَلعب دَورَ الشهيد في مسرحيتهُ المَدرسية ويُتقِنهُ الى حد الحقيقة

كي تَرضي (1)


سَأَكتِبُ عَمودياً أن أردتِ أن يَكونَ النَص مُعلقةً على جِدار الكَعبة أو أن أَردتِ أن يَكونَ غزلي بِك صَريحاً , سَأكتِبُ أفقياً أن أردتِ أن يَكونَ السَرد تأمُلياً يَليقُ بِجلالةِ الدم . سَأكتِبُكِ نَشيداً ونَحيباً نَصراً وهَزيمةً ولن أتَلونَ بِلونٍ لأن الأدبَ بلا لون ولن أتَقَيدَ بِوزنٍ لأن غَزة ترفضُ الوزن

تَساؤل (2)


كَيفَ تَتَسعُ أماكِنُكِ الضَيقة لضَجرِ العاطِلينَ عن العمل ولِصَخبِ سياسيوكِ الجدد , الحَربُ ضَيفَتُكِ المُعتادة تُكرمينها حتى البذخ يَومين أو أكثر تَترُكُك وقد اتفقتما على زيارةٍ أخري , يا مدينتي الصَغيرة كيفَ تُناوئين وكأنكِ أكبر مُدنِ العالم , أليس منَ الظُلمِ أن تَكونين أنت وحدك آخر المُدنِ التي ما زالت تَعرف قيمة الحرية وتدافع عنها , حبيبتي سَتكونين سيدة المدائن وجميلة الجميلات


تَخوف (3)

أخشى أن تُصبِحينَ نُصباً تِذكاريا ً أو مزاراً لهُواةِ المغامرة يأتونَكِ من شتى بِقاعِ الأرض لالتقاط الصُورِ التِذكارية أو كِتابة قصص الدراما و المُغامرة أو رُبما مكاناً لِلبحثِ العِلمي أو مُختَبراً للفِزائين , أخشى أن يَنزعَ عنكِ المؤرخون بزتك العسكرية ويُلبِسوكِ ثِياب الأمم المتحدة كوني بخير يا مَدينتي الصغيرة

انتقال جماعي (4)

عائلة الدلو :

كَم من الحكايا لم تُنهيها الجدات الأطفال بعد, كم كان حَديثهم مشوقاً في تَنافسهم على لعبة الحجلة أو مُقترحاتهم للاجازة الشتوية , كيف كان مذاق طعام الغذاء , هل سعد الرجال بما أعتده النسوة من الطَعام , هل أنهت الامهات حياكة فساتين العيد , كيف انَتقَلتم جميعا معا الى العالم الاخر بهذا الهدوء , أعتقد أنكم الان في غاية السعادة ناموا قريري العين


قابَ قوسين (5)


لن أَقولَ لَكِ قاومِ هل يَصحَ أن نَنَصحَ الأَسدَ بِالزئير , أرى نَصرُكِ قابَ قَوسين أو أدني نُعدُ لَكِ أكاليلَ الغار وأطَواقَ الياسمين لِتَليق بِمارسيمَ النصر , قريب , قريب , قريب


قادة الحَرب (6


مَدينَتي الصَغيرة من يَصُدُ الضَرباتِ عَنكِ الآن هم صِغارك , يا لهم من بارِعون حتى بَعد أن يَموتوا تَبقي دمائَهم تقاتل الجُناة , أخبريني كيف أمسك هؤلاء الصِغار بِيدكِ عندما أردتِ أن تَتَجاوزي الطَريق ما قَبل الآخرة نحو النصر , وكيفَ هدءوا من روعك كُلما على ضجيجُ الحرب , ها هم يقودون المَعركة وكروش نعاج العرب ما زالت تكبر أكثر وأكثر , هم أسطورتُك الضاربة في أعماقِ الأرض


صُراخ (7)

غَزة أنا الان عاجِزٌ عن التَفكير أو القِراءة أو التَدخين بِالشكلِ المُعتاد كل ما أفعَلهُ الان هو تَأمُلِكِ , يا الله ما هي تِلكَ الأرض التي تَحمِلك أنت وحدك فيما الإنسانيةُ رجلٌ مُسِنٌ أبكَمٌ معصوم العنين مدمنٌ كُلما على ضَجيجك تناولَ جُرعةً منَ الأفيون وكلما ازداد نَزفكِ تَناولَ جُرعةً إضافة يا مدينتي الصغيرة كيف تَتَسعين لِكل هذا , صواريخ , قنابل , دماء, أشلاء, موت , حرب, ضرب, ضجيج, ضجر, صخب, فتور, قوة ., ضعف, ألم , سعادة , نشوة , هدنة , لا هدنة , عرب, جرب, عاشقون , محاربون , سياسيون, إعلاميون , وقت , لا وقت , يا الله كيف لا تصرخين , كفااااااا

كَالعادة (8)

حبيبَتي غزة هان أنت لِلمرةِ الألف تُشارِكين العَنقاء أسطورتها تَنهضين وسط الركام , تَنفضينَ عنكِ غُبار الحرب , تبتسمين ملء السماء ملء الوجع ملء الدماء ملء الحياة كل الحب , لن أموت هذه المرة وترفعين شارة النصر


محمد الزقزوق

من12/11/2012_ 21/11/2012



#محمد_الزقزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحُب حاكِمٌ وجلاد
- غزة واللَعنَةُ الغائبة


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزقزوق - للجَميلة غزة / يوميات الحرب