أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم خليل العلاف - حقب التاريخ العربي الحديث وتطورات مشهده السياسي والاقتصادي















المزيد.....

حقب التاريخ العربي الحديث وتطورات مشهده السياسي والاقتصادي


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقب التاريخ العربي الحديث وتطورات مشهده السياسي والاقتصادي

استاذ التاريخ ألحديث - العراق
منذ ان دخل العثمانيون العراق ومصر والشام والمناطق العربية الاخرى في مطلع القرن السادس عشر ، ابتدأت الحقبة العثمانية التي قدر لها ان تطول لتصل الى اكثر من 450 سنة انتهت مع نهاية الحرب العالمية الاولى سنة 1918 بدخول العرب حقبة جديدة هي الحقبة الهاشمية .ولعل ابرز ما تميزت به المنطقة في الحقبة العثمانية ان الولايات العربية كانت تابعة لاستانبول ، وتدار مباشرة من قبلها ، وان الاقتصاد كان في البدء طبيعيا إلا ان ثمة متغيرات حدثت فيه ، اثر الاحتكاك بالغرب والذي كان من ابرز نتائجه اندماج الاقتصاد العثماني والعربي من ضمنه بالاقتصاد العالمي ونشوء طبقة جديدة هي " الطبقة البرجوازية " التي تطلعت لان يكون لها دور فتبنت الافكار القومية العربية .
لقد اخذ الهاشميون يعملون من خلال الشريف الحسين شريف مكة زمام المبادرة ،وتحالفوا مع الاحزاب العربية القومية كالعهد والعربية الفتاة ،واتفقوا على مقاومة العثمانيين ، والتخلص منهم ، وتحقيق الاستقلال ووقعوا بروتوكول أو ميثاق دمشق سنة 1916 وكان من نتائجه اعلان الثورة العربية سنة 1916 والتحالف مع بريطانيا التي كافأتهم بمنحهم الفرصة للحكم في الحجاز اولا 1916-1926 ثم سوريا 1918 -1920 ثانيا ثم العراق 1921-1958 وشرق الاردن ثالثا .
وخلال الفترة من 1921-1952 ، كان للهاشميين دور مهم في تحشيد الجهد العربي ، وإقامة جامعة الدول العربية وقد انتهت هذه الحقبة بصعود الرئيس جمال عبد الناصر في مصر 1952-1970 ، وطغيان افكاره السياسية في الحرية ، والاستقلال ، والوحدة .
كانت الحقبة الهاشمية حقبة بناء للدولة وللتعليم وللإدارة وللجيش وللقضاء ولكل المؤسسات ..وإذا كانت الحقبة الهاشمية قد شهدت ظهور الاقتصاد الريعي الاحادي المعتمد على النفط ، فأن الحقبة الناصرية تميزت بظهور التوجهات الاشتراكية ، وتنامي الدعوة الى العدالة الاجتماعية ، وتفاقم دور العسكر ، وبروز ظاهرة العداء للغرب وتوجهاته السياسية والاقتصادية .
وهكذا بدأنا نشهد ملامح حقبة جديدة في تاريخ العرب الحديث هي الحقبة الناصرية .وقد حقق الرئيس جمال عبد الناصر 1952- 1970 نجاحات كثيرة في مصر والعراق واليمن وسوريا والمغرب والخليج العربيين وارتفعت راياته وسادت مفاهيمه واستمر الامر هكذا حتى وفاته في 28 ايلول 1970.
وعندئذ حاولت المملكة العربية السعودية أن تٌعوض دور مصر الاقليمي والعربي والدولي ، فتبوأت دبلوماسيتها وسياستها الخارجية وتوجهاتها الايديولوجية مركزا مؤثرا على الاصعدة كافة . كما ادى انتشار الركائز الفكرية الوهابية الى سيادة مفاهيم ورؤى سياسية ودينية جديدة انعكست على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية العربية فوسمتها بالتشدد والاحادية .
ودخل العرب قي حقبة جديدة هي الحقبة السعودية فكان للسعودية موقف مؤيد للعراق في حربه مع ايران1980-1988 .وفي الوقت نفسه كان لها دور في منع العراق من استثمار انتصاره وساعدها على ذلك خطيئة العراق بدخوله الكويت في 2 اب 1991 وقد ساندت السعودية الغرب في اسقاط النظام في العراق ، وتسهيل احتلاله من قبل الولايات المتحدة الاميركية .كما تقدمت بمبادرة سلام في سنة 2002 تقضي بالاعتراف بإسرائيل مقابل انسحابها من الاراضي العربية المحتلة سنة 1967 .هذا فضلا عن دعمها لحكومة اليمن في قتالها للحوثيين ودعمها للبحرين ضد المعارضة وترحيبها بحركات التغيير في تونس ومصر وليبيا وسوريا .
في الحقبة السعودية كان الاعتماد كبيرا على ايرادات النفط ، وتعرضت اقتصاديات العالم العربي للتشويه وكثرت تدخلات الدولة ، واخذ القطاع العام يعاني من الافلاس فأتجهت الحكومات الى تصفيته واتسعت الشقة بين الاكثرية من الشعب والأقلية الحاكمة التي كانت تملك وتحكم في حين توارت الطبقة الوسطى عن الانظار وتلاشت ، وارتفع صوت يقول ويردد فرحا "وداعا للطبقة الوسطى !! " ورافق ذلك شراء ذمم الكتاب والصحفيين وظهور صحف ومجلات وفضائيات تردد النغمة نفسها التي يريدها من يدفع للزُمار .هذا فضلا عن السطحية والتفاهة والتجهيل فيما كان يقال ويكتب .
وبعد انتهاء حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت بدأت صيحات الاصلاح والتغيير تتعالى خاصة وان ما افرزته الحقبة السعودية من تشدد في التوجهات الاسلامية والتوجه نحو استثمار الاعلام الاجوف ادى الى ادخال المنطقة العربية في مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية انعكست سلبا على المنطقة .البطالة تفاقمت ، والأمية ازدادت ، ونسبة من يقرأ اصبحت شبه معدومة ، وإسهام العرب في التجارة الدولية لايكاد يذكر والاستبداد هو سيد الموقف والسجون مليئة بالمعارضين ، وقد انتشرت ظاهرة الرشوة ، وعم الفساد في كل الميادين ، وصارت الجامعات ميدانا للتعليم المشوه ، خاصة بعد ان صارت تدار من قبل الموظفين المرتبطين بالسلطة وليس من قبل العلماء والاكاديميين ، وتدخلت الحكومات في تعيين رؤساء الجامعات والعمداء ورؤساء الاقسام وترددت نغمة التوريث في الحكم وهو ما كان يعمل عليه الحكام المستبدون الفاسدون وبطانتهم ومن التف حولهم ونسج على منوالهم .
وكان من ابرز ما تمخضت عنه صيحات الاصلاح والتغيير ان بدأت الاحتجاجات في الكثير من الدول العربية بسبب الاستبداد وتسلط الحزب الواحد والقائد الاوحد ، وكانت تونس هي البؤرة الاولى التي اندلعت فيها الاحتجاجات ونجم عن حراكها الاجتماعي الشبابي هروب رئيس الدولة علي زين العابدين وسرعان ما انتشر الهشيم فجاءت مصر التي تنحى رئيسها حسني مبارك ثم ليبيا التي حكمها العقيد الفذافي قرابة اربعة عقود بالحديد والنار واليمن وسوريا ودول اخرى لحقتها او ستلحقها اجلا او عاجلا ، لتشهد بداية لحقبة جديدة في التاريخ العربي الحديث هي ما يمكن ان نسميها ب " الحقبة الاسلامية الاخوانية " .
واتضح هذا من زيادة مؤشرات صعود التيار الاسلامي المتأثر بأفكار جماعة الاخوان المسلمين في مصر وتونس ومناطق اخرى . ومن المؤكد - انسجاما مع ماتميزت به الحقب السابقة - فأن ذوي التوجهات الاسلامية يمكن ان يكون لهم تأثير كبير في المنطقة ، وقد يستغرق هذا التغيير عقدين او ثلاثة على اقل تقدير لتتبلور الفرص مجددا امام ظهور الحقبة الليبرالية الديمقراطية التي قد يشتد عودها ، وتتصلب اعمدة تأثيراتها في الحياة السياسية والاقتصادية والسياسية العربية المعاصرة اذا ما توفرت لها الظروف الذاتية والموضوعية وهي بالضبط متوفرة .
تلك هي ابرز تحولات المشهد العربي منذ ان ابتدأ العرب يضعون أقدامهم على عتبة العصور الحديثة وحتى يومنا هذا . ويقينا اننا اليوم ننتظر ما ستتضح عليه الصورة الحقيقية لمشهد التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تشهدها منطقتنا وما يمكننا فعله في قابل الايام والسنوات ولسان حالنا يقول مع الاية الكريمة "لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " . صدق الله العظيم.



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور كاظم هاشم النعمة واسهاماته في تعزيز الدرس السياسي - ...
- للأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي - صفحات من الجهاد ...
- مجلة الثقافة والدكتور صلاح خالص
- الدكتور مظفر عبد الله أمين :سيرته ونشاطه ودوره في توثيق تاري ...
- من عمالقة الترجمة في العراق :الأستاذ جعفر خياط1910 -1975
- الدكتور طاهر خلف جبر البكاء سيرته ودوره في تفعيل حركة الكتاب ...
- المؤرخ الأستاذ جواد عبد الكاظم محسن
- الدكتور محمد نايف الدليمي يحاور الشاعر المربي ذو النون الشها ...
- بانوراما المتغيرات في العراق المعاصر ونتائجها
- لمناسبة الذكرى ال27 لرحيله : الدكتور خالد الهاشمي.. سيرته ور ...
- المؤرخ الدكتور هادي حسين حمود الزبيدي 1939- 2009
- الدكتور جميل صبر سعيد المرسومي مؤرخا
- إبراهيم كبة واسهاماته في إثراء الفكر الاقتصادي في العراق
- يعقوب سركيس ومباحث عراقية
- هل تعرفون الدكتور فوزي القيسي 1926-1979 ؟
- رزاق ابراهيم حسن والتأريخ للحركة العمالية في العراق
- المهدي المنجرة والدراسات الحضارية والمستقبلية
- مجلة المثقف العربي ..مجلة الفكر العربي التقدمي في العراق
- امرأة من بلادي :السيدة زهرة باقر جعفر الجلبي 1920 -2011
- حسين جميل والوطنية القومية التقدمية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم خليل العلاف - حقب التاريخ العربي الحديث وتطورات مشهده السياسي والاقتصادي