أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - الحكومة العراقية الجديدة ومستلزمات المرحلة الحالية















المزيد.....

الحكومة العراقية الجديدة ومستلزمات المرحلة الحالية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 09:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في زمن الحكم الشمولي كانت امنية كل عراقي ذاق مرارة وعذاب الاضطهاد ان يرى اليوم الذي يقبر فيه النظام وينهي سيطرة القتلة الذين تخمروا بفنون الالغاء والتمييز، هذه الامنية كانت تبدو للبعض مستحيلة كأستحالة فصل اخوين مرتبطين على الطريقة السيامية والتي تحتاج الى عملية جراحية دقيقة وبيد جراحين ماهرين، لكن الامنية هذه مع شديد الاسف لم تتحقق بايدي جراحين عراقيين مهرة بل تحققت بماكنة الحرب الامريكية والبريطانية حتى دون تفويض من مجلس الامن ، فاحتل العراق كلقمة سائغة واصبح العراقيون محكومين بالاجنبي بريمر بعد حكم دكتاتوري بغيض قل مثيله في التاريخ، وهنا تجددت امنية اخرى بالخلاص من الاحتلال وقيام دولة حرة تستطيع اعادة بناء ما خربته الحرب والعصابات المجرمة التي فقدت ضمائرها فعاثت في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية فساداً ونهباً وحرقاً فخسر العراق خسارة لا يمكن ان تعوض الا بعد جهد طويل ومال كثير ومواصلة حثيثة في البناء.. وعلى هذا الاساس شُكل مجلس الحكم الانتقالي ومرت فترته دون تحقيق البعض من تلك الامنية الا اللهم الانتقال الى الحكومة المؤقتة برئاسة اياد علاوي بعد تعيين المجلس الوطني والحق يقال ان هذه الحكومة على الرغم من المشاكل الامنية الكبيرة وعدم وجود مؤسسات امنية فاعلة استطاعت ان تخطو الى امام بعض الخطوات واعتبرت هذه المرحلة مرحلة تأسيس الدولة العراقية الثانية بعد انهيار الاولى بالكامل ومازال العمل متواصل في هذا المضمار وبخاصة بعد اجراء الانتخابات بالرغم من نواقصها المشهودة فقد ادلى الكثير من العراقيين باصواتهم رغم التهديدات الارهابية ودوي الانفجارات وتفخيخ السيارات وغيرها من الاعمال العنيفة المضادة لنجاح العملية السياسية، وها نحن على ابواب عقد المجلس الوطني المنتخب لاجتماعاته بعد سلسلة من اللقاءات السياسية من اجل تبلور موقف تحالفي لتقسيم السلطة في العراق الا ان الامر على ما اعتقد اصبح في ساحة المجلس الوطني بعد ان انتهت الكتل الرئيسية من الحوارات واللقاءات وعقد الصفقات على الطريقة المتعارف عليها وهي تقريب المصالح مع بعضها. وقد يتبلور موقف آخر اثناء انعقاد اجتماعات المجلس الوطني ولكن لا بد من الحسم في قضية انتخاب رئيس الجمهورية ونائبيه وتكليف رئيس الوزراء المتفق عليه لكي يباشر في تشكيل وزارته بالسرعة المطلوبة لحاجة الاوضاع الصعبة الى انجاز هذه المهمة لكي يتواصل العمل.
ان الحكومة الجديدة يجب ان تعي
اولاً: انها منتخبة من قبل الشعب وليست حكومة طرف انتخابي معين وبهذا تسد عليها منافذ قد تكون البذرة في اسقاطها في المستقبل
ثانياً : عليها ان تعمل من اجل الجميع بدون استثناء وبمساواة لا ان تفعل كما يفعل الفائز في الحرب الى تقسيم الغنائم فيما بينها
ثالثاً: ان تحسب ان الوقت اذا هدر ليس في صالح العراق والشعب العراقي فهي لن تكون حكومة أبدية حسب الطريقة القديمة لأن الصوت الانتخابي هو الذي اوصلها الى دست الحكم وهو بالذات سوف يجعلها ترحل اذا اخفقت
رابعاً: ان تكون حكومة عراقية بدون تداعيات خارجية او انحياز خارجي لهذه الدولة أو تلك واعتبار مصالح العراق هي الاساس في التعامل مع اي دولة خارجية .
خامساً : ان تبذل الحكومة جهوداً مضاعفة من أجل التحضير للانتخابات القادمة بعد دراسة التجربة الاولى بحيث يساهم جميع العراقيين في الانتخابات ولا تحرم اية شريحة مهما كانت الاسباب مثلما حصل لسهل نينوى .
سادساً : ان تتفاعل الحكومة مع الجامعة العربية وتكون عنصراً فعال في اتخاذ القرارات والتوصيات التي تخص منطقتنا بالذات..
امام هذه الصورة نقول هل هناك مستلزمات جديدة اخرى امام الحكومة العراقية القادمة؟ سؤال وجيه ومطروق تناوله الكثير من الكتاب بتفصيلات اكثر مما يتصوره المرء، الجميع شعر براحة وسعادة وهو يرى نجاح الانتخابات كخطوة جديدة لنجاح العملية السياسية على الرغم من التجاوزات والاشكالات التي سبقت ورافقت هذه الانتخابات..
لا يمكن ان نظلم حكومة السيد اياد علاوي ونقول انها لم تفعل اي شيء ، لان ذلك يدفع الى عدم المصداقية في تناول هذه الموضوعة ومستجداتها ، لأن هذه الحكومة الانتقالية مثلما اسلفنا قد قامت باعمال غير قليلة بالمقارنة مع حالة الاضطراب الامني والعنف الارهابي المسلح وضعف المؤسسة الامنية للدولة، ويشعر المرء براحة ضمير وهو يضع لكل حق حقه، وهي عملية سياسية واخلاقية في الوقت ذاته ، سياسية بتجليات القوى الموجودة على الساحة السياسية وتباين اعمالها ومواقفها من العملية السياسية، واخلاقية الالتزام بقضية الانصاف والتأني في اطلاق الاحكام الاعتباطية والارتجالية بدون تدقيق الامور.
مستلزمات الحكومة الجديدة وهي ستكون على اساس الانتخاب وليس التعيين ، الانتخاب بواسطة المجلس الوطني حيث ستتحمل مسؤولية مضاعفة عن ما سبقتها من حكومات " مجلس الحكم والحكومة المؤقتة" وتتمركز هذه المستلزمات في ثلاث نقاط تقريباُ ، حيث تعتبر العامود الفقري في سير الاعمال الاخرى ومدى نجاحها في المستقبل نضعها امام الانظار وبشكل جلي في هذه المقالة
1 ــ الحالة الأمنية: تحتاج الى قيام اجهزة امنية نظيفة تعتمد القانون في عملها ولا تخضع القانون لنزواتها ومصالحها، لأنها الرباط الحقيقي الذي يجعل من العملية السياسية حقيقة واقعة وهي عملياً سوف تساعد على اعادة البناء بمختلف انواعه، ومن الصعب القيام بعمليات البناء بدون مؤسسات امنية جيدة ورجال مخلصين لواجبهم الوطني وحالة امنية مستقرة نسبياً
2 ــ
آ ــ العمل الفوري للتخلص من الفساد الاداري والاقتصادي وفي مقدمتها الوزرات والمفاصل الحساسة في الدولة والمؤسسات الامنية وهي حالة مستعجلة لا تنتظر الا قرارات سريعة لتسريح ومحاسبة زمر النظام البعثفاشي من وكلاء وزارات ومديرين عامين واكثريتهم كانوا أعضاء شُعب وفرق في الحزب الملطخة ايديهم بالاعمال القذرة في فترة النظام السابق، وكذلك من البيروقرطية والروتين والرشاوي التي انتشرت كمرض الطاعون مرة اخرى والسرقات المتنوعة التي ازكمت الانوف .
ب ــ متابعة تنفيذ القرارات والقوانين التي تشرع وتصدر وعدم التلكؤ في محاسبة المقصرين الذين يهدفون الى تعطيلها او تهميشها بهدف زيادة السخط والاستياء بين المواطنين وهو يصب في مجرى معاداة العملية السياسية الجارية.
3 ــ العمل على تطهير الاجهزة الامنية،الجيش والشرطة والامن والمخابرات وغيرها من البعثيين المعروفين بمواقفهم العدائية الذين تسللوا الى هذه الاجهزة بطرق مختلفة وهذه العملية تحتاج الى التدقيق في تاريخ جميع المنتسبين وتدقيق اوضاعهم السابقة .
لقد عاش الشعب العراقي فترة ما بعد سقوط الطاغية صدام حسين بشكل استثنائي وقدر له ان يخوض من اجل مستقبله صراعاً مريراً ليس فقط لانهاء الاحتلال عن بلاده بل ضد القوى الارهابية الظلامية وزمر البعثفاشي العراقي وعصابات الاجرام المنظمة وقدم الكثير من التضحيات التي يجب ان تعتمدها الحكومة الجديدة وان تنظر اليها بروح من المسؤولية ولا تفرط بها وان تقوم بالعمل السريع لحل المشاكل التي صادفت الفترات السابقة ولا تعللها مرة اخرى بعدم وجود الامكانيات والاضطراب الامني لأنها ستكون المسؤول الاول امام الشعب في حال فشلها وعدم نجاحها في انجاز المهمات التي تقع على عاتقها وهي مهمات آنية مستعجلة في الظروف الحالية



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التداخل العذري لهمس النداء
- في عيدها الـــوردُ يعطرُ نفسه ... 8 آذار الجميل
- رغيف الخبز الملاحق من قبل وزارة التخطيط ومركز الاصلاح الاقتص ...
- ثقافــة التحوير ثقافـة شوفينية وايدز عنصري معروف.. هل الكرد ...
- أسئلة : كيف نفهم اغتيال رفيق الحريري والاتهام الفوري الموجه ...
- بعيـــداً عنهــــــم
- على الطريق الفرعي عند حوافي حقل الحنطة
- عذراً قناة الفيحاء ـ لكذبة - ما كو مهر بس هلشهر -
- هـــل رفيق الحريري هو آخر القطاف الإرهابي ؟
- المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات والموقف العادل من التجاو ...
- فقـــــــــــدان الأثر
- الـــــدم الينبوع المتواصل منذ 8 شباط / 1963
- لماذا الخوف من فصل الدولة عن الدين وفصل الدين عن الدولة ...؟
- الغرفــــة أشجان الزيتــون
- ثقافتـــان متناقضتـــان
- التهديد بنار جهنم قبل الانتخابات ــ هل صحيح من لا ينتخب قائم ...
- كيف حل الحيف باهالي بحزاني وقرقوش وبعشيقة وبرطلة وغيرهم ؟
- اربعة وعشرون ساعة لكي ننتخب قائمة شغيلة الفكر واليد اتحاد ال ...
- الانتخابات العراقية والصراع الموضوعي واللاموضوعي فيها
- كيف لا يضحكوا الضحايا دماً من أجل بسمة رغد صدام حسين ...؟


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - الحكومة العراقية الجديدة ومستلزمات المرحلة الحالية