أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد الصلعي - الدستور المغربي أو التقليدانية الدستورية














المزيد.....

الدستور المغربي أو التقليدانية الدستورية


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 23:53
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


______________________________
عندما نقرأ أسماء مشرعي الدستور الأمريكي ونقارنها بأسماء اللجنة الملكية التي صاغت الدستور المغربي ، ندرك مدى الفرق الشاسع بين دستور صيغ من أجل بناء أمة ومجتمع ، وبين دستور صيغ من أجل الحفاظ على امتيازات الملك ومن يدور في فلكه . دستور لم يأتي للتنصيص على قوانين تكفل الديمقراطية الحقة للمجتمع بقدر ما سن لتحصين مكتسبات ملكية راكمتها تجربة وطنية كان فيها الملك_الحسن الثاني_ يعمل جاهدا على تضييق كل المحاور التي يمكن أن ينفذ منها مناوئوه لمنافسته على السلطة المطلقة.
وهي نفس الرؤية التي تحكمت في صياغة الدستور الجديد ، الذي جاء محكوما بمجموعة من الاكراهات الاقليمية والوطنية والدولية الى درجة وقع فيها المشرعون في أخطاء لاتقبل ممن هم في وضعهم ،كالجمع في الهوية المغربية بين الأمازيغية والحسانية والعربية والاسلامية والعبرية ، وكالجمع في تعريف النظام بكونه نظام ملكي برلماني ديمقراطي واجتماعي ، وهي أخطاء كبيرة بالنظر الى مكانة المشرع الدستوري والى المأمول في حصافته البلاغية والتركيبية .
لكن ما يسترعي الانتباه هو هذا التعزيز الكبير لسلطة الملك المطلقة ، بعكس ما يشاع من تنازلات قد تكون أوكلت لرئيس الحكومة ، فقد حرصت اللجنة الملكية لصياغة الدستور على تمكين الملك من سلطات أقوى ،فالملك حسب الفصل 42 هو رئيس الدولة وممثلها الأسمى ، واليه تعود جميع اختصاصات تنفيذ مقتضيات الدستور ،ورئيس الحكومة ليس الا الممثل القانوني للحكومة وليس للدولة ، وبذلك يتقزم دوررئيس الحكومة الى مجرد موظف لايملك من أمر تدبير شؤون الدولة الا السمع والطاعة ، وهو خرق فادح للفصل الثاني من الدستور الذي ينص ،على " ان السيادة للشعب وحده ، وهو مصدر السلطات ويمارسها عن طريق السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية على أساس مبدأ الفصل بين السلطات على الوجه المبين في هذا القانون الأساسي".
وبذلك يكون المشرع قد أخذ باليد اليمنى ما منح باليد اليسرى ، فكون الملك هو الممثل الأسمى للأمة ، والحكم الأسمى كما جاء في خطاب عيد العرش يفرغ أي محتوى تنفيذي لرئيس الحكومة ،الذي هو نفسه أعلن مرارا أنه ليس بصدد توسيع صلاحيته ،وليس في نيته نزع صلاحيات الملك .
وما يزيد من تعزيز صلاحيات الملك هو ترأسه للمجلس الوزاري الذي تتوسع مهامه لتشمل جميع القطاعات التنفيذية والتشريعية والقضائية ليتم تدجين مجلس الحكومة الذي لا تبقى له الا صلاحيات ثانوية من قبيل تنفيذ وتسطير البرنامج الحكومي ، وهنا يلاحظ المتتبع اقبارا متعمدا لمفهوم الملكية البرلمانية التي تعتبر اشغال رئيس الحكومة لجمسع سلطاته التنفيذية من صميم مهامه وممارساته ، لكن تقييدا دستوريا جبريا ،يجعل أي نشاط أو تحرك خارج هوامش تنفيذية الملك واستحواذه دستوريا على جميع الاختصاصات والمهام ،نشاطا لا دستوريا ، وبنص الدستور .
ولا ننكر أن الدستور الجديد قد أتى طافحا من حيث الكتابة والبلاغة والتعبير بترسانة هائلة من حقوق الانسان كما نصت عليها الهيآت الدولية ،وقد أقر ذلك في ديباجته ،وأفرد لها ما يقرب من 19 فصل ،غير أنه قيدها بصفة "الأعلى " فجميع المؤسسات المرتبطة بتفعيل الحريات بجميع أشكالها ،تم تعليقها في "الأعلى "الذي لم ينزل الى الأرض بعد مضي أكثر من سنةعلى اقرار الدستور الجديد ،ضدا على روح العصر ،وضدا لمجمل خطب الملك في مرحلة ما بعد الدستور ، مع العلم أن المغرب يتوفر على جميع الحصانات الاجتماعية والمؤسساتية التي تكفل وتضمن له خروجا مشرفا من هذا النفق القانوني المظلم ؟
ربما كانت السنة التي مرت على اقرار الدستور الجديد ،كافية لاعادة النظر في مجمل لثغرات التدوينية والقانونية والتدبيرية التي شابت صياغة الدستور بفعل اكراهات زمنية واجتماعية، استطاع النظامالمغربي بذكاء ودهاء كبيرين يحسد عليهما ، أن يخرج الرابح الوحيد منها .
ان الديمقراطية وبناء الأمم والمجتمعات تفرض علينا الاخلاص للقيم الانسانية والديمقراطية والوطنية ، بعيدا عن حسابات الربح والخسارة ، فحين يكون الوطن هو الرهان الأكبر حتما سيربح الجميع .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية السياسية والمجتمع الناضج
- عبد الله العروي وانكشاف المثقف اليساري
- هذا فراق بيني وبينك
- سوريا وخروج اللعبة من يد النظام


المزيد.....




- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...
- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد الصلعي - الدستور المغربي أو التقليدانية الدستورية