أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما














المزيد.....

التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون هذا المقال ساذجاً فى حديثه عن موضوع خطير هو التحرش الجنسى فى مصر خاصة وبلادنا العربية عامةً وربطه بالحشود الغفيرة فى أمريكا التى حضرت الحفل الكبير فى شيكاغو الذى ألقى فيه أوباما المنتصر خطاب الفوز، لفت نظرى أن الجميع كانوا وقوفاً تعلو وجوههم الأبتسامة يلوحون بأعلام أمريكا، وفرضت عبارة التحرش الجنسى نفسها عند مشاهدتى تلك الجموع الواقفة جنباً إلى جنب من فتيات ونساء وشباب ورجال، الكل يرتدى ملابس مختلفة رغم برودة الطقس هناك فالبعض كان يرتدى ملابس خفيفة دون أبتذال والبعض الآخر يرتدى ما يقيه برودة الجو، ومع ذلك لم يلاحظ أحد تلك النظرات الشهوانية الشبقة لشباب ورجال مصر الذين يتحرشون بالمرأة عموماً، لأن الأنثى فى أعينهم فتاة كانت أو أمرأة بالغة تعنى حسب قيمهم أنها مجرد جسد من حق الرجل الأستمتاع به متى أُتيح له ذلك من فرص أو مناسبات.

جميع الحاضرين المحتفلين بفوز أوباما كان واضحاً عليهم الأحترام والأخلاق رغم الزحام الشديد والأعداد الغفيرة من مختلف الأعمار، فالكل كان يميزهم وواضح على وجوههم وحركات أجسادهم أنهم سعداء فرحين كل تفكيرهم وردود أفعالهم هى التعبير عما يعتمل فى صدورهم من بهجة رغم أنتظارهم الطويل لرئيسهم الفائز، وشاهدت بعض اللقطات التى يمكن ان يعتبرها البعض فى بلادنا بائسة الثقافة الأخلاقية مشاهد مثيرة يمكن ان تحرك غرائزه وتدفعه لأرتكاب ما لا يحب أرتكابه، مشهد رجلاً وأمرأة يقبلون بعضهم البعض ومشهد آخر شباب وفتيات يحتضنون بعضهم وسط الحشود فى سعادة بهذه المناسبة، ولم يلتفت إليهم أحداً سواء بأشمئزاز أو بأنفعال على ذلك الفعل المشين فى نظر الرجل المصرى والعربى، لأن ثقافة العيون والعقول الأمريكية لا تحتقر المرأة ولا تحتقر الجنس رغم شدة الرغبة فى ممارسته من جانب الرجل العربى وهذا هو التناقض القبيح فى الثقافة المجتمعية فى بلادنا.

ليس معنى كلامى هذا أننى أنفى وجود التحرش فى بلاد الغرب وأمريكا لكننى أقول أن كثير ممن يتناولون هذه القضية من العرب يعتبرون الغرب مجتمع أفسده الجنس ففسدت أخلاقه، وهذا كلام ينافق الواقع وينافق المواطن العربى الذى يريد تبريرات لسلوكياته المنحرفة ليلقى بأسباب فساده الأخلاقى على جسد المرأة ويحاول الجميع تصوير جسد المرأة على أنه مجرد ينبوع لإثارة غرائز وشهوات الرجل الجنسية والشبق الثقافى الذى يتم تربيته عليه نحو تلك المرأة التى لا حول لها ولا قوة، لأن الرجل فى بلاد العرب هو من يسحق المرأة وجسدها لأن أفكاره ومعتقداته نحوها هى بالحق شريرة، لذلك يرتكب الشاب أو الرجل العربى جريمته ويتهم المرأة ويعتبر نفسه بريئاً مما يرتكبه ويصدق على تفكيره هذا بقية أفراد المجتمع ممن تشربوا معه بنفس الثقافة.

لم يسمع أحد على مستوى العالم أنه أثناء الأحتفالات بالأعياد الدينية وغير الدينية تثور غرائز الشباب فجأة وتستيقظ من نومها السنوى فقط فى الأعياد، بل وجدنا أن الأمور تطورت بعد الثورة فى مصر وبدلاً من أن تكون سنوية فى الأعياد والأحتفالات أصبح التحرش الجنسى بالنساء يومياً وفى كل مكان ولا يستثنى من ذلك فتيات محتشمات أو غير محتشمات فى الملبس، فالكل سيان أمام تلك الشباب التى تعيش فى سجن كبير خلقته لهم الدولة والمجتمع والأسرة، فالتربية الأسرية والإجتماعية والتعليم الذى تقوم به الدولة خلقا فى عقول الشباب والفتيات قيم لا غنى عنها تقول أن الرجل هو سيد المرأة ، والمرأة تتبع الرجل وليس من حقها التصرف حياتها إلا بأوامر وسماح من الرجل، وهذا هو الذى خلق الفساد القيمى لدى أفراد المجتمع كافة.

التحرش الجنسى فى بلادنا يتم تحت سمع وبصر رجال المجتمع ورجال الأمن والسياسة، والجميع بإعتبارهم رجالاً أتفقوا على أن الأنثى هى السبب فى دفع الشباب للتحرش بهم، وهى سبب المصائب بل أن الفتاة والمرأة نفسها أقتنعت بذلك الفكر وأصبح لديها شئ طبيعى ان تربى أولادها ذكوراً وأناثاً على تلك الأفكار التى تنال من كرامتها وتسرق حقوقها الآدمية وهى راضية مرضية، إذن هل هناك أمل فى التغيير والقضاء على مشكلة أخلاقية بهذا الحجم فى مجتمعاتنا العربية؟

هذه مجرد خواطر سريعة فاجأتنى وأنا أشاهد تلك الحشود الإنسانية التى تستحق كل الأحترام، وهى تهنئ نفسها بالفوز الكبير لرئيسها وهو حقها الذى أحتفلت به فى صورة حضارية أتمنى أن نرتفع بسقف تفكيرنا إلى مستواهم هذا، ونرتقى وننظر إلى جوهر الأشياء لا إلى القشور التى دمرت وتدمر قيم الإنسان فى مصر وبلاد العرب.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
- الهوس الدينى المتجدد
- الفضيحة الإيرانية و الرئاسة المصرية
- الحرية وطريق التحرر
- لا طائفية بدون سماح النظام
- الإرهاب وسطوة الفكر الدينى
- سيناء بين الحقيقة والتضليل
- غزوة الإخوان التقاعدية
- ترشيد البشر لتوفير الكهرباء
- ظلام الديموقراطية الجديدة
- دولة مصر ودولة الإخوان
- علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية
- تحية واجبة إلى شعب مصر
- نوال السعداوى وجائزة العقل
- المواطنة والثورة الجريحة
- العمال والجهل بالثورات
- جمعة تخريب المصير
- إهانة العقل فريضة


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما