أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - الجواهري عام 2012














المزيد.....

الجواهري عام 2012


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 15:29
المحور: الادب والفن
    


باستثناء عام 2006، اذ كان التطاحن الطائفي على أشده، دأب اتحاد أدباء العراق على عقد مهرجان "الجواهري" بعد سقوط النظام بشهور قلائل، وكان موعده في أواخر تموز من كل عام، حيث ذكرى ولادة ورحيل شاعر العرب الاكبر، ولكن الظرف المناخي وشحة الميزانية أديّا الى اختيار الخريف موعدا وهو الألطف حتى من الربيع في العراق.
وما تشابهت نسختان منه قط، ففي كل سنة يطغى جديد على المهرجان الاثير، وأقول الاثير لانه المهرجان الثقافي الكبير الوحيد الذي ينتسب خالصا للعراق الجديد، في انطلاقته وشكله واسمه، وفي هذه السنة 2012 جاء انعقاده بقرار يرقى الى التحدي، اذ تخلت وزارة الثقافة عن دعمه منذ العام الماضي، رغم وجود شعبة في الوزارة اسمها (شعبة المهرجانات!!)، ولكن الاتحاد قرر وعقد ودعا أكثر من مائتي أديبة وأديب، فحضروا، ولم يستطع دعوة أدباء عرب أو عراقيين من المنافي، وكانت الجلسات كلها، شعريتها والنقدية، تتألق في المسرح الوطني وعلى قاعة شارع المتنبي وعلى حدائق الاتحاد وفي اليخت المتبختر وسط دجلة الخير.
وكان للنقد محوران، أحدهما عن أدب الاطفال، والاخر عن جدل الاشكال الشعرية، كما صدرت عن المهرجان جريدة أنيقة غطت فعالياته، وتميز المهرجان بأمرين، أولهما: الحضور النوعي الحاشد لمتابعة جلسات النقد والمشاركة فيها بمداخلات وأسئلة، في حين كانت ـ سابقا ـ لاتستقطب أكثر من عشرين متفرقين وجلهم صامتون، وثانيهما: الخروج من قاعة الاتحاد الى الاماكن الثقافية والسياحية، في رحلتي شارع المتنبي ومرسى الاعظمية.
وللسبب ذاته الذي جعل المهرجان السابق يحمل اسم الشاعر الكردي "عبد الله كوران" فان المهرجان لهذه السنة حمل اسم الشاعر التركماني "عبد اللطيف بندر أوغلو"، كي تتوضح الهوية الوطنية للاتحاد، فالعراق يتعافى بتعدديته، وتنوعه.
وهل حصلت هفوات؟، نعم، ولكن خروجا على السياق، وليس نتيجة لحالة فوضى، فالاتحاد أبلغ المحافظات بضرورة تحديد الشعراء ورفع القصائد، ولكن لم يتم العمل بهذا التوجيه على أكمل وجه، ما جعل المجال رحبا للانزياحات غير الشعرية، وأما العدد العديد الذي قرأ من الشعراء فهو نسبيا كثير ولكن الذي خلخل المعادلة أن المدة الاجبارية القصيرة للمهرجان لاتتناسب مع بلد يفوق عدد الشعراء فيه عدد النخيل، وأما عن معضلة اللغة وضبطها فهذا ما وقع في مطبه الكثيرون، وقديما قال عبد الملك بن مروان: شيبني صعود المنابر وتوقع اللحن.
ولان الاتحاد كان رهينة بيد صغار الفاشست لمدة زادت على الـ 3 عقود، ولان العلائق مع الاتحادات العربية والعالمية كانت مبتورة منذ سقوط النظام، ولان الميزانية عند الاتحاد شحيحة بما لايستطيع أن يرسل الوفود أو يستقبل، لجملة الاسباب هذه لاغرابة أن نكون تقليديين في اقامة مهرجاناتنا اذ لا نسخة لنا نقلدها سوى الطريقة المنبرية وهي ما أوقعت باقة من الشعراء الجميلين الذين يكتبون قصائد نثر هائلة تستدعي التأمل، فاذا بهم يشاطرون العموديين المتمكنين من الصنعة فيقفون على المنصات/المصائد، وليتهم ما وقفوا.
ولانه ليس آخر المهرجانات ولا الدورات ففي قابل السنوات ـ حتما ـ سنتخذ الورش طريقة لعقد الجلسات النقدية، وسنضيف قاعات جامعاتنا أمكنة للقراءات الشعرية وبخاصة في كليات الاداب والتربية، وسنقف بصدق لنشيد وطني جديد يقول:
سلامٌ على هضبات ِ العراق ِ وشطـّـيه ِ والجُرف ِ والمنحنى
على النخل ِ ذي السعفات ِالطوال ِ وشُـمِّ الجبال ِ، تُشـيعُ السَـــنا
سلامٌ على نيّرات ِ العصور ِ ودار ِ السلام ِ، مــدار ِ الدُنى
* * *
سلام ٌ على خالع ٍ مِنْ غـَـد ٍ فـَـخاراً على أَمسـِـه ِ الدابر ِ
سلامٌ على طيبات ِ النــذور ِ ســــلامٌ على الواهبِ الناذر ِ
سلام ٌ على نـَـبـعـَة ِ الصّامـدينَ تـَعاصت ْ على مـِـْوَل ِ الكاسر ِ
* * *
سلامٌ وما ظلَ روضٌ يفوحُ وما ساقطتْ ورقَ الدوح ِ ريـحُ
سيبقى ويبقى يدوي طموحُ لنجم ٍ يضيءُ وفـــجر ٍ يلــــوحُ

ان مهرجان (الجواهري)، بعد دورات تسع ناجحات، لايمكن أن يكون رقما في سوق المهرجانات بل جدير بالجواهري وبالأدباء وبالعراق.



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار غودو
- بُنى فوق .. بُنى تحت
- حكومة الشراكة الانقلابية
- اللاعب الثاني عشر
- مديرية الاستخبارات في السويد
- فقط حاسة الشمّ تشتغل عند الحكومة
- بغداد والشعراء والنوادي
- على رأي الحكومة: لسنا باكستان
- الاصلاح باطل
- ضد الاسلام والديمقراطية والدستور والقضاء
- .. ودمع لا يكفكف يادمشق
- ليلنا ورد وغول
- ملتقى قصيدة النثر في البصرة
- قبر الجواهري لا يقل إدانة عن المقابر الجماعية لنظام صدام
- علمني الحزب الشيوعي أن أقدم رغيفي الشعري ساخنا
- العراق والعرب في ساحة الادب
- .. وهذي الشهادةُ على أنّك -كاملُ-
- بعد ألفين !!
- التنقيط عند الفنان الراحل عزيز حسك البعقوبي.. كومونة البنفسج
- العلاقات العامة عند الجواهري


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - الجواهري عام 2012