أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شوقي ناجي جواد - تقديم وعرض لكتاب السياسة والحيلة عند العرب















المزيد.....



تقديم وعرض لكتاب السياسة والحيلة عند العرب


شوقي ناجي جواد

الحوار المتمدن-العدد: 3878 - 2012 / 10 / 12 - 20:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يكثر الكلام بين الفينة والأخرى عن كتب تردد ذكرها في الخافقين حتى شملت أو كادت تشمل جميع بقاع المعمورة. وترجمت هذه الكتب إلى اللغات العربية والأوربية والهندية والفارسية واليونانية والتركية والحبشية والعبرية، وغيرها من لغات الشرق. ومن هذه الكتب، والتي أطلعت عليها شخصياً كتاب كليلة ودمنه، وكتاب الأمير وكتاب السياسة والحيلة عند العرب والذي نحن بصدد التعرض لمحتواه. ويتلمس القارئ في هذه الكتب الحكمة والسداد، من خلال ما تحكيه من الأمثال والحكم والحيل التي يتداولها الخاصة والعامة لتخط لهم مسارات حياتهم وتنبه لهم عن أسلوب تعاملهم مع الحالات والمواقف التي يجدون أنفسهم فيها. كما وتبين لهم هذه الكتب التي تحمل بين طيات صفحاتها الحكم والأمثال والحيل كما وردت على ألسنة قائليها وسارديها ومردديها، وتفسر كيف أن الخاصة والعامة إستعانوا بها في كيفة التصرف أزاء المواقف التي يجدون أنفسهم فيها.
واليوم وخلال جلستنا هذه من جلسات أحاديث الثلاثاء وجدت لزاماً عليً أن أعرض أمامكم عملاً مميزا قد يتصدر الأعمال المماثلة المنتوه عنها والتي يروج لها، وقد يكون أقدمها. ووسم هذا العمل ب "السياسة والحيلة عند العرب "رقائق الحلل في دقائق الحيل" والذي نقله إلينا رنية خوام. حيث يكى أن محمد علي الكبير باشا مصر يفتح بلاده على الحضارة الأوربية فيغرف منها ترجمةً واقتباساً وتعلماً في كل المجالات وكل الفنون. ومن جملة ما بوشر بترجمته كتاب الأمير لمكيافيللي. وكانت الترجمة توجه مباشرة إلى حاكم مصر للأطلاع عليها والأستفادة. وبعد قراءة فصلين أمر بإيقاف الترجمة لأنه، على حد تعبيره، يعرف من الحيل أكثر مما يعرف هذا الأمير الأوربي. وهذه الواقعة ليست الوحيدة التي تشير إلى تقدم التجربية العربية الإسلامية في إتقان فنون لعبة الحكم والسلطة. ولم يجد حكام أوربا غضاضة في التوجه إلى السياسين العرب كي يتتلمذوا على أيديهم في هذا المجال، فريدريك الثاني – أمبراطور المانيا، ومكيافيللي مؤلف كتاب الأمير، عبر تجارة البندقية.
ولعله من الأهمية أن نستجلي الآن التباساً مهماً مهما ينبع من عدم الأتقان على تحديد المقصود من تعبير "الحيلة" لأن استعمال هذا التعبير أثار ويثير سوء فهم كبيراً في الغرب، كما في البلاد العربية. وهذا يحدث دائماً عند استخدام ترجمة غير دقيقة لكلمة عربية. ومن أمثال ذلك كلمة "الصبر" الذي ذهب البعض إلى تفسيرها وترجمتها على أنها تدل على قبول "تحمل المحن والمظالم بأستسلام كامل"، في حين أنها تشير إلى المثابرة على الهدف والعمل المستمر للوصول إلى المقصد المحدد. وكلمة "حيلة" لا تعني سوى عن "آلة" توفر الجهد والمشاق على الإنسان من خلال التركيز على قواعد علمية تكون بمتناول مخترع حاذق وعالم عامل. ومقدم هذه الورقة يدرك هذا الألتباس، ويدرك في أن "الحيلة" هي مكر وارد في القرآن الكريم ومنسوبة إلى الله - جل وعلا- حيث نجد
أن الله يمكر ، بل هو "خير الماكرين" وفي القرآن تعابير أشد وقعاً من مكر في وصف عمل الله تجاه الإنسان فهو يبرم (الآية 79 من سورة الزخرف) وهو يكيد (الآية 45 من سورة القلم). وكذلك كلمات مثل خادع (الآية 124 من سورة النساء)، ومكر وماكر (الآية 54 من سورة عمران). ونسبة هذه الأعمال إلى الله تعالى يجب أن لا تثير الأستغراب، ذلك أن الحيلة هي أكثر الوسائل حذقاً ومهارة للوصول إلى الأهداف والغايات. وإذا كان الله تعالى لا يتردد في إعتماد "الخدعة" لإقناع بعض رسله كي يموتوا كباقي الناس، فإن الأنبياء بدورهم، وهم أحباء الله وأخلاؤه، لا يرون ضرراً بأستعمال "المكر" ولا "الخدعة".... وهذا ماثل في حوار ملك الموت مثلاً مع النبي موسى عندما أراد الملاك قبض نفسه.
إستخدام الحيلة في السياسة كما في تدبير شؤون الخاصة والعامة، تقوم على فلسفة تتضمن جملة من الأعتبارات، منها:-
1- أن استخدام الخداع والحيلة أمر شامل بدءاً من حكمة الله ثم مروراً بحيل الجن والملائكة والأنبياء، وصولاً إلى حيل الناس، من خلفاء وملوك وسلاطين ووزراء إلى ولاة وعمال ومتصرفين، ثم القضاة والمتزهدين.
2- إن أصحاب الحيلة، باعتبارهم يقدمون الرأي على شجاعة الشجعان، كما يقول الشاعر العربي، فمن الطبيعي أن ينظروا بازدراء إلى الخشونة التي تظهر عند بعض حملة السلاح ممن يستلون سيوفهم بمناسبة وبدون مناسبة.
3- والحيلة في أساس عملية الحكم والسياسة التي لا يجب النظر إليها على أنها لعبة ذهنية مجردة، بل هي عمل حاذق دقيق ومرهف.... وفاعل. فالأمير النمذجي هو أمير ماكر مخادع، وهذا ما وصل إليه مكيافللي. وفي هذا المجال يعتبر الأسكندر المثل الأبرز لهذا الأمير الذي لا تخلو جعبته من افانين المكر والخديعة والحيلة المبتكرة.
فاكتاب ومن هذه الزوايا الثلاث يقوم بالقاء أضواء جديدة على بعض الثورات والحروب، والكتاب يورد شهادات لمؤلفين أمحت أسماؤهم تماماً وضاعت آثارهم بسبب تبدل السلطات المختلفة وأختلافها. والكتاب حافل بحوادث وروايات يجب أن تقرأ على مستويين لأنها عبارة عن قصص رمزية تختبئ ورائها الحكاية الظاهرة حكمة سياسية تظل موضوعاً للكشف والبحث ومجالاً للحدس والتخمين. وتتجلى فائدة الكتاب في قيمته المرجعية من خلال كشاف المصادر التي قرأها المؤلف وأستفاد منها وحرص على إدراج أسمائها وأسماء مؤلفيها في مقدمته، كما عمد إلى الإشارة مع كل حكاية يوردها إلى المصدر الذي استخلصها منه.
أما للمرحلة الزمنية التي كتبت فيه المخطوطة، فيمكن القول ترجيحياً إنها تجئ في أواخر القرن الثالث عشر أو أوائل القرن الرابع عشر ميلادي. ويستند الكاتب في تقديره للفترة الزمنية إلى أن آخر خليفة ورد ذكره مات في العام 1225 م. وآخر كاتب تضمنت المخطوطة مؤلفاته قد مات في العام 1283 م. وقد ورد في مقدمة مؤلف الكتاب ما نصه (( وبعد فإني لما كنت ممن نظم نفسه في سلك عبودية المولى الأمير الكبير الزاهد العابد العالم العادل المؤيد المجاهد ثقة الملوك اختيار السلاطين شرف الأمراء تاج الدولة عضد الأمة حامي الأسلاف كهف الأنام سيد الأماثل أوحد الزمان مالك أزمة البيان إنسان عين الدهر واسطة عقد العلم سعد الدين سنبل بن عبدالله الملكي البدري، الذي أحببت أن أتقرب إلى خدمته بكتابي هذا المسمى برقائق الحلل في دقائق الحيل مع علمي بإن الله قد أعطاه من العقل أوفره ومن الذهن ألطفه ومن الرأي أصوبه)).
وإليكم جملة أبواب الكتاب، مع إقتباس القصص بحسب رأي واضع هذا الملخص، وما تفضيه معانيها من كل باب، نلقيها على مسامعكم الكريمة للفائدة والبرهان وإستخلاص الدرس المستفاد منها:
أولاً: فصل في فضل العقل وما قيل فيه
قيل: العقل أحسن حلية والعلم أفضل تنية، ودولة الجاهل عبرة العاقل. العاقل يعتمد على عمله والجاهل يعتمد على أمله. نظر العاقل بقلبه وخاطره. ونظر الجاهل بعينه وناظره. والعقل ثوب جديد لا يبلى. عداوة العاقل خير من صداقة الجاهل.
وقال أفلاطون: لاتهب نفسك لغير عقلك فتسيء ملكتها وتضيع زمانها ويختلف فيها من سوء العادة وما يرذلها. وقال بعض الحكماء وجدت الأمور التي خص بها الإنسان من بين سائر الحيوان أربعة، وهي تجمع كل شيء في العالم. وهي العقل والأدب والرؤية والعلم داخلة في باب الحكمة. والحياء والكرم والصيانة والأنفة داخلة في باب العفة. والصدق والمراقبة والإحسان وحسن الخلق في باب العدل. وقال أفلاطون أيضاً الفضائل المكتسبة بالعقل أربعة وعشرون فضيلة، وهي العلم والعدل والمحبة والرحمة والصدق والصبر والحياء والحلم والأدب والتواضع والأمانة والقناعة والعفو والبر والصفح والأنفة والوفاء والشجاعة وطهارة الخلق وكتمان السر والكرم وحسن المروءة. كما قال أفلاطون العقل النظر في العواقب.
وقال فيتاغورس: العقل الوقوف عند مقادير الأشياء قولاً وفعلاً. وقال بعضهم: من لم ينفعه عقله ضره جهله. وقال مسلم بن عقيل: رأس العقل مداراة الناس. وقال بعضهم: من سعادة الرجل سلامة عقله. وقال سقراط: لو صُور العقل لأضاء معه الليل، ولو صُور الجهل لأظلم معه النهار. وقال سوماخش: كل شيء إذا أكثر رخص إلا العقل إذا أكثر غلا.
ثانياً: فصل في الحث على الحيل واستعمالها
إعلم أيها السيد السعيد أن الحيلة لما كانت ثمرة العقل ومستخرجه بقوانينه، وطرقه في استخراجها غوامض العلوم ومحاسن الفنون المختلفة الأصل والمنافع وجب أن تكون للإنسان خاصة دون غيره من الحيوان. فإن قال قائل إنا نرى كثيرأً من الحيوان يعمل من الحيل ما يفتح له فوائد جدمة مثل الحيات فإنها تخرج في الربيع من أحجرتها وقد غشى على بصرها فتأتي الرازيانج فتمرغ وجهها عليه فتنفتح أعينها. وكالدب فإنه في الربيع أيضاً يأتي إلى أطرمة النمل فيلقطها ثم يشرب عليها من الماء فيقذف كل ما معه من الأخلاط كما يشرب الإنسان الشربة ومثل الطير الذي يأخذ في منقاره ماءً ويزرقه في دبره فينطلق إذا أصاب تخمة.
ومن وصية المهلب لولده: عليكم من الحرب بالمكيدة فإنها أبلغ من النجدة. وقال عبد الملك بن صالح لرجل أنقذه في سرية وكن من احتيالك على عدوك أشد حذراً من احتيال عدوك عليك. وقال بعضهم: كن بحيلتك أوثق منك بشدتك وبحذرك أفرج منك بنجدتك لفإن الحرب خدعة والحرب حرب للمتهور وغيمة للمتعذر.
قيل لعنترة بن شداد: أنت أشجع الناس وأشدهم. قال: لا قيل فلماذا شاع لك هذا. قال أقدم إذا رأيت الإقدام عزماً وأحجم إذا رأيت الإحجام حزماً ولا أدخل موضعاً إلا أرى فيه مخرجاً فأعتمد الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع فآتي عليه فأقتله.
ثالثاً: فصل في حكم الله ولطفه وحسن تدبيره لعباده
موت إبراهيم: الحكمة التي فعلها الله تعالى مع إبراهيم، عليه السلام. وسبب ذلك ما حكاه الثعالبي في كتابه المسمى بالكشف والبيان في تفسير القرآن في سورة إبراهيم عليه السلام. إن الله تعالى كان قد وعد إبراهيم أن لا يقبض روحه إلا إذا طلب ذلك منه واشتهى الموت. فلما قرب أجل إبراهيم وأراد الله تعالى قبضه أرسل إليه ملكاً في صورة شيخ هرم قد بطلت أكثر أعضائه. فوقف بباب إبراهيم وقال له: يا إبراهيم أريد شيأً آكل. فتعجب إبراهيم منه وقال موت هذا خير له من هذه الحياة. وكان إبراهيم لا يزال عنده طعامٌ معدٌ للأضياف. فأحضر للشيخ قصعة من الثريد واللحم. فجلس الشيخ يأكل وهو يخرج من تحته. ويبلع اللقمة بالجهد والعذاب وبأخذ اللقمة فتقع من يده فيقول يا إبراهيم اطعمني فيرفع إبراهيم اللقمة بيده إلى فم الشيخ فتجري على لحيته وصدره. فقال له إبراهيم يا شيخ كم لك من العمر فذكر الشيخ سنين فوق سني إبراهيم بشيء يسير. فقال إبراهيم عليه السلام: اللهم أقبضني قبل أن أصل إلى هذا العمر وهذه الحالة. فما أستتم كلامه حتى قبضه الله عز وجل.
نذر أسحق: يروى بالأسانيد الصحيحة أن يعقوب بن إسحق عليهما السلام كان أنذر إن وهبه الله أثني عشر ولداً ذكوراً وأتى بيت المقدس صحيحاً أن يذبح أحدهم. فوهب الله له ما طلب. فلما كبروا قصد بهم بيت المقدس فتلقاه ملك من الملائكة في زي راع فقال له: سمعت أنك قوي فهل لك من الصراع. قال: نعم فتصارعا فلم يصرع أحدهما صاحبه. ثم أن الملك غمزه فعرض له عرق الأنسل ثم قال له: أما أني لو شئت لصرعتك ولكن غمزتك هذه الغمزة لأنك نذرت إن أتيت البيت المقدس صحيحاً ذبحت أحد ولدك. وقد جعل الله لك هذه الغمزة مخرجاً. فلما قام يعقوب عليه السلام إلى البيت المقدس أراد أحد أولاده ونسي القول الملك. فأتاه الملك وقال له: إنما غمزتك لتخرج من نذرك ولا سبيل لك إلى ذبح أحد منهم فإن الله قد أخرجك من نذرك.
موسى ولحية فرعون: وذلك أن موسى كان جالساً في حجر فرعون وهو صغير فلزم بلحية فرعون وهزها حتى كاد أن يقلع رأسه. فقال فرعون لآسيه هذا عدوي لاشك فيه. فقالت له آسية: على رسلك حتى أريكَ أنه طفل لا عقل له يفرق بين الأشياء ولا يبين. ثم أنها أتته بطشت فجعلت فيه جمرة وجوهرة ووضعته بين يدي موسى. فهم موسى بأخذ الجوهرة فأخذ جبريل بيده فوضعها على الجمرة. فوضعها في فمه فاحترق لسانه وصار ألثغاً. وكف فرعون عن قتله.
نجاة المسيح: قال الله تعالى: ومكر وبغى كفار بني إسرائيل الذي "أحس عيسى منهم الكفر" ودبروا في قتل عيسى عليه السلام. والمكر ألطف التدبير قال الفراء المكر من المخلوقين الخب والخديعة والحيلة، وهو من الله تعالى إستدراجهم. ولما جمع عيسى عليه السلام الحواريين ليلة أرادو به المكر، وأوصاهم أن يمضي كل شخص منهم إلى قطر من الأرض. ويبيعني بدراهم يسيرة. فخرجوا وتفرقوا. فأتى أحد الحواريين إلى اليهود وقال لهم: ما تجعلون لي إن دللتكم على المسيح. فجعلوا له ثلاثين درهماً. فأخذها وقال: أتبعوني. فتبعوه إلى منزل عيسى عليه السلام الذي كان فيه. فلما وصلوا قالوا له أدخل جئنا به. فدخل. فرآه عيسى وقال له: ما تريد؟ قال ؟ أنت. فرفعه الله إليه وأوقع شبهه على الرجل الذي طلبه. فخرج إليهم ليعلمهم أن عيسى قد رفع إلى السماء. فرأوا عيسى فلم يمهلوه دون أن قبضوا عليه. فقال لهم لست بعيسى وأن عيسى رفع إلى السماء، قالوا بل أنت عيسى وتريد أن تهرب.
رابعاً: فصل في حيل الملائكة
لحد هابيل: لما قتل قابيل هابيل، تركه بالعراء لا يدري ما يصنع به، لأنه كان أول ميت على وجه الأرض من بني آدم. فقصدته الطير والسباع والوحوش فحمله في جراب على ظهره حتى أروح ونتن. وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر رميه. فأمر الله عز وجل جبرائيل وميكائيل أن أنزلا إلى فعلما قابيل كيف يدفن أخاه. فنزلا في صورة غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر، كان هذا بمرأى من قابيل. فلما مات أخوه حفر الآخر في الأرض بمنقاره ومخالبه حفرة وطرحه فيها وطم عليه التراب. فقال قابيل: ويلتاه أعجزت أنأكون مثل هذا الغراب. فأوارى سوأة أخي. ثم إنه حفر له قبراً وواراه فيه.
خامساً: فصل في حيل الجن
حسد إبليس: لما زوج الله عز وجل آدم بحواء قال له: أسكن أنت وزوجك الجنة. وكلا منه رغداً حيث شئتما. ولا تقربا هذه الشجرة. وكان إبليس قد مُنع من الدخول إلى الجنة لما امتنع من السجود لآدم. وبقي آدم في الجنة وحواء عنده. فحسده إبليس وكان إبليس لا يُمنع من الصعود إلى السموات إلا الجنة وحدها لا يدخلها. فأتى الحية، وكانت من أحسن الدواب لها أربع قوائم كقوائم البعير. فسألها إبليس أن تدخله الجنة في فمها فأدخلته ومرت به على خزنة الجنة وهم لا يعلمون. فلما دخل الجنة وقف بين يدي آدم وحواء وهما لا يعلمان أنه إبليس. فناح عليهما بناحية أحزنتهما وبكى. فقالا ما يبكيك. فقال أبكي عليكما كيف تموتان وتفارقان ما أنتما فيه من النعمة والكرامة. فوقع ذلك في أنفسهما وأغتنما. ثم قال إبليس هل أدلك على شجرة الخلد ومُلك لا يبلى. فأبيا أن يقبلا وأقسم أنه من الناصحين. فأغترا به وقالا لا يحلف أحد بالله كاذباً. فبادرت حواء إلى الشجرة فأكلت منها ثم ناولت آدم فأكل. فأخذت حواء بيد آدم وأتت به إلى الشجرة فأكل منها فبدت لهما سوءاتهما وأخرجا من الجنة. فهبط آدم بسرنديب وحواء بجدة وإبليس بالإبله والحية بأصفهان.
أصل الأكراد: قال عامر الشعبي أن الضحاك بن علوان بن عصليق بن عوج بن عاد وهو الذي سمته العجم ببوارسب، وهو الذي بنى بابل وسماها جرفا. وكان قد ولاه سام على طائفة من أولاده وأعطاه أرض بابل، فلما مات سام عقبه الضحاك على أولاج سام ونصب نفسه لذلك. وعتا وتمرد وهو أول من أظهر الصلب والقتل. وكان الذي علمه الصلب والقتل إبليس بحيلة عملها عليه. وذلك أنه دخل عليه في صورة طباخ وقال له: أيها الملك أنا رجل طباخ أجيد عمل الأطعمة الطيبة ما لا يعرف أحد من قومك مثلها. فولاه على مطبخه. وكان الملك والناس قبل ذلك لا يأكلون اللحم. وكان اول ما أتخذ له منه طعاما من البيض فأكله فاستطابه. وقال: تقدر تصنع شيأً اطيب منه، قالنعم ما يُخرج هذا منه. قال دونك. فذبح له في اليوم الثاني الدجاج فلما استطابه ذبح له في اليوم الثالث الغنم وفي الرابع البقرةوفي الخامس الجزور. وأراد أن يجعل ذلك ذريعة إلى التجرؤ على قتل الناس وسفك الدماء. يأخذالشاة ويصلبها بحلقها إلى أن تموت وينضجها ويطعمه إياها. فلما رآه قد هان عليه ذلك نصب له الحيلة لقتل الناس فطبخ له طبيخاً استطابه. فخلع عليه وأعطاه وسناه وقال له: أريد أن اقبل منكبي الملك. فأذن له فقبل منكبه فخرج موضع قبلته سلعتان نائبتان عظيمتان كهيئة الحيتين لهما أفواه وعيون. فلما رآهما الضحاك علم أنه إبليس فقال له ماغذار هاتيت الحيتين ياملعون. فالتفت إليه إبليس وقال أدمغة الناس، وغاب عنه فلم يره. فأمر الضحاك وزيره أن يذبح له كل يوم أربعة جسام سمان يستخرج أدمغتهم ويأتيه بها ليغذي بذلك الحيات. ومكث على ذلك زمناً طويلاً. فمات الوزير فجعل على وزارته رجلاً من ولد أرفخشد ويسمى أرمابيل له رقة ورحمة. فكان يؤتى كل يوم بأربعة رجال سمان قد كتبت أسمؤهم فيأمر بذبح رجلين منهم ويستخرج دماغيهماويضيف إليهما دماغي كبشين ويدخل بذلك إلى الضحاك ليغذي به الحيات ويستبقي الرجلين ويأمر بكردهما إلى الجبل فبقوا إلى أن هلك الضحاك. وصار الذين سكنوا الجبل أصل الأكراد.
سادساً: فصل في حيل الأنبياء عليهم السلام
حيلة إدريس عليه السلام: حكى ابن الأزهر عن وهب بن منبه في كتابه الموسوم بمبتدأ الدنيا أن إدريس عليه السلام أول من أعتد السلاح وجاهد في سبيل الله عز وجل، ولبس الثياب وكان قبل ذلك يلبس قبل ذلك الجلود. وهو أول من أظهر الأوزان والأكيال وأثارعلم النجوم. وكان مع ذلك شديد الحرص أن يدخل الجنة. وكان قد علم من الكتب أن لايدخل الجنة قبل الموت والبعث. وهو المجاهد في قومه في ذات الله الذي يعبده حق عبادته. فبينما هو يسيح في عبادته إذ عرض له ملك الموت في صورةرجل في نهاية الحسن والجمال. فقال له إدريس من أنت؟ قال عبد من عبيد الله أعبده مثل عبادتك. وقد أحببت أن أصحبك فهل تأذن لي في ذلك. فأذن له إدريس. ثم سارا حتى إذا كان آخرالنهار إذا هما براعٍ يرعى غنمات له. فقال له ملك الموت لو طلبنا من هذا الراعي لبناً من هذه الشويهات نفطر عليه. فقال له إدريس إنطلق بنا فإن الذ اصطحبنا من أجله لا يتركنا بلارزق. فلما أقبل الليل رزقهم الله طعاماً فأكل إدريس ولم يأكل ملك الموت. ثم قاما يصليا وكان حالهما في اليوم الثاني كذلك. فلما كان اليوم الثالث قال إدريسلملك الموت: قد صحبتني يومين وليلتين ولم أرك تأكل شيئاً وأراك قواما على العبادة قوي البدن حسن الوجه طيب الرائحة. قال إني كذلك يابني منذ خلقت. فقال له من أنت؟ قال أنا ملك الموت فقال له إدريس قد صحبتني فهل جئت تقبض روحي. قال لا لأن ربي لم يأمرني بذلك لكنه أمرني أن أصحبك. قال له إدريس يا أخي لي إليك حاجة. قال وما هي قال تقبض روحي قال فما تريد بذلك وللموت من الكرب ما لا يحصى. قال له إدريس لعل الله أن يحييني بعد ذلك فأكون أشد اجتهاداً في عبادتي إياه. قال له ملك الموت لا يمكنني ذلك إلابأمر الله تعالى. فسل ربك ذلك. فأوحى الله إلى ملك الموت إني قد علمت ما في قلب عبدي إدريس فأقبض روحه. فقبض ملك الموت روحه ثم أحياه الله تعالى في الحال. وكانيجتهد في العبادة حتى كان أكثرالناس صوماً وصلاةً.
قَسَم سارة: حيلة إبراهيم عليه السلام مع سارة وهاجر. وذلك أن سارة رضي الله عنها لما غارت من هاجر حين حملت بإسماعيل عليه السلام قالت: ولا الله لأقطعن منها عضواً. فلما جاء إبراهيم ذكرت له هاجر ما قالت سارة فقال لهاإبراهيمماذا حلفت على هاجر، قالت والله لأقطعن منها عضواً. فقال لها أختنيها وقد بررت في يمينك فكانت اول إمرأة ختنت.
سابعاً: فصل في حيل من أدعى النبوة
المصباح العجيب: زعم الواقدي أن رجلاً من يربوع يقال له جندب بن كلثوم وكان يلقب بكرداب، إدعى النبوة على عهد رسول الله (ص) وكا يزعم أن دليل نبوته أنه يسرج نشابة الحديد أو الطين المعجون المهيأ كالشمع. وحيلته في ذلك أنه كا يطلي المسامير وغيرها بدهن البلسان ثم يشعلها فتشتعل مثل الشمعة. ومثل هذا العمل إلى يومنا هذا في بيعة في الرها وفي قيامة القدس. وذلك أن القّيم إذا ساوى القناديل جعل على رأس كل فتيلة خيطاً من البلقك مشدوداً به مروياً بدهن البلسان، والخيط نافذ من سقف القبة إلى ثقب صغير. فإذا أراد الوقود وأجتمع الناس في داخل القبة طلع القيّم إلى سطح القبة وقرب النار من طرف الخيط. ولم يشعر أحد فيشتعل في الحال لأجل دهن البلسان نازلاً في الخيط على سمته حتى يصل إلى رؤوس القناديل مرواة بالنفط الطيار فتشتعل فتزعم اليهان أن هذا نور نزل من السماء أشعل القناديل. فتفتن به جّهال الناس من النصارى ونسائهم وأعمائهم وضعفاء الدين من المسلمين. فعمد إلى الوقت الذي يشعل فيه هذا القنديل وصعد إلى سطح الكنيسة وأتى إلى أعلى القبة وحفظ الموضع الذي ينزل منه النار. فلم يمكن القيّم من ذلك وأبطأ على الناس.

ثور النحاس: ادعى زرادشت النبوة قبل الإسلام وعمل ثوراً من نحاس يخور كما يخور الثور. وذلك أنه أخذ ثوراً من نحاس وعمل له ثقبان وجعل كفله مع أصل الحائط. وجعل خلفه من وراء الحائط منفاخاً مثل منفاخ الحداد في بيت لطيف خفي لا يهتدي أحد إليه. وكان يُدخل أبنه ينفخ بذلك المنفاخ فتحصل الريح في جوف الثور. وله عينان وأذان ومنخران وفم يطلع منه الريح فيسمع له خوارشديد ويبقى على ذلك مدة.
ثامناُ: فصل في حيل الخلفة والملوك والسلاطين
نشر الأخبار: لما أسلم عمر بن الخطاب أحب أن يشيع إسلامه. فقال لجميل بن معمر الجمحي وكان مشهوراً بإذاعة السر ولا يكتم شيئاً يُخبر به. إنني قد أسلمت فاكتم عليّ واستره، ولا تعلم به أحداً. فخرج جميل ونادى أعلى صوته في أهل مكة: ألا إن عمر بن الخطاب قد أسلم فأعلموا ذاك. فشاع الخبر بإسلام عمر وكان ذلك إرادته.
الخنزير والفيل: قال المدايني صاحب كتاب المكايد والحيل: لَما عبر المسلمون الخليج خرج إليهم أهل أرمينية، ومعهم الفيلة فقتلوا المسلمين. وكانت الفيلة تتهمر في وجه الخيل فتنفر والمسلمون ليس معهم رَجَلَة. فقال عمر أئتونا بخنازير، فأتوه بها فقال أضربوها بين يدي الفيلة. فكانت كلما سمعت صوت الخنازير جفلت وهربت. فتبعهم عسكر المسلمون فقتلوهم وأسروهم.
العاشقة: حضرت بين يدي علي عليه السلام إمرأة تعلقت برجل تزعم أنه قد فضها. وأرتهم جنياته على ثيابها. وكانت قد أخذت بياض البيض ولطخت به ثوبها. فاستحضر الرجل وقال له: أخبرني وأصدق. قال والله يا مولاي ما لي معها، بل هي تحبني. فلما لم أطاوعها على ما في نفسها عملت هذه الحيلةحتى أتزوج بها وأ فما أريدها. فقال له: قف مكانك ثم استدعى المرأة وقال أريد أن أزوجك به إن صدقتني. فهل كان بينكما أمر أم لا؟ فقالت إنه غصبني على روحي وهذا أثره. فقال عليٌ سلام الله عليه: يا قنبر أئتني بماء حار شديد الحرارة. فأحضرهله، وأخذ ثوبها فغمسه في الماء لحظة فقبَ منه بياض البيض. فلما رآه عليه السلام قال: ما هذا سوى بياض البيض هاتم السيط، وقال أجلدوها جلد المفتري وأطلق الرجل.
تاسعاً: فصل في حيل الملوك
حيل الإسكندر: حكى ابن الخطيب صاحب كتاب تأريخ بغداد في بابه المعروف بلفظ التدبير، أن الإسكندر صار في سيره في الأرض إلى المدينة في غاية المنعة والتحصّن. فتحصّن فيها أهلها. فآيس الإسكندر منها بحصانتها. وتعرف خبرها فأخبر أن فيها من الميرة والعيون المتفجرة ما لا يخاف عليه من النفاذ. فرحل عنها ودس تجاراً من قِبله متنكرين وأمدهم بالمال. وأمرهم بالدخول إلى المدينة على سبيل التجارة وبيع ما معهم من التجائر. وأن يبتاعوا ما أمكنهم من الميرة والمغالاة فيها. فدخلت التجار المدينة وانكشف عنها الإسكندر راجعاً. وآمنو لبعد الإسكندر عنهم حتى صار في أيدي تجاره أكثر ميرة أهل المدينة. فلما علم الإسكندر بذلك كتب إلى التجار فأحرقوا ما بأيديهم من الميرة كلها، وهربواعن المدينة. فزحف الإسكندر إليها ولا ميرة لأهلها إلا شيء يسير، فحاصرها أياماً قليلة، فطلبوا منه الأمان وفتحوا الباب على حكمه.
الزيارة الجريئة: لما قدم الإسكندر العراق لقتال دارا، الذي كان قد نزل بموضع يقال له حزي. فسير إليه الإسكندر رسولاً فلما دخل إليه أعجب دارا بصيته وبلاغته وأمر بإحضاره في مجلس شرابه. فكان رسول الإسكندر كلما أعطي قدحاً صبه على ثيابه وشال القدح في كمه. فقيل لدارا في ذلك. فقال له دارا: ما هذا الذي تفعله، قال رسول الإسكندر أمرني ملكي لا أشرب خمراً حتى أعود إليه. وأنا أكره أن أرد شراب الملك، فأصبه على ثوبي.، وأضع منه على رأسي. وإن أخذت الآنية فإن سنتنا مع ملكنا هكذا، فإن أمرني الملك أعصي ملكي وأشرب وأرد الآنية فعلت. فقال له دارا لا ترد الآنية ولا تعص ملكك. ودخل موبذ على دارا فعرف الإسكندر أنه يعرفه وعرف المبذ الإسكندر، فنهض الإسكندر بحجة البزال فركب ونجا. وقال المبذ للملك: إن هذا الرسول الذي عندك هو الإسكندر. فطلبه فلم فعلم صحة ذلك. فلما أصبح القوم واصطفت العسكران برز الإسكندر بين الصفين ونادى: يا معشر الفرس قد علمتم ما كتبنا لكم من الأمان فمن كا منكم معنا فليعترك ناحية. فأتهمت الفرس بعضها بعضاً وولت منهزمة وقتل دارا.
الوليمة: حاصر قتيبة بن مسلم الباهلي سمرقند فلم يقدر عليها. فلما عجز من ذلك أظهر أنه قد زوج إبنه ويريد أن يعمل دعوة عظيمة. فأنفذ من اشترى من سمرقند ألف حمل خمر لأجل الدعوة حتى تشرب الناسز ودس قوماً من عنده إلى سمرقند يُعلم أهلها أنه قد عمل قتيبة كذا وكذا في الليلة الفلانية فإذا سكروا ينامون أخرجوا إليهم خذوهم قبضاً بليد. فطمعوا في ذلك. فلمل علم قتيبة طمعهم عمل وليمة عظيمة وجمع أصحاب الملاهي من رستاق سمرقند فصحّ ذلك عندهم. وخرج قتيبة في ألف فارس من عسكره وهم أجلاد شجعان. فكمن على طريق العدو. فلما نصف الليل طلع من سمر قند ألف فارس في طلب قتيبة. فلما جاؤوا الكمين خرج عليهم من خلفهم وباقي العسكر من قدامهم، فلم يفلت منهم أحد. وأخذوا أثواب المقتولين وأعلامهم وسلاحهم وألبسه عسكره وطلب قتيبة سمرقند. فظنوا أنهم عسكرهم الذي خرج من عندهم قد رجع ففتحوا لهم الباب. فدخل قتيبة البلد وتلاحقه عسكره وملك البلد.
عاشراً: فصل في حيل السلاطين
حتى لا يخالف يمين: حيلة أبرهه لما قتل أرباط نائب ملك الحبشة. وكان ذو نواس قد أحرق أهل نجران. فهرب رجل من عظمائهم يقال له ثعلبان، على فرس له وقصد ملك الروم. واستنصر بعدما خبره أن ذا نواس قد خرب البيع وقتل القسوس وأحرق الأنجيل واستأصل أهل دين عيسى. فقال له ملك الروم: إن أرضي تبعد عن ملك الناحية لكنني أكتب معك كتاباً إلى ملك الحبشة فهو على ديننا أيضاً وقريب منك. وكتب معه كتاباً إلى ملك الحبشة وسأله الأنتصار لدين المسيح. وخبره بما فعل ذو نواس من هدم البيع وقتل النصارى وتحيق الإنجيلز فأخذه الثعلبان وأتى به إلى النجاشي. فلما وقف عليه غضب غضباً شديداً ثم أنه اختار من عسكره سبعين ألفاً فاستعمل عليهم ابن عم له يقال له أرباط وتقدم إليه أن أظفر بذي نواس ولا تدع أحداً على دين اليهود إلا تقتله. فركب أرباط البحر إلى أن وصل إلى ملك ذي نواس. ووصل إليه الخبر فاستعد للحرب وحاربه أرباط فظفر به وقتل كل أصحابه وملك جميع أرض اليمن. ثم أنه أساء إلى أصحابه فتركوه وطلبوا أبرهة. ووقع بينه وبين أرباط حرب فقتل أبرهه أرباطاً وملك موضعه. فبلغ الخبر إلى النجاشي أن أبرهه قتل أرباط وملك موضعه فغضب عليه غاية ما يكون. وحلف ليطأن بلاده سهلها وجبلها ويجزناصيته ويهرق دمه. فبلغ ذلك أبرهه ففكر في أمره. ففتحت له الفكرة أن أخذ جراباً وملأه من تراب السهل والجبل وجزّ ناصيته ضفيراً، وفصد روحه في قارورة. ولف الناصية في خرقة حرير، وختم القارورة والجراب وأنفذ الجميع إلى النجاشي، وقال هذا تراب أرضي سهلها وجبلها وهذه ناصيتي يجزيها الملك بيده وهذا دمي ليهرقه الملك ولا يحنث في يمينه. فأعجب الملك ذلك وقال من هذه فطنته جدير أن لا يغير عليه شيئاً. وأنفذ سلطانه وأمره على موضعه.
الشعير المسموم: جاء ببعض الأخبار أن ملكاً قدم جيش على محاصرته فأخذ شعيراً وطبخه بالماء وقضبان الدفلة ثم جففه وخرج بعسكره ناحيته ثم جعل الشعير في المخالي فلما أتت طلائع ذلك العسكر أنهزم وترك المخالي بحالها. فلما نزل العسكر الآخر موضعه وجدوا المخالي مملوءة شعيراً فعلقوها على خيلهم. فما هو إلا أن استوفتها فوقعت كلها موتى فخرج السلطان من البلد إليهم فأخذهم قبضاً باليد.
جيش الأسناد: حيلة نوح على عمّه إبراهيم حتى تمكن منه. وذلك لما زحف نوح على عمّه إبراهيم وكان مدبراً من داود البلخي فاحتال على تقوية قلوب أصحابه بأن أعلمهم أن مدداً كبيراً قد أقبل إليهم وهم يلحقون بهم في الليل، وكانت الحرب قد وقعت في ذلك اليوم عليه. فلما كان الليل أنفذ طائفة من عسكره مع مواليه وأمرهم بالابعاد. فإذا كان الثلث الأخير ضربوا طبولهم وبوقاتهم ودخلوا المعسكر على هيئة النجدة. فلما أصبحوا ووقعت الحرب وقد قويت قلوب عسكره بالنجدة فانهزم عمّه فاستأسره وسلمه إلى جماعة من أصحابه.
أحدعشر: فصل في حيل الوزراء والعمال والمتصرفين
الخبر ليس كالعيان: حيلة لأبي الخير بن الفراتي "وزير الخليفة المقتدر" ذلك أنه أرسل المقتدر بالله يوماً على يد زيدان القهرمان يلتمس منه أثني عشر ألف دينار عيناً لشيء من أمره. فحملها إليه ثم سأل أن يدخل إليه إذا اجتاز بموضع يلقى إليه شيئاً لا تحتمله المكاتبة ولا المراسلة. ففعل وكان المقتدر كثيراً ما يدخل على أبن الفرات ويجاريه ويحادثه ويشاوره في أمورهز فاجتاز به يوما فلما دخل وجلس أبن الفرات بين يديه قام وأخذ كيساً فيه أحد عشر ألف دينار ففتحه وفرغه بين يديه وقال له: يا أمير المؤمنين قد عرفتك أن أموالك تنتهب وتضيع وتقضي بها الحقوق والذمامات. ما تقول في رجل واحد يصله في كل شهر من الشهور الهلالية هذا المقدار من المال وهو اثنا عشر ألف دينار. فاستعظم المقتدر ذلك واستهوله. وقال ويحك من هذا؟ قال علي بن محمد الحواري وكان قصد ابن الفرات خلعه وخراب بيته. فقال وهذا سوى ما يصل إليه من المنافع والهدايا والتحف . فقام المقتدر في وقته وقد كمن في نفسه لأبن الحواري ما يكره. ورد أبن الفرات المال إلى بيته. وكان قصده بذلك أن يشاهد المقتدر المال لأن ليس الخبر كالعيان. فما مضى عشرة أيام إلا وقد قبض على ابن الحواري واستوزر ابن الفرات.
الوزير المغضوب عليه: من كتاب فرح المهج. يحكى أنه كان بعض السلاطين وكان له وزير وكان يكثرالأعداء لكونه يصدع بالحق ولا تأخذه في الله لومة لائم. فما يزالون يبعثون به إلى السلطان ويكذبون عليه حتى أمر السلطان بقتله. وكان للسلطان كلاب ضوار إذا أراد هلاك أحد كتّفه وألقاه إليها فتمزقه كل ممزق. فأمر السلطان أن بطرح الوزير بين أيدي الكلاب. فقال الوزير إريد منك أن تؤخرني عشرة أيام حتى أوفي ما عليّ من ديون. فقبل السلطان ذلك. فأتى إلى منزله وطلب الذي يربي الكلاب وقال له خلني أخدم الكلاب عشرة أيام. فلما كان اليوم الحادي عشر ذُكر السلطان بالأمر فأحضره بين يديه وأمر به فكتفه وألقاه بين يدي الكلاب. فإذا بالكلاب تدور حوله وتلعب معه فلما نظر السلطان إلى ذلك بقي حائراً متعجباً. فأحضره بين يديه وقال له أصدقني حديثك كيف هو. قال خدمت الكلاب عشرة أيام فكان منها ما رأى السلطان. وخدمتك ثلاثين سنة وكان آخرها هلاكي بقول الأعداء. فأستحى السلطان وخلع عليه وطيب قلبه. وسلم إليه الذين سعوا فيه فأحسن إليهم وصرفهم.
باري الأقواس: حكي عن نوادارج الفارسي أنه كان له وزيرا يقال له نموجهر. وكان ديناً عاقلاً يعرف الله. وكان السلطان جباراً عاتياً متكبراً. فركب السلطان ذات يوم فسمع شيخاً رافعاً صوته، فقال السلطان للشرطة خذوه فلما أُخذ الشيخ قال ربي الله. قال الوزير خلوه. أشتد غضب السلطان على وزيره. فلما عاد السلطان إلى مستقره أحضر الوزير وأنبه. قال الوزير إن لم يعجل السلطان عليّ أريته وجه نصحي وشفقتي. قال السلطان أرني ذلك. فطلب الوزير من السلطان أن يحتجبفي مجلسه بحيث يرى ويسمع. ثم أحضر الوزير قوساً جيدةالصنعة مُحكمة المؤنة صنعت للسلطان وعليها أس صانعها. فأعطى القوس غلاماً له وقال له إذا حضر فلان صانع القوس وحادثته فأقرأ إسمه حتى أسمعك ثم أكسرها. فلما كسر القوس لم يتمالك صانعها دون أن يثب إلى الغلام وضربه فشج وجهه. فقال الوزير أتضرب غلامي بحضرتي. قال لِمَ كسر هذا وهي من صنعتي. قال الوزير لعل ما عَلم أنها صنعتك وكيف ذلك وأسمي عليها. ثم قال للسلطان قد أوضحت لك بنصحي وإشفاقي عليك. وخفت عليك من ربه أن يغضب عليك كما غضب القواس لقوسه.
إثنى عشر: فصل في حيل القضاة والعدول والوكلاء
أحيل من الثعلب: قال خالد بن سعيد للشعبي يقال في المثل أن شريحأبن حارث الكندي أحيل من ثعلب. فما هذا؟ قال إن شريحاً خرج أيام الطاعون إلى النجف وكان إذا خرج يصلي يجيئ ثعلب فيلعب بسجادته وربما بال عليها فلا يقدر أن يصلي. وبقي على ذلك مدة، فطال ذلك على شريح وأسبل وجعل قلنسوته على رأسه يشبهها به كأنه قائم يصلي. وأختفى موضعاً يمكنه منه صيد الثعلب. فبينما هو كذلك إذ أتى الثعلب مستمرغاً على السجادة والتف فيها. فوثب عليه شريح فقبضه. فكذلك يقال أحيل من ثعلب.
شهادة شجرة: حيلة لأبي يوسف القاضي. وذلك أن رجلاً أودع عند رجل مالاً ثم طلبه فجحده فخاصمه إلى إبي يوسف القاضي فأدعى عليه. قال القاضي: ومن حضركم، قال: لم يحضرنا أحد غير أنني دفعته إليه في موضع كذا وكذا تحت الشجرة هناك ولا ثالث معنا. فقال له القاضي: فأتني بورقة من الشجرة حتى أستشهدها. فمضى الرجل وقال لخصمه أجلس أنت هاهنا حتى يجيء خصمك. فجلس وأشتغل القاضي ساعة، ثم التفت إلى الخصم وقال: قل لي يا هذا ووصل خصمك إلى الشجرة. قال لا ولا إلى نصف الطريق، فقال له القاضي أعطه ماله والله ماله معك إما الحبس أو تزن ما عليك. فوزنه إياه.
حكم سليم: حيلة يونان القاضي. كان لبني إسرائيل سوق يجتمعون فيه كل سنة يبيعون ويشترون. فدخل السوق رجل على حِجرة له وخلفها مهرة، فسرقه رجل منه ورباه على بقرة له. فلما كان المسم، عاد صاحب المهر إلى السوق فنظر المهر فعرفه، وقال هذا مهري ولد هذه الحجرة. فأنكر السارق ذلك وترافعا إلى يونان القاضي والمهر يتبع البقرة والناس يتعجبون منه. فقصا على القاضي القصة، فقال لهما: تعالا غداً حتى أحكم بينكما فإني اليوم حائض. فقال صاحب البقرة: الرجال تحيض؟ قال نعم مدينة تلد فيها بقرة مهراً فليس عجيباً أن يحيض فيها الرجال الذكور. ورد الهر إلى صاحبه، فأخذه ومضى.
المتهم الأخرس: حيلة لبعض الوكلاء. حكي أن شواكاً كان معه حمل شوك وهو مار في السوق، فعلق بإزار إمرأة فشقه وكان الإزار مثمناً، فلزمته. وترافعا إلى القاضي. وكان له قرابة بين يدي القاضي، فقال له إذا إدعت عليك تخارس. فلما إدعت عليه المرأة أظهر أنه أخرس. فقال لها القاضي: هذا أخرس ما يجب عليه الحكم. فقالت وحياة رأسك ما هو أخرس الساعة. والحمل معه كان يقول : الطريق الطريق. فقال القاضي: إن كان ما قلت حقاً فما يجب عليه شيء، لأنه قد حذر. وإن كا أخرس فقد سقط عنه الحد . فمضت ولم تحصل منه شيئاً.
ثلاثة عشر: فصل في حيل الفقهاء
إستعادة الحق: حيلة أبي حنيفة: قال احتجت إلى ماء وإناء في البادية، فأتى أعرابي ومعه قربة ماء فأبى أن يبيعها إلا بخمسة دراهم، فدفعت إليه خمسة دراهم وقبضت القربة وقلت له: يا أخا العرب ما رأيك في السويق؟ قال رأي حسن، فأعطيته سويقاً متلوثثاً بزيت. فجعل يأكل حتى امتلأ. ثم بعد ساعة عطش عطشاً شديداً فطلب شربة ماء. فقلت بخمسة دراهم. وكان الماء عنا بعيداً فلما رأى أنه يتلف عطشاً أدى الخمسة دراهم وأسقيته شربة من القربة، وبقي الباقي عليّ من القربة بلا ثمن.
معلومات مفيدة: حكي أن رجلاً من أصحاب أبي حنيفة أراد أن يتزوج إلى قوم قالوا: حتى نسأل عنك أبا حنيفة. فأتاه وأخبره بخبره. وأوصاه أبو حنيفة وقال له: إذا دخلت عليّ فضع يدك على رأسك، ففعل الرجل ذلك. فقال له أبو حنيفة وقال له: تبيعني ما تحت يدك بعشرة آلاف درهم، قال لا والله. فلما سألوا أبا حنيفة عنه قال: رأيته اليوم ومع شيء هو له وملكه أعطيته فيه عشرة آلاف درهم ما باعني، وهو بعض ما يملكه. فزوجوه وبلغ غرضه.
كأس الماء: حيلة رجل رأى مع زوجته قدحاً فيه ماء قال أسقيني فامتنعت عليه. قال أنت طالق إن شربت الماء أو بدونه أو تركته في الإناء ولا يفعل ذلك غيرها. وخلاصها أن تطرح فيه ثوباً فيشرب الماء جميعه ثم تبسطه في الشمس فيجف.
أربعة عشر: فصل في حيل العباد والمتزهدين
العكازة والسلسلة: حيلة صاحب العكازة. وذلك مما حكاه في تأريخ الأمم، أن داود عليه السلام، جعل في بيت المقدس سلسلة من ذهب (وقيل إن سليمان عملها) مما يلي المحراب. وكان يأتيها الخصمان فمن كان على حق نال السلسلة ومن كان على الباطل قصرت عنه فلا ينالها. فمكث على ذلك زماناً طويلاً. ثم إن رجلا من بني إسرائيل أودع وديعة جوهراً مثمناً، فلما طالبه نكر. قال صاحب الجوهرة: بيننا السلسلة قال المودع إلى غدٍن ثم عمد إلى عصا فجوّفها وجعل الجوهر فيها. ثم انطلق معه وهو يتوكأ على العصا كهيئة العكازة. فدنا صاحب الجوهرة من السلسلة وقال اللهم إن كنت تعلم أني استودعته جوهراً فسهل تناول السلسلة، ثم مد يده وتناولها. فقال له الزاهد امسك عكازي حتى أدنو من السلسلة ليعلم الناس برائتي. فتناول العكازة. ودنا الزاهد من السلسلة وقال: اللهم إن كنت تعلم أنني سلمت مال هذا إليه فسهل لي تناول السلسلة. ومد يده فتناولها. وأخذ العكازة. فرفعت السلسلة منذ ذلك الحادث نهائياً.
صد اللصوص: حيلة لبعض الصوفية.أخبرني من أثق بقوله أه خرج في طريق الشام مسافراً في جماعة من الصوفية نحواً من ثلاثين رجلاً ومالك. وقال: وصحبنا في بعض الطريق رجل صوفي حسن الهيئة معه حمار تارة يركبه ومعه بغلان عليهنا رح وقماش ومتاع. فقلنا يا هذا نحن ما نفكر في خروج الحرامية إنما ما معنا شيء، وأنت ما تخاف على رحلك ومالك. قال الله يحفظ ويستر. وكان إذا نزل استدعى أكثرنا فيطعمهم ويسقيهم، وإذا تعب أحدنا نزل وأركبه. فبينما هو ونحنسائرون إذ طلعت علينا الحرامية. فتفرقنا عليهم ومانعناهم، فقال الشيخ: لا تفعلوا فتركنا القتال ونزل وقدم سفرته وجلس يأكل. وأطلقنا الخيل. فلما رأوا الطعام مالوا إليه. ودعا بهم الشيخ فجلسوا يأكلون ثم حل رحله فأخرج منها بقلاء حلواً كثيرة، فتركها بين أيديهم. فلما أكلو منها وشبعوا ما كان إلا لحظة حتى خدرت أيديهم وأرجلهم وبقوا باهتين. وشخصت أعينهم فبقينا متعجبين. فقال لنا إن الحلوى مبنجة وقد عملتها لمثل هؤلاء، في هذا الوقت. وقد تمت الحيلة. فأخذنا خيلهم وسلاحهم وركبنا سالمين آمنين ولم ندرك ما كان منهم.
الفأرة: حيلة ذي النون المصري. قال يوسف بن الحسين: سمعت أن ذا النون المصري يعرف أسم الله الأعظم. فدخلت مصراً وخدمته سنة. ثم قلت له، يا شيخ إني خدمتك سنة وقد وجب حقي عليك، وأريد أن تعلمني أسم الله الأعظم. قال كرامة وعزازة. ثم تركني أياماً وأخرج طبقاً ومكبة مشدودين في منديل وقال لي تعرف فلاناً قلت نعم، قال أحمل هذا إليه فأخذته. مضيت إليه قليلاً، وقلت في نفسي ذو النون المصري يوجه إلى صديق له هدية، ما يريد يكون في الدنيا مثلها. والله لأبصرنها. ثم قال إني طلت المنديل، فدفعت المكبة فأرة صغيرة فأردت قبضها فعجزت عنها. وانغظت غيظاً شديداً. وقلت ذو النون يسخر بي بعد سنة وينفذ معي فأرة. فرجعت إليه والغيظ في وجهي. فلما رآني مقبلاً نحوه قال، أي مسكين من لا له أمانة على فأرة، يؤتمن على اسم الله الأعظم. فتركني ومضى.
شكراً لإصغائكم وتعقيباتكم ودمتم بخير
الأستاذ الدكتور شوقي ناجي جواد
مؤلف كتاب: التفاوض مهارة وإستراتيج
مشاركة مع زميلي الدكتور عباس أبو التمن الجامعة المستنصرية
[email protected]



#شوقي_ناجي_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختزال بللغة العربية - طريقة الفراهيدي
- الإستراتيجية مفهمومها ومغزاها


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شوقي ناجي جواد - تقديم وعرض لكتاب السياسة والحيلة عند العرب