هذا هو حال المثقفين المغاربة

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 1126 - 2005 / 3 / 3 - 10:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

لقد أضحى حال الكثير من المثقفين المغاربة كحال ذلك الشخص الذي ضاعت له قطعة نقدية معدنية في مكان معتم.
وبدلا من القيام بالبحث عنها حيث ضاعت له راح يبحث عنها بالقرب من عمود الكهرباء المضيء مصباحه.
فسأله سائل: عما تبحث يا هذا ؟ فقال له: أبحث عن قطعة نقدية معدنية ؟
فرد عليه: …وهل أضعتها هنا تحت ضوء المصباح الكهربائي بجوار العمود ؟
فقال: لا أضعتها هناك، في ذلك المكان المظلم.
فسأله: ولماذا تبحث عنها إذن ؟
فقال صاحبنا: أبحث عنها هنا لأن هنا يوجد ضوء، فهل تريدني أن أبحث عنها في العتمة ؟
فهذا هو واقعنا، عوض البحث عن العلل الحقيقية في مكانها وحيث هي تكفينا بالوقوف تحت أضواء الغرب وما يأتينا منها للبحث عن حقيقتنا بواسطة ضوئه…
وبذلك لم نوفر لنفسها الضوء اللازم الإنارة مكان البحت عن حقيقتنا وعيوبنا وأمراضنا ومصائبنا واكتفينا بالبحث في دائرة الضوء التي يوفرها لنا الغرب بعيدا عن مكان تواجد حقيقتنا وذلك للبحث لحلول عن مشاكلنا ومصائبنا
فمن المسؤول عادة عن نهضة المجتمعات أو تخلفها أليست الأنظمة والقائمين على الأمة ربها هل الغرب عموما والعوامل الخارجية هي التي-في ذاتها ولذاتها-هي التي جعلت التخلف والفقر والتهميش يفترسنا ؟ هل هي التي جعلتنا نعيش على هامش المسار الحضاري علميا وتكنولوجيا ؟ هل هي التي أفقرت بلادنا وبذرت ثرواته الناضبة على المشاريع السياسية الاقتصادية والاجتماعية الوهمية ؟
لكم هذا حال الكثير من مثقفينا، يريدون البحث عن الحقيقة في مكان غير المكان الذي ضاعت منهم فيه.
إدريس ولد القابلة

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات