أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - إعادة أعمار العراق .. ماء في غربال ..!!














المزيد.....

إعادة أعمار العراق .. ماء في غربال ..!!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1126 - 2005 / 3 / 3 - 10:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مسامير جاسم المطير 841
تجاوزتُ اليوم حالة التخوم الأمنية التي تحصن مبنى رئاسة مجلس الوزراء لمعرفة مدى تغلغل مبادئ وعلاقات المجتمع المدني في هذه البناية ومدى الدور الذي تلعبه إدارة هذه البناية المهمة وإدارة مجلس الوزراء في سياق العمل اليومي لحل أزمة التحول الديمقراطي في العراق والسير قدما في إعادة أعماره ..!
أول شيء لاحظته هناك هو الحضور الكثيف للعمائم واللحى الطويلة لكن هذا المشهد الغريب لم يخلق عندي أي التباس ، لا فكري ولا سياسي ، فقد تذكرتُ أن جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدة وعبد الرحمن الكواكبي ورفاعة الطهطاوي وغيرهم كانوا من أصحاب العمائم واللحى ولكنهم كانوا من المصلحين ،
وتذكرت لحية جورج برنارد شو الكثيفة جدا التي صارت مثلا ً يضرب في التناقض الاجتماعي حين مقارنتها بشعر رأسه غير الكثيف ،
كما تذكرت لحية كارل ماركس ذات الدلالة الثقافية والسياسية والتاريخية منذ أكثر من قرن ونصف من الزمان ،
وأقول بصراحة أنني تذكرت لحية الرفيق لينين " الكسكوسة " ذات الدلالة الثورية ،
وتذكرت لحية الشيخ أسامة بن لادن التي تشكل رأس الحربة الفكرية في قضية الإرهاب الدولي في القرن الحادي والعشرين ..!!
ليس المهم وجود شبكة من أصحاب اللحى في مبنى رئاسة الوزراء العراقية بل المهم هو أن يكون صاحب اللحية مشحونا بالكفاية الواضحة في العمل اليومي المتواصل لإعادة بناء العراق بعد أن غرق بطوفان الفساد وأغرقنا جميعا ..! وعسى أن نعتبر بسفينة نوح عليه السلام وأولاده .. فبعد النبي نوح جاء أنبياء كثيرون في العراق مما يدل على حاجة هذا البلد برجاله ونسائه إلى الهداية النبوية المتواصلة ضد الطمع والغش واللصوصية والوساطات وغيرها خاصة بعد أن سادت هذه العادات في العراق الجديد مثلما كانت في العراق القديم وأصبحت سبيلا من سبل الفوز بالمستقبل ..!
كان يا ما كان في مجلس الوزراء كما شاهدته :
أولا : لا يوجد احد يتابع مدى تنفيذ قرارات مجلس الوزراء،
يصدر القرار ولا ينفذه احد من الجماعة الوزارية ..!
ثانيا : لا احد يستطيع متابعة ملايين الدولارات التي خصصها مجلس الأعمار التابع لمجلس الوزراء لان الموظفين يخافون على حياتهم من الذهاب إلى " الفلوجة " لمعرفة كيف تصرف المبالغ المخصصة لأعمارها .
سألت احدهم عن سبب التقصير فقال لي:
- الفلوجة منطقة عسكرية خطيرة .. وزيارتها مغامرة ..!
- طيب اذهب إلى بعقوبة يا سيدي لمتابعة كيفية صرف المبالغ ..!
- لا استطيع فقطاع الطرق فيها كثيرون ..!
- النجف يا سيدي صارت أمينة .. زوروها بالسنة مرة ..!
- أخاف أيضا لأن فيها صراعا بين مدير شرطتها القديم ومديرها الجديد .
- الحلة يا سيدي تحتاجكم بعد مجزرة يوم الاثنين الدامي .
- لا أستطيع الذهاب للحلة لأنني أخاف اجتياز مثلث الموت – المحمودية – الإسكندرية – اللطيفية .
في كل الوزارات والمؤسسات والمفوضيات والجامعات والمحافظات لا تجد (‏ رجال الأعمال‏)‏ وإنما تجد ‏(‏ مدراء الأعمال‏)..‏ فالوزير من الممكن أن يكون عبقريا ورئيس مجلس الاداره في المؤسسة الصناعية أيضا يمتلك "الحداثة العبقرية " ‏. .!‏ ولكن في استطاعة هذا المدير العبقري أو ذاك أن يفسد كل قرار وزاري أو رئاسي أو يعطله بقدرته الروتينية الكبيرة على تعطيل القوانين والمساعدة في نشر الطفيليات والميكروبات في أجهزة الدولة العراقية الجديدة خطوة فخطوة ..!
حاشا لله ما وجدت أحدا من هؤلاء في مبنى رئاسة مجلس الوزراء فقد وجدتهم جميعا مشغولون ، هذه الأيام ، بقرار الدكتور أياد علاوي لتوزيع قطع من الأراضي السكنية على جميع موظفي مجلس الوزراء بعد أن تم تزويد جميع أبناء الشعب العراقي بقطع الأراضي والشقق المفروشة والبيوت ذات الطابقين خلال المدة الذهبية في عصر حكومة الدكتور أياد علاوي ..!
الصراع الوحيد بين الموظفين جرى حول نقطتين فقط :
النقطة الأولى : من منهم يستحق القطعة ذات مساحة الـ 400 مترا ، ومن منهم يستحق القطعة ذات الـ 200 مترا ..!
أما الموظفون المتعاقدون مع رئاسة مجلس الوزراء فأن قرار توزيع الأراضي لا يشملهم فقرروا اللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي لحل المشكلة سلميا ً ..!
هكذا يمتد برنامج إعادة أعمار العراق من أعلى إلى أسفل بلهفة نافعة لوطن الرافدين وشعبه ..! وكل هذا يجري في المبنى تحت رعاية وعناية أصحاب اللحى الذين صاروا يعلقون صور آية الله العظمى السيد علي السيستاني في غرف المبنى وخاصة في الطابق السادس حيث مقر المفوضية العليا لاجتثاث البعث ..!
صدقوني حين خرجت من المبنى صرت ُ كالأعمى لا يخاف الظلام ونصيحتي إليكم أيها القراء الأعزاء أن لا تهزوا أغصان حديقة مبنى رئاسة الوزراء فقد غدت بلا ثمار ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 28 شباط 2005



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوافي أيها الوزراء الراحلون ..!!
- مسامير جاسم المطير 839
- حكة كرسي الوزارة ..!!
- ديمقراطية للكَشر ..!!
- أيها العاشقون تعلموا فن التقبيل ..!
- دراكولا من موسكو إلى بغداد ..!
- قادة وملوك ليسوا من صنع الخيال ..!
- وداعا أيها الوزراء - المؤقتين - ..!
- عجائب الدنيا في برج الأسد ..!
- من فاته قطار الحكومة السابق يريد أن يستوزر في اللاحق ..!!
- إنه الحب في عيد الحب أيها العاشقون ..!
- مرينه بيكم حمد واحنه بسفارة ليل ..!
- بين سًهيلة الانكَليزية وسُهيلة العراقية ..!
- عتاب ديمقراطي إلى بعض المرجعية الشيعية ..!!
- قناة الجزيرة معروضة للبيع في سوق مريدي ..!!
- مسامير جاسم المطير 824
- مسامير جاسم المطير 823
- من مايكل جاكسون إلى صدّام حسين ..!
- الوقاية من سرطان البروستاتا والقولون واللسان ..!
- العراقيون مارسوا الرياضة الانتخابية الصعبة ..!


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - إعادة أعمار العراق .. ماء في غربال ..!!