أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - الوطن - الكاتب - الإغتراب














المزيد.....

الوطن - الكاتب - الإغتراب


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 1123 - 2005 / 2 / 28 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


لمّـا كان الوطن هو الأنا الأعلى في العقل الباطن للكاتب المنفي أو المهاجر ، فقد جعله الرمز في كتاباته وذكرياته الجميلة رغم كل ما كان قد تعرّض فيه الى قسـوة وعنف نتيجة إستبداد الأنظمة القمعية في البلدان المسـتعمرة وشـبه المسـتعمرة.. بل حتى المتخلصة حديثا من الإستعمار حيث التقسيم الجغرافي الإعتباطي ، والتداخل الاثني والديني ، مع استمرار وجود بقايا مخلفات المسـتعمر وتبعيته له إقتصاديا وفكرياً .
والحقيقة أن هناك بوناً شاسعاً بين الوطن "الرمز"وبين الحاكم الظالم ، لذلك فأنا لاأعتقد أنه يمكن للكاتب الوطني أن يتخذ موقفا إزاء وطنه بسلبية نتيجة لقمع نظامه واستبداده .
وفي هذا المجال فإن العراقيون وبكافة تشكيلاتهم القومية والدينية مثال واضح على ذلك حيث أن أغلبهم يستنكر الحصار الاقتصادي الذي تفرضه هيئة الأمم المتحدة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية بمعنى أو بآخر رغم كل القمع والاستبداد الذي يمارسه النظام الديكتاتوري المتسلط على رقاب العراقيين داخل وطنهم .. أو ملاحقتهم ومطاردته خارجه ..
والكتّـاب السوريون الذين تعرضوا للاعتقال أو الملاحقة أو التعذيب نتيجة مواقفهم السياسية أو الفكرية ، سيما الأكراد منهم الذين يعانون اضطهادا مزدوجا في الوطن ، إضافة إلى قسوة التشرد في بلاد الاغتراب . ورغم افتقاد أكثر من 150 الف من أبناء جلدتهم للجنسية السورية ورغم سياسة التعريب والتهجير بموجب قانون الحزام العربي الصادر في الخامس من تشرينالثاني لعام 1966 م ، إلا أن الوطن يبقى رمزهم المقدس الذي لايجوز المساس به أبدا.
فالكاتب ونتيجة لتعلقه بوطنه وشعبه وأهله يبقى متغربا ومنفيا خارج بلاده مهما حاول وحش الغربة أن ينسيه أحباءه الذين يشاطرونه الحب .
ففي حين أنه قد يتابع أخبار البلد المضيف ، وربما يجاري أهله في بعض الحالات الإجتماعية .. ربما يصادق بعضاً من جيرانه أو زملاءه في العمل إلا أن الشعور بالغربة يكتنفه ويجعله يحلم بالعودة اليه ، ليصونه من أي شائبة أو دعاية تسئ إليه .
العيش في بلاد الإغتراب "وبشكل خاص في البلدان الأوربية وأمريكا" يتطلب أولا وقبل كل شئ الإختلاط بالسكان الأصليين من أجل التكيف مع المجتمع الجديد ولتصحيح اللغةالغريبة عليه كغربته في بلاد الاغتراب في محاولة من أجل أن تصبح طليقة لا بد من بناء علاقات انسانية بشكل أو بآخر ، الا أن الأوربيين لهم حياتهم الخاصة ، وعادات وتقاليد يصعب على الشرقيين تشربها وتقبلها بوقت قصير مما يضطر بالكاتب ذو الحس المرهف والشعور المرتبط بتاريخه الشخصي على الأقل أن ينكفئ على نفسه ، ويتقوقع في بيته الذي قد لاتتجاوز مساحته أكثر من عشرين مترا مربعا يهاتف "منه" أهله أحيانا ، ويكتب عن "عذاباته" أحيانا أخرى .
ولا ننسى مدى الظلم والإهانة التي تلحق بالكاتب في شطب شخصيته ، وقمع ابداعه في تلك المجتمعات حيث الأولوية فيها للعمل الذي لايناسب طبيعته المرهفة سيما الكتاب الحديثي العهد في بلاد الاغتراب " عمال بناء – تنظيفات – غسـالي صحون في الحانات – متسكعون على أبواب دائرة المساعدات في البلدية .. " يزيد في كآبتهم النفسية ويحرمهم من الاستزادة من المعرفة المقروءة .
الكاتب ذلك الغريب البائس الذي يرجع من عمله متأخرا .. تعب ، مرهق ، ولأنه يفضل أن يجالس عائلته .. ليداعب أطفاله ويسامر زوجته لايجد ذلك الوقت لا لإمرأته ولا لأولاده ، ولا للقراءة أو الكتابة حتى . إلا إذا رفض العمل في الأساس ، ليعاني حينها من طامة أخرى هي الفقر المدقع لاعتماده على الإعانات التي "قد" تقدم له من دائرة المساعدات الاجتماعية ، والتي هي وبكل الأحوال شحيحة ترد عنه غائلة الموت جوعا ليس إلا . أمـّا الملابس فهي من أسواق البالة المنتشرة في كل بلاد العالم تباع فيها الألبسة المستهلكة للأجانب والفقراء .
إزاء كل ذلك ماذا تتصورون أن يكون شعور الكاتب ؟
يشعر الكاتب الشرقي بالخيبة والإحباط حالما يتخطى حدود البلد المضيف قادما اليها ، ويشعر بأنه ُصنف مقدما في الدرجة الثالثة أو الرابعة من قائمة المقيمين .
فالأوربي ( الماني – فرنسي – انكليزي ..) في الدرجة الأولى مهما كانت درجته المعرفية ،حتى ولو كان أبلها أو مجنونا ..
ثم الأوربي القادم إلى الغرب ( روسي – بولندي – صربي .. )
ثم الشرقي عموما ..

مكان الكاتب هو وطنه .. وطنه فقط يحفظ كتاباته وأحاسيسه ، وشعوره ، ويحفظ له تاريخه وتاريخ عائلته وشئ من تفاهاته ..
الوطن مرجعه وبئر أسراره .. أي مغامرة غامرها فعلا أو كتبها بوحي من جني عقله يساعده فيها الوطن لتكتمل وتصبح أسطورة ، ألا تصدقون أن الوطن يدفع أبنائه للنطق الصحيح ؟؟
ولذلك يرتبك أولاء الأولاد في غربتهم ويعانون من عقد سميت بمسميات مختلفة تدل على أن لاشئ يعدل الوطن ..

مابيننا عطر الغصون الخضر
عطر الزعتر البري ، عطر الإنتظار
مابيننا تواصل .. ودهشـة
مابيننا عطر الوطن
ياصاحبي :
هب جنة الخلد اليمن
لاشئ يعدل الوطن "

لاأنصح أي مستطيع بتكييف نفسه مع واقع بلده أن يغادرها ، " الحجر في مكانه ثقيل " هكذا علمتني الحياة، ولو سألتموني أعزائي القرّاء : وأنت ، لماذا تتحمل كل هذا وتبقى في الغرب منفيا ؟ سأقول لكم :
" مرغم أخاكم لابطل " اخترت أحد الأمرين اللذان أحلاهما مرّ .. ولسان حالي يردد ماقاله الدرويش :
وأعد أضلاعي فيهرب من يدي بردى
وتتركني ضفاف النيل مبتعدا
وأبحث عن حدود أصابعي
فأرى العواصم كلها زبدا .. "



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغدير
- دعوة أبو سعيد الدوماني
- الداعـي إكس
- كبرتلـــــــــو
- كيفما اتفق
- تضامن - تحية إلى المناضل .. الشاعر مروان عثمان
- محارات
- الوصول إلى تفاهم كردي – عربي عبر الحوار والمساجلة
- هل هناك شعب كردي رد على الأستاذ محمد سيد رصاص
- شعب منسي ودسـتور غائب -قراءة في المسألة الكردية في سورية-
- انطباعات عن الرئيس الراحل أبو عمّار


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - الوطن - الكاتب - الإغتراب