أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - في ذكرى رحيل الاديب الفلسطيني نواف عبد حسن















المزيد.....

في ذكرى رحيل الاديب الفلسطيني نواف عبد حسن


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 12:44
المحور: سيرة ذاتية
    



نواف عبد حسن شاعر وكاتب وناقد واديب ومثقف موسوعي فلسطيني ، وعلم من اعلام الكلمة الفلسطينية الحرة النظيفة .ولد سنة 1943في قرية مصمص بالمثلث الشمالي ، عاش يتيم الاب ، ونشأ وترعرع في كنف عائلته . تعلم في المدرسة الابتدائية وانهى الصف الثامن ، ثم تثقف على نفسه وراح يلتهم كتب الادب والشعر والتاريخ والتراث العربي والانساني، ويرتشف رحيق الفكر والثقافة من منابعها الاصيلة ، واعتبر من اكثر الناس ادماناً واهتماماً وشغفاً بالقراءة والكتاب . وكان من اوائل زوار معارض الكتب في الداخل والدول العربية المجاورة كمصر والاردن وقطاع غزة .
اشتغل في بدايات شبابه بمعمل للطوب في تل ابيب ، ثم عمل موظفاً في مكتب العمل بباقة الغربية ، بعدها تعلم مهنة البلاط وعمل فيها ردحاً من الزمن ، ثم عمل في جمعية احياء التراث العربي في الطيبة الى جانب المناضل الفلسطيني الراحل صالح برانسي ، واوكات اليه مهمة تحرير مجلة "كنعان" التي اصدرتها الجمعية ، وعندما اغلقت ابواب المركز عاد للعمل في مهنة البلاط حتى آخر ايام حياته.
كان صافي الفكر والممارسة ، عرف الوضوح والالتزام ، ولم يتخل يوماً عن ايمانه الراسخ بدور الثقافة وحاجة المجتمعات اليها ، فالثقافة عنده اداة تغيير وتنوير ، رسالة وقضية والتزاماً، ومرادفة للحرية والوعي والتضحية والوفاء والعطاء، ويشهد له القاصي والداني بالنظافة والنزاهة والالتزام الوطني والقومي.
كتب الشعر والمقالة الادبية والنقدية ،وترجم الكثير من الاعمال الادبية العالمية الى العربية ، منها مسرحية "عرس الدم " للوركا ، ومسرحية "في انتظار غودو" لصموئيل بيكيت .
نشر اشعاره ومقالاته وكتاباته في الصحف والمجلات الادبية والملاحق الثقافية ، منها "الانباء" و"الشرق" و"البيادر الادبي" و"مشاوير" و"الكلمة الحرة" و"كل العرب" ، لكنه لم يجمع كتاباته ولم يصدر كتباً .
كان يكتب افتتاحيات مجلة كنعان ، بلغة السياسة والادب، وكتب مقدمات للعديد من الكتب الصادرة عن مركز احياء التراث العربي، وقام باعداد وتقديم كتاب "خليل السكاكيني بين الوفاء والذكرى" والاعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفلسطيني الراحل راشد حسين ، وكتاب "رسالة في الرفض " للشاعر والمفكر احمد حسين.
قدم اسهامات جلى للثقافة الفلسطينية المعاصرة، وشارك في الكثير من الندوات والحلقات والمساجلات الادبية والثقافية ، وجمعته علاقات وصداقات مع الكثير من الادباء والكتاب من العالم العربي ،وكان عضواً في جمعية "الصوت" التي اقيمت في الناصرة لنشر الوعي الفلسطيني ، بمشاركة لفيف من الادباء والكتاب والمثقفين الوطنيين والديمقراطيين الفلسطينيين ، وعضواً في جمعية "احياء تراث راشد حسين " التي كان يرأسها المحامي علي رافع .
على الصعيد الوطني الفلسطيني حمل نواف على كتفيه هموم وآلام شعبه ، وانشغل بقضايا الفكر القومي الناصري ، متمسكاً بالهوية الكنعانية ، مؤمناً بالوحدة العربية ، متحرراً من التيارات والتنظيمات السياسية واتحادات وروابط الكتاب والادباء في الداخل ، ما جعله حاضراً بقوة لدى جميع الاوساط الثقافية والفكرية والسياسية .
كتب نواف الشعر في كثير من الموضوعات والاغراض الشعرية ، وامتاز شعره بلغة ثورية معمقة اكتسبها من ثقافات متنوعة ، وكانت المعاناة التي عاشها على المستوى الشخصي اثر كبير في تشكل شخصيته الشعرية وبلورة ابداعه . وقد تميزت قصائده بالتوهج العاطفي، والشعور بالغربة والقلق والضياع ، واتسمت بجزالة المعنى ومتانة التركيب ، ورقة العبارة ، وسمو الفكر، والخيال مترامي النظر .
ومن قصائده نقتطف هذا الابيات من قصيدة "بين خطوتين" :
يتلاقح فيّ الموت، وجرح الشوق، وغيم التذكارات
تنهل بقايا الوجد ، وعمر الوجع الآتي، وخاصرة الشرق
تموج بعقدة خصي الذات.
ساءلني المقهى:
عصر العهر على الابواب؟
تلقفني الصمت .. تلاشت في شفتي الكلمات اقفلت القلب
تكالبت اللقمة والدجال ووجوه مثلومة باللاءات
* * *
رفعني الخوف على عتبات الشيخوخة
ينمو مع زغب العينيين ، مع الشيب الطفلي
ويتولاك الصمت مع الصوت تهتف باللتنة
يتحداك النفس الشائه من بين اصابع نشرة اخبار
وسحاق الارض مع الاموات على ارصفة الفقراء
ما زلت كما اعرف ، في الغرف الضيقة المأمونة
استلقي كحبال الكرمة
في شوق امراة تزني، تلد الاطفال لكل المهزومين لعصر آت.

وكتب نواف ايضاً في النقد الادبي ، وكان في نقده حاداً ولاذعاً ، لم يحابي ولم ينافق ، وكان يكتب ما يؤمن به ويحس فيه ازاء العمل الابداعي المنقود ، ومن كتاباته النقدية ما جاء في تقديمه لاعمال الشععر الفلسطيني الراحل راشد حسين ، حيث قال:" تبرز في قصائد الشاعر بوفرة ، مفردات تدل على هول السبي الفلسطيني، من قبل الغزو الصهيوني الاستيطاني على مجتمع مستقر ، فحوله الى شعب تكتظ به الصحراء مشرداً بين الخيام وبين المنافي. والتقت سكين الابادة الى الجسد الذي ظل من علامات الماضي، بحيث ادخلت تجربة الفقد الى كل بيت وصارت الارض مزرعة للعويل . هذا السبي الذي ولدته النكبة ، والتي ما زلنا نتنفس مناخها حتى اليوم ، وهي في الواقع والتجربة التي عاشها الشاعر وعبّر عنها في عديد من قصائد هذا الديوان ،"ازهار من جهنم ، و"الخيمة الصفراء"، و"الى ابن عمي في الاردن" ، و"انة لاجئ" وغيرها.
وعن التحدي في ديوان "زمن الخوف" للشاعر الفلسطيني احمد حسين ، الذي تناوله بالتحليل العميق ، يقول نواف :" لعلها المصادفة ان تاتي النغمة الولى في صورة الحضور الواعي والادراك الواضح للمأساة ، ومن ثم الانطلاق في تحديد هذا الوعي صافياً من البله والغباء، معرياً وكاسراً لمرايا الكفاح المزيف ، والنضال المقنن... الذي جعل من القضية التي يستشهد الشجعان من اجلها مهرجاناً على لسان كل من جمجم ببعض الكلمات عن الوفاء والتضحية ، فهنا تكون المواجهة مع هذا الجو الموبوء امراً محتوماً ... وهل هناك ابشع من هذا في وقت يصل فيه الزنا الحضاري، والعهر السياسي الى حد تصفية شعب فلسطين وطنياً وجسدياً ؟!.. وفي كل بقاع الارض ؟ حتى صار الطفل الفلسطيني "يحلم بالا يقتل" ، والمراة الفلسطينية "حبلى بالدبابات" ، عندها تكون مهمة الشاعر الموهوب ، ان يتجسد رمزاً لهذا الشعب، يكشف بالرؤى النبوئية معسكرات الليل المرعبة ، وبالصوت الثائر والكافر بكل القيم والمثل الحضارية والسياسية ، و"بعواء الذئاب" في الكتب المقدسة ، وجميع الادعاءات البطولية ما عدا معانقة المعشوقة (الارض) في الزمان ، وفي المكان (تاريخياً وجغرافياً).
وفي معرض تقديمه لكتاب "رسالة في الرفض" للشاعر المفكر احمد حسين يكتب قائلاً:" موهبة كتابية وتحليلية تحدق في ورطتنا التاريخية بدون تحرج ، أو تمويه على النفس، وبدون مساومة على ما تعتقد أنه الحق. هذا الحق هو ، هويتنا الثقافية والوطنية والقومية . فنحن اليوم في مأزق حضاري يستدعي تشبثاً بالمعنى والهوية ، مقابل الآخر المتفوق بالقوة ، وهو عاجز عن تحقيق هويته ومعناه، مع وجودنا ومعنانا. وهويتنا التي نعني ، هي الكنعانية العربية، الضاربة بجذورها آلافاً من السنين ، وعبر أزمنة غابرة ، وعملية وصلنا بهذه الجذور ، هو اعتزاز بالأصالة التي تحفظ لنا التماسك النفسي والوجداني، مع ضمان عدم التفريط بالذاكرة التاريخية . غير ان لب المأزق ، هو انفصام الشخصية العربية ، وعدم قدرتها تجاوز نموذجها ووجدانها الهجري أمام التحدي الحضاري ،"لأن المشروع الهجري دعم بالنص ، توراتية هذه البلد وعمل على تعميقها وجدانياً، وتبنّى كل دعاوى الأسطورة المناهضة للتاريخ العربي الكنعاني الخالص لها".
وفي يوم الثلاثاء الموافق 22 / 9/ 2003 توفي نواف اثر نزيف دماغي حاد ، وبعد غيبوبة عميقة لعشرة ايام في المستشفى، ووري جثمانه التراب في مسقط راسه ، بمشاركة اهل بلده والقرى المجاورة واصدقاءه من الكتاب والشعراء ، وابّنه عدد منهم .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبابنا الى اين ..!
- من تاريخ الحركات الوطنية في الداخل الفلسطيني (حركة الارض)
- استعجلت الرحيل يا ابا اياس..!
- صدور ديوان -انا والعمر سائران صحابا- للشاعر د. محمد حبيب الل ...
- في العدد الجديد من مجلة (الاصلاح) الثقافية محور خاص عن الكات ...
- النفاق الاجتماعي ظاهرة تهدد مجتمعنا..!
- ملامح الحياة الثقافية والصحفية في قطاع غزة بعد الاحتلال
- -اسبوعيات- و-شمقمقيات- اميل حبيبي ..!
- شيء ما عن الشاعر والكاتب المسرحي الفلسطيني الراحل الدكتور عب ...
- مع الشاعر الشعبي الفلسطيني توفيق الريناوي في ذكراه
- -الطريق- مجلة الفكر النقدي العصري
- قضية وموقف..!
- 26 عاماً على رحيل المفكر ورجل التربية الفلسطيني الدكتور سامي ...
- العدد الاول من المجلد الحادي عشر من الاصلاح الثقافية
- الاصلاح في عيدها العاشر
- اصدار العدد (12) من الاصلاح الثقافية
- مجلة (الاصلاح) تنعى المربي الوطني منذر فرح غريب
- المرأة العربية والشعر..!
- صدور العدد (11) من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- في ذكراه ال(35) راشد حسين الشاعر المقاتل ..!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - في ذكرى رحيل الاديب الفلسطيني نواف عبد حسن