أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - متى تبدأ غزوة اللاذقية؟














المزيد.....

متى تبدأ غزوة اللاذقية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 13:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا أحد يعرف متى، وكيف، ومن أين ستنطلق، ومدى شراسة، وامتداد ما ستذهب إليه "غزوة" اللاذقية، وهل ستتزامن مع معركة حلب للتخفيف عن الإرهابيين المدحورين والمهزومين، ومع تواتر الأنباء عن القضاء على أعداد كبيرة منهم ومع انهيارات كبيرة شاقولية وأفقية في صفوفهم وفرار وتسليم الكثيرين منهم لأسلحتهم، لكن معظم من يسكن في هذه المنطقة من السكان العاديين، ومعهم مراقبون ومحللون حياديون، يدركون أن معركة، أو "غزوة" اللاذقية، حسب التوصيف الوهـّابي للأمر، قادمة، كالساعة، ولا ريب فيها، إلا إذا حصلت معجزة ما، مع تجمـّع لآلاف من القتلة والمرتزقة الوهابيين والجهاديين العرب والأجانب، في القوس الممتد من مدينة سلمى الجبلية الوعرة، وحتى تخوم مدينة كسب الحدودية الملاصقة تماماً للحدود التركية، مع أسلحتهم الثقيلة والخفيفة ومناظيرهم الليلية "فرنسية" الصنع ومضادات الطائرات ستينغر الأمريكية، وعتادهم الحربي وسيارات الدفع الرباعي....إلخ وهذا هو "الزي الرسمي" اليونيفورم Uniform، المعتمد والموحد لثوار الفوضى الخلاقة وغلمان برنار ليفي، وهم لم يأتوا، طبعاً، للسياحة والتبضع والاسترخاء في هذه الجبال الخضراء الجميلة الساحرة و الوادعة، التي ستزيد من صعوبة وشراسة العمليات العسكرية ولا شك، (وكنت بالأمس قريباً منهم بمئات الأمتار)، كما أنهم لن يعودوا ،بالطبع، طائعين ومن تلقاء أنفسهم، في ظل غياب أي أفق لحل دبلوماسي وسياسي للأزمة، وهم الموعودون الحالمون، بالحور العين والغلمان المرد المخلدين محرضهم الرئيس في حربهم المقدسة ضد "الكفار"، وكتعويض سماوي عن هذه الغزوة "المباركة".

ويتحدث الأهالي وشهود عيان حقيقيين، وهؤلاء غير شهود عيان الجزيرة طبعاً، وقابلت الكثيرين منهم، عن وجود هذه القطعان الوهابية بكثافة وأعداد هائلة مستعدة على ما يبدو للانقضاض على القرى "النصيرية" المجاورة وارتكاب المجازر فيها وإلصاق ذلك، كالعادة، بالجيش الوطني النظامي و"الشبيحة"، وينتظرون أخذ الأوامر وإعلان ساعة الصفر وممارسة ذات سيناريوهات القتل والفتك والتدمير والاختطاف وجز الأعناق والتمثيل بالجثث التي يسميها ظرفاء المجلس الاستانبولي ولمامات التمركس واليسار السوري المزعوم كياسين الحاج صالح، وعبد الرزاق عيد، وصبحي "الحريري"، وبرهان غليون، ورياض الترك، وفتى روبرت فورد المدلل عضو ما يسمى بتيار "بناء" الدولة (رجاء ممنوع الضحك) المدعو لؤي حسين، وفوق هؤلاء جميعاً المرصد الصهيوني لحقوق الإنسان الذي يديره المدعو "رامي عديم الوجدان"، من لندن، يسمـّون ذلك كله بالثورة السورية.

ومع شبه الاستئصال النهائي للقطعان الوهابية من دمشق، زمحيطها، واشتداد المعارك في حلب، وميلها للحسم لصالح الجيش الوطني النظامي السوري، وتكبيد المرتزقة الوهابيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فاستراتيجية قوى ومخططي وأطراف العدوان البربري الأردوغاني-الخليجي- الأطلسي الهمجي على سوريا هو أن يبقى المشهد الدموي السوري متصدراً للحدث الإخباري، وعدم إعطاء السوريين أي نـَفـَس للراحة والاسترخاء واسترجاع الوعي، وأن يبقى الجرح السوري نازفاً خدمة لخطوات سيناريو الثورات والتدخل الأمريكي. وتعتمد هذه الاستراتيجية، وفق ما هو ملاحظ، على التدمير الممنهج والمتتابع للمدن السورية، الواحدة بعد الأخرى، حتى إنهاك النظام والجيش، فإن سقط النظام في هذه الحالة، كان به، وهذا أمر جيد ومطلوب بالنسبة لهم، وإن لم يسقط فمنظر سوريا المدمـّرة والمنهكة والضعيفة هو أمر أكثر جودة وأفضل بالنسبة لهم. وفي هذا الصدد، واتساقاً مع هذه الاستراتيجية، فقد تواترت أنباء عن إدخال مرتزقة وأجانب من نفس الطينة والعجينة "الثورية" الوهابية الأمريكية إلى مدينة الرقة السورية (شمال شرق تقريباً) الآمنة والهادئة، والتي لم تشهد، حتى اليوم، إلا ما ندر من "حراكاتهم الثورية" السلمية المعروفة، ويعتقد، مع هذه الأنباء، بأنها ستكون هي الأخرى الهدف التالي لعملية التدمير المبرمج للمدن السورية، وإشاعة مشهد الخراب، وربما بعد حلب أو اللاذقية المرشحة اليوم للدمار والخراب البدوي العربي الوهابي الإرهابي المرتزق، لتلحق بشقيقاتها السوريات.

وللاذقية، كما نعرف، و"يعرفون"، طابع خاص جداً بسبب حساسيتها المذهبية، وبسبب وجود كثافة عالية لأبناء الطائفة العلوية الكريمة في تلك المناطق التي يتواجد بها المرتزقة الوهابيون المسلحون أيضاً، مع سلاحهم الثقيل والخفيف، بفتاوى ابن تيميه التكفيرية حول "النصيرية" ومعبون ومشحونون نفسياً لارتكاب أشنع أعمال القتل والتقطبع وعلى الطريقة الوهابية، فسيكون لـ"الغزوة" نكهتها الجهادية المميزةـ وسيعطي تلك "الغزوة" المباركة، طابعاً خاصاً، ربما لم نره حتى اليوم في المدن الأخرى، وقد تكون مهمتهم أسهل وأسرع وأيسر مع غياب واضح ومرعب للسلاح مع الأهالي، وعدم تواجد كثيف لقوات الجيش الوطني النظامي في المنطقة، كما هو الحال بالنسبة لدمشق، وحمص، وحلب، كمراكز وطنية استراتيجية، حيث يتواجد الجيش بشكل تلقائي وعادي وقبل الأزمة وليس بعدها أو بسببها، وقد تقع، والحال، مجازر مروعة قبل وصول أية قوات حكومية لنجدة هذه المناطق والقرى.

"غزوة" اللاذقية قادمة، ويتوقعها وينتظرها كثيرون، لكنها، وبرغم شراستها وصعوبتها اللوجستية وحيث الوعورة الجبلية والكثافة الشجرية للغابات المنتشرة على مد الأفق، ستحسم، ومنذ اليوم، لصالح الوطن السوري، ولن يكون مصير قطعان الارتزاق الوهابي، وعلى يد الجيش الوطني النظامي، بأحسن من مصيرهم في بؤر التوتر اللاهب الأخرى حيث تم استئصالهم تماماً، وهذا أمر مؤكد وحتمي، ها هنا، أيضاً، نظراً للفظ الجسم الوطني السوري لهذا الورم السرطاني الوهابي البدوي الإجرامي، لكن، في نفس الوقت، لن يكون الأمر سهلاً، ولا يستطيع أحد التنبؤ بحجم وكلفة ذلك.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخات سورية: وخواطر غير قومية
- أردوغان: يُصلِّي، أم يُصلَّى عليه؟
- الرحمة والمغفرة لقناة الدنيا
- أوقفوا عرض مسلسل ابن تيميه باب الحارة
- سوريا: من ينصف هؤلاء؟
- الفاشية البعثية
- سوريا المعادلات المستحيلة
- حكى مرسي
- أردوغان الطبل الأجوف
- السيد وزير التربية: توقفوا عن مناكفة الشعب السوري
- رياض حجاب: مجنون يحكي وعاقل يسمع
- حلب: سحق بالجملة للميليشيات الأطلسية- الأردوغانية-الخليجية
- فقاعة رياض حجاب
- عن أية دولة علوية يتحدثون؟
- انشقاق رياض حجاب: متى سيسقط النظام السوري؟
- جرائم آل سعود من ناصر السعيد إلى محمد السعيد
- دموع التماسيح الأطلسية
- العرب والغباء الاستراتيجي
- الإعجاز العسكري الكبير ومحرقة القاعدة في سوريا
- مناف طلاس قادم إليكم


المزيد.....




- -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العودة إلى بلدك؟-
- شرق ألمانيا: حلول إبداعية لمواجهة مشكلة تراجع عدد السكان
- -ريبوبليكا-: إيطاليا تعرض على حفتر صفقة لكي ترفض ليبيا العمل ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تواجه عطلا بمدرج مطار اسطنبول وتهبط ...
- الرئيس الروماني يكشف موقف بلاده من إرسال أنظمة -باتريوت- إلى ...
- -التعاون الإسلامي-: اجتياح رفح قد يوسع نطاق التوتر في المنطق ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد لا يتبنى موقفا موحدا بشأن الاعتراف بال ...
- الشرطة الألمانية تقمع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة برلي ...
- دونيتسك وذكرى النصر على النازية
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة ضحاياه منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - متى تبدأ غزوة اللاذقية؟