أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الفيلم المسىء للرسول هل هو حرية رأى ام تحريض على فتنة طائفية؟















المزيد.....


الفيلم المسىء للرسول هل هو حرية رأى ام تحريض على فتنة طائفية؟


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 21:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن حرية التعبير عن الرأى قاعدة أساسية للديمقراطية وبناء المجتمعات المتقدمة والراقية فحرية التعبير أساس الديمقراطية....أن تلك الحرية التى يستخدمها المواطنون فى الدول الغربية قد تسفر فى بعض الأوقات عن إساءة مرفوضة للكثير من المقدسات والمشاعر الدينية، ويأتى ذلك على خلفية فيلم مسيء للرسول تم عرضه فى الولايات المتحدة الامريكية من قبل بعض أقباط المهجر المصريين والذى قوبل بالرفض فى مصر والكثير من الدول العربيةhttp://youtu.be/Tx6UYOledxA.... لذلك تقدم كل من السيد حامد، وناصر العسقلاني المحاميان وأعضاء لجنة الحريات بالنقابة العامة للمحامين، ببلاغ للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود، ضد عدد من أقباط المهجر...وشمل البلاغ المقدم اتهام كل من نبيل موريس، ونبيل بسادة، وعصمت زقلمة، وإيليا باسيلي، وإيهاب يعقوب، وجاك عطا الله، وعادل رياض، ممثلي أقباط المهجر، باحتقار الدين الإسلامي، وإهانة الرسول "صلي الله عليه وسلم"، والتحريض علي الفتنة الطائفية، وبث مخططات تخريبية تدعي إلي تخريب مصر والإساءة للمسلمين....ذكر البلاغ الذي حمل رقم 3393لـسنة 2012 بلاغات النائب العام أن المشكو في حقهم أنتجوا فيلما سينمائيا يسيء إلي رسول الله "صلي الله عليه وسلم"، مما كان له أثر سيئ علي نفوس المسلمين، كما أنهم اعتادوا علي زرع الفتنة بين أبناء الشعب المصري، حيث إنهم بتاريخ 27 أغسطس الماضي طالبوا بتقسيم مصر إلي 5 دويلات منها دولة مسيحية ودولة يهودية ودولة نوبية ودولة إسلامية وهذا يعتبر خيانة عظمي....وطالبا في نهاية بلاغهما النائب العام باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المشكو في حقهم، وتقديمهم جميعا للمحاكمة بتهمة احتقار الدين الإسلامي، وإهانة الرسول "صلي الله عليه وسلم"، والتحريض علي الفتنة الطائفية، وبث مخططات تخريبية تدعو إلي تخريب مصر والإساءة للمسلمين....

الازدراء هو الاحتقار و عدم الاحترام و بالتالى عدم الاتباع و من هذا التفسير نجد ان كل اصحاب دين متهمون بأنهم يزدرون الديانات الاخرى فالمسلمون يزدرون الفكر المسيحى الذى يقول بصلب المسيح اليس كذلك ؟؟ و المسيحيون يزدرون الفكر الاسلامى لإيمانهم ان المسيح صلب و مات و رفع ؟؟ و اليهود يزدرون كل من المسلمين و المسيحيين ؟.... فهل كل من اختلف فى الرأى متهم يزدرى الاخر؟ و الله اعطى حق الحرية فى العقيدة بدون تهمة الازدراء فقال (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ )(الكهف: 29)و ()لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (الكافرون:6)...ازدراء الأديان: يعني العمل على تحقير المعتقدات والرموز الدينية الخاصة بما يقلل احترامها بالمجتمع ...لا بد ان تكون تهمة الازدراء تتعدى الفكر الى الافعال التى تؤذى و بهذا التعريف نجد ان الازدراء هو فعل يضر بالاخر مثل قتل الاخر حتى يتبع دينك او احراق اماكن عبادة الطرف الاخر او احداث ضرر له ؟؟ ... مما لاشك فيه اذا كان الاختلاف فى الفكر هو الازدراء !!! فينطبق هذا على الاحزاب التى تختلف فى الايدلوجيات فكل حزب له معتقداته التى يؤمن بها فهل كلهم مزدرون و متهمون؟....الازدراء فى الاسلام بدأ مع تسييس الاسلام و تفرق المسلمين ...و من مظاهر القهر الفكرى لعمليات الازدراء هو سجن اغلب الفقهاء الاربعة بتهمة الازدراء مثل سجن الامام احمد بن حنبل لأنه قال ان القرءان كلام الله بعكس الامام البخارى الذى قال ان القرءان مخلوق موافقا لرأى الخليفة و بهذا اصبح البخارى لا يزدرى الدين ؟؟ و احمد بن حنبل يزدرى الدين ؟؟...و قد هاجم البخارى الامام ابو حنيفة فى كتبه و قال عنه انه ضعيف تارك للروايات ؟؟ لأن ابوحنيفة بنى مذهبه على القياس من القرءان و احاديث قليلة لا تخالف القرءان ؟؟ و قد اجمع الفقهاء على ان ابوحنيفة هو الامام الاعظم ؟؟ فهل اختلاف البخارى مع استاذ اساتذته يجعله متهما بالازدراء ؟؟...


ان رموز الدين الاسلامى المقدسة هم : اولا الله الواحد الاحد... وثانيا القرءان الدستور الاسلامى ....وثالثا الرسول المبلغ و المبين و المتبع ...ثلاثة فقط لا غير و لذلك توجه تهمة الازدراء الى كل من يمس هذه الرموز بسوء او جهالة اليس كذلك ؟ ... يجب ان يعرف الجميع انه فى العصر الاموى سرت بين المسلمين روايات كثيرة عن رسول الله بعضها سياسى لتقوية موقف كل فريق مثل رواية ( الامناء ثلاثة انا و جبريل و معاوية ) و هذه لصالح معاوية ...و اما رواية حديث غدير خم و التى جعلت (على) خليفة لرسول الله.... و احاديث الثقلين فكلها لأهل الشيعة و تناقلتها الالسنة حتى الدولة العباسية التى كافأت كل من يجمع هذه الروايات فكانت كتب بن حنبل و البخارى و مسلم و الترمذى و بن ماجة و النسائى هى كتب الروايات التى جمعت بعد قرنين عن سنة النبى.... لكن لما كثر الخلاف على الروايات اجتمع اهل العلم و الفقه و الحديث منذ الدولة العباسية و قسموا الروايات الى ضعيف و صحيح و حسن و متروك و شاذ و مرفوع و مقطوع و مرسل الى حوالى ستون نوعا كما ذكر فى كتاب التقريب للنووى و هذا العمل تم بجهد حتى يحذر المسلمون من اخذ اى رواية على انها من رسول الله !!! فماذا حدث ؟؟...حدث كذب و تدليس من رجال الدين حيث انهم نسبوا الروايات الى رسول الله رأسا بقولهم قال رسول الله ؟؟ و لم يعرضوا متن الرواية على القرءان لبيان الشذوذ و العلة و لم يتتبعوا مراتب الرواة فكانت المأساة ؟؟؟ و المصيبة الكبرى انهم ينشرون الروايات الضعيفة على انها سنة رسول الله فتجد روايات للمذهب المالكى و المذهب الشافعى و الحنبلى و تفرقت الامة باسم السنة وكل حزب بما لديهم فرحون !...و قدسوا بعض كتب جمع الروايات التى تتكلم عن سنة النبى و سموها كتب السنة ؟؟ و لم يحققوا ما فيها ؟؟ مثل كتاب البخارى و مسلم ! ...


مما لاشك فيه أن الذين يتصدون لعمل هذا الفيلم المسىء، هم من أحط البشر فهما، ومن أسوأهم خلقا، وأنهم وضعوا أنفسهم منذ زمن فى خدمة الأغراض الصهيونية والأمريكية التى تستهدف مخططا واسعا لتقسيم مصر، وقاموا بالفعل بعمل خرائط لهذا التقسيم، وقدموها إلى الدوائر الصهيونية كى يتبنوها ضد مصر فى المحافل الدولية، غير أن مواجهة ذلك لم تكن من الدوائر الإسلامية وفقط، بل إن الدوائر المسيحية رفضت ذلك بعنف شديد، كما حدث من 120 منظمة قبطية فى الخارج، طالبت أمريكا بعدم عرض هذا الفيلم المسىء والقذر، كما رفضت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية هذا الفيلم، ورفضت الإساءة إلى الرموز الإسلامية.... مما لاشك فيه ان هذا الفيلم صناعة أمريكية وليس هولندية وقد تم إنتاجه في شهر يوليو الماضي وأضيفت له 5دقائق مؤخرا عن طبيب مسيحي يتعرض لاضطهاد لربط الفيلم بما يحدث في مصر !!! لذلك أكد فادي يوسف مؤسس ائتلاف أقباط مصر أن موقف المسيحيين رافض تماما لإهانة النبي "محمد" في الفيلم الذي أثير مؤخرا,قائلا :"هذا الفيلم قام مئات من اليهود بتمويله فهو صناعة إسرائيلية أمريكية مصرية،, مشيرا إلى أن ما يحدث من احتجاجات واشتعال فى مصر وليبيا هو هدف من أهداف الفيلم"....وأضاف: أقباط المهجر لهم باع طويل في إثارة الفتن, وموريس صادق وعصمت زقلمة رفضهما المسيحيون قبل المسلمون, وأمثالهم حجمهم ضئيل عندنا مثل نملة علي الكاتدرائية, ومصر لم ولن تنقسم بمثل هذه الأشياء أو الأفلام ومهما أراد الغرب أن يشق مصر لن يحدث هذا أبدا!!!... ما يؤكد كلام فادى يوسف هو : لماذا يجلس المدعو موريس صادق فى واشنطن تحت إمرة الدوائر الصهيونية؟!... لكن تعميم موقفه على كل المسيحيين المصريين هو قمة الخطأ، وإذا لم يكن هناك وعى بذلك، سيكون مخططه جاهزا للتنفيذ بواسطة مسلمين صمموا خطأ أن يجمعوا كل المسيحيين فى شخص ساقط اسمه «موريس صادق »!!...الجدير بالذكر بل ما يلفت النظر بشدة أن أحد مقاطع الفيلم تثير الشكوك حول وجود خلفية يهودية وراء إنتاجه, حيث تحدث عن أن اليهود سيعودون للجزيرة العربية ويأخذون حقهم وذلك طبقا للدبلجة التي تمت باللهجة العامية له....


من ناحية اخرى كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن ستيف كلاين، مشارك في صناعة الفيلم المسيء للرسول وصديق سام باسيلي مخرج الفيلم، قال إن أفراد عائلة باسيلي تعيش في مصر وإنه قلق عليهم بشدة بعد موجة الغضب العارمة التي اجتاحت مصر وليبيا....وتابعت الصحيفة الأمريكية أن صانع الفيلم المسيء للرسول إسرائيلي الجنسية ومقيم بولاية كاليفورينيا، وأوضحت أنه "اختبأ" بعد أن رأى موجة الغضب التي اجتاحت مصر وليبيا أعقبها تظاهرات أمام مقرات البعثات الدبلوماسية الأمريكية، آلت إلى مقتل السفير الأمريكي بليبيا...حيث اجتاحت موجة من الغضب الإسلاميين في مصر وليبيا ونُظمت تظاهرات أمام السفارات والقنصليات الأمريكية بالبلدين، ففي شرقي ليبيا بمدينة بني غازي تم إحراق القنصلية الأمريكية وقُتل السفير الأمريكي أمس الثلاثاء11/9/2012.... أما في مصر فتظاهر الآلاف أمام السفارة الأمريكية بوسط القاهرة أمس منددين بعرض واشنطن للفيلم المسيء للرسول، وقاموا بإنزال العلم الأمريكي ورفعوا بدلاً منه علم مكتوب عليه الشهادتين....وتابعت الصحيفة أن المخرج الإسرائيلي سام باسيلي تحدث للصحيفة غبر الهاتف من مكان غير معلوم قائلاً إن الإسلام مثل السرطان، وأكدت الصحيفة أن الفيلم يهدف لإدانة الديانة الإسلامية...ومن جانبه قال المخرج الإسرائيلي متحدثاً للصحيفة الأمريكية "هذا فيلم سياسي، الولايات المتحدة خسرت الكثير من الأموال والشخاص في حروب في العراق وأفغانستان، ولكننا نحارب بالأفكار"....وأوضح باسيلي أن الفيلم ومدته ساعتين "براءة المسلمين" يكلف 5 مليون دولار تبرع أكثر من مائة يهودي بالمبلغ....كما عبر عن أسفه لمقتل السفير الأمريكي ببني غازي ملقياً اللوم على أمن السفارة الأمريكية وقصور الإستعداد الأمني قائلاً " أشعر أن النظام الأمني بالسفارات الأمريكية ليس جيداً، أمريكا يجب أن تفعل شيئاً لتغييره"....وقال كلاين إنه حذر باسيلي من الإقبال على مثل هذا العمل لأنه سيكون "فان جوخ" القادم – وفان جوخ هو مخرج هولندي قتل على يد أحد الإسلاميين عام 2004 لإخراجه فيلم يسيء للرسول-....وأوضح باسيلي أن الفيلم شارك فيه 59 ممثلاً و45 عاملاُ خلف الكاميرات عام 2011 واستغرق ثلاثة أشهر، وعرض مرة واحدة في بداية العام الحالي بمسرح شبه خالي بهوليوود....


مما لاشك فيه ان اقل وصف يوصف به الداعين لمحاكمة نبي الإسلام "محمد"ان هم الا مجموعة من "المساطيل" الذين لا يدركون ما يفعلون...لإنه توجد أعراف وتقاليد تمنع هذه التصرفات وتستنكرها بينما لا يوجد في المواثيق الدولية ما يجرم هذه الأفعال على شاكلة العقد العالمي لحقوق الإنسان أو العقد الدولي لحقوق المرأة أو سجناء الرأي.... وما القس الأمريكي "تيري جونز" الذي يتزعم هذه الفكرة إلى جانب بعض أقباط المهجر ...ما هو إلا باحث للشهرة مثل بعض المصريين... لاجدال انه من حق الأمريكان المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية أن يرفعوا دعوات أمام القضاء الأمريكي لاسيما أن الأديان حق محض من حقوق الإنسان، و أن يذكروا في دعواهم أن هذه التصرفات تسيء إلى الإسلام و تسيء إلى صورة أمريكا في الخارج ، و إن لم يفعلوا ذلك فسيكونوا "مُتخاذلين"....الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم محاولة فاشلة لاحداث فتنة طائفية فى مصر، والاسلام أعلى من هذه الافتراءات ومن هؤلاء الذين ينالون من عظمة الرسول والاسلام...
أن ما حدث ضربة وإساءة لأقباط الداخل فيجب عليهم سرعة الرد على هذه الأكاذيب والاخطاء وأنا لست مع الدعاوى القضائية التى تعطى لهؤلاء قيمة لايستحقونها وقيمة أكبر منهم فعظمة الإسلام اكبر من هذه الافتراءات....صانعو هذا الفيلم هم حفنة من العملاء الذين يكرسون جهودهم فى خدمة الحركة الصهيونية والإدارة الأمريكية، بمحاولاتهم المستمرة لإشعال نيران الفتنة بين مسلمى مصر ومسيحييها لصالح الأجنبى وهم حفنة لا يزيد عددها على أصابع اليد الواحدة من بين ملايين من أقباط المهجر وهى حفنة منبوذة من الجميع إلا سادتهم الصهاينة والأمريكيين، ومن هنا كانت مبادرة الكنيسة باستنكار هذا الفيلم ومبادرة العديد من الجمعيات والروابط لأقباط المهجر لاستنكار هذا الفيلم والتبرؤ من أصحابه....

يجب ان يعلم القاصى والدانى أن الهدف من إشهار هذا الفيلم فى هذه الأيام بالذات هو إجهاض التحركات والضغوط ومحاولات التفاهم من أجل صياغة مواد فى الدستور تؤكد مدنية الدولة، وأن الفيلم مجرد مؤامرة لإشعال نيران فتنة يختفى بين دخانها النضال من أجل صياغات مقبولة من الجميع ويوافق عليها الجميع وتحمى حقوق الجميع وعلى قدم المساواة بهدف تظل ممكنات إشعال الفتنة قائمة باستمرار بما يتيح للعدو الصهيونى الأمريكى إشعالها كلما أراد.... لذلك أكد الشعب المصرى بكل طوائفه إدانته للفيلم وإدانة صانعيه ومروجيه، ودعا العقلاء من ابناء مصر إلى التكاتف لوأد محاولة إشعال الفتنة والى العمل المشترك وبصدر رحب لإنهاء كل المشكلات المعلقة، والتى طال أمدها، والتى تسبب فى احتقان الأخوة الأقباط، والتى لا بد من حلها جذريًا؛ كى تتوحد مصر كلها وينال أبنائها جميعاً حقوقًا متكافئة وتحترم حقوقهم وعقائدهم. الفيلم محاولة جديدة للوقيعة بين عنصرى الأمة باستفزاز مشاعر المسلمين....كما يجب ألا نجعل غضبنا يعطى وزنا لمن لا وزن لهم ...كما ا يجب ان يقتصر على التظاهر والشجب إنما يجب علينا ان نتحلى بأخلاق الرسول ونتجه إلى العمل الإيجابى الذى يهدف إلى رقى أمتنا....من خلال العمل الجاد والتقدم العلمى والتكنولوجى لان هذا هو ما تعترف به الدول الغربية وأمريكا...من ناحية اخرى يجب ان يعرف الجميع ان الفيلم سياسي، يهدف الى إشعال الفتنه بين المسيحيين والمسلمين داخل مصر.... والقائمون على انتاج واخراج هذا الفيلم يرقصون على أنغام العنصرية والطائفية، ومنفذون للمخططات الغربية كما انهم يعبرون عن أنفسهم ولا يعبرون عن مسيحيى مصر !!... لاننا نعلم علم اليقين أن ما تم التدبير له بنزول هذه المادة المسيئة فى هذا التوقيت إنما تم بهدف إشعال نار الفتنه بين المصريين، للنيل من أمن واستقرار مصر، وزرع بذور الفتنه والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد ... لان الفيديو الاصلى مرفوع على موقع اليوتيوب منذ يوم 2/7/2012 !!!.. فكروا بهدوء من صاحب المصلحة فى ان ينشر الفيديو مرة اخرى ؟! ... ومن الذى اعاد انزاله ورفعه ومن الذى قام بدبلجته باللغة العامية المصرية ونطق بألفاظ لاثارة المسلمين فى هذا التوقيت ؟؟.. فى سبتمبر من كل عام وفى ذكرى احداث 11 سبتمبر يبدأ بعض المتعصبين فى أمريكا بث دعايات ضد الإسلام.... قبل عامين أقام القس تيرى جونز ضجة عندما هدد بحرق نسخ من القرآن الكريم ، قبلها فعل نفس الشىء القس فريد فيليبس، قس كنيسة ويستبورو بابتيست.... وهذا العام يعود تيرى جونز لينتج فيلما يصور المسلمين على أنهم إرهابيون، ويقدم مشاهد تعتبر الإسلام دينا دمويا، وتسىء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم..... الجدير بالذكر بل ما يلفت النظر بشدة أن أحد مقاطع الفيلم تثير الشكوك حول وجود خلفية يهودية وراء إنتاجه, حيث تحدث عن أن اليهود سيعودون للجزيرة العربية ويأخذون حقهم وذلك طبقا للدبلجة التي تمت باللهجة العامية له....وهو الفيلم الذى أثار غضب المسيحيين والمسلمين، وحرص أقباط الداخل والخارج على إدانته بالفعل وليس بالادعاء، لأنه لا يفيد قضية، بل يصب لصالح الطائفية والعنصرية، ومحاولات التفتيت وشق الصف....الفيلم تكرار لمحاولات ساذجة سبق أن بثها متعصبون بعد احداث 11 سبتمبر...

أن محاولات الوقيعة بين المصريين ستفشل إذا تصرفنا بوعي وبحكمة وتقدير لعظم الدور وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا لتحقيق رفعة ونهضة وطننا.....الجميع يثنى على الموقف المشرف والحازم للكنيسة من الفيلم المسيء للرسول
وموقف بعض الأصوات العاقلة من المسيحيين المصريين داخل البلاد وخارجها التي رفضت الدعوات العنصرية المتطرفة واستنكرت أى تعدى أو إنتهاك أو إساءه بأى صورة من الصور للدين الاسلامى الحنيف ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ودعت إلى الحوارِ والتسامحِ ونبذ التعصب والكراهية.... حيث اشترك الكثير من شباب الاقباط مع الشباب المسلم فى المظاهرات الاحتجاجية أمام السفارة الأمريكية، مساء الثلاثاء، اعتراضًا على الفيلم المسيء للرسول.... حيث قام العشرات من المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية بتسلق سور السفارة، وأنزلوا العلم الأمريكي وأشعلوا النيران فيه، مرددين هتافات «قولها قوية قولها قوية... محمد قائد البشرية»، ووضعوا علم مكتوب عليه «لا إله إلا الله محمد رسول الله»...
وطالب المتظاهرون بإسقاط شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية لعدم نصرتهم النبي- صلى الله عليه وسلم- وكذلك قطع العلاقات مع أمريكا...كل من شاهد الفيلم يعرف أنه فيلم يكشف عن جهل صانعيه بالإسلام والتاريخ، كما أنه يخلط بين المسلمين والإسلام ، وبين المتطرفين المرفوضين إسلاميا، وبين رموز الإسلام.... الجدير بالذكر وقبل خمسة أعوام كان هناك فيلم بنفس الكيفية لم يلق رواجا....


ولاشك أن وجود المحامى اللاجئ المهووس والمتعصب دينيا موريس صادق، وإعلان دعمه لعرض الفيلم المسىء، دفع البعض لاعتباره من إنتاج أقباط المهجر، بالرغم من أن كل الأقباط تبرأوا من الفيلم، ومن موريس الذى يعتبرونه مهووسا ومريضا نفسيا.... وأعلن رجل الأعمال القبطى فى البرازيل إبراهيم زكى لوقا أنه سيرد بإنتاج فيلم عن عبقرية محمد، وقال إن ما فعله بعض الأقباط فى المهجر مخالف لتعاليم السيد المسيح، والذين أنتجوا الفيلم لا يعلمون عواقبه على المسيحيين الذين يعيشون فى مصر، لأن الذى سيشاهد الفيلم لن يفرق بين قبطى يعيش فى الخارج، وآخر فى الداخل....كلمات ابراهيم زكى لوقا تشير إلى أن من يروجون مثل هذه الأعمال يعملون لصالح جهات تريد إشعال الطائفية والعرقية ضمن مخطط تفتيت طويل المدى، وأن هؤلاء يعملون مع متعصبين مسلمين لإشعال الأمور كلما هدأت....وكما قال اكرم القصاص : ولا ننسى أن جونز وموريس مهووسان بالأضواء، وردود الأفعال التى تهدد وتحرض على هؤلاء تمنحهم المزيد من الدعم، ولو كان الأمر بأيدينا لدعونا لتجاهلهم، والاكتفاء بمقاضاتهم بتهم ازدراء الأديان، وتغذية الصراعات الطائفية، والمذهبية......وهناك دائما إيجابيات من تصرفات المتعصبين، لأنها تكشف حجم الغضب لدى المسيحيين والمسلمين الطبيعيين، وتفيد المسلمين المعتدلين الذين يشكلون أغلبية، وعلى المسلمين أن يستغلوا الحملة لإعلان رفضهم التعصب والعنصرية، ويقدموا الصورة الصحيحة للإسلام، خاصة أن محاولات جونز والفيلم المسىء تؤدى لارتفاع إقبال الأمريكيين على معرفة القرآن، والاطلاع عليه، وهى فرصة للمسلمين أن يقدموا المزيد للإسلام وحضارته، ورفضه العنصرية والتعصب.....وقد يرى البعض أن الحل السهل هو الدعوة لكراهية مضادة، أو الدفع بمزيد من المتعصبين هنا، بينما لدى المسلمين فرصة لشن هجوم مضاد بحملات للتعريف به، وإزالة آثار القاعدة وأمثالها التى لم تفد الإسلام بقدر ما أضرته..... وبالتأكيد نحتاج العقل أكثر فى مواجهة الأغبياء والعنصريين الذين يسيئون للدين فى كل وقت، وهم متآمرون أغبياء يدعمهم رد فعل أكثر غباء...


كل يوم بل كل ساعة تتوالى الانباء في وسائل الاعلام المختلفة عن الدعوات للمشاركة في ندوات أو مؤتمرات تحت عنوان حوار الاديان ،اشعر أن القائمين عليها وحتى المشاركين يمارسون فعل الطرشان والسبب في ذلك أن كل اللقاءات السابقة لم تتمخض عن شيء،بل وفي كثير من الاحيان تصدر بيانات خجولة تنتهي فعاليها بانتهاء اللقاءات. وعندما تسأل الذين مثلوا هذه الديانات عن النتائج المرجوة من تلك الاجتماعات واللقاءات، سوف تصطدم بالإجابة...لاشيء سوى اعادة انتاج ما تكرر.لاجديد تحت الشمس!!!..لأنني ومن طبعي اؤمن بأن اللقاء والحوار والنقاش من ضروريات العمل لايجاد الحد الادنى من التقارب ... لكنى وبعد واقعة الفيلم المسىء للرسول (صلى الله عليه وسلم ) تفتحت عيونى على حقائق جديدة مفادها أن هذه اللقاءات والحوارات لايمكن أن تكون حورات بين ممثلي الكتب السماوية ،لكنها في الواقع "المر"حورات الاديان الارضية ،الطائفية والمذهبية البعيدة كل البعد عن جوهر وحقيقة الدين ... لقد تعلمت أن الله عز وجل أرسل دينا واحدا، وحوار ممثلي الدين الواحد الذي تَمثَل برسالات الرسل وما انزل عليهم وهذا يختلف عن حوار الاديان الأرضية .... لأن الدين هو تراث وعي إنساني يعود الى ابونا أدم ،وهوفطرة فُطر عليها الانسان .....والدين هو ايمان وتسليم ،وايمان علم لدى مقتنعي الدين،وهو مجموعة شعائر وطقوس يمارسونها..... لهذا لاعلاقة للدين ،بالطائفية والمذهبية التي تدعي تمثيله، واصحاب الكتب السماوية ليسوا بحاجة الى حوار ،لأن عقيدة الدين الصحيح واحدة،وإن أختلفت الشرعة والمنهج ،وذلك لآختلاف الزمن والمكان الذي نزل فيه كتاب الله على القوم المعنين به.....والقيم الاخلاقية الثابته هي مشتركة بينهم ،وهذا الدين بقيّمه وعقيدته أخرج الناس في كل العصور من الظلام الى النور..... فلسنا بحاجة الى حوار ،بقدر ما نحن بحاجة الى تفعيل الدين على أرض الواقع....

المشكلة ،هي كم تصرف من الاموال والجهد لحوار الاديان الآرضية ،ولو دققنا في الامر ،لحصل العجب..... المسلمون ،ينقسمون الى طوائف ومذاهب شتى ،والمسيحيون هم على هذه الشاكلة وكذلك اليهود ،ولو سألنا أنفسنا ،مع من، من هذه الطوائف والمذاهب سيكون الحوار ، ومن يمثل الاسلام .... السنة... أم الشيعية... أم اليزيدية، الأخوان... أم حماس أم الجهاد... أو الهجرة والتكفير.... ألخ ، والمسيحية من يمثلها... الكاثوليك ... أم البروتستانت ،ام الارثوذكس ...ألخ،ومن يمثل اليهودية من الطوائف اليهودية ،....هل نعتبر اللقاء بين بعض هذه الفئات حوارً للاديان السماوية .هذه الاديان الارضية مع كل أسف اصيبت بداء الشرك والعياذ بالله ،لهذا تغلبت المصالح الفئوية والدنيوية على معتقداتها ومنهجها وشرعتها ،وبذلك سيطر التعصب على رؤيتها ،فهي لاترى في الأخر إلا الخصم الذي ينافسها على مطامعها الارضية،لهذا لايمكن لهذه الديانات الارضية أن تتفق على أي شيء ،وبالتالي لايمكن لهذه الحورات من ان تثمر عن نتائج ملموسة..... وعليه فإن الحوار لابد أن تكون له مرجعية مهيمنة واضحة ....اما الطرح الذي يقول أن القضاء على الارهاب لايتم إلا من خلال حوار الاديان ، فهذه مغالطة كبيرة جدا ....لأن الارهاب الاسلامي أو المسيحي أو اليهودي ....ما هو إلا نتيجة لتقسيم دين الله الواحد الى شيع ومذاهب وطوائف..... القضاء على الارهاب لايتم إلا بالعودة الى دين الله الواحد،وهوالذي ينقذ البشرية ليس من الارهاب وحسب بل من الشرك ومن الظلم ومن الاستغلال ....وهذا الدين الذي يرتكز على عقيدة التوحيد الخالص ... وقد وضع الله عز وجل مفهوما قرآنيا للحوار بين أهل الكتاب والمسلمين بدلاً عن مفهوم حوار الاديان السماوية ،وهو الحوار الوحيد الذي يمكن له أن يثمر ،ويساهم في حل كل الاختلافات والخلافات حتى العقدية والمشاكل الناتجة عن ذلك قوله عز من قائل :
قل ياأهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" (3/64)...

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسى الصدر والجعد بن درهم من ابلغ الامثلة على القتل الاستهدا ...
- يعنى ايه كوشيز مصر (محمد وديع ) يكون فى السجن وعتاة المجرمين ...
- يا مرسى تعلم من ارسطو ربنا يهديك
- نعمة النسيان
- مبارك والعادلى كانوا يظنون ان الشعب المصرى مجموعة من الخراف ...
- تصريحات هنرى كيسنجر ذلاقة لسان لاتطيق صاحبها ولاتريح نفسها
- ليس مهماً أن ندافع عن ثقافة يهددها الإخوان المهم ان نخلق ثقا ...
- اخر نكته مرسى والتوقيع على علم الشهداء
- ابعاد الشراكة بين الاخوان ورشيد محمد رشيد على قفا الشعب المص ...
- قرار الغاء الحبس الاحتياطى مناورة للتهدئة نريد تشريعات تحمى ...
- الى المناضلة الشهيدة لوجين بولنت لست وحدك من يحمل هم الكورد
- حدوتة ( ماء اللفت ) هديتى اليك يامرسى فى عيد ميلادك
- غجرية انظمة ماقبل المدنية تؤدى الى الاعتقالات السياسية
- انت حبى وقطعة منى
- عزبة الاخوان الفاشية
- الخروج الآمن لمجلس العار العسكرى برعاية مرسى وجماعته
- حبيبة القدر
- لماذا لم يكفر الاخوان مرسى لانه سيضع يده فى يد اصدقاء الصهاي ...
- ليس لارهاب حماس وقطر دين ولا رب ولا وطن ولا اخلاق
- اقباط مصر لهم ما لنا وعليهم ما علينا


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الفيلم المسىء للرسول هل هو حرية رأى ام تحريض على فتنة طائفية؟