أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس الخشاب - العراق : منطق فك الارتباط














المزيد.....

العراق : منطق فك الارتباط


يونس الخشاب

الحوار المتمدن-العدد: 1120 - 2005 / 2 / 25 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ادوارد .ن . لتواك
آخذين في الحسبان كل المعطيات عما قد حدث في العراق الى اليوم ، فان الاستراتيجية المثلى للولايات المتحدة هي في فك الارتباط . ان ذلك يستدعي التخطيط المتأني وجدولة انسحاب القوات الامريكية من معظم انحاء البلاد ـ وفي نفس الوقت اتخاذ اجراءات وقائية وتوجيه ضربات عقابية حادة ضد اي محاولة للتعرض بالهجوم على القوات المنسحبة . لكن الامر يحتاج رئيسياً الى جهود ديبلوماسية مكثفة لتهيئة وتنفيذ مفاوضات
متوازية مع عدة فرق في داخل العراق وخارجه . ان كل ما ستخسره الولايات المتحدة او ما ستكسبه يتوقف بالضبط على كيفية تنفيذها للانسحاب
وذلك يعطي واشنطن نفوذاً عظيماً يمكن استخدامه في ترقية المصالح الامريكية .فالولايات المتحدة لا تستطيع التهديد باطلاق عنان الفوضى في العراق لكي تحصل على تنازلات من الآخرين ، او ان بامكانها جعل الوعود المثيرة للنزاعات حول مستقبل العراق شفافةً لمختلف الفرقاء . لكنها حال ما تعلن التزامها الثابت بالانسحاب ـ او ربما ـ آخذين بنظر الاعتبار الاعتقاد السائد ان الولايات المتحدة قد دخلت الى العراق لاستغلال مصادره ـ حالما تكون تحضيرات ملموسة على ارض الواقع قد بدأت ، فان حسابات الاطراف الاخرى سوف تبدأ بالتغير هي الاخرى . واذا ما جعلنا تتابع الاحداث العادي يسير معكوساً ، فان الانسحاب سيشدد من قبضة الولايات المتحدة وربما تتمكن واشنطن من وضع حجر الاساس في عراق مستقر بشكل معقول . وعلى الرغم من ذلك ،فاذا ما كانت الاحزاب العراقية المعارضة للوجود الامريكي او جيران العراق مصابة بقصر النظر او اعماها الغيظ لكي تتجاوب وتتعاون فيما يخدم مصالحها ، فان الانسحاب لايزال ليتم بقيام الولايات المتحدة بوضع اجراءات تفضيلية واخرى غير تفضيلية لكل طرف بما يعزز من مصداقية الدبلوماسية الامريكية في المستقبل .
لقد اختزلت الولايات المتحدة الآن مشروعها الطموح في خلق ديمقراطية عراقية حقيقية لكي تقتفي أثر هدف اكثر واقعية تمثل في تنفيذ شكل ما من اشكال الانتخابات العامة . غير انها ، في الوقت الحاضر ، دخلت في قتال عقيم ضد جماعات كان من المفترض ان يواجهوا بعضهم البعض بدلاً من ذلك .
ان استراتيجية فك الارتباط تحتاج الى فن حكم يمتاز بالشجاعة وتحمل المخاطر ذو نسق تنظيمي عالي والكثير من الكفاءة الدبلوماسية في تنفيذه .
لكنه يجب ان يقوم بحصافة على اكثر الاسس واقعية : الجغرافيا التي هي وحدها تستطيع ضمان ان كافة الاطراف معرضة ، والى حد بعيد ، لاخطار عراق فوضوي اكثر من الولايات المتحدة نفسها .
اسبانيا ، نابولي والعراق
اذا ما كان بالامكان تحويل العراق الى ديمقراطية ناجحة حقاً عن طريق احتلال طويل الامد ،كما حصل في المانيا واليابان بعد عام 1945 فان فك اي ارتباط سيكون ، بطبيعة الحال ، خطأً جسيماً . غير انه حينما وصلت قوات الاحتلال الى كلا هذين البلدين فان السكان المحليين كانوا قد انعتقوا من ايدولوجيا العنف بشكل تام ، وبهذه الطريقة فانهم تعاونوا مع محتليهم بهمة عالية لبناء المؤسسات الديمقراطية . وللاسف بسبب من المشاعر العدائية للسكان العراقيين فان السوابق ذات العلاقة بالعراق هي مختلفة الى حد بعيد .
لقد اكتسبت كلمة (Gurrilla) ( اي حرب العصابات ـ المترجم ) معناها الحالي من الانتفاضة الشرسة التي قام بها الفقراء الاسبان الاميون ضد ما يفترض ان يكونوا محرريهم وتحت قيادة مضطهديهم التقليديين . ففي السادس من تموز عام 1808 تقدم " جوزيف " ملك اسبانيابمسودة دستور عرض فيه ولاول مرة في تاريخ اسبانيا استقلال القضاء ، حرية الصحافة ، والغاء ما تبقى من امتيازات الاقطاعيين والارستقراطيين والكنيسة .
وكان سادة الكنيسة من الكهنوت لا يزالوا يمتلكون 3148 مدينة وقرية كان يقطنها اكثر سكان اوربا تعاسةً وشقاءً . ومع ذلك فان الفلاحين الاسبان لم يثوروا للمطالبة في التطبيق المباشر للدستور الجديد . بدلاً من ذلك قدموا فروض الطاعة للقساوسة الذين استطاعوا تعبئتهم في محاربة البدع
الآثمة للمحتل الاجنبي ـ حيث كان الملك "جوزيف " أخ نابوليون بونابرت وتم تنصيبه على العرش الاسباني بواسطة القوات الفرنسية قبل تلك الاحداث بشهر ـ ذلك ما كان مهماً في نظر الاسبان آنذاك ، ليس ما تم اقتراحه ، بل من هو الذي اقترحه .
آنذاك كان الفرنسيون افضل معرفة . ففي عام 1799 حدث الشئ نفسه في نابولي عندما قام الفلاحون والعامة بذبح اللبراليين مع مؤيديهم من الفرنسيين الذين ارادوا تحريرهم ، حيث انخرطوا في ميليشيات " الايمان المقدس " بقيادة الكاردينال " فابريزيو روفو " ( الذي صادف ان يكون سليل عائلة كالابريا اكثر العوائل غنى في امتلاكها للاراضي ). لقد استطاع روفو اقناع اتباعه بسهولة بان كافة الوعود التي تقتصر على التحسين المادي فقط هي في غير محلها ، لان الغرض الحقيقي للفرنسيين والليبراليين كان لتدمير الدين الكاثوليكي خدمة للشيطان . وقد اعاد كهنة اسبانيا
خدعة " روفو" واتباعه الاميين الذين لم يتمكنوا من معرفة ان الشرط الاول من مسودة دستور " جوزيف " كان الاعلان ان الكنيسة الرومانية الكاثوليكية هي الوحيدة المسموح بها في اسبانيا .
وتظهرعين الديناميكية نفسها الآن في العراق وصولاً الى التخزين العقيم للاسلام في مسودة الدستور وظهور امراء الحرب الائمة المولعون بالقتال . فمنذ غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 ، دأب رجال الدين من السنة والشيعة على التكرار مرة بعد اخرى ان الامريكان ومعظم حلفائهم من ( النصارى ) موجودون في العراق ليدمروا الاسلام و بغداد عاصمة التراث الاسلامي .

www. California Peace Action.htm
يتبع ......
ترجمة :يونس الخشاب



#يونس_الخشاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه الخيار السلفادوري
- ادانة الاعلام الغربي بالتضليل
- قصص من الفلوجة
- النفط والنخب
- مستقبل العراق والاحتلال الامريكي ما بعد الانتخابات
- نفط العراق مقابل السلطة السياسية
- النخب العميلة
- اشحذوا سكاكينكم ..فالانتخابات قادمة
- الاستفتاء بدل الانتخابات
- انهم يخفون معالم جريمتهم ، أليس كذلك ؟
- روبرت فيسك.. عن العراق
- بصمات نغروبونتي
- هل ستصبح الموصل فلوجة ثانية ؟
- - تسونامي- يضرب العراق
- نعومي كلاين عن العراق
- من المستحيل ارجاع المارد الى القمقم
- الفلوجة -رواية شاهد عيان
- في رسالة الكترونية لمكتب التحقيق الفدرالي،الرئيس هو الذي سمح ...
- الماغنا كارتا- والليبرالية الجديدة -
- في الانتخابات العراقية، منظمات امريكية تعمل من وراء الكواليس


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس الخشاب - العراق : منطق فك الارتباط