أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يونس الخشاب - الفلوجة -رواية شاهد عيان















المزيد.....

الفلوجة -رواية شاهد عيان


يونس الخشاب

الحوار المتمدن-العدد: 1061 - 2004 / 12 / 28 - 09:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من بين ركام وخرائب مدينة الفلوجة تستمر قصص الرعب- من ضمنها استخدام القوات الامريكية للنابالم والاسلحة الكيمياوية- بالنضوح قطرة بعد قطرة ، ، يحملها اولئك اللاجئون المنهكون، الذين حالفهم الحظ واستطاعوا الهرب من مدينتهم .
المصور اللبناني ، برهان فزاع ، الذي يعمل مراسلاً لهيئة الاذاعةاللبنانية كان شاهدأعلى الايام الثمانية الاولى للقتال و تحدث عن الشناعات والمذابح التي شاهدها في مسار تغطيته لاخبار الاحتلال في العراق .
موقع www.esterrepublic.com نشر مقابلة صحفية اجراها معه الصحفي "ظاهر جميل " يقول برهان :
"دخلت الفلوجة من جهة حي الجولان بالقرب من المستشفى العام حيث كان القناصة الامريكان قد انتشروا على سطح بناء المستشفى يطلقون النار على كل شئ" .
اثناء المقابلة كان " برهان " يقص حكايته وهو يدخن باضطراب واضح ، كانت يداه ترتعشان وهو يسترجع الاهوال التي شاهدها .
في الثامن من تشرين الاول ، كان الجيش الامريكي يسمح للنساء والاطفال بمغادرة المدينة ولكن ليس الرجال . لم يسمح ل"برهان " بدخول المدينة من احدى نقاط التفتيش الرئيسية فاضطر للطواف حول الفلوجة ونجح في دخولها بحذر شديد من خلال السير في منطقة ريفية بالقرب من المستشفى الرئيسي ومن ثم استقل قارباً صغيراُ وعبر نهر الفرات كي يتمكن من تصوير المشاهد من داخل المدينة .
يقول برهان " قبل ان اعثر على القارب كنت على بعد حوالي خمسين متراً من المستشفى حيث تموضع القناصة الامريكان فوق السطح يطلقون النار على كل ما يتحرك . ولكنني وفقت في الدخول ".
ثم يذكر كيف ان الارض كانت تهتز كل دقيقة تقريباً بفعل القصف الكثيف والدائم لحملات الطائرات .
"لقد استخدم الامريكان قنابل شديدة الثقل من اجل كسر الروح المعنوية للمقاتلين داخل المدينة." ثم يضيف وهو يشبك ذراعيه " كانوا يقصفون كل شئ ، أعني كل شئ . "
على هذا المنوال انقضى اول يومين ، يقول برهان ، وفي اليوم الثالث بدأت طوابير الدبابات والمدرعات بالتحرك ." اعداد هائلة من الدبابات والعربات المدرعة والقوات حاولت الدخول من الجهة الشمالية من الفلوجة " ثم يضيف " لقد وفقت في تصوير اثني عشر عربة امريكية على الاقل وقد دمرت ."
ولم يكن باستطاعة القوات الامريكية بعد التقدم في داخل الفلوجة ، فاستؤنف القصف الجوي.
" لقد شاهدت ما يقارب من مائتي عائلة على الاقل وقد انهارت منازلهم على رؤوسهم بفعل القصف الجوي ، فالسكان بالاصل كانوا بحاجة الى الغذاء والدواء . ورأيت اعداداً كثيرة منهم قتلوا في الجزء الشمالي من المدينة واغلبية هؤلاء هم من المدنيين ."
عند هذه النقطة بدأ "برهان " بسرد قصة إثر قصة عن مشاهداته في الاسبوع الاول من الحصار .
"كان القتلى يدفنون في حدائق البيوت لان الناس كانت لا تستطيع مغادرة بيوتها . كان هناك العديد من الجرحى ، وبانعدام اللوازم الطبية فان العديد منهم قد قضى نحبه بسبب جروحه . ان كل انسان في الشارع كان هدفاً للامريكان ، حتى اني رايت العديد من المدنيين قد اصيبوا بنيرانهم ."
نظر "برهان " من النافذة واطلق زفرة ثم اضاف انه في ذلك الوقت كان الطعام قد نفذ من معظم العوائل ، بعض العوائل كانت تبحث في البيوت المجاورة لها حتى في النفايات عن الطعام . اما الماء والكهرباء فقد كانت مقطوعة منذ أمد بعيد .
ثم بدأ الجيش الامريكي بتوجيه نداء الى العوائل عبر مكبرات الصوت داعياً اياهم لتسليم انفسهم والخروج من منازلهم ، غير ان "برهان" يقول ان الجميع كانوا خائفين من مغادرة منازلهم ،ثم بدأ الجنود بركل ابواب البيوت واخذوا في عملية التفتيش .
"لم يكن هناك مترجمون يرافقون الامريكان وهكذا كان الجنود الامريكان يدخلون البيوت ويقتلون سكانها فقط لانهم لا يتحدثون الانكليزية ! لقد دخلوا منزلا ً كنت أنا فيه مع ستة وعشرين فرداً واطلقوا النار على اناس لانهم لم يطيعوا اوامرهم ،لان هؤلاء الناس لم يكونوا يفقهوا كلمة انكليزية واحدة ، و95% من حوادث القتل التي كنت شاهداً عليها في المنازل انما حدثت بسبب جهل هؤلاء الناس باللغة الانكليزية "
عينا "برهان " بدأتا تدمعان ، فاشعل سيكارة جديدة ، واستمر بالكلام
"اعتقد الجنود ان هؤلاء الناس يعصون اوامرهم فبدأوا باطلاق الرصاص عليهم . لكن الناس ببساطة لم يستطيعوا فهم ما يقوله الجنود ."
لقد استطاع "برهان " مواصلة تصوير المعارك ومشاهد الحياة من داخل المدينة ونجح بعدئذ من بيع قسم منها الى وكالة رويتر التي عرضت مقاطع قصيرة منها ، اما هيئة الاذاعة اللبنانية (LBC ( فانها رفضت عرض اي من الاشرطة التي عرضها عليهم . كما نجح في تهريب معظم الاشرطة التي صورها قبل ان تصادر آلة تصويره .
"لقد أخذ الامريكان آلة تصويري عندما عثروا عليها معي ، في حينها كنت أصور احد الجنود وهو يسلب نقوداً من صبي صغير امام انظار الجميع في البيت الذي كنا فيه "
ويتابع برهان انه عندما علمت القوات الامريكية انني صحفي ، فانني عوملت بشكل اسوأ من الناس الآخرين الذين لجأوا الى البيت الذي كنت فيه فتم اعتقاله مع بعض الرجال والنساء والاطفال الآخرين . " لقد ضربوني وشتموني لانني كنت اعمل لهيئة الاذاعة اللبنانية ، ثم بدأوا باستجوابي .كانوا غاضبين على قناتي الجزيرة والعربية ."
وتم احتجازه لمدة ثلاثة ايام ، ينام على الارض بدون غطاء كحال العديد من السجناء في معسكر الاعتقال داخل قاعدة عسكرية اطراف الفلوجة .
" كانوا قد اعتقلوا اكثر من مائة شخص من ضمنهم نساء واطفال في المنطقة التي تواجدت فيها . كان لدينا دورة مياه واحدة كان المرء يستخدمها
امام انظار الجميع وكنا نشعر بالخجل والاحراج حينما نضطر لاستخدامها ، والانكى من ذلك ان ايدينا كانت مقيدة "
"لقد رايت القنابل العنقودية في كل مكان والعديد من الاجساد المحترقةالتي لم تكن مصابة بالعيارات النارية . اذن كانوا يستخدمون الاسلحة التي تنفث ناراً ، خاصة في حي الجولان .لقد شاهدت القناصة الامريكان وهم يقتلون اناسا مدنيين ، شاهدت ذلك مرات عديدة .أحد القناصة تموضع في احدى المنارات ويطلق النار على كل شئ يتحرك ."
كما كان شاهداً على واقعة ذكرها العديد من لاجئي الفلوجة :
"لقد رايت مدنيين وهم يحاولون عبور نهر الفرات هربا من الجحيم غير ان نيران القناصة كانت لهم بالمرصاد في الجانب الاخر من النهر "
"البيت الذي كنت اتواجد فيه قبل اعتقالي يقع بالقرب من الجامع حيث صور صحفي ال(NBC ) الجندي الامريكي وهو يطلق النار على جريح عراقي داخل المسجد –في حي جبيل – لم يكن في المسجد اي سلاح فقط جرحى احتموا داخله ، لقد كنت بنفسي داخل المسجد"
ثم يروي حادثة رهيبة كان هو شاهداً عليها اكدها الكثير من لاجئي الفلوجة الذين وصلوا بغداد بعدئذ
" في يوم الثلاثاء المصادف 16 من شهر تشرين الثاني رايت دبابات تطحن تحتها اناسا جرحى في شوارع حي الجمهورية . هناك كان يقع المستشفى
وكنا نطلق اسم شارع المستشفى على هذا الشارع، وقد دارت فيه معارك ضارية ، كان هناك ما يقارب من عشرين من جثث المقاتلين هناك وعدد من الجرحى خلف بناية المستشفى ، كنت في داخل المستشفى وكان الوقت الساعة الحادية عشر قبل الظهر حينما جاءت الدبابات وبدأت تهرس اجساد الجرحى بمنجزراتها " .
ثم خيم الصمت على "برهان " ونحى بوجهه جانباُ ناظراً الى الخارج من خلال النافذة ،و تابع:
" خلال التسعة ايام التي قضيتها هناك ، لم يجر اخلاء اي جريح سواء الجرحى من الاطفال ام من النساء ام الرجال وكافة الجرحى اما قضوا او استطاعوا البقاء على قيد الحياة ".
وطبقا للصليب الاحمر العراقي الذي استطاع ادخال ثلاث سيارات اسعاف الى داخل المدينة في 14 من تشرين الثاني فان حوالي 150 عائلة لم تستطع مغادرة المدينة ، احدى العوائل استطاعت البقاء على قيد الحياة من خلال نقع بعض الرز لمدة ساعتين في مياه قذرة وتناوله .
كان الناس يدفنون الاجزاء البشرية التي تناثرت في كل مكان بفعل القصف والهياكل العظمية بعد ان نهشت الكلاب لحمها .
ويقدر العسكريون ان حوالي 2000 انسان قد لاقوا حتفهم وبينما يدعي الامريكان ان القتلى هم من المقاتلين الاجانب يجزم عمال الاغاثة والسكان المحليين ان الاغلبية العظمى من الضحايا هم من المدنيين .



#يونس_الخشاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رسالة الكترونية لمكتب التحقيق الفدرالي،الرئيس هو الذي سمح ...
- الماغنا كارتا- والليبرالية الجديدة -
- في الانتخابات العراقية، منظمات امريكية تعمل من وراء الكواليس
- الانتخابات بين النخب السياسية والمواطن المهمش
- انها حرب اعلام
- الفلوجة : ادلة على جرائم حرب
- شهادات من الفلوجة


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يونس الخشاب - الفلوجة -رواية شاهد عيان