كوريا الشمالية ...اعلان المارقين...و هلع المشككين

احمد عارف الكفارنة

الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كوريا الشمالية...اعلان المارقين...و هلع المشككين
د.احمد عارف الكفارنة
فوجئ العالم و اجهزة المخابرات الغربية بالذات باعلان كوريا الشمالية قبل ايام انها تمتلك القنبلة النووية.فهذة الدولة الفقيرة المعزولة ذات الثمانية ملايين نسمة والتى تعانى الجفاف والحاجة الماسة لمصادر الطاقة, اصبحت الرقم الصعب فى المعادلة الامريكية الان بعد ان اجلست كوريا نفسها فى نادى الدول النووية.بعد ان عجزت الادارة الامريكية عن ردعها لامتلاك هذا السلاح.تشير المعلومات الى ان كوريا بالاضافة الى السلاح النووى تمتلك ترسانة هائلة من الصواريخ البعيدة المدى,فقد طورت كوريا الشمالية صواريخ سكودالروسى وصواريخ صينيةوصنعت وطورت مؤخرا صواريخ(تاييودانج –1و-2) والتى كان يبلغ مداها 7000كم الى مدى 9000كم واكثر.وهذة الصواريخ قادرة على حمل روؤس نووية وبذلك تستطيع هذةالصواريخ الوصول الى مدن الساحل الغربى للولايات المتحدة الامريكية حيث تبلغ المسافة بين الولايات المتحدة وكوريا8700كم ناهيك عن قدرة هذة الصواريخ على ضرب القواعد الامريكية القريبة من كوريا الشمالية مثل القواعد الامريكية المتواجدة فى اليابان وكوريا الجنوبية حيث يتواجد اكثر من 40الف حندى امريكى فى هذة القواعد,وهنالك جيش قوامة مليون ونصف مقاتل رديف لهذة الاسلحة وقد عرف عن كوريا الشمالية الاعتماد على النفس فى التصنيع العسكرى وقد باعت كميات كبيرة من الصواريخ المتعددة الاستخدام للعديد من دول العالم.غير ان الجديد في الملف النووي الكوري هو تهديد كوريا الشمالية بضربة استباقية موجهة لكافة المواقع الأمريكية. ويبدو لي أن جنرالات بيونغ يانغ أرادوا هذه المرة أن يوجهوا رسائل رادعة للإدارة الأمريكية التي تعيش جنون العظمة بعد أن أصبحت اللاعب والقطب الأوحد في العالم و على ضوء هذا الاعلان يبدو لى ان الملف النووي الكوري قد خرج من يد الولايات المتحدة المريكية و ان السياسة الامريكيةقد غاصت فى الرمال الصفراء من جديد, حيث ادارت كوريا ظهرهاللمفاوضات السداسية وفتحت مفاعلاتها النووية وازالت ختم الشمع الاحمرللوكالة الدولية للطاقةالنووية واصدرت اعلانها الشهير الذى سبب هلعا فى الدوائر الغربية والدول المجاورة لكوريا الشمالية.ان تخبط السياسة الامريكية فى معالجة الملف الكورىيعود من وجهة نظرى الى ما يلى:-
1-دول الجوار لكوريا الشمالية وخصوصا اليابان هذة الدول ليس من مصلحتها خوض حرب نووية حتى لو محدودة ولذلك تسعى هذة الدول وعلى راسها الصين للحل السياسى بعد ان هدات الولايات المتحدة الامريكية من مخاوف الصين اتجاة مسالة تايوان وذلك عندما اكد الرئيس بوش الابن ان امريكا عند موقفها من صين واحدة.
2- كوريا الشمالية دولة شمولية تحيط نفسها بالغموض والكتمان ومن هنا يبدو عجز اجهزة الاستخبارات الامريكية من الحصول على المعلومات الدقيقة عن البرنامج النووى الكورى.وتاسيسا على ذلك بداء مسلسل التنازلات التدريجى من قبل الولايات المتحدة فى مسعاها لايقاف البرنامج الكورى ومن هذة التنازلات
ا-سحبت الولايات المتحدةالامريكيةصواريخها النووية من كوريا الجنوبية واوقفت مناوراتها مع اليابان وكوريا الجنوبية المسماة روح الفريق مقابل ان توقع كوريا الشمالية اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية.
ب- قدمت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة خمسة مليارات دولار لكوربا (ش) مقابل وقف العمل بالمفاعل النووى المسمى يونغ بيون وختمة بالشمع الاحمر.
ج-اتفقت الولايات المتحدة وكوريا (ش) على ان تشترى الولايلت المتحدة
كافة منتجات كوريا من الصواريخ.
3- استعداء النظام الكورى(ش) ووصفة بانة احد دول محور الشر وانها احد الدول المارقة فى القانون الدولى والاعلان رسميا عن خطط الرئيس الامريكى جورج بوش(الابن) باستراتجية الحروب الوقائية واعلان مستشارية ان كافة الاتفاقيات التى تمت فى عهد الحزب الديقراطى(كلنتون) لاغية وترافقت هذة الاعلانات مع تصريح وزير الخارجية الامريكية الاسبق كون باول الذى قال فية ان الولايات المتحدة قادرة على ان تخوض حربين معاوذلك قبل احتلال العراق,كل هذة الامور دفعت بالنظام الكورى(ش) الى عنق الزجاجة واعطى التصميم والارادة لجنرالات بيونغ يانغ للتحدى المفرض عليهم فكان التسريع لامتلاك كوريا (ش) السلاح الذرى وتمردها وانسحابها من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية واعلانها ان اى عقوبة يتخذها مجاس الامن الدولى هى بمثابة حرب على كوريا(ش).
يبدو لى ان القيادة الرديكالية فى بيونغ يانغ قد اعدت نفسها جيدا لكافة الاحتمالات والتطورات المفاجئة فما يعرف عن هذة القيادة الصلابة وعدم التردد وامتلاك الثقة العالية بالنفس ,ولعل الولايات المتحدة تدرك الان انها لاتستطيع اعادة عقارب الساعة للوراء,غير ان الولايات المتحدة لن تسلم بهذة السهولة ويبقى الاعلان الكورى(ش) مثار تساؤل ما لم يرافقة تجربة عملية على غرار تجارب الهند وباكستان.

#احمد_عارف_الكفارنة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات