أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ردود الفعل المتساوية على الأفعال المختلفة وآثارها السلبية














المزيد.....

ردود الفعل المتساوية على الأفعال المختلفة وآثارها السلبية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 10:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لكلِّ فعلِ ِ ردّ فعلِ ِ يساويهِ في المقدار ويعاكسه في الاتجاه، ذلك ما تعلمْناه من العلومِ ودروسِها؛ ولكنَّنا في الحياةِ اليوميةِ كثيراَ َ ما صرْنا نصادفُ أو نجابهُ حالة من التشنّجِ المتطرف إلى أبعدِ الحدود، كردّ فعل على أفعالِ ِ هامشيةِ ِ أو تافهة أو على أخطاء صغيرة.. ما يعني تصعيد طبيعة الاستجابة على فعل بمقدار محدود بردّ فعل بحجم مضاعف بمقادير مفتوحة...
وقد يكون بعضُ تلك الأفعال صحيحاَ َ وليس خطأَ َ ولا حتى غلطاَ َ كما نعتقد أو نظن، أو قد يكون أمراَ َ يحتملُ الأوجه المتعددة حيث ما يراه طرف صائباَ َ لا يجدُهُ الطرفُ الآخر كذلك.
وبقراءة تطبيقية للأمر نجد سلوك كثير من الآباء تربويا يُصْدِرون العقوبات بحق أبنائهم بقصد التقويم والتربية ولكنّها تأتي من التشنّج والقوة فتكون ردّ فعل سلبي لا فعلا تربويا إيجابيا! وهو تحوّل أولاَ َ: من الخطورة أنْ يكونَ الآباءُ في موضع التالي أيّ في موقع ردّ الفعل وليس الفعل والمبادرة... وثانياَ َ: في تساوي ردود الفعل (العقوبات وما شابه) الموجهة للأخطاء الكبيرة مثل تلك الموجهة للأخطاء الصغيرة التافهة ...
ومثل هذا السلوك أو التصرّف ينجم عنه ردود أفعال سلبية خطيرة في بناء الشخصية وكذا على المستوى الاجتماعي العام.. حيث نجد ردود أفعالنا في بناء العلاقات على وفق مساواة الثغرات أو الأخطاء المتباينة المختلفة وهو أمر غير سويّ بالمرة...
وقد يكون بعض السبب في مثل هذا عائدا لجملة من التراكمات والتعقيدات، ولامتناع أو افتقاد الحوار المباشر أو عدم وجوده نهائيا؛ فضلا عن حالة عدّ مسألة هامشية القشة التي تشعل غضب القطيعة والعداء بلا أساس موضوعي لمثل هكذا قرارات.. أليست هذه بعض أخطائنا في حياتنا اليومية وتفاصيل يومنا العادي؟
لكنّ المشكلة ليست في الإجابة بالإيجاب عن تساؤلنا هذا والتوقف عند هذا الإقرار. وإنّما المشكلة التي يمكن تلافيها عائليا وقرابيا في علاقاتنا الاجتماعية، ليست كذلك في حياة الجمعيات والأحزاب السياسية.. إذ كثيرا ما نصادف اليوم انفعالات مفتوحة الحدود ما يعرِّض علاقات الزمالة والرفقة لتهديدات جدية وهو الجانب الأكثر أهمية في توجّه مقالنا..
هنا بالتحديد يكون لدور الشخصنة والفردنة واختلاط الأمور العامة بالخاصة أو الموضوعي بالذاتي، قوةُ الفعل السلبي الشديد في الإيقاع بمسيرة أعمال الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني وأنشطتها.. ويمكنني هنا أن أضع تجاريب أغلب تلك المؤسسات الجمعية أمثلة حية على ما أتناوله في القراءة هذه...
فعندما يتعلق الأمر بمسيرة مشروع يتصدره زميل؛ تكون معالجات الزملاء الآخرين وتصوراتهم النقدية في ذهن ذاك الزميل سهاما موجهة إليه شخصيا وإلى وجوده الإنساني الشخصي.. وتبدأ حالة من الصراعات الذاتية التي تشغل الزملاء عن الجوهري الموضوعي من الأمور بل توقف أية معالجة منتظرة على الصعيد الموضوعي العام!
ولا يجدي بعد اشتعال المشكلة وقدحة أو شرارة الاختلاف بين طرفين أية محاولات لإعادة الأمور إلى نصابها.. قبل أنْ يعمل كل طرف على تصفية حساباته بردود فعل تصعيدية في جوهرها ومضمونها تصاعدية في شكلها وآليات استمرارها...
وعليه فإنني أجدني هنا مشدِّداَ َ على ضرورة ضبط النفس في يومياتنا وتفاصيلها وفيما نجابهه من مصاعب وظروف سواء على الصعيد التربوي الشخصي أم على صعيد العلاقات العامة ومجريات مسيرتنا من أجل بناء مؤسسات مجتمع مدني صحية صحيحة لا عليلة سقيمة..
ولابد من التفكير في أن نكون فعلا إيجابيا مع أبنائنا ومع محيطنا لا ردّ فعل سلبي معهما.. وأن نضبط الحجم المناسب لكلّ ردّ فعل نختاره وألا نُفـْرِط في التعاطي مع حالات بعينها بطريقة انفعالية قد تودي بمستهدفاتنا النبيلة وتضعها في موضع الخسارة والتضييع..
فسمو وجودنا الإنساني يكمن في التفاعل الإيجابي بديلا للتداخل الاتلافي السلبي وسعادتنا التي نبتغيها تكمن في سعادة الآخر التي نساهم في تعضيدها؛ ونجاح منظمة ندعمها يكمن في التعاطي البنَّاء بين الزملاء وفي تناسي بعض الاشتطاطات التي تحصل لسبب أو آخر من دون قصد التقاطع الشخصي السلبي ولكنها قد تنطلق من فرط الحماس وعمق الحرص .. فإنْ نحن أخذنا الأمور بهذه الطريقة نجحنا في مسيرة حياتنا فرديا وعائليا وجمعيا أو اجتماعيا وتلك من بعض مستهدفات ما تريده هذه القراءة التي تحتاج إضاءات علماء النفس والاجتماع والفكر والسياسة أيضا، مثلما هي بحاجة لتجاريب الآباء والأبناء في عوائلنا والعضوات والأعضاء في منظمات اليوم بالاستناد إلى خبرات البشرية التي تتواصل وتتصل بالخير...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون مدعوون اليوم لتوكيد موقفهم من لغة العنف والإرهاب
- المنطقة ومحاولات إشعال القلاقل والفتن؟ جريمة اغتيال الحريري ...
- الانتخابات الوطنية: الدلالة والمؤمّل في الخطوة التالية؟
- سؤال لماذا نختار اتحاد الشعب؟ وأسئلة صريحة أخرى..
- ما مسؤولياتنا في اللحظة الراهنة من مسار الانتخابات؟
- الذين نختارهم لكتابة الدستور الدائم ولإدارة الدولة في المرحل ...
- بلاغ عن الاجتماعات الموسّعة للهيأة المؤسّسة لـِ-الملتقى العر ...
- الانتخابات العراقية بقائمة موحدة هي وسيلة تأمين عراق الغد
- فقدان احترام العلم والعلماء وفقدان الاتزان الاجتماعي
- التصدي للإرهاب وتوفير الأمن بتضافر الجهود الوطنية الشعبية وا ...
- من واجبات الناخب وحقوقه في مرحلة الحملة الانتخابية والتصويت؟
- السيد الكريم علي آل شفاف..رسالة سلام وتسامح في ضوء دعوتكم لي ...
- المسيحي العراقي بين البحث عن أمان المكان والمكانة وتفعيل مشا ...
- الأيزيديون: المكان والمكانة في العراق الجديد؟
- اللعب على حبال القرار واللعب بالنار فديراليات عراقية على أسا ...
- شيعة العراق: رفض للطائفية والتدخلات الأجنبية وتمسّك دائم بال ...
- مواقع الإنترنت الدور المسؤول المؤمَّل فيها، الحوار المتمدن ن ...
- أحزاب للسنّة أو الشيعة أم قوى طائفية تتطفل على جمهورها؟
- هواجس المواطن والانتخابات الوطنية العامة
- الانتخابات العراقية موعدها، أهمية إجراؤها ، نتائجها المرتجاة ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ردود الفعل المتساوية على الأفعال المختلفة وآثارها السلبية