أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شبلي شمايل - الشعب السوري بين حنظلة وجلجلة















المزيد.....

الشعب السوري بين حنظلة وجلجلة


شبلي شمايل

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 02:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بدأت انتفاضة الكرامة من درعا كحبات القمح الحوراني بسيطة الزرع غنية الفائدة عميقة المعاني.. كان أبناء المحافظة المنسية بكلماتهم البسيطة يزرعون تاريخا جديدا لسورية جميلة، يصيحون في وضح النهار لا إخوان ولا سلفية بدنا وحدة وطنية، سلمية سلمية، دولتنا مدنية، اللي بيقتل شعبه خائن، الموت ولا المذلة..
كان حنظلة يسير بين المتظاهرين السلميين كرمز للإنسان الصادق الأمين المناضل المقهور والمسحوق. بل كان في ضمير كل شهيد وجريح. ومنذ الأيام الأولى سعت كل قوى الردة والتخلف والظلام لأن تكسب ما يحدث لصالحها. وساعدها في ذلك ما يمكن تسميته دون أية مبالغة "سماسرة المعارضة المأجورة". والمعارضة المأجورة مصطلح قديم، يعرفه البيانوني والشقفة وطيفور وزخير سالم وكل الإخوان المسلمين الذين قادوا عملية التسليح الواسع للإسلاميين في صفوف ما سمي بالطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين والذين كشف البيانوني في شهادته للإخواني السابق أحمد منصور بصراحة على أن كل فصائل وتيارات الإخوان كانت تعلم بمشروع التسليح والقتال، وكلها أيدت الطليعة المقاتلة وشاركت في تنظيم عملياتها، خاصة بعد اتفاقية كامب دافيد وضرورة إضعاف الذين وقفوا ضدها في ذلك الوقت. فقد وافق هؤلاء على أكبر عملية تمويل وتسليح للمعارضة منذ استقلال سورية، بتأييد من صدام حسين والملك حسين ودول الخليج. وقد نجم المواجهات أكثر من ثمانين ألف قتيل من كل الأطراف والفئات أغلبيتهم الساحقة لا علاقة لها بالصراع بين السلطة والأخوان.
يومها وقفنا ضد الدكتاتورية البعثية والدكتاتورية الإخوانية ودافعنا عن المشروع الوطني الديمقراطي الذي يحترم عقل السوريين وتنوعهم وحقهم في الاختلاف. في حين جنح بعض الشعبويين للدفاع عن ما يحدث باعتباره حركة شعبية ضد الدكتاتورية. ودخلنا السجن على اختلاف مذاهبنا السياسية ومواقفنا الإيديولوجية، وغالبا ما كنا نتصارع على ما أوصلنا إليه الخيار المسلح للإخوان المسلمين، ولكننا في نهاية اليوم، كانت الدكتاتورية تعيث فسادا في البلاد وقمعا للعباد بحيث صرنا نحاول جهدنا أن نخرج بدروس مفيدة تسمح لنا بالتفكير في الخروج من الدكتاتورية بعد أن غلبتنا بالعسكرة والأمن رغم هزيمتها المعنوية والأخلاقية.
من أجل ذلك، ناضلنا لثورة سلمية، لمعرفتنا بطبيعة النظام الأمنية والعسكرية، ومعرفتنا بأن هذه الطبيعة تعطيه موقعا سابقا لنا بكثير في مجال التسلح، ولمعرفتنا أيضا بأن أكثر الناس قدرة على التسلح ضده هم أكثر الناس تطرفا وجنونا وقدرة على الهدم والتدمير على كل الأصعدة.
قولوا لنا بربكم أين الإعلانات المدفوعة الثمن التي بثتها قناة العربية لسنوات حول الإرهاب والإرهابيين، أين مسلسل صناعة الإرهاب مما يحدث في سورية؟ أين حملات الملاحقة التي نالت 18 ألف سلفي في مملكة التخلف الديني والعقلي المسماة بالسعودية يوم كانت التفجيرات تنال الرياض؟ أين ذهبت مقالات عبد الرحمن الراشد المطالبة بقتل كل من يشك بأنه من القاعدة قبل أن يقتل أبرياء؟ كيف تحولت المملكة المستبدة من عدو للسلفيين الجهاديين إلى أكبر ممول وداعم لهم مع قطر الحمدين المنيرة والمتنورة والمستنيرة ؟
لقد اكتشف المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية أن السبيل الأنسب لبقاء الهيمنة الأمريكية على العالم أن تقوم أمريكا بنفسها ولوحدها بتعريف الشياطين وتعريف الملائكة، أن تحدد العدو وأن تخوض النزاع معه، وأن تفرض كل شروط اللعبة على باقي دول العالم.
وكما هو معروف أطلقت إدارة بوش-شيني الحرب على الإرهاب لترد على أربعة تحديات تواجه الولايات المتحدة في القرن الجديد:
التحدي الأول مواجهة الحريات الديمقراطية التي سمحت بها الحرب الباردة وأعطت تفوقا ولو في الظاهر للغرب الديمقراطي على الشرق السوفييتي الشمولي فصدر 90 قانون لمناهضة الإرهاب في العالم أكثرها في الدول الموالية لأمريكا باسم مناهضة الإرهاب.
التحدي الثاني مواجهة القنابل البشرية بحيث صار من الضروري للغربيين الذين يشكلون أقل من خمس المجتمع البشري التحصن ضد البرابرة الوثنيين والمسلمين والكونفوشيين والبوذيين إلخ القادمين من العالم الثالث.. أي حماية الجنس الأبيض الغربي بتقييد حركة البشر وإطلاق حركة السلع.
التحدي الثالث مواجهة الإيديولوجيات الإسلامية بعد سقوط الإيديولوجيات الشيوعية. وذلك عبر سياستين الأولى هي سياسة امتصاص الإسلام الإخواني وأمركنته. باعتبار الإسلام الإخواني يمكن أن يحقق استقرارا ضروريا في بلدان الطاقة لعقد أو أكثر من الزمن ضرورية لإطالة أمد الهيمنة الأمريكية قدر المستطاع. والثانية احتواء الإسلام الجهادي بتوجيهه نحو هراطقة الإسلام عوضا عن ظُلّام المسلمين. وبذلك تحول الجهاديون بشكل كامل من المعركة مع الصليبية واليهودية إلى المعركة مع الباطنية والصفوية والنصيرية ..
وكما كتبت يوم وفاة أسامة بن لادن (بلا شيخ بلا أكل هوا) أكرر اليوم، "مات من نصبته أمريكا وأمواله إماما للسلفية الجهادية وليس في ميزان حسناته "الجهادية" عند الله عملية واحدة للقاعدة ضد العدو الصهيوني". على العكس من ذلك، تحرك السلفيون يشككون بحزب الله يوم عدوان اسرائيل على لبنان في 2006، وشكلوا جماعة تحارب حماس والجهاد الإسلامي في غزة في 2009، وقتلوا من الشيعة أكثر بأضعاف مما قتلوا من الأمريكان في العراق. ونجحوا في تدمير المناطق التي تواجدوا فيها من الرمادي إلى نهر البارد.
أما التحدي الرابع، فهو تحدي صعود عملاقي آسيا الصين وروسيا. الأمر الذي يحرم الدولار الأمريكي والحاكم الأمريكي من التفرد بحكم العالم.
لقد اتفقت أمريكا المصلحية مع بريطانيا الإنتهازية وفرنسا المنافقة وتركيا الحاقدة مع الوهابية السعودية القطرية على تحطيم سورية. لا ديمقراطية ولا مدنية بل ولا دولة إسلامية.. يجب تحطيم سورية لإنقاذ دويلات الخليج الكرتونية. يجب تحطيم سورية كما جرى تحطيم العراق. وإلا كيف يمكن لشخص فاشل دراسيا حرامي اقتصاديا أجير للغرب سياسيا أن يصبح له صولة وجولة إلا بعد تجويع مصر وتكسير العراق وتحطيم سورية؟ أي الشعور بالتفوق على أبناء بلاد الشام للتحرر من شعور الدونية تجاههم. ولقد قدمت له الدكتاتورية الغبية والمجرمة ما سمح له بتحقيق حلمه.
قام الطائفيون "الجهاديون" من سورية وخارجها بعمليات نوعية أدت لاغتيال وقتل نخبة من الكوادر والعلماء في البلاد كالباحث في الهندسة النووية أوس عبد الكريم خليل والدكتور حسن عيد والأستاذ الجامعي محمد علي عقيل نائب عميد كلية الهندسة المعمارية، والعميد الركن نائل الدخيل الأستاذ في قسم الهندسة الكيميائية، وأخيرا الدكتور المهندس نبيل إبراهيم زغيب الذي يعتبر العقل الأول في البرنامج الصاروخي السوري، وقد سقط معه كل من زوجته وولديه.
وقامت جماعة الجلجلة السلفية الجهادية بهجوم على مقر عسكري مصري في رفح فقتلت من قتلت وجرحت من جرحت.. من أبناء الشعب المصري..
كيف يمكن إقناع إنسان غير معقد مثلي، بأن الفاعل في هذه الجرائم سيحرر القدس يوما؟؟ كيف يمكن الصمت عمن يصمت؟ كيف يمكن لجورج صبرا وبرهان غليون وسمير نشار بيعنا هذه العمليات النوعية وإنكار وجود أجانب مجرمين وسوريين مجرمين يحطمون بأفعالهم القذرة صورة الثورة وصورة سورية.. بل يحطمون سورية نفسها؟
على الثوار أن يقولوا بحق وصدق ماذا تفعل الجريمة في صفوفهم وأن يختاروا بوضوح بين جلجلة وحنظلة!



#شبلي_شمايل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاسك يا وطن
- الصهريج السعودي للإرهاب
- المثقف السوري والثورة
- هيئة التنسيق الوطنية أو القوة الجماعية في عوالم الذاتية والت ...
- الثورة والبزنيسة
- بين الثورة الديمقراطية و -اللعب الدولي والإقليمي-
- لا تخف، إن المال معنا
- مشروعان من أجل سورية
- بغال السلطة وسلطة البغال
- العدوان الثلاثي
- قضم الثورة وقسم الثوار
- المقاولون العرب والثورة (3من 3)
- المقاولون السوريون والثورة (2من3)
- المقاولون السوريون والثورة
- قبل تقاسم الكعكة المسمومة في ملعب الوهم
- ثورة ديمقراطية أم انقلاب يميني ؟
- يريدون اغتيال الثورة
- الأفغانية الثانية والعثمانية الجديدة
- السوريون الأمريكيون: قراءات في السيرة الذاتية
- من أجل إنقاذ الانتفاضة


المزيد.....




- شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام ...
- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- سياسيون بحزب العمال البريطاني يدعون لتعجيل موعد الانتخابات ا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للسلامة في أماكن العمل
- حزب العمال البريطاني يدعو لانتخابات تشريعية بعد تفوقه في الم ...
- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شبلي شمايل - الشعب السوري بين حنظلة وجلجلة