أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إلهام مانع - ما دمنا نتحدث عن حقوق الأقلية المسلمة في بورما..














المزيد.....

ما دمنا نتحدث عن حقوق الأقلية المسلمة في بورما..


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 21:29
المحور: حقوق الانسان
    


أتابع مثل غيري بألم ما يحدث لأقلية الروهينجا المسلمة، في ولاية راخين بدولة بورما.
فالتمييز ضد إنسان، بسبب دينه، أو لأي سبب، ارفضه جملة وتفصيلاً.
هو انتهاك لحق أصيل للإنسان. وُلِد به.
"يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق". لن أمل من تكرار هذه العبارة، علها تنسل إلى قلوبكن وقلوبكم لتنشر الضياء فيها.
من هذا المنطلق تحديداً أقف صارمة ضد التمييز، أياً كان مصدره.
فالمسألة بالنسبة لي ليست انتماء ديني يدفعني إلى الدفاع عمن يدينون بملتي.
هو مبدأ. أؤمن به.
التمييز انتهاك. لا أقبل به. أياً كانت جهة التمييز، إنسان، دولة، دين، أو مجتمع.

لكني كما أتابع ما يحدث في بورما بألم، اتابع بتعجب كيلَ شيوخنا ووسائل إعلامنا بمكيالين.
والكيل بمكيالين، كما قلت لكما مرة، خاصية نتميز بها. تفوقنا بها على أمم المعمورة.
لو أدخلوها في خانة ألعاب الأولمبياد، لحصدنا ذهبياتها كلها.
هم يقيمون الدنيا ولا يقعدوها، ويغضبون، و يدينون زاعقين الانتهاكات التي تتعرض لها الأقلية المسلمة في بورما.
وهذا لا غبار عليه.
أنا أيضاً ادين ذلك التمييز.
لكن ما يحرق دمي أنهم يسكتون كالأصنام عندما يتعلق الأمر بالانتهاكات التي تتعرض لها الأقليات الدينية واللغوية والعرقية في مجتمعاتنا في المنطقة.
أعني الأقليات المسيحية، اليهودية، البهائية، العلوية، الإسماعيلية، الشيعية،(والسنية في الدول التي تحكم بها أكثرية شيعية)، والكردية، والأمازيغية، واللادينية، هذا عدا عن التمييز الذي تتعرض له المرأة والمثليين من الجنسين (نسميهم لواطيين وسحاقيين)...
في الواقع اللائحة طويلة لا يتسع لها هذا المقال.

كل أقلياتنا تنتمي إلى أوطان تصر على أن تسلخها منها. تقول لها "أنت مواطن ومواطنة من الدرجة الثانية، وأحياناً من الدرجة التاسعة. لا مكان لكما في هذا الوطن!"
شيوخنا ووسائل إعلامنا يحط الصمتُ عليهم، ثم يصفرون، يشخرون، ويشيحون بوجوههم. وعندما يَمنُ الله عليهم بالكلمات، تلتوي ألسنتهم : "عن أية انتهاكات تتحدثين؟ لدينا؟ هنا؟ نحن؟"
بعضهم لا يكتف بالصمت والإنكار. بعضهم يبرر للانتهاكات التي تحدث للأقليات في مجتمعاتنا، ويقدم غطاءاً دينياً لها.
ثم يصر أنها مؤامرة. يقول إن الأقليات لدينا طابور خامس. وأنها جزء من مؤامرة صهيونية إمبريالية لتدمير مجتمعاتنا.
وقد سئمت من أسطورة المؤامرة الصهيونية الإمبريالية التي ما فتئت تلاحق مجتمعاتنا.
أصبحت ماسخة.
شماعة نعلق عليها خطايانا.
لو اردتما الصدق، المؤامرة الوحيدة التي أراها لا تزيد عن مؤامرة صمت شيوخنا ووسائل إعلامنا عن الانتهاكات والتمييز المنهجي المؤسس الذي يحدث للمواطنين والمواطنات في مجتمعاتنا. ثم قبول الأغلبية بتلك الانتهاكات، وهي صامتة.
فالصمت دوماً كان سلاح التمييز.
أقول تمييزا منهجياً ومؤسساً لأن دساتيرنا وقوانينا كانت ولازالت تُشرع للتمييز. بالقانون نميز ضد الإنسان لدينا.
والأدهى أن الدساتير التي نعكف على إعدادها هذه الأيام لا تسعى إلى القضاء على ذلك التمييز. بل تهدف إلى الزيادة في تأطيره والإمعان في التمييز ضد الإنسان.
في مصر على سبيل المثال يجري الحديث عن مبدأ حرية الأديان محدداً بسقف ثلاثة أديان لا غير، الإسلام (السني تحديداً كما تحدث مرسي في زيارته إلى المملكة السعودية، والغريب أنه لم يستح وهو يقول ذلك)، والمسيحية، واليهودية.
كيف نتحدث عن حرية الدين ثم نقول أن الأديان ثلاثة لا غير؟ كيف نوائم بين مفهوم الحرية في أن نؤمن أو لا نؤمن، وبين تحديد ذلك السقف؟ ماذا لو كنت غير مؤمنة بأي دين؟ ماذا لو قررت أن اترك الإسلام وأتحول إلى دين أخر؟ ماذا عن الأقليات الدينية التي لا تنتمي لهذه الأديان؟ ثم ماذا لو كنت بوذية أو هندوسية؟ هل يحق للدولة أن تنتهك حقوقي وتعاقبني لو كنت ملحدة، بوذية، بهائية، هندوسية، شيعية ...أو تحولت من الإسلام إلى دين أخر؟
وأعلم ان البعض منا، وهم كثيرون، سيقولون: "نعم. من حقنا التمييز ضد هؤلاء. لأن ديننا يقول ذلك".
ولذا، أمَّنتكم بالله الذي تقتلون الإنسان باسمه، أن لا تقحموه في تمييزٍ شّرعَ له البشر.
لا تقحموا الله في ممارسات تنتهك كرامة الإنسان.
الله يحب خلقه.
نوره في كل خلقه. فكيف يميز بينهم وبينهن؟
هو أو هي (باعتبار أن الرحمن لا جنس له والصفات التي نستخدمها هي مجازية) لا يريد او لا تريد تمييزاً ضد خلقه/ها.
البشر هي التي تميز. وهي التي تبحث عن تبرير للتمييز. ولذا تقول الله يريد. وهي التي تريد.
ولأن الأمر كذلك، وددت لو نظرتم قليلاً إلى المرآة وأنت تطالبون بورما باحترام حقوق الأقلية المسلمة، ثم تطرحون السؤال: كيف نطالبها باحترام تلك الأقلية لديها، عندما نقول نحن إن من حقنا أن ننتهك حقوق الأقليات لدينا؟

هذا النفاق اصبح سمجاً، لا يحتمل. يثير القرف في الواقع. فالأولى أن نطبق ما نطالب به في مجتمعاتنا. الأولى أن نبدأ بأنفسنا.
المرحلة الحالية هي مرحلة تغيير، هكذا نقول.
ومادام الأمر كذلك، أحببت أن أفتح معكما ملف الأقليات في مجتمعاتنا. تلك التي تعاني الأمرَّين في مجتمعاتنا.
وهو ملف ختمنا عليه بالشمع الأحمر. وعندما نفتحه، ندور حوله، ولا نجرؤ على النطق به كما هو.
أفتح هذا الملف طواعية، والحديث عنه بصراحة.
وسأبدأ في مقال الأسبوع القادم بالحديث عن الأقلية البهائية.
ولي معها حكاية. سأقصها عليكما.
فانتظراني.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان فينا هو خلاصنا!
- لا لمرسي، و نعم لشفيق، رغم أنفه!
- -أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!-
- حول التمييز ضد المسلمين في اوروبا - رسالة مفتوحة إلى منظمة ا ...
- أطلقوا سراح الناشط السعودي محمد البجادي!
- نصوصنا السماوية نحترمها... لكنها بشرية 4
- اي دستور ياصاح؟
- نصوصنا السماوية نحترمها...لكنها بشرية 3
- نصوصنا السماوية نحترمها... لكنها بشرية 2
- نصوصنا السماوية نحترمها... لكنها بشرية 1
- أحلامنا .... نحن من يحققها
- حرية بدون -ولكن-!
- إنسان حر 15
- للمرة الألف، الهوية إنسان! (14)
- إسلامٌ -جديد-
- يوم دفنت أبي... مع أخي
- أخلعي الحجاب!
- الهوية إنسان 12 (ب)
- الهوية إنسان 12 (أ)
- كيف أؤمن بالله؟


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إلهام مانع - ما دمنا نتحدث عن حقوق الأقلية المسلمة في بورما..