أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - نبؤة المقال وأيام الحرب على العراق















المزيد.....


نبؤة المقال وأيام الحرب على العراق


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 10:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوم دخل الأمريكان مدينة الناصرية في الغزوة الثانية ، قال أحدهم : أنهم يريدوك .فأذهب أليهم قبل أن يأتون أليك .الغريب ، في الوقت الذي كانت الأباتشي تمارس سحر اليوغا بقنابلها العنقودية على بيوت وشوارع المدينة . كنت أعيد قراءة أوراق العشب لوالت ويتمان ، كان والت ويتمان ينغرز بذكورة الخروج عن المألوف على جسد بولوني جاء للتو مهاجراً من وارشو ، وكان يشرب الخشخاش من غلايين الهنود الحمر ، وكان يعبئ وعي الشعر لديه بأباحية الموسيقى ، وهو أمتداد للفهم الأدغار ألو مبي ، الذي يقول :{ كآبتي الأمريكية صنعتها أنكلترا } .
.أنكلترا لازالت تتحاور بدباباتها مع البصرة المحاصرة … ولازال{ علي المجيد } يأكل الهمبركر الجاهز في قبو تحت بناية مديرية أمن البصرة . وبالمناسبة القوات الأمريكية في اليوسفية على مشارف بغداد ، والميناء الذي تحلم الكويت بظله لازال يقاوم { أم قصر } .
في الناصرية .صنعت الآلهة بذرة النبوة .وكانت أور تستعجل صناعة الرؤى من خلال قبلة على فم عشتار ، وكانت سومر تعتقد : أن الفهم الآخر للموجود لايصنعه ملك ، نساه زمانه وأختبئ يشرب القهوة المرة في بيت بأطراف بغداد .
كانت سومر كما يقول عنها صومائيل كريمر : أفتضاح اللوح الذي بمقدوره أن يرينا القادم من الزمان . والقادم : سيكون دمية لرجل ببدلة مرقطعة . أتخيله { بروس وولس } مثلاً وقد عهد أليه تخليص الأسيرة { جيسكا لنغ }.
في سومرالعاطفة الأممية { سلة ورد }.وأنا أعيد قراءة أغنية نفسي لوالت ويتمان .أطل علي الرجل{ ويتمان } من خلال صندوق كاميرا شمسية ، ولأن أمريكيته نقية مثل رمل نيفادا رجاني أن أزور { المجندة جيسكا } في المستشفى ، قلت : أهي مارينز ؟ قال :مستخدمة أدارية في مفرزة آلية .
{ كان مستشفى الناصرية ، يسمى مستشفى صدام سابقاً} لايبعد عن بيتي سوى 500 متر ، .ولأنك عندما تعد شاعراً ، عليك أن تفي ، وإلا سيكون مصيرك مصير { كافور مع المتنبي } . ذهبت الى المستشفى بحجة شعوري بمغص كلوي حاد .كان المعاون الأداري صديق لي { طفولة ودراسة :السيد سعد عبد الرزاق الجازع } .وجدته في أرتباك وفوضى ، فلقد تحول المستشفى الى مركز قيادة ، للبقية الباقية ، من يأس أن يتكرر سيناريو1991 ، ثم يبدأ الحساب العسير .
لقد كان ثمة أمل ، لهذا فثمة مقاومة ، رغم أن الغول الأمريكي بدا جاداً هذه المرة ، { عرفت ذلك منذ أن طبعوا الوجوه والمناصب والرتب على ورق اللعب } : تمنيت وقتها أن تكون الورقة الثانية والخمسين تحمل صورة { شارون ستون } لتكون أسيرتي لليلة واحدة ، فلقد عذبني أنفراج ساقيها على طاولة القمار في بار أمريكي في فليم { السريع والموت } .
دلفت الى داخل المستشفى ، قال أحد الحمايات : الى أين ؟ قلت أريد المعاون الأداري ، فأنا أبن عمه .{ في ورقة لم يضعها أدغار ألن بو في قنينة يقول : أبن عمي الأول ، سرق أبنة عمي الثانية . أذن أنا امريكي بائس }.
قال : أنتظر وأنا أنادي عليه . جاء { سعد عبد الرزاق } نظر ألي مبتسماً وقال :لست مريضاً : جئت لترى جيسكا ؟
. قلت : في التأريخ مشاهد لايمكن تخيل حصولها وألتقاط صورة مع جيسكا { ندرة تقول عنها آلواح سومر : تأتي عندما ترمش لنا الآلهة بأجفانها} ، ثم أريد أن أطمئن عليها ، أنا أعرف نزوة رأس العرفاء ، عندما يتأخر جدول ترفيعه ، بحجة أن السيد العام تأخر أمس في سهرة مزرعة الدورة .
قال مبتسماً ، ومازحاً : هل أرسلتك CIA ؟ .قلت مرعوباً :لاوالله أرسلني :والت ويتمان .
قال : ماعليك منها ، لقد تعدت المرحلة الحرجة وهي بخير . من الصعب أن تصل أليها ، أنها بالنسبة لهم صيد ثمين .
كانت جيسكا مخبئة في طابق ما ، وكانت رغبتي أن انظر الى نومتها الجريحة ، وفي داخلي يشتعل غيض لاينتهي مما يجري وكأفتراض للحظة الرغبة بالدخول الى غرفتها المحصنة ، كانت تعيش في داخلي أختلاطات لاتنتهي من مشاعر الكره والرحمة ، كان الموقف كله يرتدي قميص اللبوس ، شعور بزهو لألقاء القبض على مجندة { الأسف ، أنها أمرأة وليست رجل } .اليابانيون يقولون في أطيافهم { حرب النساء يعلن نفيرها في الأسرة أو في الحدائق } جيسكا ، حربها أنها أتت حتى ربما بدون تصور للطريق الذي أندفعت به ، بعد ان فتح الرتل المجوقل فتحة في خاصرة الحدود العراقية ـ الكويتية ، وأندفع سيراً على أسفلت الخط السريع مندفعاً الى الناصرية ، من حقل صبه .جيسكا لم تعرف ماهية الناصرية ، والآلية التي تقلها وقعت في كمين على الشارع العام ، .الحرب والتنسيق نسيا جيسكا في أطراف المدينة ، .الصحاف : قال في وهم الأعلام والتوهم حين رأى الترجمة الرديئة للأسرى من رفاق الأمريكية التي حصدت من جرحها ماحصده { كابريلو} من تمثيله { تايتانيك } : قال : الآن بدأ نصرنا .
كان الأطباء يذهبون ويأتون ، كم هي مهمة { جيسكا } !كم هو مهمل هذا الطفل الذي أصابته القنبلة العنقودية في خاصرته ، فلم يعد له فراشاً يصلح للنوم ، ولكي ينام براحته في عمره القادم ، أن بقي له عمر ، عليه أن ينام وهو معلقاً في الهواء .
{ في الحرب ..تتعدد الأسباب والموت واحد
نحن لسنا في غابة الأمزون كي يكون البقاء للأصلح
بعد هذه المعركة العنيفة ..أكتشفت أن البقاء للقدر }
أذن القدر هو من أنقذ جيسكا ، وعليه أن ينقذ المدينة.رغم أن رأسي محمل برغبة لرؤيتها .مر مترجم قربي ، قال أيها الأديب : واحد من الأسرى ولد في ذات المدينة التي ولد فيها ألفيس برسلي .قلت : في تينسي .قال لاأعرف .ولكنه يشبهه!
كان يمزح . والآن ياسعد عبد الرزاق : هل تريني جيسكا ؟
تمنيت ولكنني لاأقدر .
غيري نال فرصة أن يكون أمريكياً .{ أنا لاأريد أن أكون أمريكيا .فقط أنا أحب والت ويتمان ، لأنه كتب أوراق العشب ، وأرشيبالد ماكليش ، لأنه ألف كتاب الشعر والتجربة }
كيف نال { محمد فرصة أن يكون أمريكياً } ؟
زوجته كانت من الكادر التمريضي المعالج لجيسكا ، وببساطة رسم { المحامي الشاب لزوجته السيناريو } . ولكن هل مايكروسوفت والتصنت وأشياء أخر أعتمدت فقط على { الدلالة التي أشر بها محمد وقال هي في العناية المركزة في المكان الفلاني } أظن أن في الأمر سيناريو آخر يخدم الذات المعنوية للأمريكي :
{ تذكروا عين تيبه }
في الليل كان الأنزال الخاطف ، على المستشفى .الناس عرفت أيقونة هذه الحرب ، وما عادت تقاوم ، لو جاءت حينها مدرعة واحدة ، لخلصت جيسكا ، ولكنها { البنية الأسطورية لرؤى أيزناهاور القائلة : { في الصحراء ، حارب كأنك محاصر في بيت ، وفي البيت حارب كأنك تقاتل في صحراء شاسعة }.
وتماماً مثلما يفعل الجنود في أفلام { فوكس } تجول { سيلفسترستالون في أروقة المستشفى ، بطريقة سينمائية متقنة ، وأنقذ جيسكا ، أخذوها بطائرة ، وأخذوا معهم المسكين سعد عبد الرزاق الجازع { المعاون الأداري } ، ولكنهم أعادوه بعد أيام ربما لأنه تعامل مع مريضته بأنسانية .
مما تقدم ، ومما تأخر ، تقف خواطري ، على حدود الخط الأحمر ، خط ظل يتأرجح أمام عيون الناس ، اللبوس في الرؤية صار مشكلة الذاكرة العراقية ، ذهب ظيم ، وجاء غيم ، لاندري ، مالذي تريده الخاتون ، في أشارة أصبعها لحاجب زوجها الوالي ، :سلة برتقال ، أم تصليح فردة النعال ، أم في الليل تعال!
الجواب لديهم .والسؤال يظل مذ تكالبت الخيل حول الحسين ع :هو الوعد بالمجئ ، فكان الجائزة ، سبي بيتي ، وقتل أهلي ، وحرق خيامي .
لاتقولوا : أن واعياً ، للمشهد ، سيرتدي القميص { الفان هاوزن } ويتحدث عن سيناريو صناعة جنة دلمون جديدة ، وأن الموز الصومالي والذهاب الى مكة يصيران بعدة قروش .
الصينيون يقولون { القروش دون أبتسامه ، تصير حصى }..
ياآلهي قدر العراق أن يكون وطناً لأفتراضات الأخرين ، الفاضائيات تعبث ، والسكارى يعبثون ، الصراصر تعبث ، والنفايات تعبث ، والبقايا الباقية من فدائي { صدام } يعبثون .
وأنت أيها المهيمن على سحر المفردة ، النائم تحت عباءة أبراهيم ، النازف من شهوة فخذيك عسل الفقر ، الصاعد ، النازل ، الشاهد ، والشهيد ، العراقي البسيط : ترى أي قدر ينتظرك !
{ المارينز لايهجمون إلا والمربيات في عدتهم العسكرية
مشاة الفرقة صفر ..دافعوا عن المدينة وفي عدتهم مواعيد التجانيد
المارينز موتهم يقاس بآلاف الأميال
موتنا يقاس في الأشبار ..
ربما لأنهم يموتون في المنفى
ونحن نموت في بلادنا ؟}
دخل المارينز المدينة .كافافيس في أنتظار البرابرة يقول : أنهم كانوا بعضاً من الحل .
من يكمل لهذا الشعب مسيرته الى دلمون ، مادام جلجامش قد خدعته الأفعى ، وخليفة بغداد شوهد للمرة الأخيرة في الأعظيمة ، وأختفى مثل الزبدة ، أنزلق في القبو ، وعاد يطبق مقولة غوار الطوشي القائلة { أفتح الراديو على البي بي سي ، كي نعرف أخبار بلدنا } كان طعامه { نستلة الباونتي } .
الموظفون في العراق ، وأخصمنهم المعلمون ، صاروا يأكلون الباونتي ، مثلما في السبعينيات والستينيات .بفضل { دينار بريمر }
لاجديد في المشهد منذ عام ، كل الذين يتحدثون ، وكأنهم يكتبون الأنشاء في أمتحان البكلوريا ، تذكروا ذلك الأنشاء الأزلي الذي لايكف المدرسون عن طلبه منا كل عام { البقرة سوداء ، لكن حليبها أبيض }
المتشائمون ، يقولون :أنقلب الأمر ، البقرة البيضاء حليبها أسود .
أنا أحب بابلو نيرودا ، وهو يقول: بسبب تفائل الفراشة يصير الربيع نصف العام .
أنا متفائل ، متفائل لأني أبحث في روح القصيدة عن ذات سومرية التي لازالت تهجر نفسها ، أقول لها :كفاك ، كنتاكي .! او أنتظري ؟ أخاف عليك ، لازال المشهد يرتدي ثياب يولسيس ، أيثاكا تنتظر ، دعوها تنتظر ، لانريد أن نفقدكم بسيارة مفخخة !
وهكذا يحل الأمريكان ، بوجوه حمر تنقط دماً ، وبدلات صحراوية ، أختفت المقاومة ، المليشيات ذهبت الى بيوتها ، دوريات راجلة ، أنهم يبتسمون ، قال أحدهم :مدينتكم أجمل من كابل ، وأنتم لاتشبهون الطلبان ، لم نرى لحية { بن لادن } ، ليس هناك بيوت طين ، ولانساء ببرقع ، الأطفال يلتقطون معنا الصور التذكارية ، نرجو أن يدوم هذا ؟
قلت للمترجم : ربما هذا ربيع عسل ؟ وبعدها يأتي التصحر .
قال المترجم :لن أنقل كلامك له ، لأنني لاأريد أن أعكر مزاج منتصر.
أزعجتني تلك المفردة { فاكتوري } ، كانوا يكرروها وهم يتجولون في شوارع الناصرية .
في عشرينيات القرن الماضي بالضبط ، تجول في الشارع ولنصف ساعة مكتشف مدينة { أور الأثرية } ليوناردو وولي ، كان بصحبته الأثاري { ماكس مالوان } زوج الروائية الشهيرة { أجاثا كريستي } .كتب وولي عن هذه النزحة القصيرة :أن المدينة تفتح ذراعيها الى الشاطئ كما يفتح الصباح ذراعيه الى الشمس .
لاأدري أن كان الكابتن الأمريكي الذي لم يجد طلبان في شوارع الناصرية ، قد عبر مثل هذا التعبير .المشكلة : أن الوعي بتحمل البسطال الكاثوليكي ، صار فهماً قائماً على أساس أن الحدث التأريخي مصنوع بقدرة لاتبرر بمجرد شعورك أنك محتل ، هذا أمر علينا أن نتجاوزه ، فالأمريكان هنا ، وأشارة النصر ، بأصبعيها المنفرجان كالرقم { 7 } لن تعني الكبار ، الأطفال وحدهم كانوا يلوحون بها للجنود ، فلن يجرأ عراقي بالغ أن يرسم هذه الشارة في وجه محتل ، حتى لو كان هذا الأحتلال ضرورة ، الأطفال وحدهم فعلوها ، لأنهم ببراءة الجوع تصوروا أن القادم هو ميكي ماوس المصنوع في حدائق ديزني لاند .
بالنسبة لي ثمة حساباً آخر .سمعت من صديق ، أن صديقاً طيباً من أبناء الناصرية يريد أن يذهب بغيرته الجنوبية الى الأمريكان في مقرهم { الأمريكان عندما دخلوا المدينة على بركة الله والبابا ، أتخذوا من متحف مدينة الناصرية مقراً ، المتحف أهداه الثري الأرمني { كولمبكيان } وكان يسمى مستر 5% ، لأنه يملك هذه النسبة في نفط العراق ، أهداه الى المدينة أعترافا منه بقيمتها الحضارية ، وهو ايضاً من بنى ملعب بغداد الدولي { الوحيد } .
هذا الصديق الطيب ، الذي تشبه حميته حمية { هاني بن مسعود الشيباني } أراد يخبر المحرريين ، أن لي مقالاً لبستني فيه رؤى سومر ، وتنبأت فيه بوقيعة { منهاتن } قبل حدوثها ب { 5 أسابيع } ، .القصة بأختصار { في 20تموز 2001 .كان لي عمود أسبوعي في جريدة الناصرية ، عنوانه نقطة ضوء زرقاء ، كانت الجزيرة ، تظهر بن لادن ، فارساً من فرسان عروبتنا التي ضاعت بين سيكار { القائد الضرورة } ، وأحراجات قضية لوكربي ، وذلك التوافق العجيب في مدارات الواقع ، لسيد النيل { أخناتون } .ففي أحدى مقابلات بن لادن ، قرأت مافي عيون الرجل ، أمر طبيعي في سياق الوقع التأريخي للعلاقة بين بن لادن وامريكا ، ان امراً هائلاً سيحدث ، بقصد أو بدونه ، الأمريكان يفكرون : كيف يسيرون التأريخ وفق سيناريوهات المعاهد المختصة ، الأمر عندهم لايرتهن برئيس { ينبغي أن نفهم هذا } القادم سيكون أمريكاً ، شئنا ام أبينا ، ثمة خيار تأريخي لهذا الوجود ، ولابد من دمى تلعب في الساحة { صدام كان دمية ، ومعه رؤوساء لازالوا أحياء ، من أمريكا اللاتينية ، ومرورا بعشرة داونغ ستريت ، وحتى مدينتنا الدلوعة { دبي } . { يقال ان في غرف فنادق دبي يباع لحم حرائر الجمهوريات السوفيتية السابقة ، بالرطل ، الرطل بخمسين دولار لليلة واحدة }.
كان المقال بسيطاً وواضحاً ، قلت : أن الرجل يبدو من عينيه يخفي لأمريكا شيئاً { في سومر كانت الألواح تقول ، كي تعرف نية أحدهم ، أقرأ عينيه }
{ الجلوس في حضرة الروح أختبار يذل الجسد
لكن المتعة أن تكون مثل المؤمن بقراءة الكف
يريك صوراً واضحة
قصدية العيون ، الوادي ، الربيئة ، والنعش المصنوع من شجر البلوط ، وملاكي يوم الآخرة….
تلك الرؤى لاتحسبها شيئا من الذكرى ..
ربما هي موجودة حد هذه اللحظة..}
قلت : بن لادن سيفعلها في كذا ، وكذا ، وهو كما قرأت في شحوبه الصحراوي يريد أن يصل الى البيت الأبيض والبنتاغون ، وربما أنه يريد أن يمسك أمريكا من اليد التي توجعها { عدت هذه العبارة الأخيرة في وثيقة أتهام بمحكمة في منهاتن ، أنني كنت أقصد البرجين الفاجعة ..
{ ويتمان أني أعزيك بضحايا البرجيين
فالربما فراشة من تلك اللآئي كن ينمن في لحيتك الكثة ، كانت تطير هناك .
تحط علىنافذة من الطابق العاشر
حدسي انها كانت تتأمل تمثال الحرية الواقف على ساحل المحيط
الأرهاب ، الشعور بالمذلة ، توتر العلاقات الحميمية
يصنع غيضاً ، تكون الفراشات ضحيته ..
عذرا ويتمان
مقدر للفراشة ان تموت في نافذة ببرج منهاتن }
بعد خمسة أسابيع من هذا التوقع الذي صنعته ربما { سذاجة المقالات ، جنونها ، فنطازيتها}
وكنت قبل أن يزورني طيف هذا المقال أمتلك النية للكتابة عن أرتفاع أسعار المشمش ، وكنت أريد أن اقترح على وزارة التجارة ، أن تضع الرقي ضمن مواد البطاقة التموينية ، الرقي في الصيف ، والبرتقال في الشتاء ، فأنا اعرف معلماً ، { دخل الرقي وخرج ، ولم يذقه لأطفاله }
بعد خمسة أسابيع ، جاء { المنحوس سبتمبر } لينقل أنقاض البرجين وينثرها على كابل وبغداد ، وربما دمشق في الجولة القادمة من { الداربي } .
ماحدث بعد ذلك قصة طويلة ، مضحكة ، مبكية ، ولكنها في جانب كبير منها { مرعبة } .فقبل 9 نيسان ، لاأمان لأنسان أزاء امر يهدد أمن البلد ، أي أن الحاكم لايريد أن يحرج ، وباتلر حد هذه اللحظة يريد أن يفتش غرفة نومه . أقصد ، أنهم فعلوها مرة مع أصدقاء الأمس ، { الأمريكان } عندما تمت تصفية طيار ، لأنه دمر خطئاً ، وهو ذاهب لضرب جزيرة خرج الأيرانية ، دمر الفرقاطة أستارك في مياه الخليج ، ولكي لايصبح مصدر حرج ، أتته في باب بيته رصاصات مسدس من عيار قديم ربما يشبه عيار المسدس الذي قتل فيه { اولف بالما } .
تلك الأيام دونتها في مقال محفوظ لدي بعنوان { قصتي مع أسامة بن لادن }.من يريد أن يطلع عليه ، أبعثه له بكل ممنونية ، فالبلوى كما تقول أم سومرية : تأتي من شحة الفيتامين سي في الجسد .
الفقراء في سومر يصنعون من جوع طفولتهم رؤى المهد أيام كان الجوع كما يقول بيار جان جوف : الجوع قاس كما النساء العاريات.
وهكذا ، أتى الرعب من جديد شبحا ، يرتدي بدلة قتال وضعوا فيها حتى مكيف الهواء ، ولأني خضت فيما مضى حروب الجبل لثمان سنوات ، ولأن نصا ينسب الى سرجون الأكدي ، ونحن العراقيون ، بعد أن قال أحدهم : ربما السومريون جاءوا من كوكب آخر ، وكان الظن أنه المريخ .لذلك أنتمت عراقيتنا الى عروبتها ، وأكد هي بعض من عروبة نزحت من الجزيرة ، بعد أن أستوطن فيها الأيمان ، يوم بنى فيها أبن أور أبراهيم الخليل ع { بيت الله }
هذا النص يقول :والآلهة الرحيمة معك في غمد السيف أو رقة القلب ، فالرعب لن يأت أليك أبداً .
لهذا ألتجأت الى صديقي المترجم والأديب { أمير دوشي } وقلت خذني لهم لأروي الحكاية .فثمة من يريد ان يتصيد في الماء العكر .
في ظهيرة كئيبة ، مثل عيون مفلس ، مشت خطاي المرتعشة كعصفور بلله القطر ، لم أخبر زوجتي ، لم أخبر حتى نفسي ، فأنا ذاهب ربما الى تحقيق طويل . ربما الى معتقل ، ربما الى منهاتن ، مجهول :أن تذهب الى محتل وتقول له أنا بين يديك .
{ أيضا ماجرى قصة } ولكن ثمرتها أنني في النهاية لم ألقى سوى المودة من الذي حقق معي ولربع ساعة فقط .كان الأمر في نظر الأمريكان حدس صحفي يمكن أن يؤخذ كمنبه أنذار لنية بن لادن ، اليوم الشهادات داخل الكونغرس عن الذي حدث ماقبل سيتمبر تشتغل على ذات الرؤى التي التي تحدث بها كابتن { وايكر } وهو رئيس القضاة في الجيش الموجود في الناصرية والذي تحدث معي بهذا الشأن ، وقد حملني شكر أمريكيا رقيقا لأنني اتيت وحسمت الأمر ، بالمقابل ، أهديته ناياً ، متذكراً : عشتار وهي تخضع لغواية الرعاة فتخلع كل شيئ، ومع الناي لوحة زيتية لأهوار الناصرية .الى هنا انتهى الأمر .عدت الى بيتي .
لأأدري مالذي يجري في هذا العالم ، بعض الأوطان لبست جملة رامبو تلك التي تقول :من رقة الحس ضيعت أيامي .
العراق ضاعت أيامه من خشونة الحس الذي صنعته له مثاليات الكراسات الحزبية التي دونها الشباب القومي ، والأمميون لم يكونوا مجابهين ، لقد أكلوا الطعم ، أنا سمعت أحدهم وهو يبرر دعوة النائب لرعاية الذكرى الأربعين لمولد الحلم النقي { لفهد } انه دخل على النائب ووجده يقرأ المختارات للينين .صفق الجميع متوهمين : يالله .أذن النائب معنا ؟ وحدث الذي حدث بعد ذلك .
خلاصة القول ، أن ماتلي هنا هو حلم أزرق ، لواقع لازال يغرق في اللبوس التأريخي لواقع الأمة ، والعجيب ان كل الرموز يصنعها الخارج ، اما الداخل فيصنع الدمعة ، وهي اليوم وحدها من تقاوم السيارات المفخخة ، وهذا النهب العجيب لتراث البلد وتأريخه ، حتى الأتقياء والأنقياء الذين أرتضوا المهجر وطناً لاحول لهم ولاقوة ، القدر وحده من سيرسي السفينة، ورغم هذا على القدر ان يرتهن بأرادة الشعب ، وأبن لادن ، وصدام ، ورامسفيلد الذي اكتشفت بالصدفة أنه شاعر ، هؤلاء هم صنيعة الظل الذي نراه ، وكما يقول سقراط .: نحن لسنا ضحايا الفلسفة ، أو عنف القياصرة ، أو مزاجيات أعضاء مجلس الشيوخ ، نحن ضحايا ثرثرة زوجاتنا .
{ بعضهم سيتحسر ..
عندما يكتشفوا أن مبررات الحروب كثيرة
أكثرها عنفاً كان بسبب خطأ مطبعي ..
أمي فسرت الحرب :
ولدي انها قشرة موز يتزحلق تحتها الشاعر ! }
ــــــــــــــــــــــــ

أور السومرية في 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ترك لنا زمن السنيور برايم…………ر…؟
- ذاكرة المكان .. بين المشهد والشاهد تمثال لينين أنموذجاً
- أتحاد الشعب وأتحاد القلب
- ماركس أيها الطيب ..مالذي يحدث بالضبط


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - نبؤة المقال وأيام الحرب على العراق