أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تيسير عبدالجبار الآلوسي - المنطقة ومحاولات إشعال القلاقل والفتن؟ جريمة اغتيال الحريري شرارة لها!















المزيد.....

المنطقة ومحاولات إشعال القلاقل والفتن؟ جريمة اغتيال الحريري شرارة لها!


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 11:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الشرق الأوسط يدخل مرحلة من المتغيرات الكبيرة بُعيد سقوط أعتى دكتاتورية وأخطرها تهديدا في المنطقة بخاصة وقد كانت سببا في إشعال أكثر الحروب كارثية بعد الحرب الكونية الثانية. وعليه فإنَّ الصراعات في اللحظة الراهنة هي على أشدّها وفي مقترب خطوط التحولات الكبيرة المنتظرة. ومن هنا كان الترابط بين دول المنطقة ومراكز التأثير والقرار الدوليين مباشرا ومتينا، الأمر الذي يعني فيما يعنيه قوة الأفعال وردودها في الميادين الشرق أوسطية...
فهذه هي الصورة في عراق ما بعد سقوط الطاغية حيث القوى المندحرة ترقص رقصة المذبوح المنتهي، وهذه هي القوى المتشددة المتطرفة تحاول الضرب في مختلف دول المنطقة كالسعودية والكويت وتحاول جهدها العبث بمقدرات أهالي المدن الآمنة.. وصبيحة اليوم تندفع تلك القوى صاحبة المصلحة في إشعال الشرق الأوسط ومنع أية متغيرات سلمية ديموقراطية فيه لتقوم بعملية إرهابية إجرامية تمثلت في اغتيال السيد رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق؟!!!
وهي تدرك أنّها بهذه الفعلة الشنعاء تضرب حيث الجرح ما زال لم يندمل بعد في البلد الذي خاض حربا أهلية أهلكت في أتونها الزرع والضرع وقضت على عشرات ألوف اللبنانيين وعوّقت وأصابت مئات الألوف، فضلا عن مديات الانقسام والتشرذم التي وضعت فيها البلاد.. وهي تدرك أيضا أنّها بفعلتها تلك تطلق رصاصة إنْ أصابت فإنّها تصيب في مقتل السلام الذي دفع من أجله هذا الشعب كثيرا من أبنائه وبناته قرابين من أجل إزالة غمة الموت الأسود الذي خيّم طويلا...
كما إنّ زعزعة استقرار لبنان له أثره الكبير في الضغط على سوريا من جهة وعلى الامتداد بعيدا في بلدان الجوار المعنية بالقضية اللبنانية، بخاصة والشخصية التي تمّ تصفيتها هي واحدة من أبرز الرموز التي صاغت الحلول المقصودة لما بعد الحرب التصفوية الأهلية.. ومن ثمّ فإنّ أبرز هدف للعملية الإجرامية يكمن عبر تفسير حجمها في استهداف هزّ الاستقرار وتمزيق الوحدة الهشة، وفي محاولة إثارة الرعب في القوى النبيلة التي تتصدى للحلول الوطنية في المرحلة الراهنة بل حتى بث الرعب في أوساط القوى التي تتجه اليوم لبناء شرق أوسط خال من الهزات والمشكلات الخطيرة التي نالت من شعوبه كثيرا..
طبعا مع التوكيد على مسائل من نمط تهديد القوى الوطنية التي بدأت للتو تنسيق جهودها والتعبئة من أجل صوت لبنان المستقل الحر بعيدا عن كل أشكال التدخلات الإقليمية والدولية وبعيدا عن وصاية الاتفاقات المؤقتة التي صيغت في ظروف توازنات ومصاعب هاوية الحرب الأهلية وآليات لوي الأذرع التي كانت يومها دافعا لعدد من الصياغات المرنة قابلة التفاسير المتعددة المتقلبة..
وإذا كانت الأمم المتحدة قد أعلنت صوتها في ظرف دقيق من تاريخ المنطقة ومن تحولات التوازنات في الداخل اللبناني فإنّ ذلك قد يكون مما ألهب فتيل السباق المحموم من أجل الاصطفافات الجديدة وهي اصطفافات بعضها يتطلب تحولات عميقة قبل أن يندرج في السياق اللبناني السياسي السلمي بالإشارة إلى قوى مدعومة من دول إقليمية وليس لها أبعد من الوجود المسلح ومن الدعم الإعلامي المهول من مصادر وجود تلك الميليشيات والقوى...
وهكذا سيكون التصدي للمشكلات والمجابهات القائمة اليوم مستندا إلى قراءة لبنانية حقة فهي القراءة الوحيدة التي يمكنها أن تشخص الحقائق وأن تعطيها ما تستحقه من اهتمام ومن معالجات جدية مناسبة. ومن ذلك التصدي لمحاولات القلقلة وتخريب الاستقرار والشروع باصطدامات خطيرة مجددا.. وهو الأمر الذي ينبغي للبنانيين التعاطي معه بروح من الحكمة تميزوا بها في معالجة أوجاع الحرب ومآسيها منذ برهة من زمن توقف الأهلية مقصلة شعب الديموقراطية والتحرر..
إنّ ما يجابه الحكومة اللبنانية هو في مزيد من الدقة والسرعة في معالجة قضية متابعة المجرمين الجناة وفي الكشف عن هوياتهم.. فيما على الإعلام اللبناني والصديق أن يتعاطى مع الجريمة من منطلق التوكيد على المستهدف وهو الشعب اللبناني ووحدته وإعلان حركته في الفعل الديموقراطي السياسي السلمي.. بينما الطرف الةحيد الذي يمكنه تفويت فرصة التهديد الحقيقي هو الشعب اللبناني وحركاته الوطنية والديموقراطية ..
بالتحديد كل قوى الشعب الحية التي لم تنشأ عن تفريخ أومفاقس البيض الأجنبية والذاكرة اللبنانية الحية المتمتعة بالروح الوطني ستعاود قراءة مصادر وجود هذه القوة الكبيرة أو تلك وستعاود قراءة حقائق الأمور ومجرياتها لا كما تمّ تصويرها ورسمها في مطابخ تلك القوى المصنّعة بل كما يريد الشعب اللبناني وستستطيع الحركات الشعبية تمييز تلك الحقائق وفرزها في اللحظة العصيبة الراهنة بالاستناد إلى دعم قوى التحرر والمساندة الدولية النزيهة التي يختارها شعب لبنان وليست التي يختارونها له في العواصم الأخرى..
إنّ استشهاد زعيم لبناني من طراز الحريري ينبغي أن يسجل ردة فعل بحجمها باتجاه مزيد من الوحدة الوطنية بلقاء وطني شامل يجمع القوى اللبنانية ويضعها على طريق تقرير مستقبله وتحديد كيفيات التعاطي مع القرارات الدولية من جهة ومع الوضع الداخلي وآليات المجابهة وشروط التعايش وطنيا على أساس سلمي ديموقراطي لا أثر فيه لأنفاس الطائفية والتوزعات التمزيقية التي تعبث بكرامة لبنان وسيادته وتستهتر بخصوصياته التاريخية..
إنّ نزعات البيع والشراء ببلاش بلبنان وأهله يجب أنْ تلفظ أنفاسها اليوم وتتحطم على صخرة الوحدة الوطنية من جهة وقوى اللحمة الديموقراطية ومنع الاختراقات التي عاثت طويلا بمقدرات اللبنانيين.. وليختر أهل لبنان شياطين الأرض والسماء فهذا حقهم أولا وآخرا وليمتنع أي طرف عن التدخل ومدّ أصابع المصالح من ايّ نمط غير مصلحة أهل لبنان وحدهم ولا غير..
ليخرج اللبنانيون عن بكرة أبيهم ليخرجوا معلنين أن شهيدهم الرمز لن يكون وسيلة تمزيقهم وتحاربهم بل يسيرون خلف إرث نشاطه وجهوده من أجل لبنان في طريق واحدة تنهي مآسي الأمس وتبدأ مسيرة الحل الأخير الحل الذي يعيد للبنان كرامته وسيادته ومنعته وتقدمه في طريق السلم والبناء.. ألا ترون ماذا يعني تهديد الأمن والسلم من مخاطر يعرفها أهل لبنان قبل غيرهم؟؟!



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الوطنية: الدلالة والمؤمّل في الخطوة التالية؟
- سؤال لماذا نختار اتحاد الشعب؟ وأسئلة صريحة أخرى..
- ما مسؤولياتنا في اللحظة الراهنة من مسار الانتخابات؟
- الذين نختارهم لكتابة الدستور الدائم ولإدارة الدولة في المرحل ...
- بلاغ عن الاجتماعات الموسّعة للهيأة المؤسّسة لـِ-الملتقى العر ...
- الانتخابات العراقية بقائمة موحدة هي وسيلة تأمين عراق الغد
- فقدان احترام العلم والعلماء وفقدان الاتزان الاجتماعي
- التصدي للإرهاب وتوفير الأمن بتضافر الجهود الوطنية الشعبية وا ...
- من واجبات الناخب وحقوقه في مرحلة الحملة الانتخابية والتصويت؟
- السيد الكريم علي آل شفاف..رسالة سلام وتسامح في ضوء دعوتكم لي ...
- المسيحي العراقي بين البحث عن أمان المكان والمكانة وتفعيل مشا ...
- الأيزيديون: المكان والمكانة في العراق الجديد؟
- اللعب على حبال القرار واللعب بالنار فديراليات عراقية على أسا ...
- شيعة العراق: رفض للطائفية والتدخلات الأجنبية وتمسّك دائم بال ...
- مواقع الإنترنت الدور المسؤول المؤمَّل فيها، الحوار المتمدن ن ...
- أحزاب للسنّة أو الشيعة أم قوى طائفية تتطفل على جمهورها؟
- هواجس المواطن والانتخابات الوطنية العامة
- الانتخابات العراقية موعدها، أهمية إجراؤها ، نتائجها المرتجاة ...
- تجارب عراقية رائدة لضبط الأمن والاستقرار مدينة الناصرية نموذ ...
- أجواء السلام والتسامح والحوار الموضوعي الهادئ


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تيسير عبدالجبار الآلوسي - المنطقة ومحاولات إشعال القلاقل والفتن؟ جريمة اغتيال الحريري شرارة لها!