أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - دولة مصر ودولة الإخوان














المزيد.....

دولة مصر ودولة الإخوان


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ فترة ليست بالقليلة كان هذا العنوان يجيب على جانب من أفكارى تجاه ما يحدث فى مصر وردود الأفعال السلبية عليها، وكنت أقول لنفسى: هل أنا الوحيد الذى يرى ذلك أم أن شعب مصر يرى ذلك لكنهم يتجاهلون ذلك الواقع الغريب؟
عندما قرأت التعليقات على جنازة اللواء عمر سليمان والأعداد الغفيرة من الشعب التى خرجت لوداعه والهتافات التى كانت ترتفع ضد مرشد الأخوان المسلمين، خرج مرة أخرى ذلك العنوان للعلن أى دولة الإخوان ودولة مصر، إذن المواطن المصرى على وعى بما يدور حوله لكن تأثير العاطفة الدينية كبير تجعله يقع ساجداً أمامها، ويستوى فى ذلك المواطن الأمى أو البسيط أو المثقف أو السياسى المحنك، وليس خافياً أيضاً زيارات المسئولين السياسيين سواء عرب أو أجانب لدولة الإخوان أو كعبة الإخوان بالمقطم أولاً ثم زيارة الرئيس مرسى فى مكتبه، كل هذه الأمور لا يمكن أعتبارها مصادفات يمكن تجاهلها بل هى أحداث يومية تقع ويشاهدها كل مصرى.

إذن مما لا شك فيه ولا يختلف عليه أثنان أنه على الصعيد السياسى والدينى يحكم مصر الآن دولة الإخوان، أى أن هناك دولة جديدة سيطرت على الثورة المصرية وقبضت بأيديها على كل شرايين الحياة فى مصر وهى دولة جماعة الإخوان المسلمين التى تصدر منها كل ما يتصل بشئون المواطن المصرى اليومية، والإعلام المصرى ينتظر ما يصدر عن المتحدث الرسمى لمرشد الجماعة والذى بدوره يكون هو نفس ما يصدر عن الرئيس المنتخب " دكتاتورياً"، وقد أوضحت سابقاً فى بعض مقالاتى كيف تحولت الديموقراطية إلى دكتاتورية بتكفير المرشحين ووصفهم بأنهم ضد الله وضد الإسلام.
قبل أن يقول الرئيس رأيه أو قراره نجد أن دولة الإخوان تبحث مسبقاً فى تلك الآراء والقرارات، وما من حدث يحدث على الصعيد السياسى فى مصر إلا وتظهر جماعة الإخوان تتصدى له بالبحث والدراسة لإصدار قراراتها التى ينفذها رئيس دولة الإخوان محمد مرسى وليس رئيس مصر، لأن الواجب على رئيس مصر يكون إهتمامه بشئون المصريين ومشاكلهم الحقيقية ، وليس كما يتم إظهاره إعلامياً بالرئيس المتدين التى تتصدر صوره فى المساجد للصلاة مع هذا أو ذاك صباحاً وظهراً ومساء وفى التراويح ونفس الكلام ينطبق على رئيس الوزراء المقبل وصوره فى مختلف الصحف اليومية وهو يؤدى الصلاة، وكأن أوقات المسئولين السياسيين الجدد مخصصة للصلاة والعبادة وإظهارهم بأعتبارهم المؤمنين الوحيدين بين شعب مصر وأن هذا الشعب لم يعرف من قبل الصلاة!!

يبدو حقيقة أن دولة مصر تحولت إلى دولة الإخوان ومرجعية الرئيس مرسى الحقيقية هى فى جماعة دولة الإخوان ومرشدها وهيئتها الإستشارية العالمية، وإلا ما معنى كل تلك المظاهر الإعلامية لصلوات الرئيس على صفحات الجرائد يومياً؟ هل نحن فى دولة مصدر المدنية أم فى دولة الإخوان الدينية؟
هل مصر الحضارية تحولت فى غمضة عين إلى مصر الدينية؟ وهل حقاً كما يقول أحد النواب البرلمانيين السابقين والواقع يصدق على ما يقول بأن القصر الجمهورى المصرى للرئاسة أنتقل إلى مقر جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بالمقطم؟
هل أنقسمت مصر حالياً بفضل دعم وتأثير العرب الخليجيين وأمريكا إلى دولة الإخوان ودولة مصر؟

معنى ذلك دولة داخل دولة، دولة دينية برئاسة المرشد تتحكم فى دولة كبرى أسمها أصبح نكرة وهو مصر، للأسف هذا هو الواقع الحقيقى للنظام السياسى الذى يمتدحه الليبراليين والثوريين والأمريكيين وكل من يريد أن يمتطى حمار الحكم والسلطان لأن الجميع أكتشف أن الهوية المصرية تنازلوا عنها فى سلسلة من الأستفتاءات والأنتخابات لصالح لعبة الدين الديموقراطية التكفيرية وينافس الجميع من أجل تغيير معالم هوية الدولة الحضارية المصرية لصالح الهوية الدينية الغيبية.
ويمضى الزمان ويتناسى الشعب المصرى إهاناته التى صدرت من مرشد دولة الإخوان المحظورة عندما قال طظ فى مصر وشعب مصر، وهاهو يشهد تطبيقها على أرض الواقع الجديد ليحكم الإخوان شعب مصر بعقلية شيخ القبيلة الذى يخصص كل وقته ليفصل فى مشاكل المواطنين ويقدم فتاويه بعد أن يجتمع بهم بعد الصلاة، وتتسابق وسائل الإعلام لتتابعه فى كل مسجد يذهب إليه لتزين نشرات الأخبار والمقالات صورة الرئيس مرسى ليس فى أماكن العمل الذى قيل أن العمل عبادة ، لكن صوره أثناء تأديته للصلاة على مدار الأربعة والعشرين ساعة من اليوم.

هل هذه صورة مصر التى كان يتمناها كل مصرى بعد ثورة يناير أم أن الدين هو الدكتاتورية الوحيدة القادرة على نسف الديموقراطية وترسيخ دولة الإخوان رغم أنف الجميع؟؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية
- تحية واجبة إلى شعب مصر
- نوال السعداوى وجائزة العقل
- المواطنة والثورة الجريحة
- العمال والجهل بالثورات
- جمعة تخريب المصير
- إهانة العقل فريضة
- كل ثورة وأنت طيب
- حقائق مؤلمة يا أهل العراق
- من الذى فشل فى إدارة مصر
- سوريا وحاجز الصمت
- شريعة الوجود الديناصورى
- المرأة ضحية العقلية البدوية
- المرأة والثورات العربية فى المجتمع الذكورى
- العامرية وغياب القانون
- خواطر فى ذكرى 25 يناير
- سنة أولى ديموقراطية
- مصر الجديدة بنت القديمة
- الإجرام الرسمى فى حق المرأة
- عيد ميلاد الحوار المتمدن


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - دولة مصر ودولة الإخوان