أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - هل كان بالإمكان تفادي وصول الحكم في دول الربيع العربي إلى مرحلته الديكتاتورية؟ - الجزء الأول














المزيد.....

هل كان بالإمكان تفادي وصول الحكم في دول الربيع العربي إلى مرحلته الديكتاتورية؟ - الجزء الأول


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 23:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال تبادر إلى ذهني اليوم وأنا أطالع مقالا جديدا بعنوان "الثقافة في تونس بين عهدين" على "الحوار المتمدن" حبره "عزالدين عناية" (الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=317560) يمكن تلخيصها في سؤال واحد يجمع كل أطراف المسألة: هل كان بالإمكان تفادي وصول الحكم في دول الربيع العربي إلى مرحلته الديكتاتورية؟ وسبب طرحي لهذا السؤال يكمن في ما قرأته في ذلك المقال من تشويه فاق الحد للنظام السابق في تونس وسياسته والإفتراءات التي صاحبته في محاولة لتدعيم الأكاذيب.
أول ملاحظة يمكن أن تساق تخص العنوان في حد ذاته: الثقافة في تونس بين عهدين. فالعنوان يتحدث عن الثقافة وتورطها في فساد النظام وكأن المثقفين لديهم عصي سحرية يغيرون بها الواقع كما يريدون... صحيح أن للمثقف (في الدول المتقدمة خاصة) دور كبير في تنوير العقول وتغيير العقليات، لكن ما قيمة وسلطة المثقف في وجه السلطة السياسية، خاصة في دول العالم العربي والإسلامي حيث يمثل الحاكم "السلطة العظمى" التي لا سلطة فوقها؟ ما السلطة التي يمتلكها المثقف في وجه هياكل ومؤسسات الدولة (شرطة، قضاء، إلخ)؟ بل، هل للمثقف سلطة أصلا؟ مكانة المثقف مكانة أدبية لا غير، أي أن سلطته سلطة معنوية بالأساس وقبل وبعد كل شيء... وحتى هذه السلطة المعنوية لا معنى لها في العالم العربي والإسلامي نظرا لأن المثقف في المخيال الشعبي ينحصر في شخصية هلامية هامشية، فهو في أغلب الأحيان "كالنافخ في الريح" يهتم بأشياء غير ذات معنى، وبالتالي فلا نفع منه... والمثقف عندما تربطه بلفظ "الثقافة" يشير لدى الكثيرين إلى المطربين والممثلين والمسرحيين والفكاهيين ولا يتعدى إلا نادرا حدود هذه المجموعة. فالمثقف نوع من "المهرجين"، والثقافة "تهريج"... فالمنظور الشعبي لا يرى المثقف في غير هؤلاء. حتى عندما تحدد لشخص ما هوية هذا المثقف بألفاظ أكثر تخصيصا مثل "صحفي" أو "روائي" أو "شاعر" أو "ناقد"، فتصوره لن يعطيك أي دليل على أنه يتبوأ مكانة مهمة في المجتمع.
والأدهى أن الكاتب يتهم المثقف قائلا: "ما زلت على رأيي أن تورط الثقافة في حبال الدكتاتورية في تونس كان من نسج المثقف وصنعه"... فهل فساد النظام وإنحرافه من صنع المثقف؟ بالطبع لا. فالمثقف الذي يتحدث عنه "عز الدين عناية" كأنه كائن فوق-إنساني يمتلك قدرات خارقة ولكنه لا يستعملها، هذا المثقف ليس في الحقيقة سوى إنسان عادي. صحيح أن لهذا المثقف آراء وأفكار وصحيح أنه قادر على نقد السلطة والنظام، لكن لهذا المثقف أيضا ظروف إجتماعية تتحكم فيه ويمكن أن يصل تأثيرها إلى درجة جعله يغلق فمه ويمتنع عن الكلام. فهل هو مخطيء عندما يمتنع عن الكلام وعن التنديد بممارسات السلطة ويفكر في إعالة عائلته وتربية أولاده وفي حياته التي يمكن أن يفقدها من أجل كلمة قد لا يكون لها أي تأثير على مجريات الأمور...؟ أطرح هذا السؤال على الكاتب ولكن إجابته لا يمكن أن تكون إلا إحدى إثنتين: إما أن صمته شرعي ومفهوم وفي هذه الحالة يصبح إتهام الكاتب للمثقفين بأنهم أصل فساد الثقافة وسقوطها في حبال الديكتاتورية إتهاما باطلا مائة بالمائة... وإما أن صمته غير شرعي وكان من المفروض والواجب على المثقف أن ينطق ويتكلم مضحيا بنفسه وبمن يعيلهم، وفي هذه الحالة أسأل الكاتب: لماذا لم تتكلم أنت ولم تندد ولم تحاول تغيير الأمور؟ لماذا هربت إلى إيطاليا (وهنا أذكرك بقولك: "كنت شابا في مقتبل العمر حينها، تركت تونس ويممت وجهي شطر روما، عقب عشر عجاف مُنعت خلالها حق العمل وحق السفر، لكن قلبي كان على وطني".)؟ أليس هروبك خيانة أعظم من خيانة من بقوا في البلاد و"باعوا ضمائرهم" كما تدعي؟ أليس هروبك خيانة للمبدأ الذي تنكر على الآخرين عدم التقيد به؟ فإذا كانت إجابتك بـ"نعم" فأنت منهم وفسادهم لا يقل عن فسادك، أما إذا كانت إجابتك بـ"لا" فحكمك من قبيل الكيل بمكيالين لا يستوي ولا يجوز، وهو بالتالي حكم منافق يتمطط بتغير المتهم...
إنها نفس الإشكالية التي ما فتئ يطرحها كل من هب ودب في تونس بعد الثورة. الكل يخوّن الكل. النهضويون الذين كانوا في السجن يخونون الذين لم يسجنوا. والذين كانوا هاربين في الخارج يخوّنون من لم يهربوا ويتهمونهم بالتواطؤ. (هناك معلومة ترددت كثيرا عن الشيخ راشد الغنوشي وحكاية إقامته في بريطانيا بينما أصحابه من حركة النهضة يعيشون في السجون: يقال أنه أبرم صفقة مع زين العابدين بن علي مبنية على بندين: الأول، أن يعطي قائمة إسمية عن أعضاء الحركة إلى السلطات، والثاني، أن تساعده السلطات التونسية على الإقامة خارج البلاد وتوفر له مرتبا شهريا يصله إلى محل سكناه. قد يعتبر بعضهم أن هذا السيناريو غير واقعي ولكنه غير مستبعد نظرا للأخلاق العامة للإخوان المسلمين. ألم يفلت القرضاوي من الموت بمقتضى مقايضة مع السلطة، في حين وقع إعدام سيّد قطب؟) فمن الفاسد ومن المتواطيء؟ ومن الصالح ومن الطالح؟ ومن الذي ساهم في إقامة الديكتاتورية ومن الذي عانى منها؟
أطرح عليكم هذه الأسئلة في إنتظار الجزء الثاني من المقال...

--------------------
لقراءة المزيد من المقالات، يرجى زيارة المدونة: http://chez-malek-baroudi.blogspot.com




#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف؟ كيف كانت بداية الإنهيار؟
- الواقع في تونس بعد الثورة: جري نحو الهاوية بمباركة حزب النكب ...
- نظرة على أخلاق رسول المسلمين وإدعاءاتهم بأنه خير الخلق
- نظرية التطور والإرتقاء: بعض الامثلة على حقيقة التطور في المس ...
- عودة إلى زعم المسلمين أن نظرية التطور الداروينية سقطت
- نظرة في تخاريف ومزاعم المسلمين: هل الشورى هي الديمقراطية؟
- رسالة إلى عبد الحكيم عثمان حول تهافت مقاله - ساعدوني حتى اصب ...
- تخاريف شيوخ الإسلام: داعية كويتي يقترح استبدال اسم أم كلثوم ...
- خواطر وأفكار حول سيطرة عقدة المؤامرة على نفسية المسلمين
- افكار على هامش مقال بصحيفة الوطن الكويتية عنوانه - فحص العذر ...
- حديث على هامش خبر اكتشاف جسيم يعتقد أنه النواة الأساسية للكو ...
- فتاوى آخر الزمان: لهذا سيبقى المسلمون متخلفين إلى أن ينقرضوا
- الدليل على أن العرب المسلمين هم أكثر الشعوب إختراعا وأخصبهم ...
- سياسة الكيل بمكيالين في موقع -مقالاتي-
- أصول فكرة الدين وتطورها عبر التاريخ - الجزء الثاني
- أصول فكرة الدين وتطورها عبر التاريخ - الجزء الأول
- رد على مقال عبد الحكيم عثمان: إثبات ان النصوص القرآنيه ليس ل ...
- نعم، الإسلام هو سبب كل مآسي الشعوب الإسلامية
- ردا على مقال -إستفزاز- لآمال قرامي
- ردا على مقال: لماذا يكره العقلاء والأحرار الإسلام؟


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - هل كان بالإمكان تفادي وصول الحكم في دول الربيع العربي إلى مرحلته الديكتاتورية؟ - الجزء الأول