أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد السلام أديب - القطار الفائق السرعة














المزيد.....

القطار الفائق السرعة


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 09:37
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في اطار ملف الصحيفة الأسبوعية "الأيام" حول 13 سنة على العهد الجديد، أجرى الصحفي يوسف بجاجا حوارا مع عبد السلام أديب حول مشروع القطار فائق السرعة والذي ستعمل شركة ألستوم الفرنسية على بنائه في المغرب في شطر أول ما بين مدينة طنجة ومدينة القنيطرة بغلاف مالي قد يصل الى 33 مليار درهم، وفيما يلي نص الحوار:

* ما الذي تفترضون أن تقوم به الدولة والحكومة الحالية في موضوع القطار الفائق السرعة بعدما أصبح أمرا واقعيا؟

** عندما يتعلق الأمر بخدمة رأس المال محليا ودوليا فإن الحكومات المغربية مهما تعاقبت واختلفت تلاوينها السياسية إلا وتبدل أقصى جهدها لإرضاء البرجوازية المهيمنة، أما حينما يتعلق الأمر بالاعتمادات الاجتماعية المرتبطة بالشروط المادية لمعيشة أسر وعائلات الطبقة العاملة، فإن هذه الحكومات تبدل أيضا أقصى جهدها لافتعال اسباب الانتقاص من هذه الاعتمادات. انطلاق من هنا أعتقد أن الحكومة ستمضي قدما في انجاز مشروع القطار فائق السرعة لأنه يخدم مصلحة الرأسمال الفرنسي الذي يوجد حاليا في ازمة عويصة، منتظرة من الفرنسيين بعض العائدات السياسية والاقتصادية كدعم موقف المغرب في قضية الصحراء ودعم علاقات التعاون الاقتصادي بين المغرب والاتحاد الأوروبي.

جري الحكومة وراء التيجيفي لا يعادله سوى حجم الهجوم الذي تمارسه على شروط عيش أسر الكادحات والكادحين نيابة عن رأس المال، خصوصا من خلال تنصلها دون تشغيل حملة الشهادات العليا التي وقعت الحكومة محضرا بذلك السنة السابقة، ورفع معدل التضخم بالزيادة في أسعار المحروقات الذي خفض بشكل كارثي القوة الشرائية لذوي الدخل المحدود، اضافة الى الاجراءات المحتملة كالغاء صندوق المقاصة واقتطاع 2 في المائة من أجور الموظفات والموظفين واحتمال تمديد ساعات العمل في قطاع الوظيفة العمومية عبر فرض العمل على الجميع في صبحيات أيام السبت. فهناك معلومات تسربت تتحدث عن اعداد وزارة الداخلية لقرار تشغيل الموظفين ايام السبت...

ان هذه المقارنة تؤكد على الطبيعة اليمينية المتطرفة للحكومة والتي لا هم لها سوى خدمة رأس المال على حساب العمل حتى وإن كان ذلك متناقضا مع برامجها خلال الحملة الانتخابية والتي حاولت ان تخدع بها الناخبين، الذين لم يروا فيها سوى لحيهم وحديثهم عن الدين والاسلام، أما الآن فالتيجيفي بخر كافة تلك الأوهام.



* هل ما تزالون تعتبرون أن المشروع لن يحقق ربحية، علما أن تصريحات رسمية للمسؤولين في المكتب الوطني للسككك الحديدية يعتبرون العكس؟ وكيف تستدلون على ذلك؟

** بطبيعة الحال أن المشروع سيحقق للرأس المال الأجنبي أرباحا خيالية، وستشاركهم في هذه الأرباح فصائل من الباطرونا المحلية وهي أرباح لا ترتبط بالضرورة بتشغيل القطار فائق السرعة، بل فقط بحجم الأموال المخصصة للاستثمار وبعائدات أسهم الشركات التي تعمل على بناء المشروع، لكن السؤال الذي يطرح هو ما هي الجدوى الاقتصادية للمشروع؟ وهل هو متداخل عضويا مع النسيج الاقتصادي المغربي أم يشكل نشازا وسط هذا النسيج؟ وهل ستستفيد منه المقاولات واليد العاملة المغربية أم لا؟ ثم ما هي الأولويات الأخرى التي تم استبعادها بسبب اعتماد هذا المشروع المكلف ماليا واقتصاديا واجتماعيا؟ ثم بالنظر إلى ارتفاع سعر تذكرة القطار فائق السرعة المرتفعة، كم عدد المغاربة الذين سيستعملون هذا القطار المكلف فيما بين طنجة والقنيطرة؟

يطرح المشروع إذن عددا من الإشكاليات التي تتجاهلها الحكومة ولا تستطيع الاجابة عنها وهو مشروع فرض على المغاربة فرضا لمعالجة الأزمة الاقتصادية للفرنسيين بينما سيساهم في تدمير بيئتنا الهشة أصلا والتي لا زالت تفتقد حتى لأبسط البنيات التحتية الاقتصادية والاجتماعية.

* وهل يعي ذلك أن المشروع سيكون فاشلا من الناحية المالية ولن تكون له مردودية اجتماعية؟ كيف ذلك؟

** كما أشرت أعلاه فإن المشروع سيحقق بنائه فقط أرباحا خيالية للشركات الفرنسية ولجزء من الباطرونا المغربية، لكن المشروع ليس له أية جدوى اقتصادية أو اجتماعية، ولن يحقق عائدات مهمة عند تشغيله. وجود المشروع كفكرة منذ سنة 2002 مجرد مراهنة وغزل سياسي بين الباطرونا المغربية والباطرونا الفرنسية، يخفف أحد أطرافه من أزمته الاقتصادية بينما يستفيد الطرف الآخر من بعض الدعم السياسي ومن الدعاية التي يطلقها التوفر على قطار فائق السرعة كعنوان للنجاح الاقتصادي. وهذا في الوقت الذي تعمقت فيه الأزمة الاقتصادية والسياسية ببلادنا وأصبح يتم تفريغها على حساب القوت اليومي للطبقة العاملة.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأداة السياسية للطبقة العاملة
- مستجدات الحراك النقابي والسياسي في المغرب
- الوحوش البيروقراطية النقابية تهيمن عبر قرارات لا ديمقراطية
- ضد ذبح الديمقراطية العمالية داخل الاتحاد المغربي للشغل
- نقاش سياسي على هامش مؤامرة البيروقراطية النقابية بالاتحاد ال ...
- الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها على الطبقة العاملة ودورها ...
- إشكالية العمل النقابي في المغرب !
- تطور موقف التوجه النقابي الديموقراطي بالمغرب
- لا مجال للتراجع عن محاربة المافيا النقابية والفساد والافساد ...
- دور البيروقراطية النقابية في تدجين الطبقة العاملة وتشديد است ...
- دردشة حول الطلب الداخلي وأزمة تمويل الاقتصاد المغربي
- محاولة انقلاب فاشلة داخل الاتحاد المغربي للشغل
- لا تحرر للمرأة من دون تحرر المجتمع من النظام البرجوازي الطبق ...
- النضال العالمي من أجل الديموقراطية والحرية
- تصريح الحكومة -الملتحية- لا يتضمن اجراءات لتجاوز أزمة صناديق ...
- الحكومة -الملتحية- أمام تحديات اقتصادية كبيرة لا قدرة لها عل ...
- تقرير عن حقوق الإنسان بالمغرب 2011: قمع، اعتقال، تعذيب و محا ...
- الشعب المغربي تحت الحصار
- لماذا سقط نظام بنعلي ولم يسقط النظام في المغرب؟
- الإدمان على الانترنت كالإدمان على المخدرات القوية!


المزيد.....




- وزيرة التجارة الأمريكية: غزو الصين لتايوان سيؤدي إلى كارثة ا ...
- -أعلى رقم وصلنا إليه-.. وزيرة تركية تكشف عن حجم التجارة مع ا ...
- البنتاغون يوقع عقدا لإنتاج أنظمة -هيمارس- بقيمة 861.3 مليون ...
- -بلومبيرغ-: المليارديرات الروس يعيدون أصولهم إلى روسيا
- يونايتد إيرلاينز تلغي رحلاتها إلى تل أبيب حتى 5 يونيو المقبل ...
- مع انقسام العالم لـ 3 كتل اقتصادية.. الثقة بالدولار تتراجع
- اجتماع للمجلس الاقتصادي الأوراسي بموسكو
- أسعار النفط عند قاع مارس 2024 وسط تركيز على توترات الشرق الأ ...
- الرئيس الكازاخستاني: الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يمكنه توفير ...
- الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد السلام أديب - القطار الفائق السرعة