أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - هل أمريكا بصدد إعادة ترتيب أوراقها بشمال إفريقيا عسكريا وأمنيا؟















المزيد.....

هل أمريكا بصدد إعادة ترتيب أوراقها بشمال إفريقيا عسكريا وأمنيا؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل أمريكا بصدد إعادة ترتيب أوراقها بشمال إفريقيا عسكريا وأمنيا؟

راجت في الأوساط المهتمة بالقضايا العسكرية والدراسات الاستراتيجية إخبار مفادها أن البانتاغون سحبت بعض آلياتها من المغرب دون توضيح أسباب ذلك. هذا في وقت دأبت فيه الولايات المتحدة الأمريكية على تعزيز قدراتها "الاتصالية" بالمنطقة منذ الوهلة الأولى من ظهور علامات التوتر في شمال مالي. وقد أكد أكثر من مصدر مهتم بالمنطقة أن واشنطن اعتمدت نهج جديد عملاتي أكثر مما مضى في كل دول المغرب العربي.
ويأتي هذا التغيير، حسب المتتبعين، في إطار ما سبق وأن تحدد إبان التغييرات القيادية الأمريكية المتمثلة في الإدارة الأمريكية الحالية التي غيرت من النظرة تجاه أفريقيا، وغيرت من حدود التوقعات بشأنها، وهدمت الكثير من أنماط التفكير التقليدية المتعلقة بالقارة، وأظهرت الحاجة إلى التطور في السياسات المرتبط بالنتائج المطلوبة من العلاقة مع القارة الإفريقية. وهو التغيير في النظرة إلى أفريقيا الذي حمل في طياته الحاجة إلى سياسات جديدية، وتطوير في البرامج والمهارات البشرية والاعتمادات المالية لمواكبة التغيير في التفكير الاستراتيجي تجاه المنطقة، وذلك استعدادا إلى تغيرات أساسية تحتاج الولايات المتحدة إلى التصدي لها في المجالات الأمنية، وتحديات حفظ السلام في تلك المنطقة. إن القارة الإفريقية تجمع 300 مليون مسلم، وهناك حاجة هامة إلى التواصل معهم من الناحية الأمنية لتقليل المخاطر الإرهابية من الكيانات الممزقة داخل القارة.
راجت هذه الأخبار في وقت تسربت أخبار بخصوص إجراء مشاورات تهم تأجيل الكونغرس مناقشة الصفقة المتعلقة بدبابات "أبرامز أي وان". وفي ذات الوقت أثارت بعض وسائل الإعلام، على حين غرة،إشكالية عدم ثقة اليابان في الطائرات الهجينة من طراز "أوسبري" التي سبق وأن سقطت إحداها في مناورات طانطان بجنوب المغرب، مع التشكيك في نجاعة وجدوى السلاح الأمريكي.
ومن المعلوم وكالة التعاون الدفاعي و الأمني سبق لها أن أطلعت مؤخرا الكونغرس الأمريكي عن صفقة بيع 200 دبابة أمريكية من نوع "Abrams M1A1" بقيمة 1.015 مليار دولار للمملكة المغربية، وفق بيان نشرته على موقعها الالكتروني .
وقد أشار هذا البيان إلى أن العقد شمل تجديد و تحديث 200 دبابة مع الأجزاء المرتبطة بها من معدات و آليات تدريب و دعم لوجيستي. كما شملت الصفقة كذلك 150 جهاز راديو من نوع "AN/VRC -87E" و 50 من نوع "AN/VRC -89E" . وستكون الدبابات الـ 200 موضوع الصفقة مزودة بـ 200 رشاش بقاعدة طراز "Chrysler" و 400 مدفع رشاش عيار 7.62 ميلمتر من نوع "M240".
كما شملت الصفقة ما مجموعه 12.049.842 قذيفة و رصاصة بما في ذلك 1400 قذيفة طراز "C785" عيار 120 ملم، و1800 قذيفة طراز "CA31 HEAT" الشديدة الانفجار والمضادة للدبابات عيار 12 ملم، بالإضافة إلى 5400 طلقة خطاطة ضد الدروع الخفيفة ذات النعل المنفصل "AA38 SLAP-T" من عيار 12.7 ملم، و200 قاذف للقنابل الدخانية من نوع "M250" .
وقد أكد البيان المذكور على أن الصفقة مندرجة ضمن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في تدعيم حليفها المغرب الذي يلعب دورا هاما في الحفاظ على الاستقرار السياسي و التقدم الاقتصادي في أفريقيا، معتبرا الصفقة غير مؤثرة على التوازن العسكري في المنطقة.
إلا أن تنفيذ هذا البرنامج العسكري الضخم سيتطلب خمس سنوات من الزيارات الحكومية للمسؤولين الأمريكيين، قدرها المختصون بـ 64 زيارة لممثلين عن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، و 13 زيارة لممثلين عن المقاولات الأمريكية للقيام بعمليات التدريب الميداني و النشر لهذا البرنامج، لينضم بذلك المغرب إلى قائمة الدول العربية التي عززت سلاحها بهذه الآلية.
وقد لعبت الدبابة الأميريكة "Abrams M1A1" دورا قتاليا حاسما في تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، فيما عرف آنذاك بعملية عاصفة الصحراء سنة 1991، و التي جاء في بيان عسكري أمريكي حولها أن العملية كانت معززة بدبابات أبراهام و التي تعرضت لوابل من الطلقات من الدبابات العراقية T72 دون أن تصاب أي واحدة من الـ 7 دبابات المستهدفة بعطل نظرا لكفاءة تدريعها. و يعود إنتاج أول دبابة من نوع M1A1 إلى سنة 1985 ، كما سبق لمصر أن وقعت اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية تخول لها صناعة 40 بالمائة من الدبابة الأمريكية لتتم الولايات المتحدة الباقي، لتعاد بعد ذلك إلى مصر فيما مجموعه 880 دبابة للتجميع النهائي. و تعتبر مصر الدولة العربية الأكثر حيازة لهذا السلاح بما يتجاوز ألف دبابة متبوعة بالسعودية بحوالي 400 دبابة ثم الكويت و العراق.
كما سبق لشركة "ريثيون" لتصنيع أنظمة الدفاع الجوي أنها أبرمت صفقة مع الجيش المغربي لتزويده بصواريخ جو جو AIM-9X والتي تم تطويرها لتركب على المقاتلات ف 16. وتعتبر هذه الصواريخ غاية في الدقة ،والأكثر إسقاطا للطائرات،وتعتمد صواريخ "سايدويندر AIM-9X على الأشعة ما تحت الحمراء لتحديد الأجسام الحرارية وأتت فكرتها من الطبيعة الحرارية للأفعى القرناء ومنها تستمد إسمها. ويتواجد هذا السلاح لدى العديد من الدول منها السعودية وبولونيا وتركيا ،وتجدر الإشارة أن الولايات المتحدة لم تفصح عن العدد الذي ستزود به المغرب،مع العلم أن الجيش المغربي قد تكيف مع هذا السلاح لأنه سبق وأن أبرم في السنين الماضية صفقة للحصول على نسخة أخرى من هذه الصواريخ كانت قد زودت بهما كذلك الكويت والأردن بتشجيع من قائد المجموعة 328 في نظام التسليح التابع للقوات الأمريكية مايكل اندرسن. وحسب المتخصصين إن تركيب هذه الصواريخ على فـ 16 سيحقق توازن الردع الجوي مع مقاتلات السوخوي 30/35 التي تتواجد بمنطقة شمال إفريقيا.
وتأتي هذه التداعيات في وقت مطالبة فيه بلادنا بإعداد المخطط الأمني 2013ـ2017،في ظل تحديات كبرى وفي ظل الحديث عن موارد طاقية ،و تحت ضغط جبار قد يتطلب الحسم في ملف الصحراء،والتقرير في إستراتيجية إستحصال سبتة ومليلية و الجزر ، والحسم في إقتراب الصراع حول الدرع الصاروخي من أجوائنا، والذي وجب أن يضطلع به المجلس الاعلى للأمن. هذا المجلس الذي تنتظره العديد من المهام وعلى رأسها: القطع مع الفساد داخل الأجهزة الأمنية والدفاعية المغربية والحسم معه بشكل جدي باعتباره العدو الأول الذي ينخرنا من الداخل وهو عدو للأمن القومي المغربي ورد الإعتبار والهيبة للأمن القومي، والتفكير في إنشاء صناعة وطنية عسكرية و في مشروع للطاقة النووية للأغراض السلمية وفق ضوابط المنظمات الدولية المعنية. وتظل مهمته الحيوية المساهمة الفعالة في العمل على حسم ملف الوحدة الترابية بكافة السبل. علما أن الفصل 54 من الدستور الحالي يشير إلى أنه يُحدث مجلس أعلى للأمن، بصفته هيئة للتشاور بشأن استراتيجيات الأمن الداخلي والخارجي للبلاد، وتدبير حالات الأزمات، والسهر أيضا على مأسسة ضوابط الحكامة الأمنية الجيدة. أما رئاسته فهناك تنصيص على ما يلي: يرأس الملك هذا المجلس، وله أن يفوض لرئيس الحكومة صلاحية رئاسة اجتماع لهذا المجلس، على أساس جدول أعمال محدد. أما عضوية المجلس يشير الفصل 54 من الدستور الجديد إلى التركيبة التالية: يضم المجلس الأعلى للأمن في تركيبته، علاوة على رئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس المستشارين، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، الوزراء المكلفين بالداخلية، والخارجية، والعدل، وإدارة الدفاع الوطني، وكذا المسؤولين عن الإدارات الأمنية، وضباط سامين بالقوات المسلحة الملكية، وكل شخصية أخرى يُعتبر حضورها مفيدا لأشغال المجلس. ويحدد نظام داخلي للمجلس قواعد تنظيمه وتسييره.

للإشارة إن الحادثة التي استغلها المشككون في نجاعة الطائرات الهجينة من طراز "أوسبري" تعود إلى الربيع الفارط ، إذ أن مروحية أمريكية على مثنها عدد من الجنود الأمريكيين سقطت بضواحي إقليم طانطان جنوب المغرب بعد إقلاعها من منطقة "رأس درعة . وقد ولم يتم التأكد من الأسباب التي وقفت وراء هذا الحادث الذي تزامن وقتئذ مع الاستعداد للمناورات العسكرية المغربية -الأمريكية "الأسد الإفريقي 2012" التي تنظم سنويا بالمنطقة والتي أُجريت في عضون شهر أبريل الماضي. وهي مناورات عسكرية مغربية أمريكية مشتركة تجري كل سنة و بانتظام منذ سنة 2005 تحت عنوان "الأسد الإفريقي" والتي ترعاها القيادة الإفريقية "أفريكوم". و جرت هتلك المناورات في وقت دقيق و حساس تميز بحدوث الانقلاب العسكري في مالي قد ألقى بضلاله على دول ساحل الصحراء وكانت له تداعيات وخيمة على الأمن بالمنطقة.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متي سنتخلص من تسو نامي تهريب الأموال؟
- التصدي للاعتداء الجنسي على القاصرين تنامي صادم بالقنيطرة وجه ...
- من سيخلف عباس الفاسي؟ بعد فشل التوافق تم تفعيل استراتيجية ال ...
- الجاسوسية والجاسوسية المضادة بنكهة مغربية
- شباب القنيطرة واقع مر وغد دون معالم مضيئة ثلثاهم تقريبا عاطل ...
- عبدالمومن الديوري شبل ابن أسد ظل واقفا صامدا بتصميم إلى أن غ ...
- الأمن الاجتماعي مسؤولية من؟
- الصفر كثير عليها
- دولة الرفاهية بالمغرب حُلم بعيد المنال
- سخط أم يأس؟
- مازلنا نتوق للكرامة وللعيش الكريم
- -كلاّ وموازينو-
- هل من معنى للصالح العام عند القيمين على أمور المغرب؟
- غريب أمر جامعة ابن طفيل -من لا يستحيي فليفعل ما يريد-
- لماذا تُصر النيابة العامة على حفظ الشكايات ضد رجال السلطة؟
- هل مستقبلنا لازال يتضمن بدرة أمل لتحسين واقع الحال؟
- براءة السد راوي ورفاقه أسقطت الأقنعة والآن لا مناص من التقصي ...
- الشعب يريد...
- بهدلة حقوق الإنسان خلال يناير 2012 بالمغرب
- برنامج الحكومة بين الجدة ونسخ ما سلف: مازالت حليمة على عادات ...


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - هل أمريكا بصدد إعادة ترتيب أوراقها بشمال إفريقيا عسكريا وأمنيا؟