أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حزبون - عن الختان وثقافة القهر














المزيد.....

عن الختان وثقافة القهر


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 18:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا زال السيد سامي لبيب يكتب سلسلة بحوث حول الختان ، إلى جانب انه يقدم عرضا لتحميل كتابه المفصل حول الموضوع في الأديان الثلاثة ، وبالاطلاع على ما كتب ، وعلى ما ورد ، يتبين ان هناك جهداً ووقتاً طويلا قد بذل في البحث والاستقصاء ، وفي رأيي ، ان ما ورد معلومات عامة مفيدة ، وإنها تصلح لدراسة يحصل بها على درجة علمية ، ولكن يبدو ان الكاتب الباحث ، ومن مجمل ما كتب ، وكأنه له ثار في الأمر ، وخاصة نهج الشريعة الإسلامية ومنهجها في التعامل مع إنسانية الإنسان، والحاجة إلى تحقيق إدراك اجتماعي بعيد عن التعصب والنقل دون العقل.
ذكرني الموضوع بما حدث لي في المعتقل عام 1986 ، حيث وضعنا المخابرات في زنزانة بطول ثلاثة أمتار وعرض مترين ، إنا ورجل أخر ، عرفت انه رجل دين إسلامي ويدرس الشريعة في الجامعة ، وهو من حركة حماس والذين طردوا الى مرج الزهور ، وأصبح لاحقاً عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني ، وكان واضحاً ان المخابرات تتسمع ما يجري بيننا حيث إننا من اتجاهات سياسية وفكرية مختلفة تماماً ، وبعد التعارف قال الشيخ ، بغض النظر عن الفوارق الفكرية والسياسية المهم أنت مسيحي يعني غير ( مطهر ) مختون ، فقلت وما لهذا الموضوع في أمرنا ، نحن حسب الواقع في خندق واحد ضد الاحتلال ، وما لذلك وأمر الختان ، ثم انتبه يا أيها الشيخ من تجربتي هناك من يرقبنا ، فقال لا تهرب من الموضوع !! انك غير طاهر وان ديانتك بها من الخبائث الكثير وانأ ادعوك للإسلام ، او تعلم لماذا لا يختن المسيحيون ؟ قلت لا ادري ولا يهمني ، فقدم لي محاضرة طويلة عن فوائد الختان خاصة في العلاقة مع المراءة، ، ثم تبحر الشبح في أمر الختان ، أخيرا قلت يا رجل انا لست مؤمناً بالأديان والموضوع خارج السياق ألان ، فقال هذا لا يتعارض مع ضرورة ان تكون مختون ا ، واستمر الرجل ، تركته ونمت ، ثم في الصباح عاد يناقش في أمر الإسلام والمسيحية والختان وهو أكثر ما يهمه نحن في براثن الاحتلال وانه يرغب بان يدخل الجنة بي ، إذا أهداني للإسلام !! ، ثم خرجنا من الزنازين ، وانتقلنا الى سجن أخر في غرفة واسعة بها خمسة عشر معتقلا ، اغلبهم من اليسار ، فاخذ الشيخ يدعو إلى الإسلام ويتحدث عن الكفر ثم عرج على الجن ، واخذ يضرب أمثلة عن ممارساتهم ، فكان ان قلت له ، انه لا يوجد لا جن ولا عفاريت نحن نناقش أمور علمية وسياسية ، تفضل معنا لنبحث فيما هو مفيد لنضالنا ودعك من الغيبيات، فالسجن مناسبة لتفهم أفكار كافة القوى ، ودعك من هذه الأمور الغيبية ، فاخذ الشيخ يصرخ عاليا الله اكبر ..... يشتم الإسلام !! ويزداد صراخاً ، فكان ان تعرض له شاب من المجموعة ، وامسكه وأجلسه على سريره ( برشه ) ، ولكنه استمر حتى حضر الجندي ، فطلب منه أخذه لان حياته في خطر مع الكفرة !! وكان إن نقله لعيادة السجن، وهي مكان تستغله المخابرات للإيقاع بالسجناء .
هذه الحادثة تبين مدى ضحالة الفكر الذي يراد ان يسيطر على شعوبنا العربية ، ومقدرتنا السياسية ، ويمنع حرية الرأي والتعبير ، ويدخلنا الى عالم الشعوذة الفكرية و الثقافية ، وكيف يمكن الاستعانة حتى بالعدو في وجه القوى الديمقراطية ، وهذا مثال صغير لحالة غير صغيرة ، لأنها حدثت في المعتقل وهو قلعة نضال وليس موقع تعارض وخلاف وإرهاب فكري ، فلم يكن المهم هنا وحدة الموقف بقدر ما كان مهماً إن أكون مختوما ام لا وكأن هذا ما يعطل تحرير فلسطين !!.
ويتوافق البحث مع ما هو قائم هذه الأيام في ألمانيا حول الختان حتى ان الموضوع يناقش في المحاكم والبرلمان والوزارة ، فاليهود والمسلمين يدافعون عن الختان وقد توفر أمر يوحد الجهتين ويلتقيان كحليفين مستهدفين في ما هو عزيز لديهم في الموقع والإجراء ، والذي يحتل ركنا في منهج الفكر وأسلوب الحياة ، ويظهر كما هو ضيف أفق أصحاب الفكر المغلق ، وكيف تكون أولوياتهم على حساب الوطن والحرية والمستقبل ، فالدين هو بوصلة وفق كل المعطيات الأخرى ، والدين حسب تفسير المنظمات الدينية المسيسة ، وان أخذها للحكم لا ينطلق حرصاً وطنياً ، بل حرصاً على فهم وتأويل لمعتقد ديني وطقوس متوارثة من عهود وثنية وقبل يتحضر البشر وتطور القيم وصعود العلم والأخلاق ، التي لا يمكن ان تكون أخلاقهم ، وكما هو معروف ، فان الأخلاق ليست مطلقة وهي تعيش الأزمنة وتطول معها وحسبها ، فما كان يوماً محظورا أصبح مباحاً وطبيعياً ، والوصاية على الأجيال والتضييق على حريتها لا يتفق مع الدين الذي هو أمر روحي وممارسة وجدانية لكل فرد مطلق الحق في اعتناقها وأسلوب ممارستها ، ولا حق لأحد في قهر البشر باسم السماء .
ولعل الطفرة الإسلامية السياسية ، لا تستطيع الثبات في هذه المرحلة من التاريخ ، لعدة أسباب أهمها ، انها تعتبر نفسها صاحبة ولاية على العالم فكراً وممارسة ، ثانياً ، انها تكرر تجربة فشلت للأحزاب القومية حين أرادت ان تضع لذاتها تجربة خارج السياق العالمي ، مثل الاشتراكية العربية ، والديمقراطية العربية ، وتمجيد العروبة فوق مختلف الأمم ، وثالثاً لان قوى الإسلام السياسي غير متفقة على شكل الحكم ليس حاضرا بل تاريخيا ، وفقط هي معارضة للطاغوت ، وتدعو إلى الشريعة وصولاً للخلافة ، ورابعاً أنها لا زالت مصرة على ان هناك اقتصاد إسلامي خارج السياق العالمي والفكر الاقتصادي وتجاربه الطويلة وتدعو ال المرابحة بدل المضاربة والفوائد ، مما لا يشجع الاستثمار ولا يوفر فرص لشراكة عالمية وينهك الدولة بعبء عدم القدرة على توفير مقومات خدمة للأجيال الشابة والتزايد السكاني المطرد .
وكلمة أخيرة للسيد لبيب ، جهداً مشكوراً ، وأتمنى ان تدفع قدراتك البحثية وثقافتك الواسعة لنواحي أخرى فلا فائدة ولن يسمع احد ، ولا يمكن ان تتغير المجتمعات إلا بقوى مادية ، وتحرك طبقي يغير هذا الفضاء العبثي ، ويطلق عنان الإبداع والفكر بلا وساية لا على الأعضاء التناسلية ولا على الفكر .ِ



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكم والكيف في الثورات العربية
- الدولة الدينية بدعة
- اغتيال ابو عمار
- الاممية والقومية الروسية
- الاسلام السياسي الى اين ؟!
- حول الخلافة الاسلامية
- وجوه فلسطينية قلقة
- الديمقراطية هي الحل !!
- مصر ..اين السبيل ؟
- اليد الخفية في الثورة العربية
- نحو عولمة اسلامية
- شرق اوسط برعاية تركية
- على درب ايار
- الدين والثورة والواقع
- مسيحيو الشرق والمواطنة
- ماذا بعد اوسلو الان ؟
- الامن القومي العربي
- قراءة تاريخية لواقع معاصر
- قمة بغداد
- الاممية الاسلامية


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حزبون - عن الختان وثقافة القهر