أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان الفهد - شوقي مسلماني: الصوت وإحالات ترسمها القصيدة















المزيد.....

شوقي مسلماني: الصوت وإحالات ترسمها القصيدة


سليمان الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 08:44
المحور: الادب والفن
    


"لكلّ مسافة سكّان أصليّون"
شوقي مسلماني: الصوت وإحالات ترسمها القصيدة
ـ سليمان الفهد
شوقي مسلماني، شاعر جنوبي لبناني من بلدة كونين الحدوديّة مع فلسطين المحتلّة، وفي كونين حضر إلى هذا العالم سنة 1957. هاجر بعد "حرب السنتين" إلى ألمانيا فأستراليا. صدرت له مجموعات تُرجم منها إلى اللغة الأنكليزيّة. وبمناسبة إصدار مجموعته الجديدة "لكلّ مسافة سكّان أصليّون" عن دار الغاوون، معه هذا الحوار:

* "أوراق العزلة"، و"حيث الذئب"، و"من نزع وجه الوردة"، و"لكل مسافة سكّان أصليّون". ثمة فقدان في مجموعاتك. هل يستطيع الشعر أن يشكل بديلا؟.
** لا أبداً، لا بديل عن أي شيء يُفقَد، وفي الشعر وكلّ كتابة وهم بديل، لكنّه وهم جميل. الفقدان هو خسران، بطبيعة الحال. لا يستطيع أي عربي أو أي عالَم ثالثي أن يلتفت إلى الخلف ولا يرى هذا الكمّ الهائل من الخراب والدمار في الطفولة، في الشباب، في الذاكرة، في الإقتصاد، في التاريخ، في ما شئت. وفي الكتابة استئناس ذكرى طيّبة أو تسليط ضوء أو نداء استغاثة، وما شئت أيضاً. وبهذا المعنى فالشعر والكتابة بشكلٍ عام، لا بديل، وإنّما ضوء ولو بقدر ضوء شمعة.
* تبدأ مجموعتك "لكلّ مسافة سكّان أصليّون" مثلاً بتماه ما مع سيرة: "آن أوان الكشف - على عظام الدمّ - لكي نعرف - كم بلغ عدد الكسور". أي رغبة كامنة في دفعك الى هذا المنحى؟.
** كلّ شعر، وكلّ فن، هو سيرة بنحو أو آخر. سيرة في الحبّ، سيرة في العقل، سيرة في الألم، إلخ. وبالتالي فإنّ التقاطع والتماهي تحصيل. وأنا بالمناسبة أؤيّد القول أنّ أجمل الشعر هو أصدقه لا أكذبه، من حيث عمق المشاعر لا من حيث صور التعبير التي فيها ينحصر التعبير الشائع. الشعر الذي ليس هو إبن السيرة وكلّ ما يمتّ لها بصلة هو شعر ناقص.
* هل يمكن أن يكتب الشاعر عن شخص آخر؟.
** وحتى يمكنه أن يكتب عن شجرة، من خلال تمثّل ربيعها وزهوّها بربيعها، أوتمثّل خريفها وانكسارها وحزنها. بمعنى آخر وفي آخر المطاف فإنّ الشاعر عندما يكتب شخصاً آخر غيره أو أيّاً كان إنّما يفعل ذلك للتعبير عن ذاته. ومن هنا التلاوين في أشعار المجيدين. والشاعر الشاعر مثلما هو ذاته هو الآخر في آن، لأنّه ليس معزولاً.
* ثمة غياب للمكان والزمان في أعمالك. لماذا هذا الغياب؟.
** كثيرون لاحظوا ذلك إنّما أحد لم يأخذه عليّ، والسبب إنّهما مفقودان ظاهراً ولكن حاضران بقوّة باطناً. وأنا أؤمن بقوّة أنّ ظلال المكان أو ظلال الزمان هي في كلّ مكان وزمان. ومن هنا يجب أن تكون وسيلة دائماً مختلفة لكي يصل الصوت، وما الصوت إلاّ تلك الحالات التي ترسمها القصيدة.
* الإحالات التاريخيّة نادرة في كل ما صدر لك. هل في الإحالات عموماً ضرر على الشعر؟.
** أجزم أن الإكثار من الإحالات فيه مخاطر، وقد لا أقول بجديد، على اعتبار أنّ الزائد هو كالناقص، كما يُقال. وهناك شعراء عُرِفوا باسم هذه الإحالات. وإذا احتكمنا إلى المتعة التي يولّدها الفن، مطلق فنّ، فإنّ الإحالات قد تلجم المتعة، لانقطاع السامع أو لانشغال القارئ بالبحث في التراث، للوقوف على أبعاد النداء. وشخصيّاً أفضّل الفنّ الذي يُحيل إلى ذاته، أي إلى عالمه الخاصّ ورموزه الخاصّة. الفنّ الكوني الحديث، ومنه الشعر الكوني الحديث، ينظر بعين الرضى إلى هذا المنحى.
*****
للشاعر:
وتمرُّ بالألوان المجنّحة والدّابة
والزاحفةِ والمتشبّثةِ بالصخور
وفي الألوان تهبّ رياحٌ وتتساقط أمطار
ويحيا كثيرون ويموت كثيرون
ولكلِّ مسافةٍ سكّانٌ أصليّون.
**

وفي الدم الأحمر المرجاني
والدم الأخضر الزمرّدي
والدم الأزرق الفيروزي
وكما في كلّ دم
تصطفّ طائفتان
ويطلبُ بطلُ طائفةٍ بطلَ الطائفة الثانية
ويتبارز الخصمان
وكلٌّ منهما قِلّة من القلل
أو قطعة فُصِلتْ من جبل
ويحوّم فوقهما غراب البين
ويحين عليهما الحين
ويبري أحدهما رقبةَ الآخر
كما يبري الكاتب القلم

وفي كلّ دم أعشاشٌ وزهور
وفراشات وحبّ
وبحار وجبال وسماء
والمنقرِض منذ مئات ملايين السنين.
**

وفي الرأس القزحي
حتى الرأس القزحي
تزأر الغابة وتتسلّل وتزحف
وحجارةٌ كثيرة ورماح كثيرة
ومسالك غير سالكة
ولهبٌ وصقيع.
**

وإذا تمزّقتْ شبكةُ الألوان
لحرَج أو سوءِ خلق
ولم تُحفظ وتُرتق
وربّما في زمانك
قلْ
انتهى
هذا الفصل.
**ـ ـ ـ

أنتَ تجتاز المسافة
أنتَ تصنع المسافة
أنتَ ما يشتعل
وما ينطفئ.
**ـ ـ ـ

1 ـ
طبعُها سمّ
عقاربُ الساعة.

2 ـ
الوجه
ملائم جدّاً
لمشهد الجراد.

3 ـ
تغطّي وجه الشمس؟
لا تريد أن ترى الشمس؟
كيف سترى؟
وإذا لا تريد أن تراها
أنا أيضاً لا أريد أن أراك
وإذا رأسُك دمّلةٌ
رأسي أيضاً دمّلة.

4 ـ
معارك دامية
على طولِ جبهاتِ الخطأ.

5 ـ
ما تشاء قلْ
ومتى ما تشاء، وأين ما تشاء
هو مجرّد فأر
والطريقُ سالكة وآمنة

قلْ إنّك أخذتَ الله من يدِه نحو زاوية
وإنّك استشرتَه فابتسم وباركَ مسعاك
وإنّ هذه الحرائق هي من حفل شواء
وإنّ هذا الثقب في الصدغ هو مسرب الأوكسجين
وإنّ يدَك قويّة وإنّ عينك هي عين نسِر
وإنّك مقيم إلى أبد الأبد
وتريد أن تكسر
كلّ مَنْ لا يريد أن ينكسر.

6 ـ
أحمال وعمّال
هُنا وهناك

ارتزاق بمذاق
وهمجيّة بعسل

الأكثريّة
ما يفضحها
وكأنّ شيئاً لم يكن

الدليل على جريمة الناب أنّه ناب
والدليل على براءة الناب
أنّه أيضاً ناب!

البصرُ
هو البصيرة.

7 ـ
لحمٌ يمزِّق لحماً
حجر يُطارد حجراً

تعوم آمناً
بين فكّي القرش؟.

8 ـ
"مَنْ يتذكر بعدُ
كيف أُخرِجت بُخارى
إلى ظاهرها

بخارى ـ هيروشيما
جنكيز خان ـ ترومان

آدم وحوّاء
لا يزال الفشلُ قائماً منطقاً، تجريداً
مِنْ مدنِ الطين إلى عُمُدِ الفولاذ

ومِنَ القلوب المسحوقة
في عطفةِ الكهف".

9 ـ
صقيع وصخور
عشاءُ الماعز.
** ـ ـ ـ



#سليمان_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأمّل العالي في شِعر شوقي مسلماني
- جورج أليوت ودانييل ديروندا
- السياب : الإنسان والقضية
- صدق البعثيون وكذبت حكومة المالكي
- اغتصبوا عبير فلم تهتز شواربكم !
- معارضو الامس هم حكام اليوم
- متى يخرج العراق من النفق المظلم ؟


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان الفهد - شوقي مسلماني: الصوت وإحالات ترسمها القصيدة