أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سليمان الفهد - اغتصبوا عبير فلم تهتز شواربكم !














المزيد.....

اغتصبوا عبير فلم تهتز شواربكم !


سليمان الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 11:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عبر الأزقة العراقية البائسة وبين الجدران الخاوية لبيوت الفيحاء القديمة الكئيبة جاءتني أصداء الآهات المتكسرة في الصدور المعذبة تعرج وتمتزج مع أدعية الملائكة التي تسبح في السموات وهي بانتظار عبير قاسم المثقلة بجراحات الوطن الذي غطته ظلمات الحقد الأعمى والاستبداد القهري .
بزغ فجر اللا حرية مع نسمات الصباح الأبدي وأشرقت شمس الفيحاء الحزينة بنورها الشاحب بعد أن اندحر الليل الكالح المظلم مع اندحار أصنام الأرض والهة الشرك والاستكبار وتراجع الظلم وتقهقر بعد هبوب رياح التغيير الموعودة لواقع فاسد ليرتفع إلى مستوى اللا إنسانية .
عبير , تخنق أنفاسها مع أول صرخة حرية قادمة , تذكرت فيها صرختها الأولى في الحياة . وتزهق روحها لا لذنب اقترفته إلا لكونها . جميلة كنخلة البرحي , بريئة كالرافدين , أنثى بكل المعايير . فالعجب كل العجب إنها لا تملك سلاح دفاع عن الإرادة العراقية . كحكومة العراق . عوقبت عبير وحوسبت على أمر قهرت عليه , فكانت ضحية الاغتصاب والوأد الجاهلي الأمريكي في أحلك عصوره المظلمة .
عبير , بنت الربيع السادس عشر , سلبت إنسانيتها وجردت حقوقها في الحياة وبقيت مضرجة بدمائها على الأرض . ضحية عبث الجاهلين الحاقدين . بقيت مسجاة تلطم وجهها رياح عاتية , قتل استمرار عطاءها استبداد الإنسان المحتل الجاهل وجبروته الفوقي العنصري المقيت .
عبير , سلبت هويتها الإنسانية , إنسانية الأنثى الانسان . فدقت أجراس خطر الكرامة العراقية , التي سحقتها جنود التتار وهولاكو العصر الحديث . فلو كانت الحادثة الأولى لاعتبرناها غلطت مجنون شاذ . العملية تكررت في هيت وعانه والفلوجة والرمادي وديالى والبصرة والناصرية وكربلاء والنجف وحتى في أغوار كردستان الآمنة من بطشهم , وليست جنون أبو غريب ببعيدة عنا ولا زالت عالقة في الأذهان وستبقى على أمر العصور . لكن حوادث كهذه لم يكتشفها الحكام الجدد ولا الإعلام العراقي المكبل من الحركة المكتوي بناري الإرهاب والاحتلال , في كل فضيحة مجنونه يكشفها الجنود أنفسهم لا غير . وما خفي أعظم .
عبير , أحرقت جثتها ببشاعة بأزالت بكارة العراق , تمزقت أشلائها بين الرصاص وحراب الحقد الأعمى دون رادع . وكأني اسمعها تصرح وا اسلاماه وا إنسانيتا . أين أبطال الكرامة والثأر , فسبقني احد أبناء الفيحاء بغسل جزء من العار بإعدام جنديين على الأقل من الكتيبة المدرعة 501 المشئومة لكنه لم يستطع النيل من ستيفن غرين المخمور الحقيقي ممثل ديمقراطية العراق وحامل لوائها صاحب الفعلة الذي هربته قوات التتار لأمريكا الحضارة والديمقراطية لتعاقبه بالفصل من بين صفوفها ليس إلا . كنت أتوقع أن تهتز شوارب حكومتنا للجريمة المشينة التي لا تغتفر , لم اسمع إلا صوتا مكسور العبرة من صفية السهيل لم يثني عليه مجلس نوابنا المحكوم بالمحاصصة البغيضة وواجهوا هذا الصوت بالبرود ومنهم من قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهذا اضعف الإيمان , الجميع مكبل بقيود المرشد الروحي لجمهورية العراق الحر الديمقراطي للحجة الآية العظمى أبو عمر الأفغاني القابع في الخضراء الذي يمسك بعصا حديدية لكل من يمس أمريكا بسوء مهما فعلت .
عبير ,
وأختها هديل
وأبيها قاسم حمزة الجنابي
وأمها فخرية طه .
الآن ضيوف عند عادل مقتدر . سيرينا حلم السبعين عاما , بلمح البصر ليخزي الفاعلين والشامتين والساكتين والخانعين والمطبلين وأصحاب الأصوات المبحوحة وتجار الدم العراقي والكرامة المسلوبة .
عائلة بابلية كاملة اختفت من الوجود في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الجميع . قسما , القرار كان دفن النفس حية فضلا عن سماع خبر متكرر كهذا ولم نستطع فعل شيء . حتى قلمي لم يسعفني الكتابة , ظللت أتخبط خجلا حتى من نظرات زوجتي وأطفالي لي , لا اعرف غير التدخين سلوتي . هذا ما استطيع فعله حتى اللحظة , لكن سوف يكون هناك لصبر أيوب حدود إذا لم يجد سياسيو العراق وحكامه الجدد منفذ لفك ارتباط المحتل والكف عن تدخلاته بشؤوننا . وان هاجسي المخيف القادم أن التتار وجنودهم يقروا لنا قانونا لطرق المعاشرة الزوجية واكل لحم الخنزير مستقبلا .
عندها ستهتز شواربنا ونحمل بنادقنا الصدئة المجردة من عسكرنا بعد فوات الأوان . لنقول هكذا فعل بنا " محررنا " ونطلق عليه حينها اسم المحتل , ولن ينفع الندم أبدا لا في الدنيا ولا في الآخرة عند الحسيب المقتدر .

ظََلْتْ ببغدادَ مَطِيَتي يَعتادُها همْان : غُربتُها وبُعدُ المُدْلَجِِ
ما بينَ عِلْجِ قد تعرًَِبَْ , فأنتمى أو بينَ آخرَ مُعرِبِ مُسْتعلجِ

وعذرا لدعبل بن علي الخزاعي صاحب الأبيات حيث غيرت كلمة قم فأبدلتها ببغداد .



#سليمان_الفهد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضو الامس هم حكام اليوم
- متى يخرج العراق من النفق المظلم ؟


المزيد.....




- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سليمان الفهد - اغتصبوا عبير فلم تهتز شواربكم !