أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - خلدون جاويد ابداع شاعر وغضب ثائر عنيد ..















المزيد.....

خلدون جاويد ابداع شاعر وغضب ثائر عنيد ..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 10:40
المحور: الادب والفن
    


الشاعر العراقي خلدون جاويد الذي بدأ بكتابة الشعر منتصف الستينات باسم خلدون الموالي قبل أن يختار في مرحلة لاحقة لقبه جاويد ليصبح كاتباً ومبدعاً معروفاً ، مازال يفيضُ بالإبداع في مختلف المجالات بين القصة والرواية والشعر والنقد والمتابعات الصحفية التي تتناول الشأن السياسي منطلقاً من قناعة لا حدود لفضاء الإبداع ..
(اللعنة على كل كائن مؤدلج معلب قالبي منشد الى مكان واحد وذوق واحد وطعام واحد وفكر واحد ! وجنس أدبي واحد .و.و. و. !!!!!).
في شعره ينحو جاويد لقصيدة التحريض والموقف الفكري. يتجاوز بصراحته وميله للكتابة النقدية المكشوفة الكثير من المسلمات ، ويبتعد عن الدبلوماسية مقتحماً اجواء الممنوعات في الثقافة الشرقية ، ليوجه ضوءً ساطعاً من سهام قصائده الكاشفة للعري والخواء الفكري للمأدجلين ، من سياسيين ورجال دين ومستبدين ، الذين اصبحوا هدفاً تنهال عليهم و تطالهم سهام شعره بدقة ، لتكشف زيفهم وتعريهم ، لا لشيء إلا لأنهم يمارسون الاستبداد والدجل ولعبة الاستحواذ على المال والسلطة فتحولوا إلى مسوخ يستحقون السخرية واللعن . كما في المقطع التالي من قصيدته.
يتآمرون على العراق . ذئاب ُ
ويقدّسون المالَ وهو ترابُ
ويُدجّنون الدينَ قصدَ مآرب ٍ
كي يغتني العملاءُ والأذنابُ
ويجيّرونَ لحاكمين َ مواهبا ً
مأجورة ً وتطأطئ الأحزابُ
من أجل دينار ٍ تطيحُ كرامة ٌ
وللثم دولار ٍ يسيلُ لـُعابُ !

يرفض القيود و التأطير والجمود وكل ما يقيد الحرية والحركة لهذا تراه يدعو للتونع ويفضل التشكيل الملون ولا يقبل الاختزال والتصغير إذ يقول :
كلما رفعوا بوجهي لونا واحدا
جلبت لهم قوس قزح .
لا بل يذهب ابعداً من ذلك حينما يصب جام غضبه ولعناته في قول صريح له وهو يتحدث عن الشعر والإبداع ويشاكسُ ليس من باب العبث المفاهيم والتصورات والحلول رافضاً التحديد والتحجيم مشخصاً من يعنيهم ( الأراعنة والكُهوفيين ممن يظنون أن قانونهم خالد) . ساخراً وهازئاً يلمح بالمعاكسة والضد الذين يناهضون التحرر و يعرقلون التطور والتقدم.
كلما دعوا الى المحافظة دعوت الى الخلاعة !
كلما قالوا نعم أقول لا
..
كلما خافوا من ممنوع وحرام
كلما حرضت على الإقتراف
...
كلما منعوا الخمر والموسيقى
كلما توقفت الأرض عن الدوران
..
لا للكذب والرياء
لقد بانت حقيقتهم
الظاهر جُبّة ُ وقار ٍ
والباطن عَفـَن !
كلما يؤذنون " لصلاتهم "
أقول هناك جريمة ! .

متسائلاً في سخرية عن ..
ماقيمة عالـَم ٍ جامد
وكون ٍ لايترنح ؟! .


وهو في قصائده لا يقدم الفن والشعر الجميل فقط بل الصورة المعبرة .. الصورة الجميلة وان كانت في الكثير من الأحيان على شكل كاريكاتير يدفع بالقارئ الى الضحك والقهقهة .. لا بل انه في الكثير من الأحيان يتجاوز هذا الاطار ليقدم بديلا .. بديلا مقبولاً يتناسب مع المفاهيم والقيم الانسانية التي يؤمن بها لهذا تراه يؤكد ..
( الشعر جنس أدبي سحرني وأبعدني نوعا ما عن سواه ) والقصيدة عنده (نسمة لا تحس بها الاّ أغصان الورد! ودموع حُب لا تشعر بها الاّ خدود العشاق).. لا يقبل التساهل والمساومة في التعامل معها الى حد يعتبر (أكبر جريمة أن تقرأ القصيدة على السريع . أي مثلما يقرأ المذيع نشرة الأخبار) ..
لهذا تراهُ يعاني كما عانى غيره من المبدعين والثائرين من الاضداد والمضطهدين من شتى الألوان وفي مقدمتها من جور السلطات وعبثها وقوانينها وإجراءاتها التي تلاحق الكلمة الحرة والإنسان الحر ..
منذ ولدت وأنا حر
والقوانين جميعا ضدي

أو تراه احياناً منعاً للالتباس يقدمُ ما يشبه البيان لقصيدة ينشرها مع توضيح قد يأتي بصيغة اهداء ساخر يحددُهم حسب تصريفاتهم اللغوية المشينة بين مرتشي وآثم ومستشار فاسد او سارق ومنافق جمعهم في ثيمة نصه الشعري الذي حمل عنوان الطائفيون ، وهي قصيدة لاذعة تصب جام غضبها على الذين يُسَخرون الدين لخدمة نوازعهم الشخصية من الحكام الجدد الذين يتاجرون بالدين والشعارات السياسية الكاذبة ، الذين لن يقدموا إلا المزيد من الخراب للناس والوطن ..
(" القصيدة موجهة فقط الى الذين يُمايزوننا على أساس الإنتماءآت الدينية والمحاصصات الحزبية ومن تأثم يده بتفريق العراق شعبا وتقسيمه أرضا ، وفقط لمن ارتشى وتعبّد زورا ، وعمل موظفا متعاونا وذيلا مستشارا من أجل حفنة من مال لا من أجل مبدأ ورزق حلال ! ... ".)


الطائفيون فرّاقون ما وجدوا
فاحملْ جُرابَك وارحلْ أيّها البلـَـدُ
..
مادام للدين سيف ٌ مشرعٌ أبداً
وللسجون سلاطينٌ لنا جُدُدُ
هيهات نرتعُ في أمن ٍ وفي رغد ٍ
هيهات يصفو عراق ٌ "بدرُهُ" " اُحُدُ " !
..
الطائفيون قد مالتْ عمائمُهم
عن الفضيلة عن "نهج الوفا " ابتعدوا
خلدون المشاكس في شعره .. المكثف لتجربته وخبرته الابداعية في الحياة والمعرفة في قصيدة له تتناول الوضع الراهن في العراق التي عنونها بـ ..
انا بالحكومة والسياسة جاهل .. في محاكاة لقصيدة الرصافي ذائعة الصيت التي كان عنوانها انا بالحكومة أعرف ارتقى حاملا شعره الناقد مخترقاً صفوف الشعراء في خطوة عملاقة خلقت التباساً وحيرة لدى البعض أدخلتهم دوامة الوجل فقرروا بوعي محملا بالخباثة واللؤم أو عدم ادراك وسوء فهم بتر القصيدة وحجبوا علامة مبدعها خلدون لينسبوها للرصافي في اساءة له بعد أن جعلوه متنبئاً وعرافاً يقول الغيب .. متناسين أن الرصافي بعظمة شعره لن يتحول الى عراف ودجال بل لمُلهم يستعذب شعره خلدون ليبدع هذه القصيدة التي تحاكي الراهن المبتذل من الصورة تماماً كما حاكى الرصافي ذلك الواقع الفاسد والمرفوض فأبدع قصيدته الخالدة .. انا بالحكومة والسياسة أعرف.. ها هو خلدون يكمل المشوار في قصيدة لامية.. ناقدة.. ساخرة.. راقية.. لا تقل شئناً عن شعر الرصافي الذي تناقله الأجيال..
خلدون جاويد الشاعر المبدع من كتب هذه القصيدة وهذا ما وثقه موقع الحوار المتمدن وبقية المواقع الالكترونية التي ينشر فيها.. خلدون الذي مهر وختم القصيدة بشكل لا يقبل الجدل والشك باسمه في رسالة لاحقة لصديقه الشاعر البصري ناصر الثعالبي .. ليؤكد انها قصيدة خلدونية وليست رصافية ( إن القصيدة .. أنا بالحكومة ... هي للمظلوم والمعطوب خلدون جاويد) في اشارة لما يعانيه الآن من معاناة بسبب خطأ في عمل جراحي نتمنى ان يتجاوزه و لا يسبب له المزيد من الآلام .. ليواصل فيضه الابداعي الجميل و كفاحه الثوري الانساني في مقارعة الجور والطغيان والظلم ..

انا بالحكومة والسياسة جاهلُ
عما يدور من المكائد ِ غافل ُ

لكنني هيهات افـْقهُ كوننا
شعبا ً يتامى جـُلـّه ُ وأرامل ُ

في كل ّ يوم ٍ فتنة ٌ ودسيسة ٌ
حربٌ يفجّرُها زعيم ٌ قاتل ُ

هذا العراقُ سفينة ٌ مسروقة ٌ
حاقت براكينٌ بها وزلازل ُ

هو منذ تموز المشاعل ظلمة ٌ
سوداءُ ، ليل ٌ دامس ٌ متواصلُ

شعبٌ اذا حَدّقـْتَ ، كلّ ُ جذوره
اقتـُلِعـَتْ ، وان دققتَ شعبٌ راحلُ

اما قتيلٌ شعبـُنا او هاربٌ
متشردٌ او ارملٌ او ثاكلُ


هذا هو الأمل المرجى صفقة ٌ
أثرى بها الوغدُ العميلُ السافل ُ

هذي شعارات الطوائف كلها
وهم ٌ ، سراب ٌ ، بل جديب ٌ قاحل ُ

والقادة " الأفذاذ "! سرب ٌ خائب ٌ
هم في الجهالةِ لو نظرتَ فطاحل ُ

هذا هو الوطنُ الجميلُ مسالخ ٌ
ومدافن ٌ وخرائب ٌ ومزابلُ

سحقا لكم يامن عمائِمكم كما
بـِزّاتكم ، شكل ٌ بليدٌ باطل ُ

سحقا كفى حِزبية ً ممقوتة ً
راحت تـُمايز دينـَها وتفاضلُ

ما الحزبُ الاّ سرّ ُ فـُرقة ِ رُوحِنا
فقبائلٌ هو شعبُنا وعوائلُ

في كل حزب ٍ مصحف ٌ مُوحى به
وبغار حـَرّاء ٍ ملاك ٌ نازل ُ

في الثأر أوطانُ التطرفّ مسلخ ٌ
متوارث ٌ او مذبح ٌ متبادلُ

في كلِّ حزبٍ للنواح منابرٌ
وبكل قبو ٍ للسلاح معاملُ

ولدق رأس العبقريّ ِ مطارقٌ
ولقطع عنق اللوذعي ّ ِ مناجلُ

انتم بديباج الكلام أماجدٌ
وبنكث آصرةِ الوفاء أراذل ُ

لا لم تعد نجفٌ تفاخرُ باسمكم
لاكوفة ٌ ، لا كربلا ، لا بابلُ

ما انتمُ الا بناءٌ ساقط ٌ
نتنٌ مليءٌ ارضة ً متآكلُ

انتم كأندلس الطوائفِ اُجهضتْ
والموت اما عاجلٌ او آجلُ

هجرت عباقرة ٌ مساقط َ رأسِها
وخلافها ، لم يبق الأ الجاهل ُ

لم يبق الا الجرح ُ قد خدعوه اذ
قالوا لنزفه انت جرحٌ باسلُ

لا ياعراقُ ثراك نهرٌ للدما
وعلى ضفافِه للدموع خمائلُ

الارض كل الارض من دم شعبنا
اتقـّدَتْ مصابيح ٌ بها ومشاعلُ

الارض نبع الحُبّ لولا شلة ٌ
هي حابلٌ للاجنبيّ ونابلُ

يتآمرون على العراق وأهلِهِ
زمرٌ على وطن الإبا تتطاولُ

فهنا عميلٌ ضالع ٌ متآمرٌ
وهناك وغد ٌحاقدٌ مُتحاملُ

" شايلوكْ "جذلانٌ بكون بلاده
فيها مآس ٍ جمة ٌ ومهازلُ

ومتى العراقُ مضى ليرفعَ رأسَهُ
دارت فؤوسٌ فوقـَهُ ومعاولُ

تـُجـّارنا اوطانـُهُمْ صفقاتـُهُمْ
هم في الخيانة والرياء اوائل ُ

لكن برغم صليبنا ونجيعنا
فيسوع جلجلة العذاب يواصل

يحيا العراق برغم شائكة الدما
للنور نبعٌ للحياة مناهلُ

لاتبك ِ قافلة ً تموت ، فإثرها
ازدحمت على درب الفداء قوافل ُ

ما أعظم الوطن الفخور بحتفه ِ
متشائم ٌ بحياته ، وبموته متفائل

ـــــــــــــــــ
صباح كنجي
تموز2012

* مقاطع الشعر مأخوذة من قصائده المنشورة في موقع الحوار المتمدن



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة لسيمرسي ..
- صبري هاشم يطير بأجنحة القصيدة
- ثانية عن الفيلم الخاص داستانا ركافا ..
- مرة أخرى ملحمة أم كارثة ركاڤا!؟
- دعاء في زمن المحنة و التغيير..
- كارثة ركاڤا رواية ينقصها الوفاء
- يوم الدم والنجدة في ركاڤا..
- صهيل البرق..
- الأنتفاضة وحكاية الثلج الأسود..! (7)
- الانتفاضة وحكاية الثلج الأسود..! (6)
- الأنتفاضة وحكاية الثلج الأسود..! (5)
- الأنتفاضة وحكاية الثلج الأسود..! (4)
- الإنتفاضة وحكاية الثلج الأسود!..(3)
- الإنتفاضة وحكاية الثلج الاسود..! (2)
- الانتفاضة وحكاية الثلج الأسود..!! (1)
- الثويني المبرقع يسوقُ بضاعة لا تنفع..
- سلام إبراهيم يُبدعُ مِنْ بَاطن الجحيم..!!
- سوريا معادلة ما قبل النهاية..
- مقدمة لكتاب خليل جندي الأيزيدية والامتحان الصعب..
- كريم أحمد في المسيرة من تاريخ لمذكرات ناقصة.. 2


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - خلدون جاويد ابداع شاعر وغضب ثائر عنيد ..