أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمان مجيد - الزعتر تحت الشوك














المزيد.....

الزعتر تحت الشوك


سلمان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 01:57
المحور: الادب والفن
    


قد تكون مسالة غريبة ان تنشر ( خاطرة ) بعد اربعة عقود من كتابتها ، وتلك مجرد خاطرة ، نتيجة لتداعيات مرحلة تضمخت بالنكوص السياسي و الفكري لانظمة سياسية و فكرية استاسدت على بني جلدتها ، موحية ــ وهي كاذبة ــ بانها هي الضحية ، والصحيح انها كانت هي الجلاد .
ولا اريد ان اطيل ، ولكن الذي اود قوله : حين كنت بمنتصف العقد الثاني ، قد تاثرت ــ حينها ــ بما تعرضت اليه المخيمات الفلسطينية في ( تل الزعتر ) وكتبت هذه الخاطرة ، عن امراة من مخيم ( تل الزعتر ) التجات الى بغداد . عنونت تلك الخاطرة ب ( سينبت الزعتر ) وبنشرها الان ، فقط اريد ان اطرح تساؤلا ، هل نبت الزعتر ؟ ام لازالت جذوره تحت الثرى ، ام انه نبت ، ولكن الاشواك حجبت الشمس عنه .
واليكم نص الخاطرة التي كتبت في : 22 / 9 / 1976
( سينبت الزعتر )
الشارع العتيق الذي يخترق بغداد القديمة اصبح الفضاء الذي تجول فيه ، تمد اليد الملفوفة بلفائف الشاش المدمي ، عليها ثوب يخط الشارع والرصيف مخلفا اثار الجريمة ، انها طويلة منتصبة كشجرة الارز ، والاقدام حافية الامن بقية جوارب شتائي طويل ، والعيون تبحث في الوجوه ، والمحجر كحفرة انساب اليها الماء ، فازداد عمقا ، تحفها هالة سوداء ، تتحرك كانها المكوك ، تتوقف ساعة الظهيرة في ركن هادئ تعلوه القمامة ، والقطة السوداء تعودت الجلوس امامها ، والاثنين سواء عدا العيون ، عيون القطة التي تشع كانها مصابيح وسط بحر لجي ، تنهدت وقالت (( كانت عيوني جميلة تلمع كلمعان الشمش على صفحة بحر بيروت ، تحتضن الاطفال والرجل والخيمة والبندقية )) ماءت القطة بعد ان انتهت من ابتلاع شئ ما ، كانت تلوكه وتناضل لتمزيقه ، قدمت القطة نحوها فسرت بها وجلست في حجرها ، وعادت تعيد الكلام في اعماقها شئ يقول (( كل ذلك لماذا ؟ ماذا عملت ، ماذا عملنا ؟ ولاجل من عملوا فينا كل ذلك ؟ هل كتبت علينا رحلة العذاب الطويل ؟ لماذا الصمت ؟ لماذا ؟ لماذا ايها ال ............... )) ماءت القطة .... والكلام يدور ............ (( الا انت ايتها الرفيقة ، منذ ان وطئت قدمي هذا الركن العتيق وانت رفيقتي ، والايادي التي تمتد وتلقي بالقطعة البيضاء التي يعلوها الصدا ، وترتد كان نابض معدني جبار يعيدها الى الجسد )) و القطة تموء ، (( ويا رفيقتي العزيزة ، هناك بعيدا في مدينة الساحل كانت خيمتي ( وال 40 الف ) وهذه المحطة الثالثة بعد الرحيل ، من المدينة ذات القبة التي احترقت ، ثم مدينة ايلول الاسود فمخيم ( ال 40 الف ) وعام ونصف ولا ليل ...الضوء يغطي مدينة الساحل ، مصادر الضوء متعددة ، قرص احمر ، ثم المذنبات النارية التي تذيب العظم ، والماء هواء ،والعذاب غذاء ، و الغد غد الجياع ، والزعتر احترق والجذور في الارض ، والمطر ساقط لامحال ...... وسينبت الزعتر .



#سلمان_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم المساواة في السياسة والاقتصاد و الاجتماع
- صفحات من شخصية محمد (ص) زواجاته و حروبه
- الحرية بين النظرية و التطبيق ( القسم الثاني )
- الحرية بين النظرية و التطبيق ( القسم الاول )
- سايكولوجية الفنان و سوسيولوجية الفن
- المجتمع : المتهم دائما
- علي الوردي و ( لائاته )
- عالم الاجتماع الدكتور عبد الجليل الطاهر
- الصدفة والواقع


المزيد.....




- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمان مجيد - الزعتر تحت الشوك