أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مصطفى ملو - التعريبيون و اللعب بالنار















المزيد.....

التعريبيون و اللعب بالنار


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 17:23
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


*التعريبيون يلعبون بالنار.
لم يكن المقبور القذافي أثناء فترة حكمه يعلم مدى خطورة و بشاعة الأعمال و التصرفات التي كانت تصدر منه تجاه الشعب الليبي,فمن القتل إلى التعذيب و النفي إلى قمع الحريات,إلى ترويج الأكاذيب و الخرافات,إلى غيرها من الانتهاكات الخطيرة التي يندى لها الجبين,ولكنه بمجرد أن سقط كطير جريح بين يدي الثوار,حينها فقط أحس بالندم و الحسرة على ما فاته و على ما اقترفت يداه من جرائم,فأصدر كلمات تعبر عن شعور عميق بالندم و الأسى على ما فات من قبيل"حرام عليكم,أنا قائدكم,أنتم أبنائي...", و ليس القذافي وحده من ندم على ما ارتكبت يداه,وتلك الأمثال نضربها للتعريبيين.
إن المتابع لتصرفات و سلوكات التعريبيين في وطننا الحبيب سيتوصل إلى نتيجة صادمة,بل و خطيرة,لا تختلف كثيرا عما قيل عن القذافي باعتباره يتقاسم معهم نفس الاديولوجية و نفس المشروع التعريبي التدميري.
و كمثال بسيط على ما نقول ما حدث مؤخرا في البرلمان الذي يفترض فيه أن يكون للمغاربة أجمعين دون تمييز,في حين تصر العقليات الرجعية التي رفعت ذات يوم شعار "المغرب لنا لا لغيرنا",تصر اليوم على رفع شعار"البرلمان لنا لا لغيرنا",حيث تابع المغاربة و معهم العالم كيف قام برلمانيون محسوبين على أحزاب تعريبية إقصائية و بطرق صبيانية و أساليب سوقية و زنقوية من مثل"باراكا من البسالة" منع نواب من التحدث بلغتهم الأم و التي تعتبر لغة رسمية بالبلاد إلى جانب العربية و فق ما سمي بالدستور الجديد,والغريب في الأمر أن أحد المواقع الالكترونية المحسوبة على التيار التعريبي الذي لا هم له سوى نشر الأكاذيب كلما تعلق الأمر بالأمازيغية,أورد أن البرلماني الذي تحدث بالأمازيغية فاق تدخله نصف ساعة,الله أكبر ما هذه الأكاذيب؟
و الحقيقة أن تدخل البرلماني أيت باها لم يتجاوز دقيقة على الأكثر,ولكن السؤال المطروح على هذا الموقع التعريبي و على التعريبيين هو:ما العيب حتى و إن كانت الجلسة كلها بالأمازيغية؟.
لا ننتظر منهم جوابا لأنهم شوفينيون بطبعهم,عنصريون و أنانيون,وأولى أدلتهم ستكون أن المغاربة لا يفهمون كلهم الأمازيغية,وهل كل المغاربة يفهمون العربية؟
*نصائح للتعريبيين.
إن النصيحة التي يجب تقديمها لكل التعريبيين بمختلف تلويناتهم من إسلامويين و بعثيين و قومجيين هي التالي:افعلوا خيرا في أنفسكم,افعلوا خيرا في أنفسكم و في هذا الوطن قبل فوات الأوان,فإذا كنتم تعتقدون أنكم بهذه الأساليب الزنقاوية و الاستفزازية,الاحتقارية ستنالون من الأمازيغية فأنتم واهمون,وننصحكم بالعودة فقط سنوات إلى الوراء لتروا كيف أن المد الشعبي الأمازيغي في تزايد مستمر سنة بعد أخرى,تعلمون لماذا؟
لأن أساليبكم الصبيانية هي أكبر خدمة تقدمونها للأمازيغية لكن من حيث لا تدرون و لا تشعرون,افعلوا خيرا في أنفسكم,فأنتم بعنصريتكم تساهمون في إيقاظ "المزيد من الأمازيغ" الذين لم يستيقظوا بعد,الذين تكذبون عليهم أيام الانتخابات و تنسونهم مباشرة بعد حصولكم على كراسي كهف البرلمان,بل الأكثر من ذلك تستفزونهم بمنع الحديث بلغتهم مع العلم أنهم هم من أوصلوكم إلى ذلك الكهف,بعد أن تفننتم في استغلال طيبوبتهم و حبهم لوطنهم و دينهم و قدمت لهم وعودا معسولة,بجلابيب و قبعات و لحية المكر و النفاق.
نصيحة أخرى نقدمها لكم لنقول لكم إنكم تلعبون بالنار,ونقول لكم بكل صراحة و للمرة الأولى ربما,إن القضية الأمازيغية هي القضية الأكثر عدلا و الأكثر خطورة في نفس الوقت,إذا لم يتدخل عقلاء هذا الوطن لوضع القطار على سكته الصحيحة,أما إذا ترك الأمر بيد التعريبيين لا قدر الله,فالنتيجة ستكون وخيمة العواقب,ولكم في ما حدث بالبرلمان الأوكراني مؤخرا عبرة يا أولي الألباب,بل إن الخطير أن الصراع لن يحد في قبة البرلمان,إنما سيمتد ليأتي على الأخضر و اليابس,فبفعل تصرفاتكم تساهمون في إيقاظ الأمازيغ حتى من أولئك الذين لا ينتمون إلى أي جمعية أو حزب و حتى ممن كانوا من قبل ضد مطالب الحركة الوطنية الأمازيغية,الذين كانوا ضحية أكاذيبكم و خدعكم,لأنكم تسفرون و تكشفون لهم عن خبثكم بتصرفاتكم و سلوكاتكم.
إن هذه النصائح في الحقيقة لا يجب أن نقدمها لكم,بل ينبغي أن نترككم تقدمون خدماتكم بالمجان للأمازيغية,إذ من شأن هذه النصائح أن تدلكم على طرق أخرى في المكر و الخداع و العداء السافر لكل ما هو أمازيغي,لكن نعدكم بأن كل نهج جديد و كل موضة جديدة تأتون بها للكذب على الناس و استفزاز مشاعرهم سنفضحها,وسنقدم لكم نصائح بشأنها.
فهل يعلم التعريبي ما معنى أن يصف حديث مواطن مغربي بلغته "بسالة"؟
إنه باختصار استفزاز لمشاعر الملايين,تلك الملايين التي مازالت إلى اليوم تتمتع بقدر عال من ضبط النفس,ولكن التعريبيين يعتقدون أن ضبط النفس هزيمة أو خوف وذلك رهانهم الخاسر,إن صمت الملايين لا يعني النسيان و لا يعني أنهم غير معنيين,فالأرض تكون صامتة لكن في جوفها بركان,والبركان الذي ينفجر بدون سابق إنذار هو الذي يكون أشد و أعنف.
*هل السبب المادي مبرر مقبول لمنع الأمازيغية بالبرلمان؟
يحاول التعريبيون استغلال سلطتهم و تواجدهم بمركز صنع القرار و استحواذهم على خيرات البلاد و العباد لممارسة استبلادهم و استحمارهم عليهم,حيث يأتون بمبررات واهية للضحك على الذقون و ليبرروا بها مشاريعهم التخريبية الهادفة إلى محو كل ما تبقى من هوية هذا الشعب العريق,فمن المبررات المضحكة القول بأن الإمكانيات المادية لا تسمح بالترجمة من الأمازيغية إلى العربية في البرلمان,قول يقوله رئيس مجلس النواب و هو نفسه لا يؤمن به,حيث هو قول و أوامر عليا صادرة من التعريبيين "الاستقلاليين" الذين يعتبرون الحكام الحقيقيين للمغرب و الإسلامويين الذين يعتبرون أتباعهم في الإديولوجية و الملة و الدين,فلنقم بتشريح هذه الخزعبلات لنتبين مدى مكر و خبث التعريبيين و خدامهم و أتباعهم بمن فيهم الذين يزعمون تشبثهم بدين الله و سنة رسوله.
أثناء الانتخابات التشريعية الأخيرة أذهلني كيف أن الحزب الإسلاموي المعروف باسم"العدالة و التنمية",كتب اسم الحزب صحيحا و بدون أخطاء و بلغة أمازيغية فصيحة,وبخط تيفيناغ,مع العلم أن نفس الحزب كان قبل الانتخابات مباشرة أو بكثير من أشد المعارضين لحرف تيفيناغ,ولكن الأغرب في الأمر أن أحزابا عرفت بنضالها-الذي لا يجب أن يبخس-من أجل الأمازيغية,لم تكتب اسمها بتلك الطريقة الفصيحة التي كتبه بها الإسلامويون,ونضرب مثالا هنا الحركة الشعبية التي تكتفي بكتابة اسمها بحرف تيفيناغ دون ترجمة مع العلم أن ترجمة الحركة الوطنية الشعبية إلى الأمازيغية أسهل من ترجمة العدالة و التنمية.
نعود إلى صلب الموضوع لنقول للتعريبيين من الإسلامويين:أيام الانتخابات كان هناك مترجمون يترجمون من العربية إلى الأمازيغية,يترجمون الكلمات و يكتبونها بحرف تيفيناغ و اليوم ليس هناك إمكانيات مادية للترجمة في البرلمان؟أين أولئك الذين ترجموا لكم الاسم و قادوا حملاتكم في المناطق التي لا يتقن أهلها إلا الأمازيغية ؟أم أنكم "قطعتم الواد" ولم تعد لكم حاجة إلى الترجمة؟
إذن هذا أول دليل على خبث التعريبيين.
الدليل الثاني لنفترض أن الرئيس الأمريكي أو الفرنسي أو رئيس الوزراء الاسباني جاء إلى البرلمان المغربي لإلقاء مداخلة في موضوع ما,هل سيتم طرح نفس المبرر المادي و لن تقوم الجهات المعنية بالترجمة؟
السؤال لا يحتاج إلى جواب لأن الأمر لو تعلق بسيدهم أوباما لا أحضروا له المترجمين بكل اللغات,يترجمون ما يقول و يترجمون له ما يقال,ولن نسمع صوتا واحدا يتحدث عن غياب الإمكانيات المادية,أما و الأمر يتعلق بلغة مواطنين مغاربة يتم استغلالهم أيام الانتخابات و يقال لهم بعدها"عاودو لراسكم,نتوما مابغيتوش تفيقو",فالمبرر المادي هو أكبر أكذوبة يضعها التعريبيون للوقوف في وجه من سولت له نفسه الحديث بلغة الملايين.
السؤال الذي يجب طرحه أيضا هنا,هو:كم من الأموال تحتاجها الترجمة من الأمازيغية إلى العربية؟
من يسمع أكاذيب التعريبيين سيعتقد أن الترجمة من الأمازيغية إلى العربية يحتاج إلى ملايير الدراهم,في حين أن الأمر بكل بساطة يمكن حله بفتح مباراة أمام الطلبة الحاصلين على الماستر في الدراسات الأمازيغية و ما أكثرهم و من كل مناطق المغرب و الذين يعانون من البطالة القاتلة,وتوظيفهم للقيام بمهمة الترجمة داخل البرلمان,مقابل أجر لا نعتقد أنه سيكون كبيرا.
ثم السؤال الآخر الموجه للتعريبيين,إذا كنتم فعلا ممثلين للشعب فأغلب الشعب لا يفهم ما تقولنه و عوض أن تحتقروا و تسخروا من الأمازيغية,بل و تحاربونها,عليكم أن تسخروا من أنفسكم,لأنكم النواب الوحيدين في العالم-ربما-الذين لا يتكلمون لغة شعبهم,فهل أنتم فعلا ممثلين لهذا الشعب؟
نعود لنقول إن القضية الأمازيغية قضية مستعجلة لا تحتمل التلكؤ و لا التماطل,ولنقول بأن التعريبيين لا تهمهم الأمازيغية في شيء حتى و إن حاولوا بأسلوبهم المنافق إظهار غيرتهم عليها,فيا عقلاء هذا الوطن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم نجنب بها هذا الوطن الويلات التي يجره إليها التعريبيون بأساليبهم الزنقاوية المستفزة,ومن لا يتحمل مسؤوليته اليوم سيدفع الثمن غدا و نحن متأكدون إلى حدود اليقين مما نقول إذا استمر وضع الأمور بيد التعريبيين و تركهم يتصرفون كما شاؤوا دون حساب و لا عقاب.



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدقت النبوءة
- الشجرة التي حاولتم اغتيالها لم تمت,فلا تفرحوا
- مسيرة بالآلاف و قصة صاحب سيارة-كونكو-
- نماذج من الفهم الخاطيء للإسلام(تتمة)
- نماذج من الفهم الخاطيء للإسلام
- -إميضريسطين-
- متى -تفيقون- بأن الشعب-عاق أو فاق-؟
- جميعا من أجل إلغاء الاحتفال بما يسمى-ذكرى تقديم وثيقة المطال ...
- ردا على العثماني بخصوص -المرجعية الإسلامية-
- من أجل الأرض والإنسان الأمازيغيين
- توضيحات هامة عن الأقلية والأغلبية
- ردا على -إنهم يبايعون ويصلون للعلم الأمازيغي بدل العلم الوطن ...
- لهذه الأسباب سيفوز الخليفة على عصيد
- القذافي من مجرم ضد الإنسانية إلى بطل من وجهة نظر إنسانية.
- ما مدى مصداقية استطلاعات الرأي -الإليكترونية-؟
- تناقضات حزب العدالة والتنمية الإسلاموي
- دمشقيو المغرب
- عندما تصبح مهمة الصحافة هي التحريض وإثارة الفتنة؛-
- غرائب واستفهامات حول الثورة الليبية
- العلمانية أولا والديمقراطية ثانيا


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مصطفى ملو - التعريبيون و اللعب بالنار