أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى ملو - غرائب واستفهامات حول الثورة الليبية















المزيد.....

غرائب واستفهامات حول الثورة الليبية


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تابع العالم ولازال يتابع أطوار الثورة الليبية المجيدة,باهتمام بالغ,ففي أيام معركة طرابلس اتجهت ملايين الأعين والآذان صوب ليبيا,لعلها تضفر بخبر جديد,بين قلب متشوق لسماع نبأ دحر الطاغية وملك "ملوك الشطرنج",ممثلا في قلب كل الشعوب التي ترزح تحت الاستبداد والظلم والطغيان,وقلب مرتجف,مرتعد من خشية سقوط أحد آلهة الديكتاتورية,ولم يكن ذاك سوى قلب الأنظمة المستبدة والمتغطرسة,التي تخشى أن "تلتهم" الثورة الليبية عقول وقلوب الملايين من المستضعفين,المقهورين والمظلومين.
في غمرة تسارع الأحداث في ليبيا بوثيرة كبيرة,ظهرت ووقعت أحداث ووقائع جعلت الثورة الليبية ثورة العجائب والغرائب بامتياز,وهي أمور تطرح علامات استفهام كبيرة.
لعل أهم وأبرز هذه الأحداث التي أثارت استغراب ودهشة العالم في ثورة ليبيا,هو نبأ اعتقال سيف الإسلام القذافي,ثم ظهوره بعد ذلك بأيام,حرا طليقا في شوارع طرابلس,خاصة أننا نعلم بأن خبر اعتقاله جاء على لسان أكبر مسؤول في المجلس الانتقالي الليبي السيد مصطفى عبد الجليل,الذي أكد في اتصال للجزيرة معه,أن اعتقال سيف الإسلام خبر ورد إليه من "مصادر يثق بها",ولم يقف الأمر عند هذا الحد,بل إن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو,أكد هو الآخر هذا النبأ,وهذا ما يثير أكثر من علامة استفهام,خاصة مع عدم وجود أي فيديو يؤكد بالصوت والصورة صحة نبأ الاعتقال من عدمها,فإذا كان سيف الإسلام قد اعتقل فعلا,فمن حق جميع الليبيين عامة,والثوار خاصة,ومن حق العالم أن يعرف,كيف تمكن من الفرار من قبضة معتقليه؟وإذا لم يكن ذلك قد حصل,فتنبغي محاسبة المروجين,المسؤولين عن هذه الأنباء الكاذبة,الغاية في الخطورة.
ثاني "المفاجآت" التي لا تقل غرابة عن الأولى,تتعلق باعتقال محمد القذافي,فبعد تبادل لإطلاق النار بين حراسه والثوار قرب منزله,جاء خبر اعتقاله هو وأفراد من أسرته بعد محاصرة وتطويق منزلهم من قبل الثوار,ولكن المفاجأة,كانت أكبر عندما جاء خبر تمكن محمد القذافي هو الآخر من الخلاص من قبضتهم,حينها طلع محمود جبريل عضو المجلس الانتقالي الليبي,في ندوة صحفية,ليعطي تبريراته حول تمكن محمد القذافي من الفرار,حيث جاء على لسانه,بأن الثوار المكلفين بحراسته,لم يكونوا مسلحين بالشكل المطلوب ولم تكن لهم تجربة في هذا المجال,الشيء الذي مكن إحدى كتائب القذافي من تحريره. إوا لعب دراري هدا ماشي ثورة",كما يقول المغاربة,كيف أن المعركة حامية الوطيس,والثوار كلهم حماس وتشوق,وكلهم أمل في القبض على أحد أفراد عائلة القذافي,وبعد تمكنهم من هذا الصيد الثمين,يفلت من أيديهم,بخطأ أو الأصح بمبرر أنهم غير مسلحين بالشكل الجيد أو غير مدربين؟ ما الذي كان يمنع من تسليح المكلفين بحراسة محمد القذافي ومنعه من الهروب,ولماذا لم يتم نقله إلى مكان آمن؟هل تقنع تبريرات محمود جبريل,الثوار الذين دفعوا أرواحهم وقاوموا الطاغية وزبانيته طيلة ستة أشهر استعملت فيها مختلف القذائف والصواريخ والرشاشات,وتمكن فيها الثوار الأشاوس من السيطرة على العديد من مخازن الأسلحة,ثم يطلع جبريل ليقول بأن الثوار لم يكونوا مسلحين بالشكل المطلوب؟ألا يمكن أن تكون صفقة ما أو مفاوضات ما قد تمت من تحت الطاولة وبعيدا عن أعين الثوار المنشغلين في جبهات القتال؟؟
يتضح إذن أن أهم خاصية ميزت ثورة ليبيا,بل كل ثورات الشعوب ضد الطغيان والاستعمار هي التضارب والتردد في إعلان الأخبار,ففي أيام عز الثورة والمقاومة,لا يكون للناس وقت للسؤال؛متى وكيف؟
ولكن بعد أن تهدأ الأمور وينقشع الضباب,فأكيد أن مجموعة من التساؤلات ستعود للواجهة,لأن هذا تاريخ يصنعه الأبطال ويستغله بعض المسترزقين,وهذه خاصية عامة وحاضرة عبر التاريخ,ولا تخص فقط الثورة الليبية,إذ أن الليبيين بعد أن يتمكنوا من القضاء على الطاغية نهائيا,سيعودون للسؤال عما سبق ذكره وطلب توضيح بشأنه,وبشأن"بورنازيل" الثورة الليبية,خميس القذافي الذي أعلن عن مقتله في أكثر من مرة,ليظهر من جديد وهو حي يرزق,نافيا نبأ مقتله,وكأنه فيه سبع رواح على حد تعبير المغاربة,فخميس القذافي من أكبر علامات الاستفهام في الثورة الليبية,علامة استفهام لا تقل أهميتها عن أهمية ما سبقت الإشارة إليه,وفي هذا الصدد يطرح السؤال؛لماذا لا يتم تصوير مثل هذه الأحداث المهمة,مع العلم أن آلات التصوير متوفرة بشكل كبير.
في اليوم الأخير من الشهر الماضي,طلع سيف الإسلام مرة أخرى,على قناة الرأي بالصوت دون الصورة,ليهدد الثوار ويتوعدهم بالزحف والسحق,وليخاطب الليبيين ويقول لهم بأن" أمورنا بخير وبأن النصر قريب,وأنه سيتم تحرير الساحة الخضراء من الجرذان والمتمردين",ليس هذا هو الغريب في ثورة ليبية "غريبة الأطوار",ولكن الغريب أن الساعدي القذافي طلع هو الآخر,وفي نفس اليوم,في اتصال لقناة العربية معه,بنبرة المؤمن التقي الورع,الزاهد في الدنيا وما فيها,متحدثا عما أسماه ضرورة الإسراع لحقن الدماء,وأن القتال الدائر في ليبيا محرم شرعا,وليتحدث عن القرآن والسنة,وأن ضميره لا يسمح له بأن يحمل السلاح في وجه أي مسلم,فما بالك إذا كان هذا المسلم ليبي,محاولا إيهام الناس بأنه بريء من كل دم,وأنه لم يسبق أن ارتكب جريمة تذكر,في حين أنه متورط في جرائم قتل بشعة,أشهرها توجيه بنادق زبانيته للمتفرجين في إحدى مقابلات فريقه مع فريق خصم,لا لشيء سوى لأنهم كانوا يشجعون الفريق الخصم لفريقه؟
هذه إذن من غرائب ثورة ليبيا المجيدة,شخص يهدد ويتوعد وآخر يتحدث عن الصلح والتفاوض كأنه الحمل الوديع,وعن استعداده لتسليم نفسه,إذا كان ذلك سيحقن الدماء حسب زعمه.هو يعلم أن ذلك لن يوقف القتال,لأن المطلوب الأول هو والده وليس هو,رغم تأكيده للعربية بأنه يتحدث نيابة عن والده,والغريب في موضوع الساعدي كذلك,أنه في الوقت الذي أكد فيه عبد الحكيم بلحاج المسؤول العسكري للثوار بطرابلس,أن الساعدي عرض عليه استعداده للاستسلام,إذا توفرت له ضمانات لسلامته,نفى هذا الأخير لشبكةCNN هذا النبأ نفيا قاطعا,فمن يصدق الليبيون ومعهم العالم؟؟
من يصدق الليبيون والعالم هو السؤال المؤجل إلى حين استتباب الأمور وانقشاعها وتمييز الحابل من النابل,في ثورة لا كالثورات,ثورة يؤكد فيها مصدر ثم ينفي آخر,ثورة فيها نفي الخبر ونفي نفي الخبر,ثورة فيها تهديد ووعيد وفيها دعوة للصلح والسلام في نفس الوقت ومن نفس العائلة التي أذاقت الويلات لليبيين طيلة أكثر من أربعين سنة ,والأصح من كل ذلك أن الثورة الليبية ستدخل التاريخ من أبوابه الواسعة,إذ أنه قبل الدخول في تفاصيلها,يمكن القول على أنها أكبر مفاجآت وأهم حدث لهذه السنة,فأكبر المتفائلين بالثورة,لم يكونوا ربما يصدقون أن إله الآلهة وعظيم العظماء وقيصر القياصرة,سيسقط بهذه السرعة وبهذه الطريقة المذلة,وهو الذي لا زال يحلم بزحف الملايين,حيث قال في كلمته الرابعة بعد سقوط طرابلس"سنقاتل من مكان إلى مكان ومن مدينة إلى مدينة ومن واد إلى واد ومن جبل إلى جبل,والمثير هنا,أن كلمة القذافي جاءت بعد حديث ابنه الساعدي مع قناة العربية و الذي جاء فيه,بأنه موكل من طرف والده للتفاوض مع الثوار بشأن الصلح وحقن الدماء,وتلك غريبة أخرى من غرائب الثورة الليبية, التي من المؤكد أن أيامها القادمة ستأتي بجديد ليبي غرائبي .



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية أولا والديمقراطية ثانيا


المزيد.....




- -هل تثق في بوتين؟-.. فيديو كيف رد ترامب يثير تفاعلا
- -تم تحذيركم-.. وزير دفاع أمريكا يشعل تفاعلا بتدوينة مباشرة و ...
- تركيا.. احتجاجات في مرسين ضد استخدام مينائها لنقل أسلحة إلى ...
- الخارجية الصينية: ندعو إلى نزع السلاح النووي على أساس الأمن ...
- -الدوما- الروسي: تهديدات كييف بتنفيذ هجمات إرهابية تزامنا مع ...
- -واينت-: النيران التهمت نحو 19600 دونم في جبال القدس (صور+في ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما
- بوليانسكي: ترامب يرغب فعلا بإحلال السلام في أوكرانيا
- الولايات المتحدة تدشن مرحلة جديدة لبناء الغواصات النووية وتط ...
- حرائق تنشب في غابات على تخوم القدس تدخل مرحلة -طوارئ وطنية- ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى ملو - غرائب واستفهامات حول الثورة الليبية