أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف العوضي - رواية -دحل الحمام-: إبداع في تداخل أجناس السرد














المزيد.....

رواية -دحل الحمام-: إبداع في تداخل أجناس السرد


أشرف العوضي

الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 17:57
المحور: الادب والفن
    



دخلت الرواية العربية منذ زمن في معمعة الخروج على شكلها التقليدي الذي جاء مع هبوب أول نسمات رياح الغرب على مجتمعاتنا.. وقد يكون هذا الخروج له ما يبرره خصوصا بعد ما حققه فن السرد من وجود، بل ومن منافسة أحيانا، للشعر الذي اعتبر منذ الأزل ديوانا للعرب وكذلك بعد حصد الروائي الكبير نجيب محفوظ لجائزة نوبل، وإن كان البعض قد ذهب إلى القول إن الأجدى والأحرى أن تكون نوبل العرب في الشعر.. وهومجرد رأي ضمن ذلك الجدل الذي تفجر في حقبة ما، بين أنصار الشعر، وأنصار الرواية، والذي دفع البعض إلى اعتبار هذا الزمن زمن رواية لا زمن شعر.. ومن الحقائق التي لا يمكن تجاوزها أن كتاب الرواية العربية قد أبدعوا وأبهروا، وذلك عندما نجحوا في التوفيق بين الكم والكيف في عطاءاتهم، وهو ما فشل فيه إخوتهم من الشعراء، ولعل هذا الكم الروائي العربي المعتبر، هو ما دفع كتابا من أمثال: ادوارد خراط، وعبد الحكيم قاسم، ومحمد الماغوط وغيرهم، إلى التفنن في تطوير السرد، والخروج به من نظام الرواية القديم بفصوله وتراتبيته المعهودة، هذا على مستوى الشكل، أما على مستوى اللغة، فقد لجأ كتاب الرواية الجدد إلى الجملة الشعرية، معلنين بذلك أنها لم تعد حكرا على فن الشعر.. ولا ملكا خاصا بالشعراء دون غيرهم .

إن هذه التوطئة، ليست من قبيل فضول الكلام، ولا من دواعي ملأ الفراغ، بل هي وسيلتنا لتقديم رواية "دحل الحمام" للكاتب المصري أشرف العوضي، الذي يقدم للقارئ من خلال هذا العمل، توثيقا أدبيا رائعا لأيام الطفولة الأولى في القرية المصرية، ويأخذه من يده في جولة ممتعة بين محلات القرية المختلفة، عبر تقارير متلاحقة عن سكانها، ومهنهم من الخياط إلى الجزار، مرورا بالحداد وغيرهم .
لقد استغنى الكاتب في روايته هذه، عن استخدام أدوات الربط اللغوية، وعن علاقة الأحداث ببعضها، من أجل خلق لحمة بين الفصول والشخوص، واكتفى بالحضور القوي للمكان والزمان كرابطين، فجاءت الرواية على شكل مجموعة من القصص القصيرة، تفضي الواحدة منها إلى الأخرى، في نسق سردي واحد .. لايخلو من عناصر التشويق التي تشد القارئ من أول صفحة وحتى آخر سطر.

تشتمل هذه الرواية على تاريخ من نوع خاص للقرية المصرية، ومراحل التحول والتطور التي مرت بها من دخول للكهرباء، ومن تعبيد للطرق التي تربطها بالعالم من حولها، وحتى من وافدين جدد نوما يحملون معهم من مستجد العادات والتقاليد ،والاختراعات التي كانت عجيبة في نظر ساكنة القرية.. ولا تخلو هذه المسحة الحميمة بدقائق تفاصيل أخبار القرية، سكانها وأماكنها، ومحلاتها، ومشاعر الناس فيها وهمومهم، من دفء عاطفي جياش، ومن حنين خفي مرير إلى تلك البساطة التي لا تمتلكها المدن الكبيرة ذات الرتابة الخانقة، والجفاء المتأنق بين أهلها الذين يستهلكهم الوقت والعمل والروتين بدون أن يشعروا بذلك .
وقد لا نخالف الصواب كثيرا، إذا ذهبنا إلى أن أهمية هذا العمل، تكمن في تأصيله للارتباط بالأرض إلى حد التماهي والحلول، حيث تدور كل الأحداث، وتتحرك كل الشخوص، وتتأزم العقد الدرامية أحيانا، وتنحل أحيانا أخرى، لكن في آخر المطاف لا يبقى سوى الرمزالذي يجسد بصدق العلاقة بالأرض.. فعندما تشيخ النخلة، وعندما يتوقف طلعها، تبدأ الأقاويل في وصفها بالخطيرة، والآيلة إلى السقوط .. في حين أنها لا تزيدها الشيخوخة إلا بعد الجذور في أعماق الأرض، ويودع الكاتب القارئ في حيرة، ليس لها آخر ولا أول حول مصير النخلة العجوز.



#أشرف_العوضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - دحل الحمام - .. موزايك أشرف العوضي
- د. عفاف عبد المعطي تكتب عن دحل الحمام لأشرف العوضي
- فصل من رواية دحل الحمام
- محمد هديب يكتب عن «دحل الحمام».. فسيفساء رشيقة تسرد الحكايا ...
- أمير تاج السر يكتب عن , دحل الحمام وكتابة الحرير
- لحظات إنسانية متشابكة ومعقدة عن ريف منسي
- فصل من رواية الهيش
- دحل الحمام
- السيد - صبري موسي - من حقل النقاء
- الشرخ


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف العوضي - رواية -دحل الحمام-: إبداع في تداخل أجناس السرد