أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامة على عبد الحليم - الجدار














المزيد.....

الجدار


اسامة على عبد الحليم

الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 20:41
المحور: الادب والفن
    


غادر ديوجين 1برميله بعد ان اشتد عليه شتاء اثينا ودخل مبنى الاكاديمية الفلسفية يبحث عن انسان محترم , فضيلة , محسن مفترض او ربما بعض الطعام
فى تلك اللحظة سمع صوت افلاطون يدوى من احد الفصول وهو يلقى محاضرة عن المدينة الفاضلة
قال افلاطون( فالقوى التى ستنتظم هذه المدينة بالطبع هى نحن, الفلاسفة نحن نشكل قوة العقل , وسنحتاج الى قوة الغضب التى يمثلها الجيش لحمايتنا اما العامة فيجب ان نقبل بهم , اذ من سنحكم ان رفضنا ما يمثلون !انهم قوة الشهوة , المستهلكين الذين سينتجون لنا قيمة الاشياء , القيمة الفائضة التى سنستولى عليها حتما , هم اصل رفاهنا )
ثم اضاف:-
فى تلك المدينة لن نكون بحاجة للشعراء, يعزف الشعر على الوتر الادنى فى الانسان وتر العاطفة, والعاطفة نقيض العقل
خسئت .......قال ديوجين
ثم رفع اصبعه الوسطى فى وجه افلاطون
هل هذا ماتعلمه لتلاميذك يا أحمق؟ .... قال ديوجين
,كان الطلاب المذهولين قد بدؤوا يفيقون من هول الصدمة, وابتسامات شريره شامته تتفلت من وجوههم بين فينة و واخرى
لافرق بين انسان وإنسان,مهمة المدينة الفاضلة ان كان ثمة فضيلة فى هذا العالم هى ان تساوى بين الناس, ان مدينة تعتقد ان مشاعر الناس وعواطفهم خطر عليها هى مدينة تتآمر على الإنسان .الانسان كائن عاقل فيلسوفا كان او عسكريا او من البرولتاريا , والعقل ليس نقيضا للروح
رد افلاطون بسرعة:-الانسان كائن حي حيوان بلاريش ويمشى على قدمين, هكذا نعلم ابناءنا ألعلوم بتعريفات جامعة ومحكمة وليس تعريفات الفضفضة التى تطلقها من وراء برميل
فى تلك اللحظة نظر ديوجين من النافذة فرأى دجاجة تهيم فى مبنى الاكاديمية فامسك بها, ثم عاد الى افلاطون وطلابه وقال:- ايها السادة اقدم لكم انسان افلاطون
انفجر الجميع ضاحكين ثم انسحب افلاطون وقد اسرها فى نفسه
وفى تلك الليلة رأى ديوجين فى نومه عسكريا يتأمل فى مثلث افلاطون , قلب العسكرى المثلث فجعل العسكريين على رأسه, وكان يشبه الاسكندر تماما, وعندها رأى ديوجين فيما يرى النائم دمارا وخسفا عظيمين, كانت البزة العسكرية تتضخم وتتضخم حتى سقط العسكرى صريعا بمسدسه اثر الهزيمة الكبرى
ثم رأى بعدها رجلا آخر يتلفح علما لذات الدولة التى جاء منها العسكرى الصريع , قلب المثلث على طريقته , فجعل الجماهيرعلى قمته ولم يطرد أحد ا, كانت المدينة تحتفى بإنسانها وتجعله اساس ألحياة وكأن الحياة كانت تقدم اقتراحات اخرى لمدينة فاضلة بانساها , لكن جدارا رهيبا كان يقف بين الانسان والحياة , الجدار الذى احتجز الفضيلة الكبرى فى منزلة بين المنزلتين فلا هى فى شرقه ولا هى فى الغرب سرعان ما انهار انهيارا مدويا, حتى ان اناسا يشبهون انسان افلاطون كانوا يجرون فى كل صوب وقد حار دليلهم
حين استيقظ ديوجين . نظر الى مصباحه فوجده مطفئا , ثم اكتشف انه كان ينام على برميله فى وسط السوق تماما,وكلاب الطرق التى تتشممه , تحاول لحس ريالة التشرد وريق والفقر المنهمر , جراحات الانسان المتراكمة , وبقايا الاحلام المهزومة
وحين نظر الى الناس كان لايزال يراهم كما هم فى حلمه, كائنات بلا ريش ولكنهم يشبهون الدجاج كثيرا
________
1/ديوجين هو ديوجينيس الكلبي فيلسوف إغريقي. 412 ق.م- 323 ق.م , عاصر افلاطون , وكانت بينهما نوع من الصداقة اللدودة ,هو تلميذ لأنتيسِتنيس . الذي كان تلميذا لسقراط. كان ديوجين شحاذاً يقطن شوارع أثينة. جعل من الفقر المدقع فضيلة. ويقال أنه عاش في برميل كبير. وأنه مشى يحمل مصباحاً في النهار. يبحث عن رجل فاضل او شريف وآمن بأن الفضيلة تظهر في الأفعال وليس النظريات. حياته كانت حملة بلا هوادة لهدم قيم المجتمع ومؤسساته التي كان اعتبرها فاسدة تماما.



#اسامة_على_عبد_الحليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظل الطاغية
- حول الحرب فى السودان
- اليمين ملة واحدة
- مصباح ديوجين
- حول حوار الرفيق على الكنين بخصوص الطبقة العاملة
- تأملات فى الحالة السودانية1
- تعليقات حول الكتاب المقدس
- تعليقات حول قضايا الثورة فى السودان
- حول الاقتصاد السودانى
- ست سنوات على مذبحة المهندسين
- هل نحن بحاجة الى يسار جديد؟
- مقتطف آخرمن روايتى ( الغيبوبة)
- مقتطفات من روايتى ( الغيبوبة)2
- دولة المكاسين
- فصام / قصة قصيره
- منهجية الثقالة والشأن السودانى
- تأملات حول الانتخابات السودانية
- نظرات فى الشأن السودانى-قصة السلطة وقضية الثروة1
- حول مذبحة السودانيين فى مصر -دعوة لاطلاق سراح السجناء اللاجئ ...


المزيد.....




- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامة على عبد الحليم - الجدار