فكرعبدالمنعم ابوالفتوح الاخوانى يخطط للاستيلاء على الدولة وليس تأسيس دولة

حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فى اثناء تصفحى للمواقع الاخوانية وجدت كلاما خطيرا للمرشح التوافقى الاخوانى عبدالمنعم ابوالفتوح منشور منذ فترة يتحدث فيه ويعرف مصطلح الدولة الاسلامية !!! بل انه يقول :إن الإخوان مع دولة مدنية لا دولة دينية !!! وأن من يحكم في هذه الدولة متخصصون مدنيون، فماذا تبقي إذن من الإخوان؟!! هذا الحوار القديم يوضح بكل اريحية افكار ابوالفتوح الحقيقية بدون رتوش او مكياج سياسى عسانا نعثر عند ابوالفتوح او الإخوان علي موقف واضح غير ملتبس عن موضوع الدولة المدنية أو الدينية !!! حيث نجد ابوالفتوح يقدم تعريفه وفهمه لمصطلح الدولة الإسلامية، بأنها هي التي تعيش فيها أغلبية مسلمة !!! وعليه فانها تكون دولة مسلمة وديمقراطية في آن معاً !!! وهذا تعريف غير صحيح او دقيق على الاطلاق بلا دلالات حقيقية أو واقعية وأنه كلام واهم، ووهم كلام، بلا معني ولا دلالة واحدة سليمة ....


ابوالفتوح قدم تعريفه وفهمه لمصطلح الدولة الإسلامية، بأنها هي التي تعيش فيها أغلبية مسلمة !!! وهذا كلام خطأ مائة بالمائة لانه يعنى ان دولة من منظور ابوالفتوح القاصر ان دولة الخلفاء الراشدين او الدولة العباسية او الاموية لم تكن دولة اسلامية لأنها، حسب تعريفه، معظم سكانها لم يكونوا مسلمين !!!لأن الحاكمين كانوا هم الأقلية
بل كانوا أقلية الأقلية، ولم يحكموا بحكم الأغلبية بل بحكم الغلبة والقوة والسيف !!!لأننا لوأخذنا بتعريف أبوالفتوح وبمبدأ الأغلبية الديمقراطية لكانت دولة أبوبكر رضى الله عنه غير مسلمة، لأن ثلاثة أرباعها كانوا مرتدين، ودولة عمر، وعثمان، وعلي ( رضى الله عنهم اجمعين ) التي ضمت الشام والعراق ومصر كانت غير مسلمة بدورها، لأن غير المسلمين كانوا هم أغلبية السكان الساحقة !!!..ولذلك اقول لابو الفتوح أن مفهوم الأغلبية والأقلية كمفهوم سياسي حديث، لم يكن معلوماً ولا مفهوماً للمسلمين فى دولتهم الاولى الناشئة والبدائية من حيث النظم السياسية بالحجاز ولا بعد تشكيل الامبراطورية الاسلامية التى كان يحكمها السادة العرب ثم من بعدهم الترك العثمانيون !!! لقناعتهم بالخلافة التى تستمد قوتها من الدين والعنصر لا بالأغلبية ولا بالأقلية !!! اما نظام الاغلبية والاقلية فهو من مصطلحات الغرب الحديثة الذى يطلق عليها الاخوان وكافة التيارات المتأسلمة اسم (الطاغوت ) !!...

مما لاشك فيه ان مشكلة ابوالفتوح والاخوان عموما ان لديهم فقر دم مدقع سياسيا وزادهم من العلوم السياسية يعانى من انيميا حادة كما هو شأنهم مع كل المعارف الإنسانية والعلوم المختلفة ... لذلك عندما تدقق فى كلامهم السياسى تسمع منهم العجب العجاب والتناقضات الغريبة كما رأينا من تعريف «أبوالفتوح» للدولة المسلمة بأنها ذات الأغلبية المسلمة حسب المبدأ الديمقراطي لان زاده من العلم السياسي يعاني من فقر مدقع !! فهو يخلط بين زمن ماض وزمن أتى بعده بأربعة عشر قرناً ... مستخدما
المصطلحات المعاصرة كالديمقراطية مع دولة بدائية عتيقة فى مقابل نظم سياسية حديثة ... الى جانب خلط ابوالفتوح الواضح بين معني الشعب ومعني الدولة... فالدولة فى النظم السياسية الحديثة هى عبارة عن مجموعة مؤسسات وهيئات وظيفية.... الى جانب انه ليس في الإسلام دولة !!!... ومن نافلة القول اذكر ابوالفتوح بأن مصر دولة قبل الإسلام بآلاف السنين !!! ... والشعب المصرى الآن غالبيته من المسلمين لكن دولته تقوم علي المؤسسات والهيئات وليس الاسلام او المسيحية ... بل الاغر ب ان شعب مصر منذ فجر التاريخ لدية دولة تتغير ديانتها ومعتقداتها وثقافاتها وتكثر فيها الروافد الفكرية الا انه يظل مصريا فى دولة مصرية حتى لو سكنها الجان من اى ملة او عنصر ... الى جانب ان ابوالفتوح يريدها دولة اسلامية وهنا اقول له : اذا لزم قولك ان مصر دولة اسلامية فلابد ان توضح لنا هل ستكون دولة اسلامية سنية ام شيعية ام وهابية ام حنبلية ام اخوانجية !!! والا كان تعريفك للدولة التى هى موجودة فى مخيلة الاخوانجية امثالك قاصرة !!!...فكيف جاز لأبي الفتوح أن يبني كل شروحه لدولته المنتظرة والتي يصفها بأنها إسلامية؟ فإذا كانت إسلامية وكانت دولة فلماذا لم يقلها الله ولا نبيه ولا حتي أحد صحابته ولا تابعيه ولا تابعي تابعيه؟ أم ذلك كان سهواً من القرآن والحديث وجاء عبدالمنعم ابوالفتوح والإخوان ليتداركوه؟؟...


ولا يغرنك قول أحدهم إن موضوع الدولة ونظام الحكم والحريات والمساواة وحقوق الإنسان كانت متضمنة في الآيات أو السنة، لأنها ليست مسائل بسيطة أو هينة يشار إليها بالتورية الضمنية، فهذا مصير شعوب وأمم ودول وأوطان،لابد أن يكون الحديث بشأنه واضحاً قاطعاً لا يحمل أي التباس أو كناية أواستعارة اوتورية ...إنهم يقيمون لنا ديناً جديدا مقدساً الفاتحة فيه: «أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم علي أرضكم»، وقصار السور فيه: «الإسلام هو الحل»،ويريدون أن يحكموا بالقرآن والسنة بينما القرآن والسنة ليس فيهما شيء عن الحكم والحكومات، لذلك يضيفون إلي القرآن والسنة ملحقاً هو «أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم علي أرضكم»، أليس ذلك الفعل مثله مثل فعل مسيلمة الكذاب سيئ الذكر؟ أم تراهم مسيخ آخر الزمان الدجال؟!!...

لقد جاء ابو الفتوح بدين جديد لم يكن موجودا عند السلف الصالح لانهم لو كانوا رضوان الله عليهم اجمعين على قناعة باسلامية الدولة لقاموا هم بتعريف هذه الدولة المسلمة وكيفية ادارة الحكم فيها !!! الجدير بالذكر انهم لم يقولوا في ذلك شيئاً، وهم الأعلون،فهل من حق ابوالفتوح والإخوان أن يقولوا ذلك وهم الاقل مكانة وشأنا من السلف الصالح رضوان الله عليهم اجمعين ؟... ألم اقل لكم ان ابوالفتوح وجماعته جاءوا بدين جديد لايمت للاسلام بصلة !!! هذا الدين الجديد ينادى بشعارات براقة حديثة ...
ثم ما حكاية «إسلامية بالأغلبية» حسب المبدأ الديمقراطي، فمتي آمن الإخوان بالديمقراطية، ومن أين حصلوا عليها؟!في نظام الحكم الإسلامي ليس هناك شيء اسمه الديمقراطية، لا يعرف أغلبية وأقلية، لأنه لا يوجد شيء اسمه رأي الرعية، بدليل أن الأقلية العربية هي التي كانت تحكم بمشاركة الفقهاء فقط ولا وجود للرعية...وهي غير موجودة في إسلامنا ولم يعرفها سلفنا الصالح ولانبينا، لأنها لو كانت موجودة لكانت دولة الخلافة دولة غير إسلامية بحكم الأغلبية... كما يجب ان يعرف ابوالفتوح إن الديمقراطية لا تعود إلي الحجاز إنما تعود إلي أثينا وروما قبل ظهور الإسلام بقرون طوال تصل إلي الألف عام !!!...لوكان هناك رأي لأغلبية لأخذ أبوبكر، وهو خليفة برأي الصحابة وعلي رأسهم عمر، بعدم قتال مانعي الزكاة، ولما أنفذ رأيه المتفرد وأعلن عليهم الحرب رغم عدم رغبة الأغلبية من كبار الصحابة لقتال مانعى الزكاة !!..ولو كان هناك أي اعتبار لمعني الأغلبية لأخذ عمر برأي تسعة من عشرة من خيار الصحابة استشارهم في قيادته لجيوش الفتوح بنفسه، وقالوا بوجوب إمارته للجيوش، لكنه أخذ برأي عبدالرحمن بن عوف فقط الذي قال بوجوب بقاء الخليفة بالمدينة، وإرسال الجيوش تحت قيادات أخري، ولم يأخذ برأي التسعة.... هل ابوالفتوح اعلم من عمررضى الله عنه باسلامية الدولة والاغلبية المسلمة ؟! ... ان كان الجواب بنعم فالحكم لكم لانه يزكى نفسة على ابى بكر وعمررضى الله عنهما والسلف الصالح ... وان كان الجواب ب (لا) فاعلم ان ابوالفتوح والاخوانجية قد جاءوا بدين جديد لايمت للاسلام بصلة !!!...


يجب ان يعلم الجميع ان الاسلام هو علاقة بين العبد وخالقه ولاعلاقة له بدولة او حكومة او سياسة ... لان الاسلام لو كان مهتما بذلك لوضع له شكلا محددا لنظام الحكم وطرق تداول السلطة واساليب توزيع الثروة لان الاسلام وضع شكلا محددا لقضايا اقل خطورة وشأنا من نظم الحكم مثل المواريث وانصبة كل وارث بدقة متناهية !!! أن الإسلام لم يهتم بمسألة أنظمة الحكم والإدارة، فقد ترك المسلمون الفاتحون البلاد المفتوحة تدار، كما كانت تدار بالأساليب الرومانية والساسانية، وهي أساليب غير إسلامية اخترعتها شعوب غير عربية وغير مسلمة منذ قرون طويلة، بل وأمر الخليفة عمر رضى الله عنه بإنشاء دواوين عربية هي نموذج لما كان في دولتي الفرس والروم......
لو كان الاسلام مهتما بذلك لوضع شكلاً محدداً لنظام الحكم ومؤسساته، وطرق تبادل السلطة، وأساليب توزيع الثروة ... والا لماذا تقاتل الصحابة الاجلاء فيما بينهم على الاموال التى غنموها من البلاد التى فتحوها !! لو كان لديهم شكلا محددا لنظام الحكم وتوزيع الثروات فلماذا تقاتلوا فيما بينهم ؟! لكن ذلك كله لم يكن في الإسلام ولا اهتم به الاسلام !!! فمن اين جاء به ابوالفتوح والاخوانجية ؟!!!...


تعالوا بنا لنحاسب ابوالفتوح على قدر ما قال وحسب المبدأ الديمقراطي، فإن أبوالفتوح يتكلم باسم جماعة الإخوان، وهم أقلية في مجتمعنا المصري، ومع ذلك يتكلم كما لو كانوا أغلبية، ويفعل جميع الإخوان مثل فعله،ليزرعوا فى ادمغتنا أنهم ليسوا أقلية !!! والأقلية كما قال ابوالفتوح لاتفرض رأيها علي الأغلبية !! لذلك نلزمه ان يطبق على نفسه وعلى جماعته قوانين الشريعة الاسلامية ولا يعارض اى نظام حكم قائم فى البلاد لان معارضته للنظام الحاكم هى تمرد على دين الاسلام نفسه الذى امرنا بطاعة ولى الامر ... فلماذا يتباهى ويتماهى ابوالفتوح بمعارضة الجماعة لحكم مبارك بل بلغ التباهى به وبانصاره ان وصفوه بانه وقف معارضا السادات ؟!.. ومن فمك ادينك هل يجوز لك انت وجماعتك الخروج على الحاكم ؟ الذى تعنى معارضته التمرد على دين الاسلام نفسه الذى امرنا بطاعة ولى الامر حرصا علي عدم الفتنة، كما تؤكد المراجع الإخوانية بوصفهم وهابية حنبلية سنية...فهو إما أن يعارض، لكن بعد أن يخلع صفة الإسلامية عن سياسته ومواقفه «حتي نصدقه»، وإما أن يتمسك بصفته الإسلامية ويصمت ولا يشارك في الفتنة.. لعن الله من أيقظها «حتي نحترمه»....

نحن بالطبع ضد الاستبداد والفساد الاقتصادي والأخلاقي، لكن أسوأ الفساد هو الانتهازية بالدين ضد الوطنية مما يبذر بذور الشقاق والفتنة في المجتمع كما يفعل ابو الفتوح وجماعته الاخوانجية ....ولأنهم لا يعترفون بأن زمان الخلافة يختلف في قيمه وشرائعه عن زماننا، يسقطون في شراكهم اللفظية والشرعية !!! ..يقول أبوالفتوح نقيضين: "هناك فساد أخلاقي ونحن ضد الخروج عن المبادئ الإسلامية، لأن تعريفهم للفساد غير تعريفنا اليوم للفساد"...فالمبادئ التي يقول إنها إسلامية، تري العبد الآبق كافرا حتي يرجع إلي مواليه !!! ومبادىء الديمقراطية تراه مناضلا عظيما في سبيل الحرية، يستحق أن تقام له التماثيل في الميادين !!!المبادئ التي يقول إنها إسلامية تبيح تجارة الرقيق وركوب الجواري والتمثيل بالأحياء قطعا ورجما وكلها مبادىء لاتتماشى مع الديمقراطية التى يتشدق بها ابوالفتوح للضحك على السذج !!! ثم لماذا لا يعيد ابوالفتوح إلينا الجواري كما يريد فرض الحجاب على نساء مجتمعنا ؟!! ابو الفتوح يكافح من أجل شيء ليس في شرعنا اسمه الدولة الإسلامية !!! ولايكافح هو وجماعته لتنفيذ شريعة الله في أرضه بعودة نظام العبودية ... حيث يرون نكاح ملك اليمين من الدين ونراه بمنطق الديمقراطية العالمية اغتصابا عقوبته الاعدام ... كما يرون السياحة والبنوك حرام شرعا ... ونرى نحن بمنظور الديمقراطية والدولة الحديثة بنوكة الاسلامية تمثيلية هزلية ونصب رخيص حيث يذهب كل المال إلي مساره الطبيعي الربوي في حركة الأموال العالمية...هنا نرى تشارك البنك والمودع لخداع الذات!!!!..ابوالفتوح والاخوان يرون أن قراءة الموظفين القرآن أثناء العمل فضيلة «وإلا ما فعلوها»،ونراها نحن تعطيلا لمصالح العباد، فهذه هي الرذيلة المرذولة والنطاعة المكروهة نفسها....


الفساد يعني الخروج عن قاعدة أخلاقية أو قانونية وضعية، كما يقول العلم الإنساني، أو هو حسب الفهم الديني خروج عن قاعدة شرعية دينية سماوية، فإذا قصد أبوالفتوح من الفساد جانبه الوضعي: كالجمارك،والبنوك، والجنسية، والضريبة، والمحاكم الإدارية، والجنائية، فإن جماعة الإخوان حسب هذه القوانين الوضعية فاسدة لأنهم جماعة كانت قبل الثورة غير شرعية فسدت بخروجها عن القانون الوضعي بوجودها رغما عنه، فسدت بإصدار صحف ونشرات دون تراخيص، فسدت بشركات توظيف الأموال ونهب أموال الفقراء، فسدت بغسيل الأموال عن طريق 135شركة إخوانية تغسل الأموال القذرة الملوثة، فسدت بجمع الأموال لتمويل جماعات الإرهاب الدولية، فسدت
باختراقها قواعد الاستثمار البنكي بما يدمر اقتصاد الوطنى.... اما لو كان يقصد النوع الثاني من الفساد الذي يكون بالخروج عن قاعدة دينية شرعية.... فشر الفساد هنا ان ابوالفتوح وجماعته الاخوانية اسهموا بالصمت والسكوت على تعطيل شرع الله ويبشروننا بأنهم سيقطعون أيدينا إن شاء الله بالشريعة عندما يحكمون.... وهنا اقول لابوالفتوح ألا يوجد بين الإخوان سارق واحد أوزان واحد الآن لتطبقوا عليه الشريعة التي تزعمون أنكم حراسها، حتي يصدقكم المسلمون؟ أم تنتظرون الوصول إلي حكمنا لتكونوا أنتم الحاكمين القاطعين.. ونحن المقطوعين؟!!وما قصة الفتاة ذات ال25 ربيعا التي تزوجت من أحد قيادات الجماعة المتزوج بأخريفانكشف ستار الفضيلة الوهمي وظهرت الجماعة علي حقيقتها الأمر الذي اضطر القيادي أن يطلق زوجته الثانية السرية بعد ضغوط قيادات الجماعة التي ناصرت ووقفت مع الزوجة الأولي ذات الموقع التنظيمي في قسم الأخوات. وهي قريبة احد القيادات المهمة في الجماعةعنكم ببعيد ....بعد حدوث الطلاق للزوجة الثانية اكتشفت أنها حامل فلجأت لمكتب الإرشاد لتأخذ حقها خاصة أن حملها وقع دون أن يدخل بها زوجها. جاء الحمل عن طريق الملاطفة الجريئه بين القيادي وزوجته الثانية دون أن تفقد عذريتها... ماذا فعلتم ؟!حيث أثبت التحليل أن الفتاة حامل بالفعل !!!عندما وضع مكتب الارشاد الفتاة تحت اختبار الحمل وأشرف علي ذلك مسعود السبحي السكرتير الخاص للمرشد بنفسه !!...

عبدالمنعم ابوالفتوح و الإخوان يتكلمون عن الشرف ولا يتراجعون عن هتك عرض العدوالمخالف لهم فى الرأى ، يتكلمون عن الحرية ولا يتراجعون عن فقه العبودية، يتكلمون عن التسامح ويسمون غيرهم كفاراً وأوطانهم ديار حرب، يتحدثون عن حقوق الإنسان ويبيحون العدوان علي الغير وسلبه وأسره لمن استطاع إليه سبيلاً،يتكلمون عن اقتصاد إسلامي غير ربوي ويبيحون الاستيلاء علي كل ما يملك المهزوم فلا يبقي لديه مال حتي يرابي به، اقتصاد خراجي، أي اقتصاد خرابي،فاقتصاد بدون بنوك تعمل وفق الماكينة الدولية للاقتصاد العالمي هو خراب عاجل....هذا ما يعرضه علينا عبد المنعم ابوالفتوح والإخوان أن نعود عبيداً لهم !!!ألا ترون مدي كذبهم في قولهم بحق واحد.. مع تعددية في الحقوق لا تأتلف ولا تلتقي أبداً؟!رغم إعلانهم الدائم الدائب أن الحق واحد...

ابو الفتوح الاخوانى يريد اخضاعنا لعمليات تجريب كفئران تجارب لجهلاء السياسة وأغبياء الاقتصاد... ويعطى هذا الحق لنفسه بعد ان قصر المبادىء والقيم على التجربة الاسلامية ... ومنكرا هو وجماعته على البشرية مبادئها وقيمها قبل الإسلام وبعد الإسلام، بل منكرين علي الأنبياء السابقين أن يكون لهم مبادئ وقيم كما للتجربة الإسلامية..
مما لاشك فيه ان الديمقراطية هي تداول السلطة بشكل سلمي.... فلماذا لا يذكر لنا أبوالفتوح خليفة واحدًا تولي الحكم ديمقراطيا منذ ظهر الإسلام وحتي سقوط دولة طالبان ...كلام أبو الفتوح فلسفة تحمل بداخلها وتستبطن الاحتقار العربي القديم للمفتوحين ولكن في صورة حديثة، ألا تراه لا يجد مانعًا مطلقًا من جعلنا فئران تجارب لورثة السيادة العربية، يفشل فصيل فيأتي غيره؟!! إنها فلسفة السيد المالك والعبد المملوك ...إن قوله إن العبرة بالمبادئ والقيم التي هم حراسها، يعني أننا قبل دخول الاسلام مصر لم نكن نعرف الضمير أو الأخلاق أو القيم أو البعث والحساب.... حتى نفهم عبدالمنعم ابوالفتوح جيدا تعالوا نتساءل ونريده ان يرد علينا : أين هي الإرادة الشعبية في فقهنا، وأين هي الدولة المدنية في الحديث النبوي، وأين هي الحريات في تاريخ الخلافة كلها راشدة أو غير راشدة؟، ولماذا ليس لدينا باب في كتب السنة الصحيحة وغير الصحيحة بعنوان حقوق الإنسان مثله مثل باب النكاح؟!..


لقد تمكن ابو الفتوح والإخوان عبر أجهزة الاعلام من عقل الناس، وتزييف وعيه ضد مصالحه، من أجل مكاسب فئة بعينها علي حساب الوطن كله، بناسه وأرضه وتاريخه ومستقبله،إنها جريمة إبادة شاملة لوعي الإنسان المصرى بمصالحه ليكون إنساناً حراً غيرمسير، هي إبادة أجيال بكاملها بخطب منبرية، فيتحول المسلم في لحظة إلي
وحش كاسر ضد أشقاء الوطن اذا اختلفوا مع ابوالفتوح او جماعة الاخوان !!وهذا «الكاسر» هو الإنسان الجاهل المتخلف العاري الحافي الجائع المريض،ومع ذلك كله يسير مهموماً بفلسطين والعراق ويتظاهر ضد أمريكا، ولا يتظاهرضد الفقر والجهل والمرض والاستبداد، وثراء السادة اعضاء الجماعة الفاحش والغير مبررعلى حساب باقى ابناء الجماعة !!!عبدالمنعم ابوالفتوح يطرح علينا نظاماً إسلامياً لدولة الإخوان المرتجاة، فهلا أشار لنا أين توجد هذه الدولة في إسلامنا، فقهاً أو حديثاً أو قرآناً أو سيرة أو حتي شعراً؟....

عبدالمنعم ابو الفتوح يقول إن النبي والصحابة كانوا حكاماً، وإن ذلك دليل علي وجود الدولة بل هو مرجعية وإدراك سياسي للدولة.... لكنه نسى ان الدول أصناف منها ما هو في حال الابتداء الأول، ومنها ما أقام المؤسسات والقانون مثل أثينا وروما وبابل، منها جزر القمر ومنها أيضاً أمريكا، ومنها دول يثرب ومنها أيضاً دولة خفرع !!
والثابت تاريخياً أنه عندما قامت امبراطورية الإسلامية واستولت علي الدول المجاورة، استولت أيضاً علي أساليب الحكم القائمة فيها من ألوف السنين !!! لقد علقوا فقط عليها يافطة العروبة والإسلام... يا عبدالمنعم ابوالفتوح الدولة لا تنشأ بقرار، الدولة الوحيدة التي نشأت بقرار هي إسرائيل....ومثلها تلك التي تطلبها ويطلبها الإخوان بنفس منهج التفكير البدوي ... عبد المنعم ابوالفتوح وجماعته يقومون بإعادة إحياء تاريخهم القديم بخطف الدولة وتعليق يافطة الإسلام عليها وإلا فليبرزوا لنا برنامجاً وطنياً واحداً، ليس لديهم شيء، كل ما يريدون هو الكرسي الأعظم في الوطن كرسى الحكم ....

إن عبد المنعم ابوالفتوح المرشح للرئاسة وللقيادة يعلن ذلك علينا في أكبر عملية سطو تاريخي علني، لا يخجل مما يقول ولا يستحيي حيث يقول: إنه صانع دولتنا المقبلة دون أن يقدم دليلاً واحداً يشير إلي أن أحداً منهم يفهم أصلاً معني دولة، أو عليه إذا اعتبر أن نبينا قد عمل دولة الإسلام، أن يشير لنا أين نجد في التاريخ من صنع دولة مصر ودولة روسيا ودولة بريطانيا، وإذا كان الدين يقيم دولاً فأين هي دولة الخضر، وذي الكفل واليسع، وذا النون؟!... الاخوان يطلبون دولة إسلامية صنعها الرسول، ثم يقول لنا أبوالفتوح دون أي يرمش له جفن: «إن الإسلام لا يسمح بدولة الفرد الواحد الذي يعمل قاضياً ورئيساً ومشرعاً، إن هذا نظام قبلي يجوز في حكم القبائل، لكنه لا يصح في حكم الدول، والشعوب أصبح تعدادها بالمليارات الآن، وإن السلطة يجب توزيعها علي السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية».... عبدالمنعم ابوالفتوح ينكر معلوماً من الدين بالضرورة ... وينكر على النبى ( صلى الله عليه وسلم ) أن يكون حاكماً فرداً في دولته... فقد كان النبي حاكماً بنظام دولة الفرد الواحد الذي يعمل قاضياً ورئيساً ومشرعاً فهو الحاكم، وهو القاض، وهو قائد الجيوش، وهو موزع الغنائم، وهو من يعقد العقود والعهود مع الدول الأخري أو يفضها ... لكن عبدالمنعم ابوالفتوح يصف ذلك بأنه نظام قبلي يجوز في حكم القبائل، لكنه لا يصح في حكم الدول، وانا معه مائة في المائة فيما وصل إليه، لكنه أبداً لا يري أن هذا النظام القبلي الذي لا يصح في حكم الدول كان هو نظام حكم الرسول والراشدين من بعده، وهو النظام الذي سيقيم علي أساسه دولة الإخوان الإسلامية؟!. دولة لا تعرف تقسيم السلطات، دولة نظام بدوي قبلي بدائي قدم له أبو الفتوح تعريفه لنا بنفسه!!! عبدالمنعم ابوالفتوح وهو يدلس علينا هل يفقه ما يقول اما انه يهرف بما لايعرف !!!..


هل يعرف عبدالمنعم ابوالفتوح الذى يغازل الاقباط وامريكا بكلامه المعسول عن المساواة بين ابناء الوطن الواحد دون النظر للديانة ... ان الفقة الإسلامي ينكر تماما المساواة بين البشر!!!... حيث يفرق بين المسلم وغير المسلم في البلد الواحد، ولكل منهما حقوق وواجبات غير الآخر، ويفرق بين السيد والعبد، وبين العربي الحاكم السيد وبين
المحكومين، إن كانوا من غير العرب فهم: إما أهل ذمة أو موالٍ وهم من أسلم منهم، والموالي هم العبيد، وأهل الذمة أدني منهم درجة، وبين الرجل والمرأة، وبين القرشي وبقية العرب، وبين المضري والحضري، وبين العدناني والقحطاني، لكل حقوق وواجبات غير الآخر...لقد كانت دولة الخلافة دولة من لهم كل الحقوق يحكمون من عليهم كل الواجبات!!! وهل من المساواة حقوق الإنسان ومن معاني الحرية، الاتجار في البشر واستعبادهم في الحروب !!! ..


عبدالمنعم ابوالفتوح وجماعة الاخوان ينكرون أن يكون الإخوان كبقية الفرق التى تكفر المجتمع واستنكارًا لهذا التكفير، يؤكد: إننا نحن الإخوان لسنا كبقية الفرق التي تكفر
المجتمع... وهذه طرفة غريبة حقا إذن ماذا يعني اسمكم (الإخوان المسلمون)؟ ألا يعني أنكم الإخوان المسلمون، وبقية شعب مصر المسلم الطيب من غير المسلمين، يعني كلنا (الإخوان الكافرين)؟! أليس اسمكم وحده تكفيرًا علنيا واضحًا لكل شعب مصر؟!... ابوالفتوح وجماعته يكذبون وهم يعلمون، وعندما يكذبون فيما يتعلق بمصير أمم
وشعوب، فإن هذا الكذب يكون جريمة وخيانة عظمي للوطن والناس والأمة في صفقة مع الشياطين !!وعندما يكذبون بالدين وعلي الدين فعلينا فوراً أن نفهم أن الدين ليس غرضاً لهم بالمرة، بل هو شهوة السيادة والسلطان وحدها....

#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات