أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى ملو - نماذج من الفهم الخاطيء للإسلام(تتمة)














المزيد.....

نماذج من الفهم الخاطيء للإسلام(تتمة)


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 23:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد النموذج الأول,نواصل عرض هذه الباقة من الأمثلة الدالة والمعبرة عن فهم مريض للإسلام من قبل بعض المتطفلين عليه,المتأسلمين,هي أمثلة بسيطة في مظهرها عميقة الدلالة والمعنى في جوهرها,إذ بإمكان مقاربة هذه النماذج الشاذة أن تسعفنا على فهم الكثير من السلوكات الاجتماعية والسياسية للمتأسلمين,الذين يفسرون الإسلام على هواهم أو هوى شيوخهم.
النموذج الثاني:الكاشير(النقانق) والحليب للقطط والطالب موحى يتضور جوعا.
حدث هذا في إحدى المدن المغربية,وخلاصة القصة أن أحد الطلبة القادمين من المغرب المفقر,قرر في شهر رمضان الماضي الذي تصادف مع العطلة الصيفية,قرر المكوث بهذه المدينة للبحث عن عمل,شأنه شأن أغلب الطلبة القادمين من هذه المناطق,والذين يلجؤون للعمل في أعمال شاقة كالبناء,لتوفير بعض الدريهمات التي ستعينهم على مصارف الدراسة في الموسم المقبل.
وهو على ذلك النحو,وفي عز فصل الصيف وفي كبد شهر رمضان,يصل موحى إلى غرفته التي كان يكتريها من عند أحد الملتحين,الذي تكاد لحيته تعرقل مشيته,زنزانة بمساحة 2 متر على2 بثلاثمائة درهم شهريا دون احتساب مصارف الماء والكهرباء,إلى تلك الزنزانة يصل موحى منهك القوى,مغبر الوجه,أشعث الرأس,وقد أخذ منه الإعياء مأخذه,فيسقط أرضا مستسلما للنوم إلى أن يباغته آذان المغرب.
يغسل أطرافه,يتوضأ ثم يسرع مهرولا إلى المسجد لصلاة المغرب,بعد الصلاة تبدأ معركة البحث عن الفطور لملأ بطنه الذي يتغرغر جوعا و يغني عطشا,أغلب المتاجر تقفل أبوابها قبيل المغرب,يقصد إحدى الجمعيات التي توزع وجبات الفطور فيجدها هي الأخرى قد أقفلت أبوابها,يعود أدراجه بخفي حنين,ولحسن حظه وجد متجرا في طور الإقفال,يشتري موحى باكيطة,وبيضة مسلوقة ونصف لتر حليب,ذاك هو فطوره,فأي فطور هذا خاصة إذا استحضرنا العمل الشاق الذي يزاوله؟
في طريق العودة إلى غرفته,يجد موحى الشخص الملتحي واقفا بالباب وقد ملأ بطنه بكل ما لذ وطاب,فيشرع في إلقاء دروسه التي "تدخل من الأذن اليمنى لموحى وتخرج من اليسرى",كأن يطلب منه الحضور للدروس الرمضانية التي يلقيها بعض الملتحين بعد صلاة التراويح,يجده موحى وسط خلق كثير من القطط يزودها بالحليب والكاشير,فيبدأ في درسه الممل والمعتاد حول الرفق بالحيوان الذي أمرنا به ديننا الحنيف وإطعامه وعدم إيذائه,من يسمع دروسه تلك سيعتقد أنه أبو هريرة في زمانه.
يتعجب موحى و يستغرب لقلوب مثل هؤلاء أو قل لعقولهم,متسائلا,كيف أنام أنا الإنسان الفقير جائعا إلى جانب هذا الملتحي المنتفخ البطن,ولم يخطر له يوما على بال أن الرفق بالإنسان أولى,وأنه لا يؤمن أحدكم بات شبعان وجاره إلى جانبه جوعان و هو يعلم؟ وأن الله سبحانه فضل الإنسان على كثير ممن خلق تفضيلا؟أنا لا أطلب منه صدقة-يقول موحى في قرارة نفسه- ولكن على الأقل لماذا لا يأمره دينه وضميره أن يقدر ظروفي التي لا تسمح لي بإعداد الفطور فيشفق لحالي كما يشفق على القطط,وكما يقص علي يوميا دروسه المملة و خرافاته المقززة التي لا علاقة لها بسلوكاته التي يزعم أن دينه يأمره بها,أي فهم للدين هذا؟
طالب يجتهد في سبيل العلم و لا من معيل,مع العلم أن في الإسلام فالمجتهد في سبيل العلم كالمجاهد في سبيل الله لا فرق بينهما,فلماذا لا يساعد هذا الذي يزعم التشبث بقيم الإسلام,ويكثر من القلقلة والعنعنة,لماذا لم يساعد ولو يوما واحدا هذا الطالب المجاهد؟كم سيكلفه فطوره طيلة شهر رمضان؟هل سيكلفه ذلك أكثر مما تكلفه وجبة الغذاء والفطور التي يوفرها لأكثر من عشرين قطا,وجبة لا يحلم بها موحى؟
أسئلة لا تتطلب جوابا,لأنها أصلا لا تحتمل أكثر من جواب,فجوابها هو الفهم الخاطيء للإسلام من قبل بعض المتطفلين عليه,الذين يبدأون من السقف قبل وضع الأساس,فهل رأيتم سقفا سبق أساسا؟يقدمون الأمور التافهة التي يعتبرونها جوهر الدين ويأخرون الأمور الضرورية التي تعتبر جوهر الإنسانية,فمتى يعمل هؤلاء المتأسلمون ولو جزءا صغيرا من عقولهم ليتبين لهم الرشد من الغي,ويتخلصون من تصرفات لا تمت للإسلام بصلة,بل وتنفر المسلم من دينه,فما بالك بغير المسلم الذي يتخذ من أعمالهم تلك أضحوكة ومثارا للسخرية والاستهزاء,ليس منهم كأشخاص,إنما من دين هو خير ما أخرج للناس قبل القطط؟



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نماذج من الفهم الخاطيء للإسلام
- -إميضريسطين-
- متى -تفيقون- بأن الشعب-عاق أو فاق-؟
- جميعا من أجل إلغاء الاحتفال بما يسمى-ذكرى تقديم وثيقة المطال ...
- ردا على العثماني بخصوص -المرجعية الإسلامية-
- من أجل الأرض والإنسان الأمازيغيين
- توضيحات هامة عن الأقلية والأغلبية
- ردا على -إنهم يبايعون ويصلون للعلم الأمازيغي بدل العلم الوطن ...
- لهذه الأسباب سيفوز الخليفة على عصيد
- القذافي من مجرم ضد الإنسانية إلى بطل من وجهة نظر إنسانية.
- ما مدى مصداقية استطلاعات الرأي -الإليكترونية-؟
- تناقضات حزب العدالة والتنمية الإسلاموي
- دمشقيو المغرب
- عندما تصبح مهمة الصحافة هي التحريض وإثارة الفتنة؛-
- غرائب واستفهامات حول الثورة الليبية
- العلمانية أولا والديمقراطية ثانيا


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى ملو - نماذج من الفهم الخاطيء للإسلام(تتمة)