أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اميرة بيت شموئيل - منوعات ممنوعة















المزيد.....

منوعات ممنوعة


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 13:00
المحور: الادب والفن
    


- ماريا ... ماريا
التفتت ماريا الى جهة الصوت متعجبة ... توقفت حركاتها واخذت تتأمل بعينيها وجها كاد ان يضيع بين جوانح الفراق الطويل وثكنات ذاكرتها المتعبة بالاحداث الاليمة . بعد عصر افكارها ، عرفت الوجه ولكنها حاولت مراجعة الذكريات علها تجد اسمه فلم تسعفها الذاكرة ، فما كان منها الا ان رسمت ابتسامة عريضة تخفي بها لعنة النسيان.
- واو ... اهلا ... ماذا تفعلين هنا؟؟
- هل تذكريني يا ماريا ؟؟
- نعم ... نعم .. وجهك ليس بغريب علي ؟؟
- ماريا ... انا فيوليت .. الا تذكريني ؟؟
- اه يا الهي ... نعم .. نعم فيوليت .. لقد كان اسمك على طرف لساني.
اخيرا تذكرت وارتاح بالها ... نعم هذه هي فيوليت صديقة المراهقة القصيرة المجنونة . سارعت الى احتضانها والتعبير عن فرحة اللقاء بمبادلة القبل بالقبل.
- فيوليت ماذا تفعلين هنا
- انا هنا منذ سنين .. منذ سافرت وتزوجت .. هل تذكرين؟؟
- خروجك سمعنا به اما زواجك فلم نسمع به من احد... من تزوجتي؟؟
- احمد .. حبيبي ... هل تذكرينه ؟؟
تراجعت ماريا بخطوات الى الوراء متسائلة بذهول
- يا الهي ... كيف تزوجتي احمد وانت مسيحية ؟؟ اه .. لم يكن خروجك سفر .. بل كان هروب.
- كلا كلا لم اهرب ... حاولت في البداية ولكني تراجعت عندما اقنعتني امي بالخطة الثانية.
- الخطة الثانية ؟؟ ماذا تعني؟؟
- لماذا لا نذهب ونجلس في محل القهوة لنتحدث براحتنا
- نتحدث ولما لا ... هيا هيا فانا مشتاقة لسماع القصة يا ملعونة.
انها الان تشعر بحرية في الجلوس مع شخص مثل فيوليت لتستمع بشغف لقصة صديقتها محاولة استعادة الماضي البعيد وذكرياته مع الاحداث.
- كما قلت لك يا ماريا ، لقد حاولت الهروب مع احمد ولكن امي تنبهت للخطة وافشلتها ، وهددتني باخبار ابي واخوتي.
- يا الهي .. وماذا حدث .. اسرعي قبل ان يتوقف قلبي؟؟
ضحكت فيوليت وامسكت بيد ماريا
- لا تخافي فانا مازلت حية كما ترين .. ما حدث اني صرخت وبكيت وتوسلت بامي ان تفهم حبي لاحمد وحبه لي وقلت لها لو لم يكن الله يريد لهذا الحب الحياة لما اوجده فينا اصلا ، و .... قلت لها باني حاولت اكثر من مرة ان ابتعد عنه وانساه ولكني لم استطع وهو كذلك.
- مازال قلبي متوقفا .. اسرعي .. ماذا اجابت؟؟
- لاتنسي ان احمد كان شابا هادئا ويحترمه الجميع ولم يكن من اصحاب السوابق.
- لا تأكلي عقلي بالدفاع عن احمد فالمشكلة ليست هنا ... هيا اخبريني بسرعة ماذا حدث بعد ذلك
- اردت ان اقول ان امي ايضا كانت تعزه كجار لنا وهو يعزها قبل ان تعرف ما بيننا... فرجوتها ورجوتها ورجوتها ان تتفهم وبعدها ..وجدتها تقدم لي الخطة الثانية.
- وما هي ؟؟ هيا قولي بسرعة .
- قالت ساساعدك على الخروج من العراق ودعيه يخرج هو ايضا وهناك افعلوا ما يحلو لكم ...اما ان تهربي معه وتتركينا وسط الخطيئة والقيل والقال فوالله ساقتلك ولن ادع هذا يحدث.
- الحمد لله انها لم تجن وتقتلك ... المهم هل وافق احمد ايضا؟؟
- في البداية عارض الفكرة لانه لم يكن يرغب بترك الوطن واهله ولكنه عاد ووافق بعد ان تفهم ظروف الاهل فيما لو تزوجنا في العراق... لاتنسي باننا كنا جيران.
ما ان جاءت كلمة جيران في الوسط حتى شردت ماريا بافكارها المتسارعة في العودة الى طريق الماضي حتى توقفت في المحلة التي احتضت علاقاتهم وشقاواتهم في قصص زاخرة بالحياة والحب والاعجاب، متذكرة العديد من الوجوه التي خالطتها وصادقتها واحبتها، ورسمت معها نسيج الفسيفساء الملون الجميل.
- اين ذهبتي يا ماريا
جاء صوت فيوليت ليقطع جزء من ذكرياتها وليس كلها.
- الى محلتنا يا فيوليت. كانت جميلة حقا .
- لاننا لم نكن نفهم الا الحب ، وخرجنا منها قبل ان تتسمم افكارنا بالكراهية . كثيرا ما اشكر الله لانه اعطاني اما تفهمت معنى الحب والا كنت الان في عالم الاموات دون ان اهنئ ببناء بيت وزوج واطفال .
- اه .. هل لكما اطفال.
- لقد كبروا الان .. نعم لدينا ولد وبنت. اه ها هو احمد لقد ارسلت له مسج باننا هنا.
وصل احمد وما ان وصل حتى ارتفعت اصوات الترحيب والسلام والعتاب بين الطرفين.
- ايها السارق كيف سرقت صديقة مراهقتي مني ؟؟
- اه .. ماذا تقولين للحب .
- يا جماعة لم اكن اتصور بأني سألتقي بكما في يوم من الايام .
- ولما لا ؟؟ نحن لم ننزل الى جوف الارض ولم نصعد الى السماء .. مازلنا على الارض كما انتم .
- في يوم من الايام اعتقدت ان الارض انشقت وبلعتكم ... كما ان مجرد السؤال عنكم كان يعني تنبيش المشاكل . تعرفوا التشدد في مثل هذه الامور في العراق.
- وما زال البعض يتصرف بتشدد بالرغم من اننا في بلدان الحرية واحترام حقوق الانسان.
- لا تنسى انكم اصحاب ثورة وكل ثورة ولها معارضين ايضا.
- نعم وقد اسميناها ثورة الحب.
جلس احمد الى جانبهن وتطرقت ماريا بنظرها الى الارض مفكرة حتى بادرها احمد الى السؤال:
- بالمناسبة ماهي اخبار البيرت وميسون ؟؟
- وهل تعتقد باننا نستطيع معرفة اخبارهما ... لا اعرف ان كانا على قيد الحياة ام لا؟؟ حتى اهل البيرت اختفوا واختفت اخبارهم.
- ولكن والد ميسون كان شخصا مثقفا متفهما.
- ليست هذه المشكلة ... التقاليد ستفرض عليه اخذ الثأر. الا تتذكر من قبل قصة شموئيل الذي احب سليمة واحبته وكيف تم قتله من قبل اهل الفتاة ؟؟
- معك حق .. ربما اهل ميسون يعرفوا اين هم البيرت وميسون ولكن من سيجرأ على السؤال منهم ؟؟؟
- اخر مرة رأيت البيرت عندما هددته امه بحرق نفسها اذا تجرأ على التفكير بالزواج بميسون ... ثم اختفى واهله وبعدهم اختفت ميسون ايضا... ولم نتجرأ على التحدث بالموضوع ... كنا نخاف حتى من الحيطان.
- وماذا عن ليزا وقاسم ... هل تذكرينهم ؟؟
توقفت ماريا عن الكلام مع احمد قليلا محاولة عصر ذكرياتها لحظات قبل ان تقول :
- ليزا موجودة هنا ولكنها متزوجة من رجل الماني.
- وقتها سمعنا بانها هربت مع قاسم ... ماذا حدث ؟؟
- لا ادري بالضبط ولكني سمعت بانه حاول اجبارها على ترك ديانتها فرفضت وتركته.
نظر احمد الى ماريا مبتسما قبل ان يبادرها بالسؤال:
- وماذا عنك وعن جمال ؟؟
نظرت ماريا الى صديقتها فيوليت التي سارعت الى التدخل الفوري
- ما هذا السؤال احمد ؟؟ ماريا لم تكن لها علاقة باحد .
نظرت ماريا الى احمد واعادت النظر الى صديقتها فيوليت
- هل تريدين اقناعي بانك لم تبوحي بسري لزوجك ؟؟
عادت لتتحدث الى احمد:
- حسنا لقد صارحني واحببته واحبني ، لكني كنت اجبن من ان اقرر الزواج منه ، فتراجعت عن الفكرة برمتها.
ذهبت نظرات احمد الى البعيد محاولة استعادة بعض الماضي
- قبل خمسة سنوات سمعنا بانه سافر الى فرنسا وتزوج من فرنسية ... وعندما زرنا باريس سألنا عنه وزرناه ... كان وقتها قد اكمل توا بناء قصره الجديد.
- اوه .. كان مثابرا منذ شبابه ... اطلب له السعادة اينما كان.
نظر احمد الى ماريا وهي مطرقة الرأس طويلا قبل ان يقول:
- في الواقع كثيرة هي زيجات الحب والزواج بين المسلمين والمسيحيين بين العراقيين .
- نعم واغلبهم يسافرون الى الخارج قبل او بعد الزواج.
مرة اخرى اطرقت ماريا بعيونها الى الارض مفكرة قبل ان تبادرها صديقتها فيوليت بالسؤال:
- هل هنالك ما يشغلك يا ماريا؟؟
- نعم ... اذا سمحتوا لي بالاسئلة لانه فعلا تجربتكم فريدة.
احمد :
- ولما لا ؟؟.... تفضلي
- هل ما زلتم تتصلوا باهاليكم ؟؟
فيوليت:
- نعم واحمد ساعد اخوتي وامي على الوصول هنا بعد وفاة والدي.
- وكيف كانت ردة فعلهم على زواجكم.
- اصروا ان نتزوج كمسيحيين ففعلنا ... كذلك اهل احمد اصروا ان نتزوج كالمسلمين ففعلنا ايضا.
- ماذا ؟... ولكن هذا لايجوز .
احمد :
- وهل يجوز ان نعيش محرومين من اهالينا لان الحب ربطنا ؟؟؟
- اه .. هذا ايضا لايجوز... وماذا عن الاطفال.
- انهم يحترمون قراراتنا ويؤمنون مثلنا بالله وعلاقتهم جيدة باهالينا.. فهم يذهبون الى المسجد والى الكنيسة ايضا.
- ولكن هذا لايجوز؟؟
- ولما لا ؟؟.. بالنهاية نحن ندفع ما علينا من اشتراكات للطرفين .
- وهذا ايضا لايجوز.
- وهل يجوز ان يقف الدين موقف ظالم تجاه الحب ؟؟
- انت محق ولكن لايجوز ان تكونوا مع المجتمع بوجهين .
نظر احمد الى ماريا باستياء قبل ان يسألها
- ماذا نفعل اذا ؟
- ربما ... ربما انتم بحاجة الى تأسيس منظمة او حتى حزب للمطالبة بحقوقكم المشروعة.



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لك الحق يا ظالمي
- دور المرأة في العصور المختلفة
- في عيد المرأة اطالب بتخصيص يوم لعيد الرجل
- القديسة مومس
- اليس في الاقليم قانون؟
- لا تقترب
- هل ناديتني؟
- ثورة الانترنيت تسقط الانظمة الفاشية
- ساقول
- نحمل السلاح ام لا
- الحوار المتمدن وشمعته التاسعة، مناشدة الحكومة العراقية
- رفض نتائج الانتخابات، هل يستند الى منطق حكيم؟
- الكاتب القدير يوسف ابو الفوز في كندا، ثائر وطني يحمل مأساة ش ...
- تعاسة الاغبياء
- انذار جيم
- الثورة على الموت الثاني
- الاعتداء
- المتشددون والارهابيون لايفهموا لغة العالم
- العراق بحاجة الى جيشه من المثقفين
- الديمقراطية وحق المرأة في المشاركة في العملية السياسية


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اميرة بيت شموئيل - منوعات ممنوعة