أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - المواطنة الحقة ..أساس الاستقرار والازدهار














المزيد.....

المواطنة الحقة ..أساس الاستقرار والازدهار


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 3700 - 2012 / 4 / 16 - 18:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما قيل " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان" فان القوة والغنى المجردين ، ليسا هما أساس الحياة ، رغم أهميتهما وأهمية الخبز . فالكرامة هي الأساس ، لأنها جوهرة الحياة المستقرة ، اذ لا وطن حرا بدون مواطنين أحرارا يزهون بكرامتهم المحفوظة.
ما معنى الثروة وتوفر أسباب القوة لمجابهة العدو الخارجي في حين أن الجبهة الداخلية مخترقة ومفتتة ، ولا يتحرك المواطنون دفاعا عن وطنهم في حال تعرضه لغزو خارجي؟
لو درسنا كافة أسباب هزائم الدول والشعوب والحضارات التى سادت ثم بادت ، لوجدنا أن انعدام المواطنة وحقوق الانسان في هذه الدول كان المعول الأول في عملية هدمها ، ساعد في ذلك ، عزم القوة المنافسة،على تصفية حساباتها مع القوة الهدف التى وصلت مرحلة يسهل فيها النيل منها.
عندما يجد المواطن نفسه بدون كرامة ، ويفتقد لأبسط مبادىء حقوق الانسان ، فاننا وبدون نقاش ، سنجد حكما فرديا ديكتاتوريا ، سخر امكانيات البلاد لصالح عائلته ومن لف لفيفها من " قراد الخيل" وعند ذلك ، فان على هذه الدولة السلام ، بمعنى أنها وصلت الى مرحلة الانهدام وباتت على شفا حفرة.!
المواطن هو الأساس ، ولو تدثر أي حاكم بشعبه ، وأشاع العدل بين مواطنيه ،حتى لو كان الفقر من نصيب الجميع، لما استطاعت أي قوة مهما كان لديها من امكانيات ، من النيل من ذلك الحاكم العادل ، لأنه سيكون محميا من قبل شعبه ، ولا أظن أن جهة ما ، لديها القدرة على ابادة شعب بأكمله.
" عدلت ، فأمنت ، فنمت " هذه كلمات رسول كسرى الى الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب ، عندما عثر عليه نائما عند القيلولة في صحن المسجد ، وهنا أدرك رسول كسرى وكسرى من بعده ، أن أمة يقودها مثل هذا الحاكم ، لا يمكن التغلب عليها ، ولذلك قيل أن العدل أساس الملك!
ليس من أنت ومن أبوك ومن هي عائلتك ، بل ماذا تستطيع أن تقدم للوطن ، هنا نجد انفسنا في دائرة العطاء والاخلاص، أما عندما يكون المعيار لقب الانسان واسم عائلته ، فان اندثار الوطن وهزيمته ستكونان أقرب الينا من حبل الوريد ، ولذلك يقال " الموت ولا المذلة"!
التخلف ليس عبرة ، والفقر ليس عيبا ، فكبوات الشعوب كثيرة ، وليس عيبا أن تقع على الأرض جراء ضربة لم تقو على ردها، لكن العيب كل العيب ، ألا تنهض ، وتبقى مرميا على الأرض تبكي كما النساء.
مر الغرب –الذي ينظر اليه غالبية العرب قبله يود اللجوء اليها- بما هو أبشع مما نحن فيه ، فقد كان القساوسة وامعانا في اذلال مواطنيهم ، يقفون على ناصية الشوارع ، ويجبرون المواطنين على شراء قصاصات من الورق ، ويقنعونهم بأن هذه صكوك غفران ، وأنها نصيبهم في الجنة .
تطول مدة الظلم أو تقصر ، وكل ذلك يعتمد على المصلحين والاصلاحيين ورواد التغيير، وهؤلاء قلبوا الطاولة في الغرب وكان رمزهم مارثن لوثر كينغ، وقاموا بثورات مدروسة ، أخرجوا مواطنيهم بواسطتها من عصر الظلام وصكوك الغفران ، الى الحرية وحقوق الانسان ، وهذا ما يفسر ولوج الغرب بقوة الى مرحلة التقدم والغنى، بعد أن كان الجهل والظلام والفقر ميزته.
لهذا السبب تقدم الغرب علينا ، ونحن من كنا نعيش عصر النور والتنوير ، فبعد أن دخلنا عصر الانحطاط، أخذوا ينهلون من علومنا ونحن بدورنا وبكل الطواعية المعهودة تقمصنا جهلهم ، وقمنا بتأليه حكامنا .
لذلك ، نجد الغربيين في لقاءاتهم لا ينشغلون بالحديث عن السياسة ، بل نجدهم يتحدثون عن أحوال الطقس ووضع الفن والأدب وآخر الأفلام والمسرحيات والكتب الصادرة. والجمال وهكذا دواليك.
انهم يفعلون ذلك ليس لجهل فيهم ، أو عجز منهم ، بل لأنهم أوكلوا المهام السياسية لبرلماناتهم المنتخبة وحكوماتهم الديمقراطية، وحكامهم الذين لا يرتبطون بالكرسي الى الأبد ، وهذا مثار خلافنا معهم ، فهم يعيبون علينا انشغالنا في النقاشات السياسية وعدم ايلاء الفن والأدب والجمال أي اهتمام!!
وجوابنا لهم أنكم فرزتم بانتخاباتكم البرلمانات والحكومات والحكام، وتولى هؤلاء الدفاع عن مصالحكم بغض النظر عن بعض الحالات الشاذة ، عسكنا نحن العرب فلا برلمان منتخبا ولا حكومة ديمقراطية ولا حاكم عادلا، وهذا ما يجعلنا ننهك انفسنا في النقاش السياسي ، بمعنى أننا وجدنا أنفسنا كالأيتام على موائد اللئام.
الوطن العربي بحكم موقعه وواقعه مثال يضرب فيه بالتعددية الاثنية والعرقية والدينية، وهو كلوحة فسيفساء أنيقة تجمع ألوان قوس قزح ، وتميز بقبول الآخر فالحكم الاسلامي وفر الأمن والآمان لغير المسلمين والحديث الشريف " من آذى ذميا فقد آذاني "، خير دليل على ذلك ، وليس مبالغة ، أن اليهود الذين اضطروا لفسادهم وافسادهم وما تضمنه تلمودهم من عداء ضد المسيحية في الغرب، لم يشعروا بالأمن والآمان الا في بلاد العرب والمسلمين.
لكن الطبع غلب التطبع ، فقد تجاوزوا آثار محاكم التفتيش وما حل بهم ، وتآمروا على العرب والمسلمين ، وأول أهدافهم التآمرية كان السلطان عبد الحميد الثاني لرفضه بيعهم فلسطين ، وكان ذلك على طريق انهاء الامبراطورية العثمانية ! ويحضرني هنا ما قاله السلطان عبد الحميد للوفد الذي جاء يطالبه بالتنحي : أنتم الأتراك أتفهم مطلبكم ولكن ماذا يفعل هذا اليهودي معكم ؟
المواطنة مظلة آمنة للجميع ، فهي الولاء والانتماء ، والعطاء بلا حدود وهي تقود الى الراحة النفسية وحفظ الكرامة وحماية الحدود ، وتقود الى الابداع والرقي والتقدم، وما أحوجنا الى ذلك؟!



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الربيع العربي- .انحراف المسار!
- -العرب المسيحيون-..ليسوا حصان طروادة
- الفلسطينيون ..اللجوء مستمر !
- فيلتمان...ماكين..ليفي.. وليبرمان .. أيقونات حريتنا ...وا حسر ...
- حال العرب لا يسر..لماذا؟
- هزيمة اسرائيل بالتراكم
- غراس ..اذ يقتحم عش الدبابير وينتصر للحق
- فيروز ..ألف معذرة
- الغيتو والجدر..هل تحمي ساكنيها؟
- اعادة اعمار العرب..أنعم الله عليكم
- التلمود هو العائق امام اعتناق اليهود للمسيحية


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - المواطنة الحقة ..أساس الاستقرار والازدهار