أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -العرب المسيحيون-..ليسوا حصان طروادة














المزيد.....

-العرب المسيحيون-..ليسوا حصان طروادة


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 17:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل الولوج في هذا الباب الذي كنت أتمنى ألا يغامر جاهل بفتحه ، لا بد من التأكيد على هذه التسمية " العرب المسيحيون " ! لأن هناك خلطا ربما كان متعمدا بالنسبة لهذه التسمية ، فهناك من يقول " المسيحيون المشرقيون " أو المسيحيون العرب".
القول الفصل في هذه التمسية يعتمد على فهمنا لمبدأ " الثابت والمتحرك "أو نظرية الأصل والفرع " ، فاذا ما قلبنا الأمور منطقيا ، وجدنا أن القومية أو العروبة هي الثابتة ، أو الأصل، أما الدين فهو متحرك أو لنقل الفرع ، بمعنى أن العروبة ثابتة ، فيما كان الدين متحولا ومتحركا.
لست في وارد الغوص في موضوع فلسفي يشابه قضية البيضة والدجاجة ، وجل هدفي هو وضع الحقائق في نصابها اعتمادا على المنطق، وما أود قوله عن قناعة تامة، وممارسة لدوري المتواضع كمثقف بسيط ، أن العرب وجدوا على هذه الأرض، وجبلوا على هذه القومية ، وهذا هو الثاب أو الأصل.
أما قضية الدين ، فهنا أقول أن المعتقدات تواجدت مع الانسان منذ أن زين ابليس لأمنا حواء وأبينا آدم تناول التفاحة، فعوقبا بالخروج من الجنة وارفة الظلال الى الأرض مرتع الظلم.
كان التوحيد سيد الموقف ، ولكن المساحة كانت أوسع مما نتصور في مجال العبادات والمعتقدات ، فهناك من عبد النار والهواء والشمس ، والفرج والحيوانات المفترسة، والرعد والبرق ، وعبد العرب تحديدا الأصنام في الجزيرة العربية.
وبعد ذلك تتابع نزول المرسلين كل الى قومه ، وكان اليهود أكثر من خصهم الله بالأنبياء والرسل، لكنهم كانوا يقتلونهم ، وكانت اليهودية أول ديانة يعتد بها ، ما أدى الى تحول بعض من هؤلاء عن عباداتهم واعتنقوا اليهودية.
بعد اليهودية جاءت المسيحية وولد المعجزة المسيح عليه السلام في فلسطين وكانت أمه مريم العذراء أو البتول الطاهرة العفيفة الشريفة ، التى كرمهها الله لطهارتها بأن أفرد جل في علاه سورة كاملة باسمها, هي سورة " مريم" وقد تحول الكثير من اليهود وأصحاب المعتقدات الأخرى الى المسيحية.
وبعد مجىء الاسلام وبعث محمد النبي الأمي العربي في صحراء الجزيرة ، حدث ذات الشىء ، وتحول بعض المسيحيين واليهود وأصحاب المعتقدات الأخرى الى الاسلام الذي جاء للناس كافة ، ومع ذلك ، قال الله سبحانه وتعالى" لكم دينكم ولي دين.. لا أكراه في الدين" وأكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم "من آذى ذميا فقد آذاني". وعندما سئل عن السيد المسيح عليه السلام أجاب : أنه ابن الخالة !!
بعد هذه المقدمة تبين لنا أن المسيحية بنبيها المعجزة وأمه الطاهرة ، هي ابنة هذه الأرض ، ولم نستوردها من روما ، لذلك أقول واثقا أن أتباع السيد المسيح في هذه المنطقة هم عرب أقحاح أصلا وفرعا وثابتا ومتحركا وليسوا روما كما يحاول البعص سرقة هويتهم ونسبهم الى الروم الذين ما كانوا يوما الا غزاه لأرضنا.
لست مؤرخا لأستعرض دور اخوتنا العرب المسيحيين في نهضتنا وحضارتنا والحفاظ على لغتنا الجميلة ، وان كنت أعتب على من تسموا بأسماء الفرنجة مثل " رودريك" و"جورج"على سبيل المثال.
هناك حالات شاذة لا أنكرها ، وهذا ناموس الطبيعة، ورغم وجود بعض من تحالفوا مع اسرائيل لاقامة كانتون خاص بهم في لبنان ، وأجزم أن هؤلاء هم من الروم فانني أقول أن العرب المسيحيين براء منهم.
وحتى لاتخيم على أجوائنا مثل هذه الحالات ، علينا أن نتذكر بكل الفخر العروبي كوكبة العرب المسيحيين الخالدين في سماء العروبة وفي مقدمتهم العربي المسيحي السوري فارس الخوري الذي رفض حماية الفرنسيين للعرب المسيحيين ، وقال لهم أنه يفضل الحماية الاسلامية على حماية فرنسا.
ولأن القائمة تطول أجد نفسي ملزما باستعراض الأسماء المشرفة من العرب المسيحيين الذين تمسكوا بعروبتهم ورفضوا الفرنجة ، وأول هؤلاء عيسى العوام الذي كان الساعد الأيمن لمحرر القدس من الفرنجة صلاح الدين الأيوبي.
وهناك طيب شربل الذي رفض تحية العلم الفرنسي والاستسلام للفرنسيين في معركة البرلمان السوري يوم 29-5-1945 ، ولا أنسى نائب سلطان باشا الأطرش ابن جبل العرب عقلة القطامي الذي أبلى بلاء حسنا ضد الفرنسيين.وكذلك البطريرك غريغوروس حداد الذي رفض التطبيع مع قادة الاحتلال الفرنسي لسوريا .
ولن أنس الراحل قبل أيام الأنبا الراحل شنودة الثالث الذي حرم زيارة الأقباط للقدس وهي تحت الاحتلال، وجل هؤلاء الرموز العربية المسيحية ، كانوا قادة للتآخي العربي المسيحي – المسلم.
الذين يخططون لوأد العروبة ، وطمس هذه الحالة من التآخي سواء من الفرنجة أو من أتباعهم المتزمتين ، تنبهوا لهذه الظاهرة ، واهتدوا الى أن كشف ظهر العرب المسلمين في هذا المنطقة ، انما يتم بالتخلص من العرب المسيحيين ، ومن هنا ، كان الاعتداء على العرب المسيحيين في فلسطين والعراق بالتحديد، ولعلي لا أكشف سرا عندما أقول أن اسرائيل هي من يقف وراء هذه الحملات ، وهي صاحبة فكرة الخلاص من العرب المسيحيين ، لتصطاد أكثر من عصفور بحجر واحد.
وعليه نراها تضيق على العرب المسيحيين في القدس وفلسطين وتوحي للسفارات الغربية بمنحهم تأشيرات للهجرة من أرض النبوة والرسالات وترك مكان ولادة السيد المسيح مرتعا ليهود .
كما أنها وراء ما يجري للعرب المسيحيين في العراق ولأخوتنا الأقباط في مصر بهدف اقتطاع كانتون خاص بهم ، أو اجبارهم على الهجرة ، وهي تريد بذلك أن تقول للعالم وخاصة الغرب المسيحي أن الصراع في الشرق الأوسط يهودي –اسلامي ولا دخل للمسيحيين به اضافة الى تبرير يهوديتها!!
ابان ما يطلق عليه " الربيع العربي" طالعنا بعض الموتورين بشعار ينم عن خبث معتق يؤشر على كل ما تحدثنا عنه ويقول أن " المسيحي على بيروت"! وهذا بطبيعة الحال مرفوض جملة وتفصيلا ، ليس لنجاسته ، بل لأنه توليفة صهيونية متزمته.
وأختم بنصيحة وهي أن علينا ألا نفسد علاقتنا مع اخوتنا العرب المسيحيين ، حتى لا نكرههم على التحالف مع عدونا وعدوهم ونكون أول الخاسرين!
" ليس كل ما يعرف يقال ، ولكن الحقيقة تطل برأسها "!!



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطينيون ..اللجوء مستمر !
- فيلتمان...ماكين..ليفي.. وليبرمان .. أيقونات حريتنا ...وا حسر ...
- حال العرب لا يسر..لماذا؟
- هزيمة اسرائيل بالتراكم
- غراس ..اذ يقتحم عش الدبابير وينتصر للحق
- فيروز ..ألف معذرة
- الغيتو والجدر..هل تحمي ساكنيها؟
- اعادة اعمار العرب..أنعم الله عليكم
- التلمود هو العائق امام اعتناق اليهود للمسيحية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -العرب المسيحيون-..ليسوا حصان طروادة