أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيوب بن حكيم - إيناع الإلحاد من فرط التدين أو -اِكتفاء الدعاة الجدد بتجهيل الناس-














المزيد.....

إيناع الإلحاد من فرط التدين أو -اِكتفاء الدعاة الجدد بتجهيل الناس-


أيوب بن حكيم

الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 08:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لثقافة الإسلامية الحديثة مرت في فترة قصيرة جدا بمخاضات عسيرة على الفهم أم التصديق، فقد انتشر الشك في قيمة الديانة آن انتشار المفاهيم الماركسية والوجودية، حتى اذا تراخى الاهتمام بهما انقض التيار الديني من كمونه كعود ثقاب انتقل من وضعية الوجود بالقوة الى وضعية الوجود بالفعل، فماذا أعطتنا ما نظنه يقظة دينية ؟

ألم تعطنا "دعاة مليونيرات" يعيشون في قصور في حين يدعون الناس الى التقشف ؟؟ أليس هؤلاء يتكلمون في كل شيء إلا في انتقاد حكامهم فاستنجدوا بعقيدة المرجئة هاهنا ؟ لماذا يكفر الحويني الناس ويفرق الزوجة عن زوجها لمجرد أنه لا يصلي، في حين لا يستطيعُ الكلامَ عن حسني مبارك ، فهذا الأخير كافر حسب منهجهم الاطرادي ، لكنهم يتمرجأون كلما رأوا في التمرجإ منفذا للنجاة،وتناسوا أن الطبري وابن حنبل وابن تيمية وابن تومرت وابن رشد الحفيد لم يخشوا في الله لومة لائم، وغامروا بحيواتهم من أجل تبيان ما يظنونه حقا وإراحة لضمائرهم ،

لكن ما علا قة الدعوة بالغنى ؟

لماذ تستغل القنوات "الدينية" جاذبية المفاهيم عند العامة لتقلبها إعلانات ؟ كنت سأكون متفقا معها إن هي راكمت هذه الاموال من أجل الجهاد او ماشابه ، والأدهى أن الدعاة الجدد يرون بأم أعينهم هذه الطامات ويسكتون نظرا لكونهم يستفيدون من المداخيل الهائلة على حساب الناس البسطاء الذين يريدون فهم دينهم، ورأيي أن خطورة الدعاة "الفضائيين" النقليين تكمن أساسا في ثلاثة أشياءَ(أشياء هي الوحيدة الممنوعة من الصرف على هذه الصيغة):

1 ــ أنهم يصرون أن الحقيقة معهم وينفون حقائق أخرى بانتقائية واضحة للنصوص والحكايات التي تشبه خرافات جداتنا، بل إن أغلبهم يهاجم مذاهب كلامية لا تتفق ورؤاه، فعقيدة أهل الحديث "المربعة" تكفر الشيعة والعكس صحيح، والأشعرية تهاجم الاعتزال، والحنابلة يكفرون المشبهة الأشاعرة، هل هذا هو الدين ؟ هل هذا هو فهم الدين ؟ هل هذا هو فهم فهم الدين ؟

2 ــ أنهم يُجَهّـلون العامة، لماذا ؟ لأن العامة عندما تسمع "محمد حسان" عفا الله عنه يقول : "قال الحسن البصري أو قال الشافعي" لا يرجعون الى كتب أصول الفقه والدين من أجل التثقف، بل يكتفون بإحالات الشيوخ الدعاة، بذلك تكف الأمة عن القراءة وتكتفي بالحويني وحسان ويعقوب وعبد الكافي، فتضيع النصوص الأصيلة ويبقى لنا منها فهم هؤلاء النقليين لها، إن شهرة هؤلاء الدعاة دليلٌ على انحطاط الفكر لدى المسلمين اليوم ، وفي نظري أن الأمة التي تعرف محمد حسان ولا تعرف من هو طه عبد الرحمان أو محمد عمارة أو حسن حنفي أو الجابري أمة جاهلة كل الجهل، بل أضحينا نرى ثقافة جديدة طفقت تتكاثر وهي ثقافة الفضائيات:يقول لك شخص ما مثلا "قال أبو حنيفة كذا وكذا" فتسأله من أين اتيت بالمعلومة فيحيلك على ما أحال عليه الشيخ ولم يرجع الى" الفقه الأكبر" وهذه ـ لَعَمري ـ طامة إضافية،

3 ــ تسطيح الفكر : فعوض فتح أمور العقيدة الأشد تعقيدا وتفهيمها للناس والدعوة للإسلام وتفكيك عقيدة الآخر بهذه الطريقة كما كان يفعل الداعية أحمد ديدات رحمه الله، نرى هؤلاء الدعاة يكتفون بمصطلح الحديث والوعظ والفقه حتى أن بعضهم لا يستطيع في كلامه الخروج عن دورة المياه،

وفي رأينا أننا ورغم هذه الصحوة الزائفة ما زلنا نعيش تخلفا مزدهرا، بل نزداد تخلفا على تخلف، ولا شك أن الانسان المسلم سيتساءل بعد حين من الدهر، ماذا أفادنا الرجوع الى الدين ؟ لكن السؤال خطأ فادح،والسؤال الصحيح هو : "ماذا أفادنا فهم النقليين للدين ؟"، فعلينا إذن أن نفرق بين الدين وبين فهم هؤلاء له، وبعد هذا التساؤل سيكون الجواب : "لم نستفد شيئا لأننا أدنى أمم الأرض ولازلنا"، وبما أن السؤال خطأ وهو"ماذا استفدنا من الدين" عوض التساؤل الصحيح وهو "ماذا استفدنا من فهم الدعاة للدين"، ستكون ردة الفعل أيضا خاطئة وهي أن يتجه الإنسان المسلم الى مجالات جديدة يعتقد أنها السبيل الى التقدم، ولا شك أن المادية الغربية والتقدم الغربي الظاهر الخادع سيستهوي الانسانَ المسلمَ غيرَ المتسلحِ بالعلم الديني الصحيح الذي يترك المجال مفتوحا للعقل فعلى رأي "ابن رشد الحفيد" فإن الله لم يكن ليخلق لنا عقلا وشريعة في نفس الآن مالم يكونا متوافقين (فصل المقال)، وسيستسلم للإلحاد مرة أخرى خصوصا مع انتشار المفاهيم التفكيكية التي تدعو الى تعددية الحقيقة وتناسلها.



#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الوليمة في ثقافتنا الكريمة
- نظرية الانزياح عند جان كوهن - الوصف التفسيري لإشكالية اِنفرا ...
- كلنَا آلهة ٌ......دَعُونَا نَعيش
- [ تفكيك العقلانية الدينية ] .
- [ غشاء البكارة بين التقديس الحالم و التدنيس الهادم ]
- [ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ : تفكيكُ مَلفوظاتِ المُقدمة ] .
- مكائد التسمية : من اللواط إلى الشذوذ إلى المثلية [ 1 تفكيكا ...


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيوب بن حكيم - إيناع الإلحاد من فرط التدين أو -اِكتفاء الدعاة الجدد بتجهيل الناس-