أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادية الشربيني - مرحبا بكم في دولة الإخوان الفاشية














المزيد.....

مرحبا بكم في دولة الإخوان الفاشية


نادية الشربيني

الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 00:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعد فرحة الميلاد الأولى للبرلمان المنتخب بعد الثورة أصيب الناس بالذهول الممزوج بكثير من عدم التصديق لأداء البرلمان البعيد عن آمالهم وتطلعاتهم وانتهى بهم الحال إلى التحول بالأمل في حياة أفضل إلى جهة انتخاب رئيس قد يصلح ما انكسر. وفي الواقع فإن البرلمان وصمه الكثيرون بأنه "برطمان" و"مكلمة" لما ظهر من أدائه الركيك ومضيعته للوقت ودوره الرقابي الأشبه بالتمثيلية أمام حكومة يعلم الجميع أنها باقية حتى يشاء المجلس العسكري أمرا آخر. إلا أن البرلمان الذي توالى فشله بطريقة يومية حتى التخمة قد تقدم عضوه الإخواني صبحي صالح مؤخرا بمشروع قانون يضع قيودا استبدادية على حق التظاهر. وهو أمر وإن كان صادما إلا أنه كان متوقعا من الذين يفهمون المنهج الإخواني الذي يتميز بالبراجماتية والخداع والفاشية حيث رأي القمة هو الأوحد ومجال المناقشة محدود وحيث يذوب الفرد في الجماعة ويصبح لسانها الذي تتحدث به وذراعها الذي تبطش به. وصبحي صالح لمن قد لا يتذكر هو بطل التلفيقات الدستورية التي استفتي الشعب عليها والتي كانت بداية السقوط في مشوار الثورة. وهو صاحب تصريح زواج الإخواني من الإخوانية كي ينجبوا النسل الأرقى. وعندما حوصر من الدكتور خالد منتصر في محاورة تلفزيونية، ادعى أنه لم يكن يعلم بأمر هذه المحاورة ولا بوجود الدكتور منتصر فيها، إلا أن المذيعة سارعت إلى تكذيبه مؤكدة، بأغلظ الأيمان، أنه كان يعلم لأنها، وللمصادفة، كانت جالسة بجوار معدة البرنامج أثناء الاتفاق مع صالح. والآن بعد أن أصبح له كرسيا في البرلمان فقد اتحفنا بتحفة قانونية من النوع الشديد السمية وهو قانون تنظيم التظاهر، الذي أثار ضجة كبيرة ورفضا من أعضاء البرلمان أنفسهم، دعت المايسترو صالح إلى التنصل من مشروع القانون وحتى من صفته كنائب برلمان. فقد ادعى أنه مجرد "مُجَّمِع" للقانون وليس صانعا له! وكأنه ساعي بريد يسعى بين النواب في الخير ويستعمله النواب الذين يريدون تمرير قوانين فاشية كمخلب قط. وهذا يذكرنا بمحاولته التملص من تصريحاته العنصرية في مقابلته تلك. ولكن على أية حال، كلام الإخوان يمتزج فيه العسل بالسم حتى لا تكاد تفقه منه شيئا لأنه يعني كل المتناقضات في نفس الوقت. ولكن ما الذي يحتويه مشروع هذا القانون الذي جلب العار على من قدموه؟
يشترط القانون أن يقوم منظمي المظاهرة أو الاجتماع بإخطار الجهات المختصة قبل المظاهرة بثلاثة أيام على الأقل أو 24 ساعة إن كان الأمر يتعلق باجتماع انتخابي. وهو شرط حاول الحزب الوطني المنحل تمريره في مشروع مشابه قبل الثورة، ولكن أقل استبدادا من مشروع صالح، ولقي مقاومة عنيفة من المدافعين عن حقوق الإنسان، وربما كانت هناك بعض الأصوات الإخوانية المناهضة له في ذلك الزمان الذي ولى. ويبدو أن أصحاب الأغلبية في البرلمان الذي يهذي أكثر مما يتكلم بما يُعقل لم يكتفوا بموقفهم المتخاذل تجاه قضية الشهداء ودعمهم المريب لوزير الداخلية وجهازه الأمني، وإنما أرادوا أن يكونوا أداة تشريعية تمارس بها الأجهزة الأمنية قمعها باسم القانون. والقانون المقترح يلزم منظمي الاجتماع أو المظاهرة بتحديد مكان وزمان وموضوع المظاهرة وكأنه اعتراف مسبق يقر به المنظمون كي يستخدم ضدهم فيما بعد، وكله بالقانون. أي أن ينظم البعض مثلا مظاهرة تندد بحكم العسكر ويكتبون إلى داخلية العسكر، نريد تنظيم مظاهرة ننادي فيها باسقاط ولي نعمتكم. وطبعا لأننا نعيش في أفضل عالم ممكن حيث تحلق الفراشات وتتمايل الورود مع النسيم العليل، فإن أجهزة الأمن ستوافق باسم احترام حرية التعبير عن هذا النوع من المظاهرات. كما أن الإخطار يشمل معلومات مفصلة عن الداعي إلى المظاهرة وتحديد اثنين نائبين له، حتى يتمكن الأمن من قطع الرؤوس أولا بأول وتحميل مسؤولية التخريب، الذي لابد وأن يحدث على يد مأجورين وبلطجية الداخلية، على عاتق هذه الأسماء. وبالطبع هناك عقوبة وهي الحبس ستة أشهر لمن يشارك في مظاهرة بدون تصريح أو مظاهرة رفضها الأمن. أي أن كل من يجرؤ على فتح فمه بما لا يعجب النظام سوف يقطع لسانه، وسوف يجر الجميع إلى السجن. والعجيب أن الغرض الأعم من تنظيم مظاهرات هي التنديد بشيء ما أو الدعوة لتغيير ما. ومن الصعب تخيل كم سيكون عدد المظاهرات التي ستحصل على رضا الأجهزة الأمنية وفق قانون كهذا.
هل الإخوان بتقديمهم لهذا المشروع الفضيحة يقدمون الشكر إلى الشعب الذي وثق فيهم وتمنى أن يشهد حرية وكرامة وعدالة على أيديهم؟ هل يكرسون بهذا لدولة فاشية استبدادية وهو أمر يتسق مع منهجهم ومبادئهم الأساسية التي تعتمد على التراتبية في اتخاذ القرار؟ هل هذه واحدة من خطوات تأسيس دولة العسكر-إخوان التي بدأت معالمها تتضح رويدا رويدا؟ وهل سحبهم الاعتراف بوليدهم غير الشرعي هو حرص منهم على البقية الباقية من شعبيتهم أم أنها مناورة؟ الواضح أن أداء الإخوان داخل البرلمان بعيد عن الحرص على تأسيس أي قواعد لدولة ديمقراطية تتمتع بسيادة القانون.



#نادية_الشربيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاهرة وواشنطن متلبستان بالجرم المشهود
- جحافل الظلام تغزو التحرير
- الدم المصري
- الدولة الجلاد
- من يقطع أوصال الوطن؟
- طرائف رمضانية
- الثورة القادمة لن تأتي من التحرير


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادية الشربيني - مرحبا بكم في دولة الإخوان الفاشية