أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - ( النوروز ) بين الأسطورة والمعتقد والطقوس !!!















المزيد.....

( النوروز ) بين الأسطورة والمعتقد والطقوس !!!


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 15:39
المحور: الادب والفن
    


تحتفل شعوب العالم أجمع يوم 21 / 3 بعيد شعبي يسمى عيد ( النوروز ) أو ( النيروز ) ، وفي ليلة 21 / 3 يتساوى الليل مع النهار بعدد ساعاته ، وأعتاد العراقيون على تسميته ب ( النوروز ) ، وهو لدى الشعوب الفارسية والكردية يعني اليوم الجديد ، ويترجم من اللغة الكردية ( ضوء جديد ) أو يوم جديد ، ويروى أن الشعب الكردي كان تحت قبضة حاكم فارسي جائر يسمى ( الضحاك ) بحوالي 4200 ورأي آخر3500 سنة قبل ميلاد السيد المسيح ( ع ) ، وأستطاع البطل الكردي ( كاوه الحداد ) أن يقتل هذا الحاكم لذا عد ذلك اليوم عيدا للشعب الكردي ، ومنهم من يرى الضحاك ملكا أشوريا كانت له أفعيان تحرسانه ، ولظلم الضحاك كان يطعم تلك الأفاعي من ( مخ ) الأطفال ، وفقد كاوه 16 ستة عشر ولدا من ولده لتغذية تلك الأفعيان ، وبقيت له بنت واحدة وحينما طلبت للقتل واستخراج ( مخها ) عمد كاوه لحيلة وهي ذبح شاة وتقديم ( مخها ) لتلك الأفعيان ، ونجح كاوه بخطته هذه وصعد لقمة الجبل مع أبنته هاربا بها ، عرف الشعب الكردي بما فعله كاوه الحداد ففعلوا مثل فعلته وبدؤوا يرسلون أولادهم للجبل مع كاوه ، بدأ كاوه تدريب هؤلاء الأطفال على القتال وحين أصبح عددهم كافيا هجم بهم وبقيادته على حصن الضحاك وقتله وأشعل النار بدار الضحاك وعلى قمة ذلك الجبل ، وأمر جنده الأطفال أن يصنعوا ما صنعه ، وتقول الأسطورة الكردية أيضا أن الشمس لم تشرق طوال سني ظلم الضحاك ، وحينا قتل أشرقت الشمس فجر ذلك اليوم 21 لذا سمي اليوم الجديد أو الضوء الجديد ، ويقول المصريون أن النوروز عيد فرعوني وهو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة وأتت النوروز من المفردة القبطية ( ني _ يارؤو ) لموعد اكتمال فيضان النيل ) بروايات وتأويلات كثيرة ، وتحتفل الشعوب الفارسية لمدة أسبوعان تتوج لذروة الاحتفال يوم 21 / 3 ، وتصوم الطائفة البهائية لمدة 19 عشر يوما تسبق يوم النوروز ، والنوروز أحد الأعياد لديهم وهو يوم 21 /3 .
تقول الأساطير اليونانية أن الأرض تحمل على أحد أكتاف الإله ( أطلس ) وفي ليلة 20 – 21 / 3 يرفع الإله أطلس الأرض من مستقر كتفه لينقلها الى الكتف الآخر وخلال هذا الانتقال للأرض من كتف لآخر قد يرى أحد المارة من الحيوانات هذا التحول فيقال أن الأرض قد تحولت على استقراء ونبوءة وفأل ذلك الحيوان من خير وشر ، وأما الأساطير الهندية والفارسية تقولان أن الأرض ترفع على قرن ثور ، وفي ليلة 20 – 21 / 3 ينقل ذلك الثور بحركة جبارة الأرض من قرن لآخر ، وكما الأسطورة اليونانية بخصوص ما يشاهده من الحيوانات المارة أثناء لحظة التحويل ، والظاهر أن هذه الأسطورة وصلت للعوام من الناس وهذا أحد أبناء شيوخ عشائر ( الجبور ) من الفرات الأوسط ويسمى ( حميوي ) قد تعلق قلبه بإحدى الغجريات وأسمها ( بدرية ) ، وحين معرفة والده بهذا العشق أمر تلك العوائل الغجرية مغادرة منطقة سكناه ففرحت زوجة ( حميوي ) برحيل الغجر عن ديارهم فقالت هذا ( الدارمي ) ( منهو اليكل لحميوي بدرية شالت / وأنكسر كرن الثور والدنية مالت ) ، وأما المعتقدات العربية العراقية بعيد النوروز فتقول ، أن ملوك المناذرة كانوا يخرجون ليلة النوروز فأي شئ يلاقي في طريق الملك من الحيوانات فأن الأرض تدور عليه ، ولهم فأل حسن وسيء لما يؤولونه لتلك الحيوانات التي يراها الملك ، أو يراها الثور ، أو الإله أطلس ، ويعتقد الكثير أن مسألة الأبراج متأتية من هذه التنبؤات ، وفي الموروث من الأدعية الإسلامية لمختلف مذاهب المسلمين ليوم تحويل السنة ( النوروز ) أمثلة تروى بذلك ومنها ( يا مغير القلوب والأحوال غيّر حالنا لأحسن حال ) ، ويروى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) أوتي له بطبق من ( الفالوذج ) التي تصنع من الحليب ويضاف لها السكر ويسميها العامة ( محلبي ) ، قدمها له ( زواطا ) فأستطعمها علي ( ع ) وقال له ما هذا ؟ ، فقال أنه النوروز يا أمير المؤمنين ، فتبسم علي ( ع ) وقال له ( نورزونا كل يوم يرحمكم الله ) ، وهي دلالة لعدم استهجانه واستنكاره لهذا العمل ، و ( زواطا ) هو جد الإمام أبو حنيفة ( النعمان بن ثابت (رض )) .
للنوروز طقوس قد تتشابه بالحواضر العربية والعراقية ، ويعده الأطفال عيدا ثالثا لهم بعد الفطر والأضحى ، وتختلف الناس وحسب الأحوال المالية للاحتفال بهذا العيد ، الفقراء منهم تصبغ ( الدشاديش ) لأطفالهم الأولاد والبنات لتظهر أنها جديدة ، والأغنياء يشترون لأبنائهم الجديد من الملابس ، وكل عائلة غنية أم فقيرة تشتري لأبنائها الذكور الصغار والكبار جرارا من الفخار يسمى ( أبريق ) له فتحة جانبية ينزل الماء منها تسمى ( بلبوله ) ، والإبريق صغير الحجم لا يتعدى أن يستوعب قدح أو قدحان من الماء ، وللإناث صغارا وكبارا أيضا ما يسمى ( شربه أو تنكه بضم الميم وسكون النون وفتح الكاف ) ليس لها مكان لخروج الماء إلا من فوهتها ، وهناك من النساء الحوامل الذي لا يعرف ما في بطونهن من حمل ذكور أم إناث ، وعدم معرفتهم حينذاك لعدم توفر ما يسمى بأجهزة ( السونار ) ، ولمثل هذه الحال من الحمل يشترى ما يسمونه ( تُنُك بضم التاء والنون ) وهو بحجم ما ذكرناه مضافا له يدتان ( عروتان ) يمينه ويساره ، وتتفنن النسوة بزينة أباريق أولادهن الذكور – غالبا – مضافا لما عليه من زينة وأصباغ اصطناعية حمراء وخضراء وصفراء ، فيصنعن من أكياس ( الجوت ) أو قماش ( الململ ) حزاما يطوق تلك الأباريق ويضعن به حبات من الحنطة أو الشعير يلف تلك الأباريق بمدة مناسبة ، فتنبت تلك الحبيبات بذلك القماش وتستقي ماءها بما يرش عليها من الماء وبما تمتصه من جدار الإبريق المملوء ماءا ، وتكبر هذه النبتات العشبية ولها منظر جميل يأخذ بالعيون ، وفي تلك الأيام لم تكن صناعة الدواجن كما هي الآن ، وأغلب البيوت تربي الدجاج المحلي لينتج للعائلة ما تحتاجه من البيض ، ولم نعتد على رؤية البيض الأحمر وقتذاك ولا نرى إلا البيض الأبيض في الأسواق ، ولا أعرف لم كانت أمهاتنا يردن لون البيض أحمرا يوم النوروز ، فيضعن قشور البصل مع البيض حين إنضاجه فيصبح أحمرا ، ولكل فرد من أفراد العائلة بيضتان حمراوان مسلوقتان ، ونجبر من أمهاتنا أن نأكل تلك البيضتين المخصصتين لنا كي لا تصاب عيوننا بمكروه الى العام التالي ، ومن الطقوس أيضا وضع مائدة ( صينية ) تحوي على سبع سينات ، مرة قلت لأمي أن مجموع السينات ستة وليست سبعة ، ضحكت لذلك وقالت أن السمسم فيه سينان ، ونجد بتلك الموائد السمسم مخلوطا ومسحونا مع السكر وهو ما نحبه كثيرا ، والسمك ، وشئ من أغصان شجرة ( الياس ) ، والكرفس ، والخس ، و ( الساهون ) وهي حلوى تصنع من الزيت و السكر يميل لونها الى القهوائي الغامق ، وبعض النسوة يعملن شراب ( الأسكنجبيل ) عوض أحد هذه السينات ، والميسورون من الناس يشترون الحليب وتعمل النساء منه أواني كثيرة من ( المحلبي ) ، ويتفنن بصنعه فيضعن تحت ( المحلبي ) وبنفس الإناء طبقة من ( الزردة ) وهي عبارة عن رز مضاف له السكر ومادة من التوابل لونها أصفر تسمى عند العامة ( صبغ الزردة ) ، ساعات الضحى تخرج العوائل مستقبلة النوروز الربيعي الى البساتين القريبة أو التجمعات التي يرتادها الناس أيام أعيادها ، وفي ( حلة ) العطاء والخير بابل نذهب صحبة أمهاتنا وآبائنا الى قرية ( العتايج ) حيث مرقد العلامة العتائقي الحلي ، وهناك يتحلق الشباب لأداء رقصة ( الجوبي ) ، ولكل فرقة عازفها الذي يعزف على ( المطبك ) المصنوع من سيقان القصب فتخرج منه أصواتا راقصة ولا أشجى منها ، والعازف الماهر يستمر عزفه شهيقا وزفيرا دون انقطاع ، والمغني ينشد ( عالجوبي الجوبي الجوبي / والحنه لاخت ثوبي ) ، وعائلات أخرى تذهب الى مقام ( عمران بن علي بن أبي طالب ( ع ) ) ، ومجاميع أخرى تذهب لمقام نبي الله أيوب ( ع ) ، وعوائل أخرى تفترش حشائش البساتين المحيطة بالحلة الفيحاء .
اختلفت التسميات لعيد النوروز في أغلب الحواضر العراقية ، قسم أسموه ( النوروز ) ، وآخرون ( الحول ) ، وقسم أسموه عيد الشجرة ، وقد تكون تسمية ( دخول السنة ) الغالبة في العراق ، وقد أشار لهذه التسمية الشاعر العراقي الكبير ( مظفر النواب ) قائلا ( ودخول السنه من ألكاك / يافي النبع وأطعم / عطش صبير لافركاك ) .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطرفة السياسية وتأثيراتها
- نقابة الصحفيين والاستثمار الحكومي
- ( اليوم عيد )
- قراءة لقصيدة ( موت وجنازه وكبر )
- إضاءة / أيها الحكام العرب أحذروا قمة بغداد !!!
- ( هموم وكبر )
- التواصل المجتمعي التجاري الحلي
- التواصل المجتمعي التجاري
- إضاءة / النائب حسن العلوي وفلسفته الأخلاقية !!!
- إضاءة / الأخيار ورثة التاتار
- أمي
- الشهيد عبد الكريم قاسم والصراع الطبقي والسياسي
- شهيد العز مهداة للزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم
- إضاءة / ( تيتي تيتي )
- سالوفة فخر
- إضاءة / مشهد الشمس والأربعاء الأخير من صفر !!!
- إضاءة / من الرابح الساسة ، المواطن ، الوطن ؟
- القائمة العراقية وقطرية السلوك والنهج
- إضاءة / سلاماً دولة ( اللغف ) الديمقراطي الأوحد !!!
- إضاءة / التيار الديمقراطي في بابل يحصد يوم العراق !!!


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - ( النوروز ) بين الأسطورة والمعتقد والطقوس !!!