أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجيب الخنيزي - عبد العزيز السنيد .. الغائب الحاضر















المزيد.....

عبد العزيز السنيد .. الغائب الحاضر


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3656 - 2012 / 3 / 3 - 12:51
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



يوم السبت 17 فبراير الجاري ، غيب الموت الذي لا مفر منه احد الشخصيات الوطنية البارزة في بلادنا ، الأستاذ عبد العزيز بن عبد الرحمن السنيد ، وذلك عن عمر ناهز تسعين عاما . السنيد الذي ولد في مدينة سوق الشيوخ في العراق في عام 1922 ، يتحدر من أسرة نجدية ( تقطن بريدة بالقصيم ) فرضت ظروف عمل والده كتاجر متنقل ، النزوح إلى العراق والزواج من إحدى نساء عشيرة العقيلات . في مدينة الشيوخ تلقى تعليمه الأولي، كما عمل في حقل الصحافة في العاصمة بغداد، وعايش في سن مبكرة أجوائها الثقافية والسياسية ، إلى أن عاد إلى السعودية في مطلع الخمسينات ، حيث عمل في شركة الزيت العربية / الأمريكية ( أرامكو ) في المنطقة الشرقية و التي كانت ملكيتها في ذلك الوقت أمريكية بالكامل وفقا لاتفاقية الامتياز المبرمة مع الحكومة السعودية ، إلى أن انتقلت ملكيتها إلى الدولة بشكل نهائي في عام 1988 تحت مسمى شركة الزيت العربية السعودية ( أرامكو ) . يعد السنيد أحد الرواد الأوائل من الذين أسسوا وقادوا الحراك النقابي ( المطلبي ) والوطني ( السياسي ) والثقافي ( الإعلامي ) في بلادنا ، حيث أسس في عام 1953 مع ثلة من زملائه في شركة أرامكو ، أول تشكيل عمالي/ نقابي بالمعنى الحديث وهي " اللجنة العمالية " ، التي كان أعضاءها ينحدرون من مختلف مناطق المملكة ، وقد انتخب السنيد رئيسا لها . وقد أخذت اللجنة العمالية على عاتقها الدفاع عن حقوق ومصالح العمال السعوديين ، وتمثيل مطالبهم لدى الشركة ، كما قادت سلسلة إضرابات ، شارك فيها غالبية عمال الشركة ، احتجاجا على شروط العمل الشاقة ، والخدمات الرديئة ، والأجور المتدنية ، إلى جانب الاعتراف بشرعية " اللجنة العمالية " العمالية كممثل لمصالح العمال أمام الشركة . وقد نجح العمال بفضل إرادتهم وتلاحمهم و تضحياتهم من إجبار الشركة الأمريكية ،على تلبية الكثير من مطالبهم ، كما سارعت الدولة في عام 1954 ( في عهد الملك سعود بن عبد العزيز ) لتشكيل هيئة ملكية دائمة للنظر في الشئون العمالية ، وجعل مقرها في مركز أمارة المنطقة الشرقية ، وأعطيت قراراتها صفة البت ، وقد تم إطلاق سراح القيادات العمالية بما في ذلك أعضاء اللجنة العمالية ، من معتقلهم المعروف بسجن العبيد في الاحساء ، ومن ثم تم إعادة غالبيتهم إلى أعمالهم ، في حين جرى نفي بعضهم إلى مناطقهم الأصلية . لقد تبدلت في العقود الأخيرة و بشكل نوعي ظروف عمل و حياة عمال وموظفي شركة أرامكو السعودية ، وأصبح العمل فيها أمنية للغالبية من السعوديين ، نظرا للمزايا والمكاسب العديدة التي يحظى بها عمالها ، والتي لم يكن لتتحقق لولا نضال وتضحيات العمال بقيادة لجنتهم العمالية . عبد العزيز السنيد يعد من الرواد الأوائل في حقل الصحافة في بلادنا حيث تقدم في عام 1952 لطلب ترخيص إصدار أول صحيفة في المنطقة الشرقية تحت مسمى " الشباب " وقد جاءت الموافقة الرسمية على ذلك ، غير أنها لم تصدر لأسباب فنية تتعلق بظروف الطباعة ، لكنه أستمر في الكتابة في صحف أخرى صدرت في المنطقة الشرقية مثل " الفجر الجديد " و " اخبار الظهران " . على الصعيد الوطني أسهم السنيد في تأسيس التشكيلات الوطنية السرية " جبهة الإصلاح الوطني " في عام 1954 و" جبهة التحرر الوطني " في عام 1958 ، والتي طرحت العديد من المطالب الإصلاحية و الوطنية والحقوقية ، ومع إن تلك التشكيلات قد اندثرت أو تحولت إلى مسميات أخرى في ما بعد ، غير ان العديد من الأهداف و المطالب التي رفعتها قد تحقق ، مثل إلغاء امتياز شركة أرامكو الأمريكية ، و نقل ملكيتها إلى الدولة وتحسين ظروف عمالها ، وإلغاء قاعدة الظهران الأمريكية ، وتطوير التعليم ،وخصوصا تعليم النساء ، إلى جانب تحسين الخدمات ، وسن نظام العمل والعمال ، وإقرار النظام الأساسي للحكم ، وتشكيل مجلس الشورى ، ومجالس المقاطعات ، وإجازة تشكيل " اللجان العمالية " وبعض المنظمات الحقوقية الحكومية والخاصة ، والتشكيلات المهنية ، وهي انجازات مهمة رغم الثغرات والنواقص الجدية التي تعتريها ، كما أن العديد من المطالب والاستحقاقات الوطنية والإصلاحية الضرورية ، لا يزال يتعين تحقيقها . في عام 1959 غادر عبد العزيز السنيد المملكة متوجها إلى العراق التي مكث فيها بعض الوقت ، و تعرف خلالها على العديد من القيادات السياسية ، والشخصيات الفكرية والثقافية البارزة ، لكنه أضطر بعد فترة إلى مغادرتها بسبب الأوضاع السياسية الداخلية المضطربة . محطته الثانية كانت بيروت ، لكنه أضطر كذلك إلى مغادرتها نظرا للضغوط التي تعرضت لها الحكومة اللبنانية ، حيث توجه إلى موسكو ، وأخير أستقر به المطاف في دمشق . وقد تم اختيار فقيدنا الراحل بالإجماع رئيسا لرابطة السعوديين ( المنفيين ) في الخارج . استمرت إقامته في دمشق حتى عام 1975 ، حيث عاد إلى أرض الوطن إثر إصدار الملك خالد بن عبد العزيز قرارا بالعفو العام عن المعتقلين والمنفيين ، حيث عمل موظفا في القطاع الخاص ، كما استأنف الكتابة في الصحف المحلية مثل جريدة اليوم ومجلة الشرق ، وقد ظل السنيد يتواصل مع الأجيال الجديدة، التي دخلت المعترك والنشاط الوطني/ الإصلاحي العام، و متفاعلا مع قضايا الوطن والمجتمع . في 16 / 5 / 2007 كان لي شرف الحضور والمشاركة في احتفائية " ديوانية الثلوثية بالرياض " بالفقيد الراحل والتي حضرها عشرات الشخصيات الوطنية والثقافية والإعلامية من مختلف مناطق المملكة ، وجرى التطرق خلالها إلى سيرته ومآثره المضيئة في تاريخ الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في بلادنا ، كما احتفى به في نفس العام في لقاء خاص ( كان لي شرف حضوره ) ضم العديد من أصدقائه ومحبيه في المنطقة الشرقية . لقد ظل أستاذنا الراحل رغم السنون والأنواء ، شابا في روحه الوطنية الوثابة ، وعطائه ، قابضا على جمر مبادئه الوطنية و الاجتماعية والإنسانية ، و متجاوزا لكل أشكال التشطير والفرقة المناطقية ، القبلية ، الطائفية ، العشائرية التي ابتلى بها مجتمعنا ، كبقية المجتمعات العربية ، وخصوصا في السنوات الأخيرة وذلك لأسباب وعوامل معروفة . من المحزن رحيل ( بفاصل شهور ) ثلاثة من رواد الحراك الوطني والثقافي في بلادنا ممن ربطتهم صلات شخصية وإنسانية قوية ووشائج و هموم وقضايا وطنية و فكرية وثقافية مشتركة ، وهم الأستاذ عبد الكريم الجهيمان الذي أسس جريدة " أخبار الظهران " في عام 1954 الصادرة في المنطقة الشرقية ، والأستاذ يوسف الشيخ يعقوب مؤسس ورئيس تحرير صحيفة الفجر الجديد الصادرة في نفس العام في المنطقة الشرقية ، إلى جانب فقيدنا الراحل . عزائنا ان الفقيد شهد بعض ثمرات ما زرعه ومجايله من الرواد العظام ، وأنه سيظل صفحة مضيئة في الذاكرة الوطنية والإنسانية . رحم الله الفقيد الراحل، ولعائلته وذويه وأصدقائه ومحبيه ، على امتداد الوطن ، الصبر والسلوان .
+ الكلمة الخاصة في الحفل التأبيني للفقيد الراحل عبد العزيز السنيد بتاريخ 28 فبراير 2012

احتفاء بالشخصية الوطنية البارزة عبد العزيز السنيد ( +)
كلمة نجيب الخنيزي

الأخوة الأعزاء ، بداية اشكر واحي المشرفين على منتدى الثلوثية في الرياض العاصمة على جهودهم الخيرة في رفد العمل الوطني العام ، والحراك الثقافي / الاجتماعي . ومن بينها هذه المبادرة الجميلة في الاحتفاء برمز وطني كبير هو الأستاذ عبد العزيز السنيد ( أبو نبيل ) الذي ينتمي إلى جيل الرواد الأوائل ، الذين حفروا الصخر بصبر وإصرار وعزيمة بأيديهم العارية أو بأدوات وعدة بسيطة ، و مقتحمين فيافي الصحراء الموحشة بزاد قليل وغالبا دون مرشد موثوق ، وسعوا ما في وسعهم لأن يكونوا شموعا تحترق لاختراق دياجير الظلام المدلهم وإنارة الطريق من اجل غد أجمل ، تنبلج فيه شمس الحرية والعدالة والمساواة والتقدم الاجتماعي في سماء بلادنا ، و أن يتجاوز وطننا أفات وعثرات التخلف والجهل والظلم . أبو نبيل هو ممن قدموا ( ومعه آخرون كثيرون ) أرواحهم على اكفهم ، ومن ضحوا بحريتهم ، مقدمين عصارة فكرهم ، وطاقة شبابهم ، ونضج كهولتهم ، وحكمة شيخوختهم من اجل قضايا الوطن الكبرى . وقد كان ولا يزال هذا الشيخ الجليل رغم السنون والأنواء ، شابا في روحه الوطنية الوثابة ، وعطائه ، قابضا على جمر مبادئه الوطنية و الاجتماعية والإنسانية ، و متجاوزا لكل أشكال التشطير والفرقة المناطقية ، القبلية ، الطائفية ، العشائرية التي ابتلى بها مجتمعنا ، كبقية المجتمعات العربية لأسباب وعوامل معروفة ، يأتي في مقدمتها فشل الخيارات والمشاريع المطروحة ( قومية ويسارية وليبرالية وإسلامية ) على الرغم من النوايا الصادقة ، أو المضببة المعلنة ، و التضحيات الجسام التي بذلتها الشعوب العربية ونخبها السياسية والاجتماعية والفكرية كافة من اجل الحرية والاستقلال والتنمية والوحدة و إعادة بناء الإنسان والمجتمع و صياغة و إقامة الدولة الوطنية العربية الحديثة ، ووصولها ( المشاريع ) جميعا إلى طريق مسدود . كان أبو نبيل منذ شبابه الباكر ، سواء في العراق( حيث ولد في عام 1922م وعاش طفولته و شطرا من شبابه في مدينة الشيوخ مع عائلته المهاجرة من مدينة بريده في القصيم من إقليم نجد ، مثل العديد من العائلات والعشائر والقبائل المهاجرة من الجزيرة العربية بحثا عن الرزق ) أو اثر عودته إلى ارض الوطن ، منحازا ومنذ البداية الى البسطاء ، والكادحين ، والفكر العلمي الجدلي، كأداة لفهم وتفسير وتغير الواقع ، من اجل ظروف أكثر إنسانية تليق بإنسانية وكرامة الإنسان . كان له شرف الريادة في تأسيس اللجنة العمالية في عام 53م التي قادت كفاح الطبقة العاملة في السعودية في مرحلة مبكرة من تشكلها من اجل نيل حقوقها المطلبية العادلة ، وكذالك دوره الريادي المبكر في الصحافة والكتابة التنويرية في المنطقة الشرقية ، وإسهامه المباشر في تأسيس وقيادة جبهة الإصلاح الوطني ( 1954م) التي تحولت إلى جبهة التحرر الوطني ( 1958م ) اليسارية ، التي أسهمت بدور طليعي مع بقية الاتجاهات السياسية ( ناصرين وبعثيين وقومين عرب ) ضمن تلك الظروف الصعبة في النضال من اجل القضايا الوطنية والقومية آنذاك ، مثل المطالبة بإطلاق الحريات العامة ( حرية الصحافة والكتابة والنشر والتفكير ) وشرعية إقامة الاتحادات العمالية والمهنية ، والمنظمات السياسية والاجتماعية المستقلة عن الفضاء الرسمي ، وصياغة قانون للعمل والعمال يصون حقوق العمال والكاحين وسن دستور وقوانين وتشريعات عصرية ، إلى جانب التصدي لإلغاء القاعدة العسكرية الأمريكية في الظهران ، و النضال ضد الصهيونية والامبريالية و الأحلاف الاستعمارية في المنطقة ، والتضامن مع كفاح الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية من اجل الحرية والاستقلال الوطني ، وغيرها من المطالب التي لا يزال العديد منها يحتفظ براهنتيه في الوقت الحاضر ، في ضوء مشاريع التفتيت والتقسيم ، وإعادة تشكيل الخرائط والمجتمعات في عموم المنطقة العربية ، وفقا للأسس الاثنية والمناطقية والطائفية والمذهبية . لقد عانى عبد العزيز السنيد ( هو ورفاقه والوطنيون عموما ) في سبيل ذالك ما عانى من الاعتقال ، وشظف العيش ، وحياة اللجوء الذي استمرت قرابة خمسة عشر عاما ، حيث عاد إلى وطنه من منفاه في عام 1975، اثر إعلان العفو الملكي العام عن المعتقلين والمنفيين السياسيين . واثر عودته ظل يتواصل مع الأجيال الجديدة، التي دخلت المعترك والنشاط الوطني العام، و متفاعلا مع قضايا الوطن والمجتمع. وبالتأكيد كان بإمكانه أن يعيش عيشة هانئة وطبيعية بالمقاييس والشروط السائدة ، لو قنع بما هو كائن وليس بما يجب أن يكون. .
الإخوة الأعزاء ، الهدف المشترك المعلن من الجميع ( القيادة السياسية للدولة ، وكذالك المجتمع وقواه المدنية المستقلة ) يتمثل في ترسيخ التوجه الإصلاحي الجذري و الشامل ، وتحقيق وانجاز مستلزمات التنمية المستدامة في بلادنا ، بأبعادها ومكوناتها الاجتماعية ، الاقتصادية ، الثقافية ، السياسية ، و الأمنية ، وهو ما يتطلب بالضرورة العمل على خلق مقومات بنيتها ( الفوقية ) القانونية ، والتشريعية، والدستورية العصرية ، وكذالك بنيها ( التحتية ) المتمثل في مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني المستقلة ، ومنتداكم ومعه العشرات من المنتديات المماثلة المنتشرة في ربوع بلادنا الحبيبة ستكون من ضمن أنويتها التأسيسية الصلبة. لذا من الضروري في هذا الوقت العصيب والدقيق الذي يمر به الوطن والمجتمع والدولة في الآن معا ، و حجم ومستوى التهديدات و التحديات الداخلية والإقليمية والدولية ، العمل على ترجمة الاستحقاقات الوطنية المطلوبة لمواجهتها على ارض الواقع ، بما في ذالك التصدي لتفاقم مظاهر التكفير والتشدد و التطرف والإرهاب ، التي ابتليت بها بلادنا ، والتي كشفت الأحداث الأخيرة الجزء الظاهر من جبل الجليد . فالإرهاب هو ثمرة فاسدة ،في شجرة عميقة الجذور، متعددة الأفرع ، و له مكوناته ومحاضنه الفكرية ،والاجتماعية ،والاقتصادية ، والسياسة ، وبالتالي فان مقاومته لا يمكن حصرها في الأجهزة الأمنية ،التي نحيي جهودها وتضحياتها الكبيرة في هذا المجال ، غير أن المواجهة الأمنية كما دللت الوقائع والتجارب غير كافية لاستئصال جذور العنف ، والتطرف ، والإرهاب . إنها واجب ومسؤولية الدولة والحكومة وأجهزتها التنفيذية المختلفة ، كما هي مهمة وواجب المجتمع ومؤسساته المدنية المستقلة التي تنبثق و تنمو وتنتعش في فضاء الحرية ، والعدالة ، والمساواة ، والتعددية ، وعبر ترسيخ قيم المواطنة الحقة في إطار عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم .
يا أبا نبيل احتفائنا بكم في هذه الأمسية الجميلة ، هو جزء يسير و متواضع نعبر فيه عن وفائنا وحبنا واحترامنا لشخصكم المعطاء ، كما هو تكريم لجيل الرواد الوطنين الأوائل من المجايلين لكم . ومن هذه القاعة وبحضور الشخصية الوطنية البارزة واحد رواد التنوير في بلادنا الأستاذ عبد الكريم الجهيمان ( أبو سهيل ) و وجود العشرات من مختلف مناطق المملكة ، من ذوي المشارب الوطنية، والفكرية ، والثقافية المختلفة، الذين حضروا خصيصا لهذه الاحتفالية الخاصة للأستاذ عبد العزيز السنيد ، ادعوا و أتمنى من شهود تلك التجربة وغيرها من التجارب الوطنية المختلفة ، وخصوصا الرواد منهم ، و من الذين انخرطوا فيها ، إلى الإفصاح عن شهادتهم ، وتجاربهم وتقييماتهم النقدية الخاصة ، لتجلية وإلقاء الضوء على مرحلة وفترة مهمة من تاريخ بلادنا ، لا يزال الكثير منها ، وخصوصا بالنسبة للأجيال الجديدة مجهولا ومغيبا ، وهذا لا يعني بالتأكيد استعادة تلك المرحلة الماضية أو إعادة استنساخها من جديد ، إنها مرحلة تاريخية انتهت ، وجرى تجاوزها بما لها وعليها ، وسيقول التاريخ ولو بعد حين كلمته فيها . لكن المهم إن تلك المرحلة تمثل احد مكونات الذاكرة التاريخية والثقافية الجمعية للوطن والمجتمع، كما ان تلك التجارب والمشاريع (بمستويات متباينة) كانت تصب في اتجاه ترسيخ مقومات الوحدة الوطنية الشاملة بعيداً عن الولاءات والانتماءات الفرعية التقليدية ، أو الدعوات والممارسات العدمية كما هو حال بعض جماعات الإسلام السياسي التي ترفض فكرة ومفهوم الدولة الوطنية و المدنية الحديثة ، وهو ما ينبغي عدم تجاهله، بل رصده وتوثيقه ونقده ضمن سياقاته الموضوعية والذاتية آنذاك.

( + ) في ديوانية " الثلوثية في الرياض "
في 16 /5 / 2007 ، احتفى العديد من أصدقاء و محبي الشخصية الوطنية البارزة الأستاذ " عبد العزيز السنيد " بمآثره المضيئة في تاريخ الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في بلادنا ، وقد قدم عريف اللقاء الأستاذ عبد الله الفريحي " أبو طفول "
لهذه المناسبة بنبذة عن حياته و أهم عناوين محطاتها الطويلة والتي امتدت من مطلع الأربعينيات الميلادية واستمرت حتى اليوم ، من الكتابة عن الشأن العام في الصحف المحلية ، و قيادة اللجنة العمالية في الشرقية ، وتأسيس جبهة الإصلاح الوطني وما بعدها،
و عمله في مكتب العمل والعمال الذي سعى لحماية حقوق العمال وترقية مستوياتهم المهنية والحياتية، وعن اضطراره إلى السفر إلى خارج بلاده لمتابعة الهموم الوطنية و حتى عودته في أواخر السبعينات حيث انخرط في الكتابة عن قضايا المواطنين وهموم الوطن
وساهم في الحراك الاجتماعي و الإصلاحي الذي حفلت به ساحتنا الاجتماعية خلال السنوات الخمس الماضية .
وقد تحدث في هذه المناسبة عدد من محبي هذه القامة الوطنية السامقة، وهم :
الأستاذ محمد سعيد طيب
الأستاذ حمد الناصر الحمدان
الدكتور يوسف مكي
الأستاذ عبدالله القفاري
الأستاذ محمد القشعمي
و شارك الأستاذ محمد العلي بكلمة قرئت نيابة عنه



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل الغانم.. وتجربة الدراسة في الاتحاد السوفيتي
- التمايز ما بين الأهلي والمدني
- 2011 عام العرب بامتياز
- تراجع الدور العالمي للولايات المتحدة
- الشيخ إمام .. احتفاء في مرحلة التغيير
- 2011 ... عام التحولات التاريخية الكبرى في القرن الحالي «1/2»
- عام على تفجر الانتفاضات العربية
- دول مجلس التعاون الخليجي في عين العاصفة
- الوحدة الخليجية .. والاستحقاقات المطلوبة
- منتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية
- - أبو أمل - .. نضالاتك و تضحياتك تتجسد شموسا وأقمارا
- هل نحن بصدد عولمة جديدة ؟
- أزمة الديون الأمريكية وانعكاساتها على الاقتصاد العالمي
- معوقات التغيير في العالم العربي
- رحيل المثقف و الإنسان .. شاكر الشيخ
- دور البطالة والفقر في إشعال الثورات العربية
- تساؤلات حول الفقر المدقع والفقر المطلق
- المثقف العربي وربيع الثورات والانتفاضات العربية ؟
- أوباما ونتنياهو .. اختلاف في الشكل وتطابق في الجوهر
- هل تدشن ذكرى النكبة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؟


المزيد.....




- شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام ...
- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- سياسيون بحزب العمال البريطاني يدعون لتعجيل موعد الانتخابات ا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للسلامة في أماكن العمل
- حزب العمال البريطاني يدعو لانتخابات تشريعية بعد تفوقه في الم ...
- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجيب الخنيزي - عبد العزيز السنيد .. الغائب الحاضر