أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد الرازقي - شكرا لك محمد بن عبد الكريم الخطابي على عودتك.














المزيد.....

شكرا لك محمد بن عبد الكريم الخطابي على عودتك.


محمد الرازقي

الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 22:47
المحور: سيرة ذاتية
    


في ليالي الشتاء تعرفت عليك، بل بالكاد سمعت باسمك ايها الأمير، سمعته وانا أنصت الى جدتي وهي تحكي لي عن غابر الأيام، عن زمن الأمجاد، لم افهم حينذاك على حداثة سني ما كانت تحكيه لي بصوتها الخافت في إحدى قرى تمسمان ،لقد كان اسمك يختلط في ما تحكيه بملحمة دهار ابران، وانتصارات انوال، وزغاريد النساء، لقد كنت سعيدا جدا وانا انام ايقاع اسمك في ليالي الشتاء الباردة.
تخيلتك كثيرا، لقد كان الانتصار لدي هو انت، وانت الفخر، كيف لا وكلما تحدث احد أجدادي عن النصر الا وذكر اسمك، لقد كنت أنضر الى ملامحهم وهم يحكون لي كيف ردعت الإسبان، وكيف كنت حكيما وأنت في الميدان، وكيف وحدت الريفيين على الأعداء، لم افهم حينها.
من حين لآخر كان يحكي لي جدي عن حادثة وقعت له إبان معركة انوال، فيجعلني احس انك قريب جدا الي، لقد كان عالما سرياليا اختلط فيه الخيال بالواقع، وبراءة الطفولة، عالم لم اكن اعرف فيه معنى السياسة ولا شئ من هذا القبيل، كنت استمتع فقط بقصصك وبطولاتك.
كان هذا يحدث غالبا والنوم يداعب عيناي، لقد كنت اسمع اسمك وانا بين عالمين، عالم النهار(الواقع)، وعالم الليل(الاحلام)، ولم استطع حينها ان افرق بين العالمين، دخلت للتعليم الابتدائي لعلني اقرا شيئا عنك، انتظرت كثيرا ولم اجد الا لغة غريبة عن اللتي كانت تحكي لي بها جدتي عنك، قلت : لما الارتجال، لعله في الدروس اللاحقة، لكن مضى عام، وعام وعام...ولم اسمع اسمك من معلمي، كما الفت ذلك من جدتي.
عدت الى أحلامي افتش عنك، بعد ان كادت المقررات الدراسية تنسيني اياك، لكن هيهات، فما سمعته في الصغر منقوش في خيالي كالنقش على الحجر، رحلت جدتي وجدي من بعده، ومضى بي الزمان، فاذا بي اعثر على اولى صورك، يا فرحتي وانا ارى صورة احلامي، لقد تذكرت حينها جدتي وطفولتي، تذكرت تلك الليالي الهادئة الحالمة.
وبعدها ستمسك يداي اول كتاب يقص سيرتك، لاسافر معك في صفحاته، واعيش أحلى لحظات حياتي، في جبهات القتال معك، وانت تحصد انتصارا وراء انتصار، وانت تحرر قبيلة وراء قبيلة، وانت تؤسس دولة عصرية فريدة من نوعها في عصرك، واعيش معك ايضا بعض هزائمك، واتجرع مرارة الغازات السامة، واحرق بلهيب القنابل، وغدر الاسبان وعملائهم في الريف، ويا حسرتاه،كم كانت حسرتي وانا اصل معك الى النقطة التي ظلت حرقة فينا بعدك: هل اواصل القتال وشعبي يكاد يسحق؟ ام ساوفر له فرصة اخرى ليجرب حضه؟
لقد وفرت لنا فرصت لاعادة بناء انفسنا، وها نحن جيلا بعد جيل، نبذل قصارى جهدنا لنكون عند حسن ضنك بنا، لنكون قد ادينا واجبنا كما قلت احدى مقولاتك الخالدة، ان ليس هناك جناح او فشل، بل هناك واجب ونحن اديناه، لقد تركت الريف في اعناقنا امانة، ونماءه رسالة لنبلغها للاجيال القادمة، وكم وصيتنا ايها الامير بالحرية، تلك التي رفضنا ان نقبل بأنصاف الحلول فيها، فلا حل وسط كما قلت، بل انها حق مشاع لبني الانسان، وغاصبها مجرم.
لقد علمتنا ان نعيش مرفوعي الراس في هذا العالم، لا نخاف لومة لائم، ولا نخر لأحد ساجدين،مهما علا سلطانه، بل علمتنا ان نعيش بعزتنا، كيف لا وانت خير قدوة لنا، وقد رفضت الخضوع لأعتى القوى الاستعمارية في عصرك، وحاربتهم بشراسة، وقاومت، لتكون بذلك قد اديت واجبك.
لقدد ظنناك انك راحل عنا بالمطلق، لكن اليوم وبعد نصف قرن من رحيلك،وجدنا انك اقرب الينا من الامس، وانك حريص على تتبع مدى خدمتنا للريف، ولقضاياه، فلا يسعنا اليوم الا ان نشكرك على عودتك، لقلوبنا، لعقولنا، لجوارحنا، للريف.
الريف وما ادراكما الريف، وصورتك تحمل فيه على الاكتاف، واسمك يهتف فيه في كل حدب وصوب، من يستطيع ان يوقف زحف الربيع، وانت شمسه، من يستطيع ان يوقف زحف الريفيين وانت قائدهم، من يستطيع ان يوقف من علمتهم ان يفكرو بهدوء.
آه على زمن الامجاد، زمن كنت فيه القائد الهمام، يحسب لك فيه الف حساب، بعزيمتك وشجاعة الريفيين، لقد مضى الزمن الجميل، وها انت تعود لتهمس في آذاننا ان المستقبل اجمل، فهنيئا لنا بعودتك، فشكرا وشكرا وشكرا...



#محمد_الرازقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة والتنمية سقطت أخلاقيا
- المغرب: نحو علمانية جوانية
- قراءة في الخطاب السياسي ل-بنكيران-
- الى متى سيكف الفيزازي عن استفزاز عقول المغاربة ؟
- الگرمومة : السخرية كنقد للسلطة.
- ربيع الشعوب... وعولمة الثورة.
- وهم الصحوة الدينية بالمغرب ...والجبرية السياسية.
- الفساد والاستبداد يخوضان معركة وجود في المغرب
- في نهاية المطاف...نلتقي في المشترك.


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد الرازقي - شكرا لك محمد بن عبد الكريم الخطابي على عودتك.