أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد علي الماوي - حول خلايا المؤسسات















المزيد.....

حول خلايا المؤسسات


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 01:23
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


تقرير حول مسألة خلايا المؤسسات
(ان تركيبة الاحزاب في البلدان الراسمالية تختلف طبعا عن تركيبة الاحزاب في اشباه المستعمرات ورغم هذا الاختلاف فان مفهوم الخلية يكتسي اهمية قسوى في علاقة بضرورة الانصهار والبلترة والتواجد على ارض الواقع في المصنع والحي والارياف المهمشة والتي تجهل معنى التنظم والتنظيم.ويشدد الخطاب على ضرورة القطع مع اساليب الاشتراكية الديمقراطية التي تبني نفسها على اساس معارضات لخوض الانتخابات.
اقدم هذه الترجمة علها تساعد على فهم دور الخلية في الارتباط بالمعنيين بالثورة وبالتغيير الثوري والقطع مع نزعة التحرك من أجل جمع اصوات الناخبين لاغير.)
تقديم شيلر : ( المؤتمر الخامس للأممية الشيوعية 1924)
أيها الرفاق : إن المهمة الرئيسية لهذا المؤتمر هي بلشقة الأحزاب الشيوعية ،غير أن إعادة التنظيم على أساس خلايا المؤسسات هي واحدة من أهم عناصر هذه البلشفة للحزاب الشيوعية .
بعد المؤتمر العالمي الثالث ،لم يقع إعطاء الأهمية اللازمة لهذه المسألة ،وقد بقيت كل فروع الأممية الشيوعية بإستثناء أممية الشبيبة والحزب الألماني عديمة النشاط فى هذا الميدان حتى بعد المؤتمر الرابع .ولكن اليوم إعتنت كل الأحزاب بهذه المسألة لا نظريا فحسب بل فى الممارسة أيضا . إن أحداث ألمانيا أظهرت لكل الأحزاب أن الطرق والأشكال التنظيمية التى تمتلكها إلى حد الآن لا تمكنها من قيادة نضالها إلا بصعوبة كبيرة .
لقد فهمت اليوم كل الأحزاب أن تكوين خلايا المؤسسات وإعادة تنظيم الأحزاب على أساسها ضرورة حيوية ولهذا وضعت هذه المسألة فى جدول أعمال المؤتمر العالمي .
لا جدال فى أن بعض أحزابنا جماهيرية بفعل القوة العددية . ولكن لا يمكن إعتبارها بعد حقيقة أحزابا بلشفية جماهيرية.فهل ينحصر مفهوم الحزب الجماهيري بكل بساطة فى العدد ؟ لا .يوجد كثير من الأحزاب الإشتراكية الديمقراطية ذات الجماهيرية بوفرة أعداد منخرطيها . إن الحزب الشيوعي الجماهيري لا يستحق هذا الإسم إلا إذا مارس تأثيرا عميقا ومستمرا على أوسع جماهير الطبقة العاملة وبقي مرتبطا وثيق الإرتباط مع الجماهير فى كل المسائل وفى صراعها اليومي ويبقى قائدها اليومي بدون منازع مثل هذا الحزب الشيوعي الجماهيري مستحيل وجوده مع الأشكال الهرمة للتنظيم الاشتراكي الديمقراطي :
إن الحزب الإشتراكي الديمقراطي يوجه كل نشاطه فى إتجاه الإصلاحية والبرلمانية فى المجتمع الرأسمالي مرتكز على الفرع المحلي لكن النضال الثوري يدور فى المصانع ويجب أن يكون للحزب قواعده هناك ومن السهل جدا ترديد الجمل الثورية فى الفروع المحلية ولكن أغلب هذه الفروع لا ترتبط إلا بصفة ضئيلة مع الصراع المباشر للجماهير العمالية .
تضطر إعادة تنظيم الحزب وتحويل قاعدته فى المصنع عناصرنا على إستعمال كل قواها الممكنة وتضعها وجها لوجه أمام عدوها الطبقي وهكذا يكتسب الحزب الروح الكفاحية البروليتارية التى هي ضرورية بالنسبة له وكم يوجد الآن أيضا فى المصانع من إضطرابات وإعتصامات ونضالات هامة لا يمارس عليها الحزب التأثير الحاسم وذلك لأن قاعدة تنظيمنا ليست بالمصانع ونفس الشيئ بالنسبة للعمل النقابي ،فإن إفتكاك النقابات أمر يتوقف فى جانب كبير منه على خلايا المؤسسات لا يمثل إلا إضافة إلى الجهاز الحزبي وتحويرا سطحيا لهيكلته أم أنه يفرض تغييراعميقا فى هذه الهيكلة ؟
لا بد أن نجيب بكل وضوح على هذه المسألة فكل غموض أو سوء فهم فى هذا المجال هو أمر بالغ الضرر . فى العديد من الأحيان نجد فى دوريات مختلف الأحزاب مقالات توضح أنه يجب خلق أشكال جديدة للتنظيم بدون "تحطيم" وبدون تغيير جوهري للأشكال الموجودة حاليا وبدون تعويضها لإعادة بناء شاملة .
وبالطبع فإن المقصود ليس هو تحطيم التنظيم الموجود حاليا ،والذين يحذرون من هذا التحطيم الخيالي هم فى الغالب معارضون لتغيير جذري فى منظمتنا وبعبارة أخرى فهم يتصورون إمكانية تبنى هذا الشكل التنظيمي الجديد مع الإبقاء على الهياكل القديمة للحزب . إن هذه الفكرة التى لا أسس لها يجب إبعادها تماما فليس من الممكن تكوين خلايا المؤسسات البلشفية مع الحفاظ على الهيكل الإشتراكي الديمقراطي للحزب .
إن الأممية تفرض إعادة التنظيم . وإن إعادة التنظيم هذه يجب أن تكون تدريجية دقيقة ومنهجية وان لا تضعف الحزب ولو مؤقتا ولكنها يجب أن تكون إعادة تنظيم عميقة وجذرية لكل الهيكلة الموجودة بالحزب . وفى كثير من الأحزاب ظهرت الأخطاء التى تعرضنا لها بأشكال مختلفة . وفى هذا المجال قرر الحزب الإنقليزي فى مؤتمره إنتهاج تكوين الخلايا ولكن بدون تغيير التنظيم الحالي .
وفى فرنسا ،كان الحديث طويلا عن تنظم الحزب على أساسين إثنين : الفرع والخلية . وهذه الأخيرة ليس لها الحق فى تسلم المساهمات المالية وإنتداب الأعضاء . وقد صرح لنا الرفاق الفرنسيون أنهم لا يعتبرون هذا الوضع فترة إنتقالية . وإننى سعيد أن ألاحظ أننا اليوم فى إتفاق كامل معهم وأنهم يعتبرون من بين أحسن المدافعين عن وجهة نظرنا ولكن – وخلال بعض الوقت – كانوا يتبعون طريقا خاطئة .
أما فى إيطاليا ،فإن الحزب لا يؤمن كذلك بضرورة تغييير تنظيمه الحالي على إثر تكوين خلايا المصانع . وقد أعلن الحزب التشيكسلوفاكي بوضوح أن شكل تنظيمه الحالي عميق الجذور بقدر لا يمكن معه تغييره . وفى إحدى ندواته حول مسألة خلايا المصانع تبنى الحل المتضمن للفقرة التالية :
" إن خلايا المؤسسات يجب أن تكون بدون تحطيم الأشكال القديمة للتنظيم وأن شكل التنظيم الحالي هو منغرس فى الطبقة العاملة التى لا تستطيع هجره إلا عندما يتهيأ شكل التنظيم الجديد ويثبت جدواه ". وقد قررت الندوة – ولفترة طويلة نسبيا – أن تكون إلا معارضات فى المصانع هذه . إذن فى المجمل النتيجة العملية لهذه النظرة الخاطئة حول إعادة التنظيم فالحزب يحتفظ بقاعدته القديمة أما الفرع المحلي أي ما يطلقون عليه إسم "خلية المصنع " سوف لا يكون إلا قسما بسيطا للمصنع أي مجموعة غير متجانسة من الشيوعيين لهم مهام دعائية محدودة بالمصنع ولا تمتلك حقوق جهاز من أجهزة الحزب . ..
ولذلك يجب علينا أن لا نقوم بأي تنازل فى هذا الميدان .إن خلية المؤسسة هي قاعدة تنظيم الحزب ويجب أن تكون كذلك فى كل مكان لا تحتل فيه هذه المكانة . وتتطلب إعادة التنظيم بالطبع مجهودات وكثيرا من الطاقة ويرى رفاقنا التشيكيون أنها لا يمكن أن تتكون إلا عبر فترة إنتقالية بطيئة فهم يتوقعونمرحلة معارضات فى المصانع (عام أو عامين ) ثم مرحلة خلايا المؤسسات وقد أعلنوا أن الشكل الجديد للتنظيم يجب أن يتجذر فى الطبقة العاملة بواسطة أقسام المصانع وإذا أثبتت هذه الأخيرة جدواها يصبح التحول إلى خلايا المؤسسات ممكنا
وقد قالوا من ناحية أخرى إن إعادة التنظيم تفرض عددا كبيرا من العاملين الذين يفتقدهم الحزب حاليا والذى يجب عليهم تكوينهم . إن الرفاق التشيكيين قد شوهوا فكرة الإنتقال المنهجي فى حد ذاتها إلى درجة تحويلها إلى فكرة خاطئة تماما. وتبين التجربة العالمية للرفاق التشيكيين أنه من المستحيل الوصول إلى خلايا المؤسسات بإتباع طريقتهم .
كيف تستطيع هذه الأشكال الجديدة أن تتجذر فى الجماهير العمالية وتصبح محبوبة لديهم إذا بدأنا بتقديمها على شكل تعويض مماثل للأشكال القديمة ؟
كيف يمكن للمعارضة فى المصنع أن تقوم بكل الواجبات الموكولة لخلية المؤسسة فى ظرف عامين إن لم يكن لها فى نفس الوقت كل الواجبات والحقوق لمنظمة حزبية وخاصة ربط داخلي وثيق؟ وأحسن من كل شيئ ،فإن التجربة الألمانية تبين أن حياة مثل هذه المعارضات ليست ممكنة وهي لا تستطيع إلا أن تندثر .
إن الخلية لا تستطيع أن تعيش إلا إذا كانت حقيقة جهازا من أجهزة الحزب وأن تكون لها كل الحقوق وعليها كل الواجبات . وإذا كان الرفاق التشيكيون يرون أنه من غير الممكن إعطاءها فوريا كل حقوق وواجبات الفرع لسبب نقص العاملين المتعلمين ،فإنهم يخطؤون لأنهم ينقصون من قيمة الطاقة الكامنة لدى الجماهير العمالية وأعضاء الحزب عوض أن يرجعوا ذلك إلى خمول القادة . وإذا كانت هناك وسيلة لإحداث طاقات جديدة فى الحزب هي بدون شك وسيلة إعادة التنظيم على أساس خلايا المؤسسات فإجبار كل شيوعي وكل عامل صناعي على العمل بكل صرامة فإن إعادة التنظيم هذه تساعد على ظهور قوى لا تعد و تحول فى قليل من الوقت الرفاق الخاملين نوعا ما إلى مناضلين ممتازين .
إن الرفاق التشيكيين ينقصون من قيمة إعادة التنظيم على أساس خلايا المؤسسات عبر فترة إنتقالية طويلة ويعتبرونه أمرا مستحيلا. إنهم ينقصون من قيمة التنظيم التى تمثل ثورة حقيقية لأشكال التنظيم الإشتراكي الديمقراطي الموجودة لدينا إلى حد الآن وتحولا مصاعبه ليست أقل من مصاعب تحولات أخرى تقوم بها الأممية الشيوعية . فكيف يقولون مثلا إذا إقترحنا عليهم أن يكون شعار المؤتمر الثالث "فلنذهب إلى الجماهير " غير قابل للتطبيق الفوري وذلك خطوة خطوة وبمراحل مطولة وبالتأكيد فإن إعادة التنظيم هو مسار طويل نسبيا ولكن مدته محدودة ويجب أن تكون كذلك قصيرة قدر المستطاع لأسباب عملية . ومن الضروري خاصة أن تصبح خلايا المؤسسات المكونة القاعدة الحقيقية لتنظيم الحزب .
وهكذا فإن مسألة حق خلايا المؤسسات فى إنتداب الأعضاء وقبول المساهمات المالية تحل إيجابيا . ويجب على الأحزاب أن تعطي هذا الحق لخلاياها التى لم تتمتع به بعد .تقودنا مسألة الإنتقال إلى مسالة خلايا الشوارع ونظرا لتعقيدها وصلابة العادة فقد هيأت هذه الأخيرة المجال للتعتيمات والأخطاء .
وقد إعتبرناها دائما مسألة مبدئية فى نفس درجة مسألة خلايا المؤسسات وكثيرا ما أعلنا (بما فى ذلك الحزب الألماني ) أن خلايا المؤسسات وخلايا الشوارع يجب أن يكونا قاعدتا تنظيم الحزب . إن "حل جانفي التنفيذي " لا يعتبر عضوا فى خلية الشوارع إلا الشيوعيين الذين يعملون بصفة منفردة وفى أماكن يستحيل فيها تجميعهم فى خلايا المؤسسات (عملة المنازل البروليتارية ،الخدم المثقفون العاملون بصورة منفردة ) ولكن فى بعض الأحزاب كانوا يريدون إنتداب البطالين والشيوعيين ذوى الأعمال المنفردة ضمن خلايا المؤسسات .( أنظر مثلا توجيهات الحزب الألماني – ماي 1924)
أما فى الحزب التشيكي فإن خلايا الشوارع تعتبر فقط كإمتداد للتنظيم المحلى الحالي (أنظر رسالة الهيئة المديرة بتاريخ 5 ماي إلى الجامعات ) .
إن مسألة خلايا المؤسسات هي مسألة مبدئية ولكن ليس الأمر مماثلا بالنسبة لخلايا الشوارع .
نهدف إلى أن نخلق تنظيما مطابقا للحزب الشيوعي الروسي . ففى هذا الحزب كل الأعضاء تقريبا منظمون فى الخلايا وهذه الخلايا موجودة فى كل مكان فى المصانع والورشات ،فى السكك الحديدية ،فوق السفن ،فى الضيعات وفى المكاتب ...إلخ وإن الأعضاء القلائل (عدا الفلاحين المنفردين ) الباقين هم على صلة مباشرة بخلايا المؤسسات وتقوم لجنة الإقليم بإعطائهم أشغالا خاصة هذا إذن التنظيم المثالي لدينا . إنه تنظيم مبني كليا على مكان العمل ومرتكز على الجماهير وبطبيعة الحال ،فإنه للوصول إلى هذا المثال هنالك شروط مختلفة ضرورية ومنها هذين الشرطين :
1) إن تركيبة الحزب الإجتماعية يجب أن تكون بشكل يمكن فيه الأغلبية العظمى (خاصة فى المدن ) أن تنتظم مباشرة فى الخلايا أي أنه يجب أن يكون للحزب نواة بروليتارية صلبة .
2) إن تنظيم خلايا المؤسسات يجب أن يتضمن قوة كافية ،وإذا ما وجد خلل فى هذين الشرطين ،فإن الربط بخلايا المؤسسات يمكن أن ينتج إغراقها بعناصر غير عمالية وأن يترك فروعا قديمة تحت إسم "خلايا المؤسسات " ولهذا السبب يجب علينا أن نبذل كل جهودنا لتوفير هذين الشرطين لكن فى كثير من الحالات فإن التركيب الإجتماعي لأحزابنا بعيد كل البعد عن التركيبة المرضية وهكذا فقد أعلن ممثلا الولايات المتحدة وكندا للجنة التنظيم أن أغلبية أعضاء حزبهما متكونة من حرفيين وعمال متفرقين فى مصانع مختلفة وكذلك الأمر فى إيطاليا حيث نسبة الأعضاء فى المدينة ضعيفة إلى حد الآن . ولهذا السبب فإن واحدة من مهام إعادة التنظيم يجب أن تكون تكثيف الحزب حول الصناعة التقليدية وخلق أغلبية بروليتارية يقع تعيينها من بين عمال المصانع الرئيسية .أما بعد هذا فإن إنتداب أعضائنا لا بد أن يكون عبر طريقة منهجية .يجب علينا أن نكثف جهودنا فى القطاعات الصناعية الأكثر أهمية – فى الصناعة الثقيلة والمصانع الأكثر إعتبارا.
ومن المستحيل تحديد أجل يمكن فيه لمختلف الأحزاب أن تتراجع فى الأساليب الإنتقالية المتمثلة فلى خلايا الشوارع فهذا الأجل يختلف حسب الأحزاب والبلدان . ففى بعض المناطق للصناعة الكبرى يمكن التراجع عن خلايا الشوارع بينما فى جبهات أخرى يجب بعثها . فخلايا الشوارع بالنسبة لنا إذن هي شكل إنتقالي وقد أطلقنا عليها فى لجنة التنظيم –على سبيل الدعاية – "الضرر لابد منه " فهو إذن ضرر ضروري ولكنه وقتي .
فخلية الشوارع لا يجب أن تعتبر كتنظيم أساسي للحزب .فهي لا تضم من الأعضاء إلا القسم الأقل أهمية كميا ونوعيا فهي بعبارة أخرى قسم من تنظيم الحزب زهي ليست الشكل الوحيد الممكن لتنظيم الشيوعيين غير العاملين بالمصنع .إن هذه المسألة تحتل لدينا أهمية كبرى من الناحية العملية . فمن الطبيعي أن تكوين خلايا الشوارع أسهل من تكوين خلايا المؤسسات . وكذلك فإن كثيرا من المناضلين بسماعهم الحديث عن أشكال جديدة لتنظيم الحزب على اساس الخلايا قد بدؤوا بتكوين خلايا الشوارع معتبرين إياها قاعدة الحزب فى نفس أهمية خلايا المؤسسات بل و متجاهلين تنظيم هذه الأخيرة . وهكذا فهم – بدون شك أحيانا يسقطون فى المحافظة على أشكال التنظيم .
إن خلايا الشوارع هي أمر ثانوي فهي لا يجب أن تحول نظرنا عن خلايا المؤسسات التى يشكل تكوينها هدفنا الرئيسي . يجب أن نركز أنظارنا على قاعدة خلايا المؤسسات يجب أن يرتكز على الحزب . ولأجل إعادة التنظيم هذه يجب على كل حزب أن يحدد لنفسه مخططا مضبوطا وأجلا محددا .
وإن مقررات الحزب الألماني مثلا تصلح أن تكون فى كثير من النقاط نموذجا للأحزاب الأخرى فلقد حدد الحزب الشيوعي الألماني أربعة أشهر لإعادة تنظيمه وخمسة أشهر للقيام بمهام خاصة معقدة . وهذا فى رأينا أجل طبيعي يتلاءم مع غالبية أحزاب أوروبا الوسطىو الغربية .
ويجب على الحزب بدون شك أن يبعث بتوجيهاته المتعلقة بإعادة التنظيم إلى كل فروعه ولكن من الواجب عليه أولا تكثيف جهوده فى المناطق الصناعية والنقاط الأكثر أهمية . وعلى اللجنة الجامعية أن تبدأ بتنظيم الأحياء الأكثر أهمية فى المدن .يبين التسجيل توزيع الشيوعيين فى مختلف المصانع . تتكون خلايا المؤسسات بإعانة فروع المدينة واللجنة الفيدرالية وتحدد لهم إذن بعض المهمات وحسب الضرورة تنتهج مسلك تكوين خلايا الشوارع . وكلا من خلايا الشوارع وخلايا المؤسسات تنخرط فورا فى الجماعات المحلية للبلد الموجودين به . ويدخلون فى علاقة معهم فتنظم الإجتماعات المشتركة لأعضاء خلايا المؤسسات وأعضاء الجماعات المحلية . ويساهم ممثلون عن خلايا المؤسسات فى إجتماعات العاملين فى المجموعة المحلية وكذلك فى إدارة هذه الأخيرة .
ينتظم الشيوعيون مؤقتا لا حسب مكان عملهم ولكن حسب مكان إقامتهم . وهذه المرحلة قصيرة الأمد فقد حددها الحزب الألماني بشهرين وليس أكثر وحسب رأينا لا يجب أن تكون أكثر طولا من ذلك إلا فى حالات إستثنائية . وهذا الأجل كاف لتحضير تحول أعضاء المجموعات إلى الخلية فى مكان العمل أين يحق لهم ممارسة حقوقهم والقيام بواجباتهم تجاه الحزب .
ومن هنا فإن خلايا المؤسسات بعد أن تكون قد تحققت تماما تنتهج طريق إعادة إنتخاب لجنة "الجناح" واللجنة الفيدرالية تطبيقا لتوجيهات "جانفى التنفيذية " .وهكذا.تكون إعادة التنظيم قد تحققت فعلا من القاعدة .
وبالطبع ففى أغلب الحالات لا تكون خلية المؤسسة فى وضع يمكنها من القيام بكل مهامها من أول يوم لتكوينها ولكن يجب أن تصل إلى ذلك فى أقرب وقت ممكن . تقتضى إعادة التنظيم عملا مكثفا بصفة خاصة من طرف الهيئة المديرة وكل أجهزة الحزب الأخرى . وهذه هي المهمة التى على مكتب التنظيم التابع لكل حزب أن يركز عليها أقصى جهوده فى خلال الشهر القادم .
ويجب أن تأخذ مقررات المؤتمر الدولي بكل جدية وعلى كل هيئة مديرة أن تقدم توجيهاتها وتعليماتها الخاصة للفيدراليات وأن تنشر بصفة منتظمة فى صحفها كل التجارب وكل نتائج عمل وإعادة التنظيم . ومن ناحيتها يجب على اللجنة التنفيذية الأممية الشيوعية أن توجه عمل الأحزاب وتكمل التوجيهات التى قدمها إلى حد الآن وذلك بتعليمات أكثر تفصيلا .
أيها الرفاق : لدينا الآن مهمة كبرى تنتظر التحقيق فنحن نقوم الآن بقلب حقيقي لأشكال و طرق تنظيمنا . إن القطع مع العادات الإشتراكية الديمقراطية لن يكون أقل إيلاما فى هذا المجال منه فى مجالات أخرى ولكن يجب أن لا نتردد . إن تبنى كل المقترحات المقدمة لا فائدة منه إن لم تكن هناك نية صادقة فى أخذها كقواعد عمل . تقترح لجنة التنظيم مطابقة مقررات جانفى وتقدم أيضا حلا خاصا . وإذا طبقت الأحزاب الشيوعية الجزء الجوهري من هذا الحل تكون الأممية الشيوعية قد تقدمت خطوات إلى الأمام . قد إستطاع الحزب الألماني والحزب الفرنسي وكذلك أممية الشبيبة الذين بدؤوا فى إعادة تنظيم أنفسهم ملاحظة النتائج الإيجابية الى أقصى حد : فقد نفذوا وبصورة أعمق فى الجماهير وطوروا بصفة ملحوظة تأثيرهم ونضاليتهم .
يجب أن تكثف إعادة التنظيم الكاملة من هذه النتائج وأن تخلق أحزابا جماهيرية أحزابا للنضال البلشفي الحقيقي. وعندما تكون أحزابنا فى أوروبا وفى أمريكا مرتكزة على أساس خلايا المؤسسات تصبح لنا ضمانات أكثر أهمية لنصر البروليتاريا .
ولهذا من الواجب على كافة الأحزاب – بدون تأخير ولا تهاون– أن تأخذ بكل حزم فى تنفيذ المقررات التى سيأخذها المؤتمر الدولي فى موضوع إعادة التنظيم .
--------------------



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص حول المجلس التأسيسي
- الشعب في حاجة الى حزب الطبقة العاملة
- جانفي,شهر الشهيد وشهر الانتفاضات الشعبية
- حكومة النهضة -حكومة محاصصة
- ايّ معنى -لليسار- اليوم؟
- متطلبات الوضع الراهن في تونس
- الاتجاه الاسلامي بين المقول والممارس
- النهضة بديل امبريالي
- الانتخابات والمسألة الوطنية
- تونس-نتائج الانتخابات في تعارض مع شعارات الانتفاضة
- تعليق في الفياسبوك
- المجلس التأسيسي والبدائل الامبريالية في تونس
- حول انتخابات اكتوبر(من ارشيف الماويين)
- الانتخابات ودولة الاستعمار الجديد
- الانتخابات والخارطة السياسية في تونس
- الانتخابات البلدية
- الانتخابات
- الماويون في مواجهة الزحف الضلامي
- جريدة البديل تغالط الجماهير
- نظرتان متناقضتان للمجلس التأسيسي


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين داخل مبنى يضم ...
- باقري لقادة الفصائل الفلسطينية: إيران ستستمر بدعم المقاومة ف ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في سان فرانسيسكو
- متضامنون مع نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس وحق كافة ...
- “أمن الدولة” تنظر تجديد حبس معتقلي “بانر التضامن مع فلسطين” ...
- رسالة إلى السيد شكيب بن موسى وزير التربية الوطنية التعليم ال ...
- تعليم: دعوة للانخراط في الإضراب والوقفة الاحتجاجية أمام البر ...
- متضامنون مع أبو الديار.. يحيا الأمل
- مرشحة اليسار الحاكم في المكسيك كلاوديا شينباوم تصبح أول رئيس ...
- اليمين المتطرف الفرنسي يتقدم بنوايا التصويت لانتخابات أوروبا ...


المزيد.....

- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد علي الماوي - حول خلايا المؤسسات