أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف حسين الحلبي - اخاف ان تخضعني لتجربتك















المزيد.....

اخاف ان تخضعني لتجربتك


نايف حسين الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


أخاف أن تخضعني لتجربتك

صديقة كتبت تقول إني أخاف من إخضاع كل من حولك لقلمك ولتحليلاتك واخشي من أن تكون حقل لتجربتك وتأملاتك....... وما تعنيه هنا أن تكون تعاملاتي معها ومع المحيطين بي امتدت لتكون مراكز معدة للاختبار...
وفي كل كلمة أتلفظها يكمن ورائها مختبر يرصد ردود أفعالها ، وكل تصرف أقوم به ما هو إلا بالونات اختبار، وكل فكرة اطرحها للمناقشة إنما يكمن ورائها لغز ما....
وكمن يرقص الهيجا، يصيب مرة ويخطئ أخرى. ولكن ليس هكذا تورد الإبل.....

ولكن يا صديقتي دعينا نرى أين تكمن المشكلة؟ وهل أصبح الفكر يعاب في زماننا؟
أم إن العيب فينا؟وهل العيب في الآلة الموسيقية بأنها لا تحدث أنغاماً جميلة؟
أم العيب بمن يقوم بالعزف عليها؟ هل العيب في الحياة نفسها أم العيب بمن يعيش هذه الحياة؟

لم أعب عليكِ رأيكِ وأفكارك فهذا حال الكثيرين من أبناء جلدتنا، فنحن ضحية تربية غير مدروسة، وغير مدركة للآثار النفسية التي وراءها.....
وما أفكارك إلا ارتياب وشك وتخوف وقلق تعيشينه، أخذت تعكسينه من خلال تربيتك لأولادك، وكل ما يحيط بك.... ولكن أضرار ذلك كبيرة على المجتمع وعلى السلوك الفردي التي يظل محصور ومُقُولب بدائرة حُددت له ولم يستطع الخروج منها....

مثل الفيل الذي رُبِط لفترة طويلة بحبل طوله خمسة أمتار وعندما تم إزالة الحبل ظل يدور بفلك الخمسة أمتار فقط ولم يتجاوزها...... والأمثلة كثيرة لمدربي ومروضي الحيوانات... بحيث لم يعد بمقدور ذلك الفيل تجاوزها، وهكذا الأمة المصابة بشلل هذا التفكير تخاف من الأفكار الجريئة والعقل المنفتح حتى راحت تأنس وتركن لكل أوجاعها وتحارب كل فكرة تخرج عن المألوف،
وينطبق عليها قول المفكر عبد الرحمن الكواكبي " لقد الفت أمتي الذل كما يألف الجسم السقم"

صديقتي تعي جيدا إن تجربتي غير مخطط لها، ولم يكن خلفها نوايا مبيتة، ولكنها لم ترها على حقيقتها.....ولم ترها بالعمق. بل تراها من خلال شكوكها وتخوفاتها.
فقط هي تجربة أعيشها ، وحراك أقوم برصده وإنني عندما أشارك صديقتي أو غيرها من معارفي بهذه التجربة فليس لأدخلهم في مختبراتها لأنني أنا نفسي داخل هذا المختبر ونتيجة تفاعلاته إنما تعنيني أنا بالذات باعتباري صاحب التجربة ولا أنكر أي زخم لأراء الآخرين يتعلق بالخطوط العريضة لهذه التجربة على اعتبار إنهم أيضا إنما يقيمون هذه التجربة من خلال تجاربهم الخاصة التي قد استفيد أنا أيضا منها في صقل تجربتي واغنائها هذا على الأقل ما تعلمته من المعرفة.



وأنا عندما اخضع تجاوزا "إذا صح التعبير" تلك التجربة للمناقشة والحوار العقلي إنما لأبين لنفسي أولا قبل الآخرين نقاط القوة ونقاط الضعف والدوافع من تلك التجربة واثبات صحتها من عدمها
وانظر للآثار التي خلفتها، من منظور مختلف قد لا تراه هي.
ويساعدني ذلك على الوقوف عند تلك التجربة، والإشارة لمواطن الخلل، وما أنا إلا عين تتفحص ما يحدث، وأقوم برصدها والنظر إليها من منظار العقل وبتجرد تام

بعيدا عن الشخوص نفسها، وأتطلع إليها من موقع المراقب.....
إن الكثير من المجتمعات تعيش عمرها بأكمله ملتصقة بمعتقدات لم تطورها وتجعلها لم تعِ ذاتها وملكاتها ، وما أقوم به هو إبراز الفكرة للوجود بعد تسليط الضوء عليها ليس إلا، وبدافع النية الحسنة وحب الخير والنماء للمجتمع، وان انمي قوايّ الروحية وادفع بها للأمام إلى الحد الذي يكون فيه لعجلة الزمن من معنى نرصد من خلاله مدى تقدمنا الروحي والعقلي وخاصة على صعيد التجربة.

ومع ذلك كنت ألاحظ إن لكلماتها معنى تختبئ خلفه أشياء كثيرة من دافع الخوف، والشك، والارتياب، وتخوفات عدة تربكها...... ولم تكن نتاج حرية تعيشها، بل رسالة قمع لم تدرك خطورتها لأنها أصبحت جزء من ثقافة مجتمع عاشت في كنفه حتى أصبحت صديقتي تضع نفسها في موقع الإدانة والتأنيب إذا ما حاولت الخروج عنها فكيف بمقارعتها لها؟

ورحت متسائلا ما الغرابة إن كنت أضع تلك التجربة واضعا أمامي منظار العقل وليس المألوف؟
وما الغضاضة بذلك إن قدمتها كتجربة حياة لتعم الفائدة للجميع ؟
فكل ما في الأمر إنني
أقوم بتحليل الفكرة وتركيبها، أعيش معها، أتناغم معها بعمق استمتع بوقتي اجلس إليها بتمعن أصغي إليها لاستخلص منها رحيقها وابحث عن أرجلها الحقيقية التي تقف عليها.....
لا تتوقفين كثيرا عند الأسماء!!!! لان الزمن لن يتوقف عندها، مليارات الأسماء مُحيت وشطبت من التاريخ، وأصبحت أثراً بعد عين وبقيت التجربة الحياتية المعاشة، لتنتقل من جيل إلى أخر عبر جيناتها وتجاربها الحية. فلن تعم الفائدة إن لم تكن أفكارنا من بنات واقعنا......

وكيف سيتطور أي مفكر أو أي كاتب أو باحث، إذا استثنينا كل ما يحيط به؟
وهل سيأتي بأفكاره من السماء أم من الأرض التي يقف عليها؟
فلما العجب؟

فقط هو غوص داخلي يخص الكاتب نفسه ومرجعيته النفيسة والاجتماعية والظروف التي عاش بها، وما هي إلا وجهة نظر ليس إلا وغير ملزمة لأحد غايتها أن تعم
الفائدة، والخروج من براثن جهل نعيشه ويعيق مسيرتنا، ويُثبط الكثير من عزيمتنا، ويخرجنا من دائرة الفاعلية الوجدانية، لدرجة نجد أنفسنا نساق بدوافع لا تتواءم مع داخلنا، ومن دائرة نحن رسمناها لأنفسنا وقمنا بتصديقها وأصبحنا غير قادرين على الخروج منها....

من غير المنطقي أن اترك جراحي تنز واذهب لمداواة غيري، وهذا ما تقتضيه الطبيعة وعندما أصاب بجرح عميق تقول لي الطبيعة أولا أغلق جرحك، اربطه، عالجه، وسارع إلى الطبيب، لا تقف وتقل للناس تعالوا شاهدوا عمق الجرح.

من تجاربنا البسيطة يحدث النماء. من حياتنا اليومية يحدث النماء..... من تعاملنا البيتية على مستوى الأسرة، وعلى مستوى الأقارب، والأصدقاء يحدث النماء، وبتعزيز القيم النبيلة والتركيز عليها يحدث النماء....

فانا لم أتحدث عن المجتمع في لوس أنجلس، أو في برلين، أو في لينينغراد فهذا لن يطورني.... ولم يبنِ جسوراً متينة بداخلي، أنا ابن مكان ما انطلق منه. ريف، أو مدينة، انطلق من موقعي، من جذوري قبل أن يمتد العطب ليشل الجسم بأكمله....

الانطلاقة من الواقع أولا عندها سيحدث النماء. كل من موقعه ليطال كامل الجسد الإنساني
الشكوى والتوجسات والهموم وكبت ما نراه صواب لم ولن يطورنا......ولن يفعل خطواتنا ويجعلنا فاعلين، وسوف تكثر همومنا وتغرق زوارقنا عبر محيط متهالك يطال الجميع....

أرجو أن لا تقلقك أفكاري وكتاباتي فهي تجربة حياة أعيشها وأقوم برصدها بمعزل عن الأسماء والألقاب وان كنتِ أنت من الدائرة التي لا تعنيها هذه الأفكار، فقط أرجو أن لا تصادري حقي في التفكير والكتابة بما أشاء



#نايف_حسين_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة ملل
- جلسة على شاطئ بنيدر


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف حسين الحلبي - اخاف ان تخضعني لتجربتك